تقرير محاضرة: الليالي الكاظمية (3) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير محاضرة: الليالي الكاظمية (3) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد عليهم السلام فيما أسروا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وما لم يبلغني
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين ولعنة الله على قتلهم وأعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين أمين رب العالمين.

نستمر في تحليل السبب الذي دفع كلب بني العباس هارون الـلارشيدلقتل امام الكون الإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه
كنا قد وعدنا فيما سبق ان نحلل الاسباب التي دفعت طاغية بني العباس هارون لعنه الله لان يقدم على سجن الامام الكاظم عليه السلام اكثر من مرة ومحاولة قتله في تلك السجون اكثر من مرة ,الى أن نجح تاليا في السجن السادس للإمام عليه السلام وهو سجن السندي بن شاهك لعنه الله عليه نريد أن نعرف مالذي كان يخشاه هارون من الامام الكاظم صلوات الله عليه وماهي اسباب هذه الحملة الشرسة التي شنها على الامام عليه السلام محاولا القضاء عليه مالذي كان يختلف في حركة الامام الكاظم عليه السلام عن سائر الائمة الاطهار عليهم السلام من ابائه وابناءه حتى تعرض لتلك هذه السجون فهو صاحب الرقم الاكبر في عدد مرات الاعتقال والسجن التي تعرض لها.
ثورة الامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه وآله الطاهرين
اريد أن ابدأ كلامي باشارة دون أن استغرق فيها او اسهب فيها هذه الاشارة تحتاج الى تحقيق ومزيد من التحقيق لذلك أرجأها الآن واعطلها قليلا ,ولكني فقط اشير اليها والفت عناية المحققين والاخوة من طلبة العلم اليها لعلهم يبحثون في هذا اكثر ويتوصلون الى نتائج اكثر وضوحا, الذي يترأى لي أنّ الامام الكاظم عليه الصلاة والسلام كان بالفعل يحضر لثورة كان يمكن أن تقضي على حكم بني العباس, ولكن هذه الثورة كانت على نحو خاص بمعناه ان منطلقاتها بالاصل كانت غير مسلحة لم تكن ثورة تهتم بجمع السلاح حتى فجأة يعلن الخروج  ويتم القضاء على سلطة بني العباس ,وانما كانت ثورة شبيهة بثورة رسول الله صلى الله عليه واله على المجتمع القرشي المكي بمعنى انه كانت هنالك دعوة كاظمية, تنتشر بشكل عجيب في الامة عبر خلايا وجمعيات وكانت تنسق العمل فيما بينها وتحضر لأمر ما كان مبهما عند الدولة, وفجأة اكتشفت الدولة أنّ انتشار هذه الدعوة او هذا المد كان من الخطورة بمكان بحيث انه حتى الجهاز الحاكم كان فيه عناصر مؤيدة لهذا الامام من ال محمد صلوات الله عليه, وهذا الامر هو الذي كان مقلقا كانت السلطة ترى أنّ كوادرها الاساسية قد بدأت تتشيع وتنتقل الى هذه الدعوة او تقترب من التشيع او تتحالف مع امام الرافضة موسى بن جعفر صلوات الله عليهما, والذي يبدو لنا ان الامام عليه السلام كان بالفعل ينطلق بخطة حكيمة وقوية في هذا الاتجاه ,ولكن الذي حصل والذي احبط المشروع هو أنّ الشيعة الذين كان يعتمد عليهم افشوا الاسرار حين ذاك, فلهذا لم تنجح تلك الثورة واستطيع أن اقول انها كانت ثورة سلمية وكان يمكن لها أن تغير الوضع تماما بلا قطرة دم واحدة مما يُستظهر من مسار تحرك هذه الدعوة وهذه الثورة بقيادة الامام عليه السلام.
 يعني يمكن أن نفسّر الأمر انه كان من الممكن أن يقع انقلاب ابيض مثلا من داخل جهاز الحاكم نفسه ثم ينادى بالامام المعصوم من ال محمد عليهم السلام لمبايعته, الذي حصل انه بعض الشيعة قاموا ومع الاسف الشديد اخطأوا خطأ عظيما بإفشاء بعض الاسرار فتنبّهت الدولة عبر جواسيسها لطبيعة هذه الحركة ,ولم تجد بدا إلا من القضاء على قيادتها ورمزها المتمثلة في الامام موسى بن جعفر الكاظم عليهما الصلاة والسلام, وعندنا روايات في هذا الشأن وتؤدي الى هذه المعنى من بينها تلك الرواية التي تعاتب الشيعة وتقول إن هذا الامر اي امر قيام دولة ال محمد عليهم الصلاة والسلام كان مقررا في هذه السنوات في سنوات امامة الامام الكاظم عليه السلام لكنكم افشيتموه فخرب الله عز وجل الى اجل آخر.
 نستطيع أن نقول هكذا أنّ دور الامام الكاظم عليه الصلاة والسلام يشبهه الى حد كبير الدور الذي سيقوم به الامام المهدي عليه السلام, اي انه كان سيقيم دولة لكن الذي حصل أنّ الشيعة ماكانوا على ذلك المستوى من الكفاءة والاحتراس بما يؤدي الى نجاح هذا الامر, هذا هو التفسير الطبيعي للهجمة العباسية الشرسة ضد الامام الكاظم عليه السلام دون سائر الائمة, اي لم نجد مثلا انهم تعاملوا هكذا مع الامام الصادق عليه الصلاة والسلام ,نعم ,اعتقلوه او حاولوا اعتقاله وآذوه ولكنه لم يبقى هكذا في السجون لم يمر على ست سجون على ما استقرأنا الواقع التاريخي ,وكذلك الامام الرضا عليه السلام, مع أنّ الامام الرضا عليه السلام عاش فترة في زمان هارونلعنة الله عليه وكان كذلك ينطق بالحق, وكان بعض الشيعة يعترضون عليه عليه السلام,ويقولون له انت تتكلم بهذا الكلام والسيف مازال يقطر دما لكن مع ذلك لم يكن تعامل الدولة مع الامام الرضاصلوات الله وسلامه عليه بهذا الشكل, على كل حال القدر المتيقن أنّ نمو شعبية الامام الكاظم عليه السلام كان امراً مقلقا بشدة للطاغية هارون ولبني العباسلعنة الله عليهم وكانوا يلاحظون حقا أنّ شعبيته تعمّ الآفاق وتصل الى ابعد مدى لدرجة انها كانت تؤثر على خدمهم وحشمهم وكبار قوادهم وجندهم, ونقلنا بالسابق كيف انهم حينما كان يأمرون جندهم بقتل الامام او ايذائه كان هؤلاء يتراجعون ويخافون أن يقدمون على شي وهذا يشير الى انهم كان يعتقدون أنّ شخصية موسى بن جعفرصلوات الله وسلامه عليهما هي شخصية ولي من اولياء الله عز وجل وليست شخصية طامع سياسي خارجي يستحق القتل كما كانت تروّج الحكومة, إذاً القدر المتيقن الى انه قد ضاقت صدور هارون وقومه من نمو شعبية امام موسى بن جعفرصلوات الله وسلامه عليهما واختلاف الناس عليه, كما تنبأنا اياه هذه الرواية مثلا التي يرويها شيخنا الصدوق في عيون اخبار الرضا عليه السلام بسنده عن عمر بن واقد قال:" إنّ هارون الرشيد, لما ضاق صدره مما كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر عليهما السلام وما كان يبلغه عنه من قول الشيعة بإمامته واختلافهم في السر اليه بالليل والنهار خشي على نفسه وملكه ففكر في قتله بالسم..." الى آخر الرواية.
هذه الرواية تنبأنا عن أن هارونلعنة الله عليه ضاق صدره مما ظهر له من فضل موسى بن جعفر عليهما الصلاة والسلام وآياته الباهرات وقول الشيعة بإمامته شطر من هذه الامه يقولون انه هذا الخليفة الشرعي لا انت ,واختلافهم في السر اليه بالليل والنهار, إذا كانوا يتردون على الامام الكاظم عليه السلام سرا ليلا ونهارا كانوا يلاحظ هاهنا انها حركة غير طبيعة والتواصل مع الامام من ال محمد عليهم السلام على نحو غير معتاد, كان جموع من الامة تأتي للمايعته للاقرار والاعتراف امامه بطاعته وحجة من الله عز وجل على عبادة وكان هذا الاختلاف اليه اي التردد عليه وزيارته كان يستمر ليلا ونهارا ولكن بشكل سري فلما قرأ هذه المؤشرات ماذا حصل؟ خشي على نفسه وملكه, ففكر في قتله بالسم ومضى في ذلك, وكيف لا يفكر وهو يرى أنّ استجابة الامة لهذا الامام في اطّراد وفي نمو متسارع لدرجة انه يجد جزء من حاشيته هم من الشيعة او من المتشيعة بالاحرى على رأس هؤلاء علي بن يقطين وقصته معروفة لدى معظمكم ,ومن هؤلاء بنوا الاشعث وعلى رأس هؤلاء جعفر بن محمد بن الاشعث ,وكان وزيرا عند هارون, وهو غير معروف مع الاسف لدى الجماهير الشيعية, انه كان مثل علي بن يقطين رجل شيعي موالي للامام الكاظم عليه السلام ومن وزراء الهارون العباسي هو وبنوه لانه كان لهارون جماعة آل يقطين, بنو الاشعث, بنوا البرامكة وهكذا وكل منهم كان يمثل جناح من اجنحة الحكم, الفضل بن الربيع مثلا الفضل بن يحيى البرمكي وامثالهم, فهؤلاء قسم منهم صار شيعيا, ويأتمر بأوامر الإمام صلوات الله عليه والإمام امرهم أن يبقوا متغلغلين في الجهاز الحاكم وأن يعملوا في التقية ويخدموا بذلك الاسلام والمؤمنين وحتى بعض الاحكام بولايته التشريعية غيرها لهم حتى لا يٌكتشف تشيعهم او لا يكون هنالك مستمسك عليهم يؤدي الى ازهاق ارواحهم.
فإذا قسم من حاشيته اكتشف انه من المتشيعين قسم آخر كان يقترب الى التشيع او يتحالف مع ,وهذا الذي تظهر الروايات السابقة التي نقلناها سابقا والتي بينت لنا انه كيف كان امثال الفضل بن ربيع مع انه كان ممن يبيع آخرته من اجل دنياه إلا انه بنحو ما كانت تظهر منه علامات التأثر بالامام الكاظم عليه السلام لما كان محبوسا عنده لذلك كان يعامله بشيء من اللطف, وكذلك الفضل بن يحيى البرمكي مع انه كان من البرامكة الذين كانوا من النواصب والذين يحرضون هارون على الجناح الشيعي من حكمه ويؤكدون عليه انه مثلا جعفر بن محمد بن الاشعث شيعي اقطع راسه, علي بن يقطين شيعي اقطع راسه, كانت عندهم هذه الامور, ولكن مع ذلك نكتشف انه لما وضع الامام الكاظم عليه السلام عند احد هؤلاء اي في سجنه وهو الفضل بن يحيى البرمكي عامله بمعامله طيبة وبدأت علائم التأثر به وهذا الذي اغضب هارون كما نقلنا سابقا ونقلنا الروايات في ذلك ,وكيف انه امر بمعاقبة الفضل بن يحيى البرمكي بل اكثر من ذلك حين يكتشف هارون مثلا انه من بيت الخلافه نفسه من بيت الحكم العباسي, خلافة الجور يتأثرون بالامام الكاظم عليه السلام, كعيسى بن جعفر بن المنصور الذي وضع هارون الامام عليه السلام في سجنه في البصرة حينما كان حاكما للبصرة, هذا بن عم هارون وحفيد المنصور الدوانيقي الذي كان طاغية بني العباس ,الذي أذى اهل البيت عليهم السلام واضطهدهم, الذي كتب الى هارون رسالة يبيّن فيها عدم احتماله لوجود الامام الكاظم عليه السلام في سجنه, وخيره اما إن يورط شخص آخر غيره وإما أن يطلق سراحه لأنه لم يجد منه غير العبادة والزهد والاجتهاد في طاعة الله تبارك وتعالى وكان يتجسس عليه املاً فقط في أن يكتشف لو كان الامام عليه السلام يدعوا عليه وعلى هارون حتى تكون حجة له على ابقاء الامام في سجنه لكنه لم يجد ذلك, فأبدى عدم احتماله لابقاءه في سجنه, وهذه المؤشرات حتما كانت تقلق السلطان.
تنامي شعبيّة الامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه
ومع تنامي شعبية الامام صلوات الله عليه وازدياد اقبال الناس عليه كان لاشك يستشعر الخطر من ذلك ,لذا من الطبيعي ان يفكر خشية على كرسي حكمه ان يقتل الامام صلوات الله وسلامه عليه غيلة بالسم كما ذكرت رواية عيون الاخبار التي رواها الشيخ الصدوق عليه الرحمة, هذا كله جانب, فإذا عندنا اشارة أُولى ذكرناها على انه الامام عليه السلام كان يتحرك بشكل جدي الى ازاحة الحكم الظالم الغاصب وتحرير الامة الاسلامية من حكومة هارون الطاغية الفاسق الظالملعنة الله عليه,الذي كان يعيش ليله ونهاره بين احضان الجواري والعواهر وشرب الخمر وارتكاب المحرمات والفواحش, وتاريخه معروف لا حاجه لذكره, وكان لابد إذاً أن تحرر الامة من طاغية كهذا ,ومن الواضح أنّ الامة كانت الامة تشخص بابصارها نحو الامام والخليفة الشرعي وهو الامام موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليهما, هذه الاشارة وتغلغل الشيعة حتى في الجهاز الحاكم كان مؤشر اخر ,ولكن الى جانب هذا كله كان هنالك عامل مباشر في التسريع بسجن وقتل الامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه, هذا العامل لعله كان اكثر المهيجات التي هيجة الطاغوت العباسي لعنه الله على موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليهما ودفعته الى يبدأ بالخطوات الفعليه لقتل الامام صلوات الله عليه.
الخيانه الداخليه...
اني اتعجب أنّهذا الامر لا يشير اليه الخطباء إلا من ندر منهم مع اني لم اسمع احد يشير اليه على حد علمي ,فبقى حبيسا في الكتب والمصادر, الأمر بعبارة مختصرة خيانة داخلية, لا اعني ما ارتكبه بعض الشيعة حين افشوا بعض الاسرار هؤلاء ارتكبوا ذلك عن جهل وحماقة وسوء تقدير وانما أولائك الذين تقصدوا خيانة الامام وتعمدوا ذلك وهؤلاء لم يكونوا من عوام الشيعة بل كان من كبارئهم على الظاهر وكانوا من اهل بيت الامام الكاظم عليه السلام نفسه, كانوا ابناء اخيه بنو اخي الامام موسى بن جعفر صلوات الله عليهما خانوه وتحالفوا مع السلطة الهارونية العباسية ضده, وسعوا به اي حرضوا تلك السلطة على قتل الامام عليه السلام حتى ينالوا الجوائز من هارون مع ان الامام كان يحسن اليهم.
لاحظوا جيدا,, الامام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله عليهما له ابن اسمه اسماعيل وهو الاخ الاكبر سنا للامام الكاظم عليه السلام, اسماعيل توفي في حياة ابيه وهو الذي تزعم الفرقة الخبيثة الاسماعيلية انه هو الامام من بعد الصادق صلوات الله عليه وتنكر موته, قسم منهم ينكرون موته وقسم منهم يقولون ان الامامة انتقلت الى ابنه وكأن الامامة انتقلت من الامام الصادق عليه السلام الى الحفيد, لأن الوالد او الابن الاول قد مات في حياة ابيه مع وجود النص عليه بحد تصورهم فلذا قالوا لا تبطل تلك الوصية والوصية تنتقل الي ابنه تاليا, وجحدوا بذلك امامة الامام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه.
انا هنا ليست بمعرض ان اناقش شخصية اسماعيل, انا شخصيا متوقف في هذا, رجاليا متوقف فيه, لا اقول انه ممدوح ولا اقول انه مذموم لأنّ هاهنا تعارض لم انتهي الى ترجيح احدى الطائفتين من الروايات بضرس قاطع, ولكن على اي حال, اسماعيل هذا له ابنان احدهما اسمه محمد والاخر اسمه علي, فإذا هو محمد بن اسماعيل بن جعفر والاخر علي بن اسماعيل بن جعفر, هذان الرجالان ابناء من ابناء اخ امام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه, الامام الكاظمصلوات الله وسلامه عليه عمّهما وكان يحسن اليهما كثيرا مع ما يظهر منهما من الطيش والسفه املاً في استصلاحهما إلا أنهما لم يصلحا ,ونتيجة خانا الامام عليه السلام وانطلقا الى هارون يحرضان عليه ويكذبان اليه الى أن دفع هارون لعنه الله أن يعجل بقتل الامام صلوات الله وسلامه عليه.
خيانة علي ابن اسماعيل ابن الامام الصادق صلوات الله عليه
 انقل لكم روايتان الرواية الاولى هي عن عما فعله علي بن اسماعيل بن جعفر, والرواية تجدونها في كتاب الغيبة للشيخ الطائفة الطوسي رضوان الله تعالى عليه, بسنده
قالوا:" كان السبب في أخذ موسى بن جعفر عليهما السلامأنّ الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن محمد بن الاشعث هذا الرجل الذي كان من وزرائه وكان متشيعا فحسده يحيى بن خالد البرمكي وقال إن افضت الخلافه اليه زالت دولتي ودولة ولدي وبالفعل هي زالت فيما بعد لأن هارون انقلب على البرامكة وقتلهم الرشيد كان له هذا الوزير جعفر بن محمد بن الاشعث وكان متشيعا وعنده وزير اخر هو يحيى بن خالد البرمكي وابناءه وابناء الاشعث كذلك وكن يحيى بن خالد البرمكي يكره جعفر بن محمد بن الاشعث ويخشى انه هو ان بقي وبقي ولده فستزول دولته هو اي دولة البرمكي وابناءه لان هارون جعل ابنه الامين الذي يسمى عندهم بمحمد الامين في حجر جعفر بن محمد الاشعثاي جعل جعفر بن محمد بن الاشعث مؤدبه وهو يتولى تربيته وبطبيعة الحال سيشب هذا الولد وسيكون مخلصا لمربيه وبالتالي سيكون مبتعدا عن البرامكة واقرب الى بني الاشعث وثم ينتهز بنوا الاشعث الفرصة ويزيحوا بنوا البرامكه وتسقط سلطاتهم, وتسقط الصلاحيات الحكومية التي بيدهم, فماذا صنع يحيى بن خالد البرمكي؟
قال فاحتال على جعفر بن محمد بن الاشعث هذا الوزير المتشيع وكان يقول بالامامة اي كان شيعيا حتى داخله وآنس اليه وكان يكثر غشيانه في منزله فيقف على امره فيرفعه الى الرشيد ويزيد عليه بما يقدح في قلبه تصنّع البرمكي لجعفر بن محمد بن الاشعث انه هو احبائه ومحبيه وانه ايضا على رأيه في الامام على معتقده في امامة موسى بن جعفر عليهما السلام فكان جعفر بن محمد بن الاشعث يفضي اليه ببعض الاسرار فينقلها البرمكي الى سيده هارون ويزيد عليها بما يملأ قلب هارون غيضا على جعفر بن محمد بن الاشعث, ثم قال يوما لبعض ثقاته, البرمكي قال لبعض ثقاته لأنّه يريد أن يمسك مستمسكا ضد جعفر بن محمد بن الاشعث ومستمسكا على الامام الكاظم صلوات الله عليه حتى يوقع بهمفكلف بعض ثقاته أن يحاولوا شراء عميل من الدائرة المقربة من الامام الكاظم عليه السلام ومن اهل بيته, لان ابني اسماعيل بن جعفر محمد وعلي كانا هذان ممن يعتمد عليهم الامام الكاظم عليه السلام في بعض الشؤون, مثل التوقيعات وبعض الاوامر تخرج الى شيعة الامام عبر هذين, فلذلك كانا يمتلكان بعض الاسرار, هو يريد شراء هذين او واحد من اقرباء الامام عليه السلام حتى يكون شاهدا خصما على الامام صلوات الله عليه فيستعين به على تحقيق مراده عند هارون, فقال يوما لبعض ثقاته اتعرفون لي رجلا من ال بني طالب ليس بواسع الحال امكانياته ضعيفة يعرفني ما احتاج اليه يبلغني بما احتاجه من المعلومات والاسرار فدل على علي بن اسماعيل بن جعفر بن محمد فحمل اليه يحيى بن خالد البرمكي مالا وكان موسى عليه السلام يأنس اليه يأنس الى ابن اخيه ويصله ويعطيه نفقاته وما اشبه بما لا يجعله فاحش الثراء ولكن بالوضع المحترم لكن الرجل لم يكن يقبل كان يطمع في أن يكون فاحش الثراء, فكان موسى بن جعفرعليهما الصلاة والسلام يأنس اليه ويصله وربما افضى اليه باسراره كلها فكتب ليشخص به, كتب يحيى بن خالد البرمكي ليشخص بعلي بن اسماعيل بن جعفر اليه, اي ابن اخ الامام الكاظم عليه السلام يستدعى اليه حتى يبدأ التعاطي معه, فأحس موسى عليه السلام بذلك, فداعاهفقال الى اين يا ابن اخي؟ قال الى بغداد قال وما تصنع؟ قال علي دين وانا مملق, اي انا مديون ونفذت اموالي فاحتاج الى المال فلذا اذهب الى سلطة هارون والى وزير هارون يحيى بن خالد البرمكي حتى يعطيني مالا, قال عليه السلام فأنا اقضى دينك وافعل بك واصنع اي انا اعطيك ما تحتاج وافعل بك كل خير واصنع بك كل خير فلم يلتفت الى ذلك لان النفس خبيثة, ستبين لماذا هي خبيثة سنحاول ان نرجع بالزمن الى الوراء هذين الولدين ولدا اسماعيل كيف نشآ حتى في زمان جدهما الصادق صلوات الله عليه فلم يلتفت الى ذلك فقال له انظر يا ابن اخي لا تأتم اولادي, الامام يعلم عليه السلام بتحالف ابن اخيه مع العباسيين وعلى رأسهم هارون وسيحرض على قتل الامام عليه السلام ويؤتم أولادهوالإمامعليه السلام كان له الكثير من الأولاد, لعله أكثرالأئمة عيالا
فقال له انظر يا بن أخي لا تأتم أولاديوأمر له بثلاثمائة دينار وأربعالآلاف درهم, أعطاه هذا المبلغ وحذره ونصحه بعدم الاشتراك بدمه وهو بن أخيه فلما قام من بين يديه قال أبو الحسن موسى عليه السلام لمن حضره من أصحابه والله ليسعن في دمي ويأتمن أولادي هذا الذي رأيتموه بن اخي الذي اصله واعطيه الاموال سيسعى في دمي ويؤتم اولاديفقالوا له جعلنا الله فداك انت تعلم هذا من حاله وتعطيه؟ وتصله؟ فقال لهم نعم, حدثني ابي عن ابائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه والهإنّ الرحم إذا قُطعت فوُصلت قطعها الله عز وجل الرحم تُقطع مثل هذا علي بن اسماعيل جعفر قطع رحمه مع الامام الكاظم عليه السلام والامام الكاظم عليه السلام وصلها ذلك اصر على القطع فالله عز وجل يقطع ذلك العاق
فخرج علي بن اسماعيل حتى اتى الى يحيى بن خالد فتعرف منه خبر موسى بن جعفرصلوات الله وسلامه عليهما كل الاسرار افضاها هذا الخائن علي بن اسماعيل بن جعفر الى وزير هارون يحيى بن خالد البرمكي, ورفعه الى الرشيد وزاد عليه رفع التقرير الى الرشيدلعنة الله عليه وزاد عليه من عنده هذا الوزير وقال له إنّ الاموال تُحمل اليه اي الى موسى الكاظم عليه السلام من المشرق  والمغرب, وان له بيوت اموال وانه اشترى ضيعة بثلاثين الف دينار فسماها اليسيرة وقال له صاحبها وقد احضر المال لا اخذها هذا النقد ولا اخذ الا نقد كذا اي بكيفة خاصة من النقود والضروب التي كانت انذاك فامر بذلك المال فردّ فاعطاه ثلاثين الف دينار مما سأل بعينه فرفع بذلك كله الى الرشيد
يعني علي بن اسماعيل بن جعفر هكذا نقل الى الوزير يحيى بن خالد البرمكي أنّ الامام الكاظمصلوات الله وسلامه عليه له من الاموال كل هذا وزاد من عنده بعض الامور وذاك الوزير زاد رفعوا كل هذا الى الهارون العباسي لعنه الله فامر له بمئتين الف درهم يسبب له على بعض النواحي يعني امر للخائن علي اسماعيل بن جعفر مكافأة على خيانته لعمه الامام من ال محمد صلوات الله عليهموكانت اموال طائلة وكانت تجري عليه العطايا من ناحية ما من نواحي الامة الاسلامية فاختار كورة المشرق لأن الاموال كانت عادة تأتي من تلك الجهة ومضت رسله ليقبض المال يعني خدم علي بن اسماعيل بن جعفر حتى يقبضوا المال من خدم هارون من ميزانية الدولة ومن بيت مال المسلمين ودخل هو في بعض الايام الى الخلاءاي ذهب حتى يتغوط فزحر زحرت خرجت منها حشوته اي انه اطلق لبطنه ما اطلق ليرتاح فاذا بذلك تخرج امعاءه, هذا كان عقابه من رب العالمين خرجت منها حشوته كلها فسقط مغميا عليه وجهدوا في ردهااي جهدوا في ارجاع امعاءه من خلال دبره يدخلونها بطريقة معينة فلم يقدروا لم يقدر الاطباء فوقع لما به وجاءه المال وهو ينزع". هذا المال قد جاءوا اليه به وهو في حال الاحتضار فقال ما اصنع به وانا في حال الموت, فلا اخذ دنيا ولا اخرة لخيانته عمه الامام الكاظم عليه السلام من اجل المال, هذا علي بن اسماعيل بن جعفر.
خيانة محمد ابن اسماعيل ابن الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه
الثاني محمد بن اسماعيل بن جعفر ولعله كان اكبر من علي, ايضا قام بشيء شبيه في التحريض على عمه الامام الكاظم صلوات الله عليه كما نجده في رواية رواها شيخنا الكشي في رجاله رضوان الله تعالى عليه بسنده عن علي بن جعفر بن محمد, هذا اخو الامام الكاظم عليه السلام وكان رجلا جليلا عظيما وفيا وبرا, لا خائنا ولا عاقا لم يكن كهذين الخائنين الذين ضاهيا ابن نوح عليه السلام, هنا لا يتعجب احد ولا يقول احد ان هؤلاء ابناء امام معصوم كيف هكذا يصبحون؟ حفيد مباشر وكان يتربى بطفولته عند الامام الصادق عليه السلام, كيف هكذا يحصل؟
نعم,, هذا ممكن فالله عز وجل يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ,وكذا يخرج الخبيث من الطيب هؤلاء خبثاء اخرجهم من الطيبين ويخرج الطيبين من الخبثاء كمحمد بن ابي بكر مثلا, نوح عليه السلام كان له ابن يسمى بالاآثار  بكنعنان وكان هو الابن الجاحد والعاصي لم يؤمن بنبوة ابيه لهذه الدرجة وكان يستهزء بابيه ,وكان والده يدعوه الى الايمان ويدعوه الى ركوب السفينة والايمان بالله فكان يستهزء به, وينعته بالمخرف لأن نوح لبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما هذه كانت فقط فترة نبوته وإنما فترة حياته كانت الفين وخمسمائة سنة كما ذكرت الرويات الشريفة, هذا ابن نوح وهؤلاء كان سبيلهم سبيل ابن نوح, اما علي بن جعفر عليهما السلام هذا ابن الامام الصادق اخ الامام الكاظم عليهم السلام,وكان علي ابن الامام الصادق عليهم السلام من اعاظم فقهاء اهل البيتعليهم السلام المخلصين واستمرت حياته الى امامة الامام الرضا عليه السلام ومن ثم الى امامة الامام الجواد عليه السلام وكان قد طعن في سنه اي صار شيخا كبيرا ومع هذا كان يؤمن بإمامة الامام محمد الجواد عليه السلام الذي كان عمره حينذاك ثمان سنين حين كان هذا الشيخ عمره سبعين او ثمانين عاما, وكان الناس يتعجبون من مدى تعظيم علي بن الامام الصادق للإمام محمد الجواد عليهم السلام مع انه عم ابيه, يعني هو عم الامام الرضا عليه السلام, فكيف بابن الامام الرضا؟ هو عم والده.
كان علي بن جعفرعليها السلام مثلا في المدينة المنورة عنده حلقة علم مع بعض اصحابه الذين كانوا يتتلمذون عنده فلمّا كان يدخل محمد الجوادصلوات الله وسلامه عليه وعمره ثمان سنين ولكنه امام معصوم هو الحجة بعد ابيه الرضا صلوات الله عليه كان طلبة علي بن جعفر تفاجئون بقيام علي بن جعفر اجلالا للامام محمد الجوادصلوات الله وسلامه عليهم اجمعينويذهب ويأخذ نعليه ويقبل يديه ورجليه, فكانوا يلومونه طبعا الامام الجواد عليه السلام يقول له اجلس يا عم ,رحمك الله فلما يرجع الى حلقة العلم الذي كان يدرس فيها علوم اهل البيت عليهم السلام مما رواه ابيه الصادق واخيه الكاظم وابن اخيه الرضا صلوات الله عليهم وخصوصا اخيه الكاظمصلوات الله وسلامه عليه لانه استاذه المباشر, تعلم منه كثيرا, فكانوا يقولون له انت عم ابيه وتصنع به هذا الصنيع بل الاحرى هو يصنع بك هذا الصنيع اي أنّ الصغار هم من يعظمون الكبار, هو يقبل يدك فكان يقول لهم مه, إن كان الله عز وجل لم ير هذه الشيبة اهلا لهذا الامر اي للامامه ورأى هذا الصبي لها فاعترض أنا على قضاء الله عز وجل بل انا له عبد مطيع.
هكذا كانت عنده طاعة لم يستطل على الامام عليه السلاممع انه عم ابيه والامام كان صغير السن في حينذاك, لكنه كان الامام وهو الاعلم وقضية السن ليست بقضية مهمة في حياة المعصومين عليهم السلام وحياة الأنبياء والأوصياء, عيسى عليه السلام كان في المهد وكانت تجب طاعته.
الرواية هنا في رجال الكشي عن علي بن جعفر, عن علي بن جعفر بن محمد قال:" جاءني محمد بن اسماعيل بن جعفر بن اخي محمد الثاني الملعون الثاني علي بن اسماعيل الاول والثاني محمد بن اسماعيل يسألني ان اسأل ابا الحسن موسى عليه السلام أن يأذن له بالخروج الى العراق وأن يرضى عنه وأن يوصيه بوصية فقال فتجنبت حتى دخل المتوضأ اي انه تجنب الحديث الى الامام بما طلبه منه محمد بن اسماعيل بن جعفر الى ان دخل الامام عليه السلام الى المتوضأ حتى يتوضأ ويصلي وخرج وهو يتهيأ لي أن اخلو به واكلمه اي أنّ هذا الوقت الذي كان يتهيأ ليّ لمّا اخرج من المتوضأ أن اكلم اخي موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
فلما خرج قلت له ان ابن اخيه محمد بن اسماعيل يسألك ان تأذن له في الخروج الى العراق وان توصيه فأذن له عليه السلام, فلما رجع الى مجلسه اي الامام عليه السلام قام محمد بن اسماعيل هذا الملعون الثاني وقال يا عم احب ان توصيني فقال اوصيك ان تتقي في دميالامام يعلم سيخونه بما علمه الله عز وجل واطلعه عليه من الغيب فلذلك اوصاه بالاتقاء بدمهانما الامام هنا يريد ان يقيم عليه الحجة ويذكره, فقال لعنة الله من يسعى في دمك ثم قال يا عم اوصني مرة اخرى فقال له اوصيك أن تتقي الله في دمي قال ثم ناوله ابو الحسن عليه السلام صرّة فيها 150 دينار فقبضها محمد ثم ناوله اخرى فيها 150 دينار فقبضها ثم اعطاه صرة اخرى 150 فقبضها ثم امره له ب1500 درهم كانت عنده فقلت له في ذلكنفس التشابهه ونفس الحالة, الامام صلوات الله وسلامه عليه فعل كما فعل مع اخيه علي بن اسماعيل, حذرهما بأن لا يشتركا في دمه واعطاهم مالا حتى يتم الحجة عليهم
فقلت له اي علي بن جعفر في ذلك واستكثرت كل هذا المال فقال هذا ليكون اوكد لحجتي اذا قطعني ووصلته, فقال فخرج الى العراق فلما ورد حضره هارون اتى باب هارون بثياب طريقه قبل ان ينزل اي وصل الى قصر هارون بنفس ثياب الطريق الباليه قبل أن يذهب ويغتسل ويلبس ملابس نظيفة لائقة ليبين لهارون اخلاصه واستأذن على هارون وقال للحاجب قل لامير المؤمين أنّ محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب فقال الحاجب انزل اولا, يعني انزل واسترح وبدل ثيابك, وغير ثياب طريقك وعد لادخلك اليه بغير اذن فقد نام امير المؤمنين بهذا الوقت, فقال اعلم امير المؤمنين بأني حضرت ولم تأذن لي اعلمه, فدخل الحاجب واعلم هارون قول محمد بن اسماعيل فأمر بدخوله, فدخل فقال يا امير المؤمنين خليفتان في الارض؟ موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وانت بالعراق يجبى لك الخراج؟ خليفتان...!! بهذه الطريقة كان يشعل النار بقلب هارون فقال والله؟؟!! هكذا يأتون لموسى بن جعفر بالاموال كما يأتون لي بالاموال؟ فقال والله؟ فقال والله. فأمر له ب100 الف درهم فلما قبضها وحمل الى منزله اخذته الذبحة في جوف ليلة فمات في نفس تلك الليل مات هذا الخائن بذبحة صدره لعله وحول من الغد المال الذي حمل اليه الى بيت مال هارون".

القضية كانت خيانة تحريض على الامام الكاظمصلوات الله وسلامه عليه من ابني اخيه هذان الابنان لهما تاريخ, بعد وفاة اسماعيل بن جعفر الامام الكاظم عليه السلام تكفل بهما لكنه رأى بهما علامات السفهه وعلامات الانحراف والخبث فلذلك سلمهما الى من يليق بتربتهما وهو ابنه عبدالله وهذا خائن ثالث, هذا عبدالله ايضا بن الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه كان منحرفا ايضا, وهنالك احاديث تذمه عن الامام الصادق وعن الامام الكاظم عليهما السلام.انه يريد عبدالله أن لا يعبد الله لأن اسمه عبدالله بن جعفر, سبحان الله عبدالله هذا كان اخ اسماعيل من جهة الام والاب وليس فقط من جهة الام وهذا ما يقرب كون اسماعيل مذموما خصوصا ما روي من كونه يتفسق وعنده بعض اللهو المحرم وانا لا اقطع بخصوص اسماعيل اما بخصوص هؤلاء بالموضوع واضح.
نجد رواية في رجال الكشي عن علي بن جعفر عليهما السلام هذا الجليل بن الامام الصادق سمعت اخي موسى عليهم السلام قال, قال ابي اي الامام الصادق عليه السلام لعبدالله بن جعفر اليك ابني اخيك, "هذا محمد وعلي ابنا اسماعيل فقد ملئاني بالسفهه فإنها شرك شيطان", الشيطان شريك فيهما وفي ولادتهما, يعني محمد بن اسماعيل بن جعفر وعلي بن اسماعيل بن جعفر, ما معنى شرك شيطان؟ المعنى توضحه روايات من بينها هذه الرواية التي رواها شيخنا الصدوق في الفقيه "إذا اتى احدكم اهله رواية عن الصادق عليه السلام فليذكر الله فان من لم يذكر الله عند الجماع وكان منه ولد كان ذلك شرك شيطانويعرف ذلك بحبنا وبغضنا"., هنا مسألة دقيقة ومهمة, عليك  أن  تعلم ان هناك ادابا في حال الجماع من اهمهما ذكر الله عز وجل فإنك لم تذكره فلا يؤمنن أن يكون المولود من هذا الجماع شرك شيطان فحينما نطفتك تضعها في وعائك في زوجتك الشطان يشترك في ذلك في نفس الوقت كيف؟
رواية اخرى في الكافي الشريف عن ابي بصير عن ابي جعفر الباقر عليه السلام قال:" إذا تزوج احدكم كيف يصنع؟ قلت لا ادري قال إذا هم بذلك فليصلي ركعتين وليحمد الله عز وجل ثم يقول اللهم اني اريد أن اتزوج فقدر لي من النساء اعفهن فرجا واحفظهن لي في نفسها ومالي واوسعن رزقا واعظمهم بركا وقدر لي ولدا طيبا تجعله خلفا صالحا في حياتي وبعد موتي قال فإذا دخلت اليهإذا دخلت الزوجة الى الزوج فليضع يده على ناصيتها وليقل اللهم على كتابك تزوجتها وفي امانتك اخذتها وبكلمتها استحللت فرجها فإن قضيت لي في رحمهما شيئا فاجعله مسلما سويا ولا تجعله شرك شيطان. قال وقلت وكيف يكون شرك شيطان؟ قال إن ذكر اسم الله تنحى الشيطان, وإن فعل ولم يسمى ادخل ذكره اي الشيطان وكان العمل منهما جميعا والنطفة واحدة, فيكون شرك شيطان".
وهذا وارد في القرآن الحكيم, قال تعالى :{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس قال ااسجد لمن خلقت طينا}, قال ارأيت كهذا الذي كرمت علي لئن اخرتني الى يوم القيامة لحتنكن ذريته إلا قليلا, قال اذهب فمن تبعك هذا كلام الله لابليس عليه اللعنه, فمن تبعك منهم فإن جهنم جزائكم جزاء موفورا فقال فستفزز من استطعت منهم بسوطك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد, وشاركهم في الاموال هذا معروف والاولاد بهذه الطريقة, اذا لم يسموا في ذلك الحال من الجماع, وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا.

إذا يتبن من هذا أن اسماعيل بن جعفر حينذاك حين اتى اهله لم يذكر الله عز وجل ولذا جاء ابناه محمد بن اسماعيل وعلي اسماعيل شرك شيطان.
وماذا تتوقع من الذي يكون شرك شيطان؟ فمن الطبيعي أن ينحرف ويخون امامه وعمه من اجل الدنيا ومن اجل المال الذي لم يهنأ به ايضا. هذا امرٌ علينا أن نلتفت اليه وهذه الحقيقة وهذا الامر ادى الى أن يتعرّض الامام الكاظم عليه السلام الى هذه المنحة والى أن يعجل هارون لعنة الله عليه قتله كانت خيانة داخلية,بعض المحيطين بأهل البيتصلوات الله وسلامه عليهم كانوا خونه ونحن نبرأ الى الله عز وجل منهم كذلك ,وهكذا علمنا الائمة عليهم السلام لا تقل هذا سيد وبن رسول اللهصل الله عليه وآله فنحن علينا أن لا نبرأ منه, إذا كان منحرفا وخائنا إبرأ منه, هذا كان الحفيد المباشر للإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه وعمه كان ا لامام الكاظم عليه السلام ونحن نبرأ منه, ابن الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه عبدالله بن جعفر نبرأ منه ابن الامام الهادي عليه السلام نبرأ منه الذي يسمى بجعفر الكذاب كذلك نبرأ من ابن نوح المسطرة والمقياس واحد ,الإمام علمنا أن لا نحترم السيد او العلوي او المحمدي او الفاطمي لو كان خائنا وكان من طلاب الدنيا, هناك رواية يرويها شيخنا الصدوق في معاني الاخبار أنّ الامام الصادق عليه السلام قال لحمراء بن اعين في حديث "من خالف على هذا الامر فهو زنديق, فقال حمران وإن كان علويا فاطميا؟ قال ابوعبدالله عليه السلام وان كان محمدا علويا فاطميا قل عنه انه زنديق ولا تخف".
صلى الله على موسى بن جعفر العبد الصالح الذي اوذي في الله وقتل في الله ولعن الله هارون العباسي وبني العباس وقتلة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين جعلنا الله تعالى ممن يطلب بثاراتهم وصلى الله على سيدنا محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp