تقرير محاضرة: قتلة الحسين عليه السلام لا زالوا يعيشون بيننا 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير محاضرة: قتلة الحسين عليه السلام لا زالوا يعيشون بيننا 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .. آمين.

أوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله فأن تقوى الله خير صفات المؤمن .
قال تبارك وتعالى) وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون(البقرة 203

فما هو الهدف من إرسال الله تبارك وتعالى الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين )صلوات الله عليهم أجمعين( إلى البشرية ؟ ما هو الهدف من أنزال هذه الكتب السماوية التي انزلها الله تبارك وتعالى إلينا ؟ ما هو الهدف من سن هذه الشرائع التي سنها تبارك وتعالى لنا؟
في واقع الحال الهدف الرئيسي لإرسال الله تبارك وتعالى كل هؤلاء الأنبياء والمرسلين والأوصياء أنما يكمن في هذه النقطة : وهي تنشيط العقل.. بحيث يتمكن عقل الإنسان من التمييز بين الحق وبين الباطل , والتمييز بين الصواب والخطأ .
في التدقيق الجيد.. لله تبارك وتعالى حجتان على كل فرد من بني الإنسان :
الحجة الأولى حجة "ظاهرة" , الحجة الثانية حجة "باطنة".
الحجة الظاهرة إما يكون نبيا ورسولا وإماما ووصياً من هذا القبيل ..فمثلا في هذا الزمان الحجة الظاهرة لله تبارك وتعالى هو سيدنا هو صاحب العصر )صلوات الله عليه وأرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف).
والحجة الثانية على كل إنسان وهي )العقل( فالله كرم بني آدم بالعقل فيرسل لهم حجة ظاهرة كالإمام أو نبي أو وصي فيرسل لكي ينشط الحجة الباطنة عندك وهو )العقل( فيرشد عقلك إلى ما تُميز بين الحق والباطل والصواب من الخطأ ,فإذا أهملت عقلك تكون هالكًا وضالاَ, فهذا هو الأصل في إرسال الله تبارك وتعالى الأنبياء والمرسلين وفي نصبه للأئمة كحجج على الخلائق أجمعين .
من أحب عمل قوم حُشر معهم
في زماننا وكذلك في الأزمان السابقة.. مشكلة الأقوام الضالة التي ابتعدت عن طريق الله تبارك وتعالى وإهمالهم للحجة الباطنة, قد يؤمنون بالحجة الظاهرة لكنهم لايعملون بمقتضى إرشادات الحجة الباطنة فيعطلون عقولهم , فيؤمن برسول الله فقط! ويتوقف عند هذا الحد ولا يُعمل عقله, فيحدث عنده تشابك في الأفكار والمفاهيم فيقع في ما يغضب الله تبارك وتعالى . ومن أشد ما يغضبه موالاة الظالمين,الترحم عليهم,وهنالك من يقع من هذه الأقوام فيما هو أشد من ذلك وهو الاشتراك مع الظالمين في ظلمهم وفي جرائمهم.
والاشتراك هنا لا يكون فقط بالفعل فمثلاً عندنا حاكم ظالم متجبر وفلاناً شريك له في ظلمه ؛فيتبادر في الذهن أي أنه ذهب وعمل تحت أمرته وتحت سلطانه فشارك في ظلم الناس سواء مشاركة فعلية وقوليه؟ كلا, ليس هذا فقط في ظلمه وليس فقط من يضع يده في يد الظالم أو ذلك من يمتدح الظالم فيشارك معه قولاً كلا. مجرد إن مشاعرك تجاه هذا الظالم مشاعر رضا ويرضى عن هذا الظالم ولو قلبًا فيحتسب في الموازيين الشرعية والإلهية "شريكاً للظالم في ظلمه", ولماذا وقع هذا الإنسان في هذا الظلم ؟ولماذا يشترك في ظلم الإنسان؟ لرضاه عن الظالم لأنه عطل عقله فلم يستمع للحجة الباطنة .
قد يستمع للحجة الظاهرة لكن لا يستمع للحجة الباطنة فلا فائدة, أنما جاء الرسول لكي ينشط عقلك ويجعلك تتفكر وتتدبر لا أن تبقى جامد العقل فهذه قاعدة أبلغها إلينا مولانا أمير المؤمنين )صلوات الله عليه(  فأوضح من يكون راضيا في فعل قوم يكون شريك معهم, فإذا كانت هذه الجماعة من الناس جماعة صالحة فأنت شريك معهم في الثواب, فإذا كانت فاسدة أو ظالمةً فأنت شريك معهم في العقاب كما روى في نهج البلاغة " الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْم كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ. وَعَلَى كُلِّ دَاخِل فِي بَاطِل إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضا بِهِ".
ففرضاً والعياذ بالله يأتي شخص ويقول أنا راضي عن فرعون وقومه ,فيكون عنده أثمان أثم عمل ما عمل به فرعون, فمثلاً فرعون عذب آسيا بنت مزاحم )سلام الله عليها( تلك المرأة الشريفة الجليلة الطاهرة المؤمنة الظاهرة أحدى سيدات نساء العالمين فأنت تسجل وتحاسب يوم القيامة بتعذيبك لآسيا بنت مزاحم فتقول بيني وبين آسيا بنت مزاحم آلاف السنوات ولم أكن أشهد ذاك الوقت؟ فكيف أحتسب معذبًا لآسيا بنت مزاحم؟ فتعملون إن فرعون )لعنه الله( شد وثاقها وأخذ بإحراقها وهي حية إلى أن استشهدت )رضوان الله عليها( فأنت تحتسب ممن فعلت هذا الصنيع فتخاطب الله )والعياذ بالله( ألم تكن راضيا عن فرعون؟ فأنت مشترك به ثم هنالك إثم آخر يسجل وهو إثم الرضا بذلك الفعل ,فأنت راضي عن هذا الفعل فعليك أثم إضافي.
آية قرآنية شريفة تحتاج إلى شيء من التدبر ففي هذه الآية نزلت في ذم اليهود في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)}الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{آل عمران 183 .
اليهود جاءوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فطلب منهم أن يؤمنوا بالإسلام فوافقوا رسول الله ولكن بشرط , أن تأتينا بعين المعجزة التي كان يأتي بها أنبياء الله من بني إسرائيل من ذي قبل, فمعجزة أنبياء بني إسرائيل يستقبلون القرابين أو الأضاحي فيذهبون بها إلى بيت المقدس فالتي يتقبلها الله تبارك وتعالى كانت تخرج نار وتأكل هذا القربان , والذي لا يقبل منه فهذا قربانه يبقى على حاله, فحينما جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكرامة له تبدل هذا القانون فأصبح القانون من يقدم قربان فتقبله من قبل الله تبارك وتعالى يكون تحصيلا حاصلا إذا قدم للفقراء والمساكين فيذهب إلى الذين يتضررون من الجوع بدلاً من إحراقه, فأمر إذا حصل ذلك فأني أتقبل ,فهؤلاء اليهود جاءوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وطلبوا منه عين هذه الآلية والكيفية في تقبل القرابين , فرسول الله (صلى الله عليه وآله) رفض وبين لهم إن هذا القانون قد تبدل وأني سوف آتيكم بمعجزات أخرى ولمنعهم أصروا على هذا النوع ؟حتى يمتنعون عن الإيمان لا أكثر ولا أقل . فالله عز وجل نزل ذم لهم في هذه الآية الشريفة .
تعلمون إن اليهود قتلوا 70 ألف نبي من أصل 124 ألف نبي , وكما تذكر الروايات عن أهل بيت العصمة )صلوات الله عليهم( أنهم كانوا يقتلون نبي معين صباحا لا يكاد يأتي وقت الظهر ويمارسون حياتهم الطبيعية وكأن شيئا لم يكن, دون أن ترقرق حتى قطرة واحدة ندماً على هذا النبي الذي قتلوه, فالشاهد إنه حينما نزلت هذه الآية اعترض اليهود في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لماذا؟ لأن الله خاطبهم لأنهم هم القاتلون في حين من الذي قتل ؟ أسلافهم السابقون في زمان أنبياء بني إسرائيل أليس كذلك ؟ فهؤلاء ليس لهم ذنب }وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى { فلماذا نسب الله تبارك وتعالى إلى هؤلاء القتل فيخاطبهم في زمان رسول الله وهؤلاء بالمقابل يقولون نحن لم نقتل نبياً وأين الدليل ؟ لا , انتم تحتسبون إنكم قتلة وإنكم مجرمون قتلتم الأنبياء, فأوضح ذلك إمامنا الصادق )صلوات الله عليه( حينما سأل عن هذه الآية لماذا نسب الله تعالى القتل مع إنهم لم يعيشوا في ذلك الزمان قال عليه السلام ) إنما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين( بحار الأنوار ج 97.
فهؤلاء اليهود في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله)رضوا قتل أنبياء الذين قام به أسلافهم ,فلهذا السبب عز وجل اسماهم "قاتلين" فهم يعلمون بالحقيقة وأخذوا نبي الله يحيي بن زكريا وقتلوه وذبحوه وأهدوا رأسه على بغية من بغايا إسرائيل فحينما يقولون لهم ترضون بهذا؟ قلباً يرضون بذلك ,ولا يجدون إنكارا .
وفي إكمال كلام الإمام (عليه السلام) وإنما قيل لهم أبرؤوا من قتلتهم, فأبرؤوا ممن قتل يحيي بن زكريا وفلان من الذين تحبونهم وترضون عنهم فأبوا ذلك فإذن: جمدوا العقل وهو الحجة "الباطنة" وأهملوا الحقائق وتعاموا عن الحقائق فبالتالي أصبحوا شركاء في الجريمة .
إلى ها هنا انتهى بحثنا في هذه القاعدة إن الرجل يرضى بفعل قوم فأنه شريكهم في فعلهم ,والرجل الذي يٌطلب منه: أبرأ من فعل قوم فأنه أيضا شريك لهم ,طبقوا هذه القاعدة على مجريات عصرنا نحن منذ يوم السقيفة الأسود.
افترقنا على فرقتين رئيسيتين:
فرقة عملت بالعقل وهذه بسبب أعمالها للعقل رفضت الظالمين ووالت الصالحين وضحت من أجل ذلك وتجرعت الغصص من أجل ذلك لم تتعامى عن الحقائق الموجودة فكل ظلامة وقعت تبرأت من الظالم وأيدت المظلوم .
الفرقة الأخرى إلى اليوم تتعامى عن كل الجرائم والحقائق فتعلم مثلاً وتقر بأن فاطمة الزهراء )صلوات الله عليها( مثلاً استشهدت وهي غاضبة على أبي وعمر كما روته صحاحهم ومصادرهم ,يعلمون إن فاطمة الزهراء )صلوات الله وسلامه عليها( قالت ما قالته رفضاً وإنكارا على أبي بكر وتوعدته قائلةً "والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها" فهذه حقيقة تاريخية أم لا ؟ يقولون نعم ,بالمقابل لا نتبرأ ممن قتل فاطمة الزهراء فيتقفون عن ذلك ويقولون لا.
فبناء على هذا يكونون قتلة ومجرمين أم لا ؟ قتلة مجرمون بنص الكتاب والأحاديث الشريفة وبحكم العقل لأنهم رضوا بالذي حل بالزهراء البتول ولم يبرؤوا ممن قتلها وظلمها ,رضوا بالذي حل بعلي أمير المؤمنين من الظلم ولم يبرؤوا ممن حاربه قاتله ,هم يبرؤون ممن حارب أبي بكر فيقولون إنهم "مرتدين عن الإسلام"فهم ذنبهم أنهم رفضوا حاكم غير شرعي وكتعبير عن رفضنا نمتنع دفع الزكاة لك,فيقولون لمن عادى أبا بكر كفرة ومرتدين ومن قتل عمر بن الخطاب وحاربه أيضا يقولون عنه مجوسي وكافر لأنه قتل عمر بن الخطاب ,من قتل عثمان بن عفان وحاربه مع إنهم من خيرة المسلمين أيضا, أما حينما يأتي الدور على علي أبن أبي طالب يقولون لا حاشى لله "اجتهدوا فاخطئوا"عائشة وطلحة وحفصة معاوية وأمثالهم هؤلاء على حسب القاعدة تتبرؤون منهم؟ لا.
فما معنى ذلك؟
معناه أنهم جمدوا عقولهم لا يعملوا بالحجة "الباطنة" وهي أساسية بالنسبة لتكليف الإنسان ,وفي نفس الوقت تعاموا عن كل الجرائم وأيدوا الظالمين وأهملوا موالاة الصالحين, واستمرت هذه الصفة فيهم كما استمرت تلك الصفة فينا ولله الحمد.
شيعة أهل البيت (عليهم السلام) مازالوا يرفضون الظلم
نحن على مدى التاريخ وحتى يومنا الحالي نعادي الظالمين ولو كانوا منا , فاليوم لدينا حكومة في إيران باسم التشيع فأننا نجد أن أكثرية لا يرضون عن هذه الحكومة يقولون أن فيها ظلم مع أن ذلك ليس في صالحنا عرضها فالمبدأ يقول ما دام أننا نرفض الظالمين ونرفض كل ظلم فنحن حتى لو كان هذا الظالم أخي وأبي فأنني وأنصر المظلوم "كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا" هكذا قال أمير المؤمنين في وصيته للحسنين )صلوات الله عليهما( في أواخر أيام حياته قبل استشهاده .
فنحن دائما ضد الظلمة بالمقابل هم إلى اليوم مع الظالمين وبشكل عجيب , دونكم ما جرى في هذه الأيام الأخيرة هل هناك عاقل منصف على الأقل يقول عن صدام مثلا أنه رجل عادل؟ شريف؟ على أقل التقادير هذه المقابر الجماعية التي رآها القاصي والداني عرضت أمام العالم أجمع, هذه إلا تعد دليلا على هذا الرجل طاغي متجبر كافر ظالم؟ بلا شك نعم . مع ذلك يأتون ويبررون ويترحمون عليه ماذا تقولوا في المقابر الجماعية يقولون هؤلاء مجموعة من الغوغاء أرادوا إسقاط الحكم وزعزعة الاستقرار فيستحقون ما جرى لهم, فماذا ذنب النساء والأطفال!! اكتشفت رفات أطفال لم يبلغوا ثلاث سنوات !هذا الطفل يدفن حياً في مقبرة الجماعية لأنه شارك في زعزعة الاستقرار إذا نستخرج رفات طفل واحد من المقابر الجماعية لئن نلعن صدام أمام الله تعالى ,فما بالهم يتعامون عن كل هذه الجرائم في مشكلة التي وقعت في هذا العصر موثقة ومسجلة مع ذلك يتعامون ويتباكون على صدام وما زالوا إلى اليوم يتظاهرون من أجل صدام .
بالأمس تحديداً في الاعظمية جرت مظاهرة رُفعت فيها صور صدام وعزت الدوري وهتفوا بأعلى أصواتهم نحن نبايع عزت الدوري كقائد جديد فما معنى ذلك؟ أنكم فعلاً قتلة لأنكم رضيتم بأفعال صدام ومازلتم إلى اليوم تترحمون عليه ولا تتبرؤون منه وبالمقابل أيضا مستمرون في ترضيكم وترحمكم على كل من ظلم أهل البيت )صلوات الله عليهم( تترحمون على أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وطلحة والزبير ومعاوية ويزيد والمنصور والسفاح وهارون الرشيد والمعتصم والمتوكل وإلى اليوم يصلون إلى مدح الحجاج . فأنا بنفسي رأيت ألف باسم "الحجاج بن يوسف الثقفي وجه مشرق في الحضارة الإسلامية " وينفون عنه كل الظلم .
الصالح والمضطر لفعل ذلك عين بالنسبة الحجاج الثاني لعصرنا ,فهم وصلوا لدرجة أنهم وصلوا لمرحلة أن يمتدحوا آكلة الأكباد هند بن عتبة التي لاذت بسيد الشهداء في عصر النبي (صلى الله عليه وآله) كتاب ألف "هند بنت عتبة من نساء الإسلام الخالدات"
فلا أدري هل خدمت الإسلام برايتها وفحشها وفجورها أم خدمت الإسلام بلوذها بكبد حمزة )سلام الله عليه( أم إنجابها للطاغي اللعين معاوية بن أبي سفيان,فماذا خدمت الإسلام ؟ فعن ماذا تتكلمون؟ أي عقل لكم؟ لا..العقل مغيب عندهم تماماً لهذا السبب يكون عند الله عقاب هؤلاء عقاباً شديداً لا يتصور.
نحن في هذه الأيام على وشك الدخول في أيام سيد الشهداء )صلوات الله عليه( نحن إلى اليوم نمتحن بعاشوراء لا يتصورن أحداً أن عاشوراء انتهت وانقضت كلا, الامتحان وماثل على اليوم, اليوم نحن نمتحن بعاشوراء فمن يكون مع الحسين ضد الظالمين فهو شريك مع الحسين وأصحاب الحسين في بطولتهم وفي دفاعهم عن الإسلام فيحصل على أجره, ومن يكون مدافعاً مع يزيد يكون كما ألفوا كتاب "يزيد بن معاوية الخليفة المفترى عليه" ويترضون عنه ويترحمون عليه, فهؤلاء الذين يمتدحون يزيد ولا يتبرؤون ممن قتل الحسين فأصبحوا تسجل أسماءهم في سجل جيش عبيد الله بن زياد وجيش عمر سعد ,فتأتي اسماهم بالتوالي فيحاسبون على ما فعل هؤلاء للحسين وأهل بيت الحسين وأصحاب الحسين )صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين(.
فنحن إلى اليوم نمتحن لما جرى على أمير المؤمنين نمتحن على ما جرى للنبي (صلى الله عليه وآله) على ما جرى على الزهراء, وإلى اليوم والاختبار ماثل وأنت بيدك الخيار بأن تصطف مع الصالحين أو تصطف مع الظالمين والخيار بيدك؟
إذا ترجع إلى عقلك ترجع على حجتك الباطنة فلاشك تصطف مع الصالحين فهذه رسالتنا لأبناء العامة المخالفين لا تتعاموا عن الحقائق إن عمر بن الخطاب عصر الزهراء بين الحائط والباب محاولة لإنكار الحقيقة. فأنتم تتعامون عن المقابر الجماعية المشاهدة في هذا العصر, فكيف بالقضايا التاريخية التي مر منذ 1400سنة؟ فتشوا في كتبكم ولاحظوا جيدا ودققوا فكونوا على الحياد والإنصاف تجدون الحقيقة واضحة جلية.
نختم الحديث برواية رويت عن سيدنا ومولانا أمير المؤمنين وهو يصف فيها محاورة جرت بين رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله) وبين فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين )صلوات الله عليها( وفي الرواية فوائد جمة حول موضوعنا .
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يقول دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم على فاطمة (عليها السلام)وهي حزينة فقال لها : ما حزنك يا بنية ؟ قالت : يا أبا ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة....الخ
قال : ثم ينصب لك منبر من النور فيه سبع مراقي بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة ، بأيديهم ألوية النور ، ويصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره وأقرب النساء معك عن يسارك حواء وآسية فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبرائيل (عليه السلام) فيقول لك : يا فاطمة سلي حاجتك ، فتقولين : يا رب ارني الحسن والحسين فيأتيانك وأوداج الحسين تشخب دما ، وهو يقول : يا رب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني, فيغضب عند ذلك الجليل ، ويغضب لغضبه جهنم والملائكة أجمعون ، فتزفر جهنم عند ذلك زفرة "نفخة" ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبنائهم* ويقولون : يا رب إنا لم نحضر الحسين ، فيقول الله لزبانية جهنم : خذوهم بسيماهم بزرقة الأعين وسواد الوجوه ، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الأسفل من النار فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه .
*تعليق ... معنى الأبناء بمعنى من أيد فنقول نحن أبناء العامة أو أبناء الشيعة والتشيع ممن أيد قتلة الحسين وتعلمون قتلة الحسين بالترتيب أولاً أبو بكر قال الحسين في اليوم العاشر حينما خضب لحيته ووجهه بالدم "هكذا والله أكون حتى ألقى جدي رسول الله وأنا مخضوب بدمي وأقول: يا رسول الله قتلني أبو بكر وعمر“..فهما من أسسا ولولاهما لم ما وقع على الحسين.
فهؤلاء في ظلمهم لنا أشد من باب من ظلم أولئك للحسين )صلوات الله عليه( ليس للمعنى أقل مما وقع علينا أما نحن لم نتحمل فيكون وقع عليه كأنه اشد مما وقع على الحسين وأصحاب الحسين فلهم طاقة تحمل عجيبة . كل هؤلاء يأخذهم على جهنم ويحاسبهم على قتل الحسين لماذا؟لأنهم لم يتبرؤوا من قتلة الزهراء من قتلة رسول الله من قتلة أمير المؤمنين من قتلة الحسن )صلوات الله عليهم أجمعين(.
رفضنا للظلم على مر الأزمان
نحن في مثل هذه الأيام في محرم وصفر وفي مناسبات شهادات الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) لماذا نضج ؟لماذا نذهب للحسينيات والمجالس الحسينية ونصرخ هناك وآل الحسين ونلعن يزيد وأمثال يزيد ؟ لأننا نريد أن نخرج أنفسنا أمام الله تبارك وتعالى من دائرة تأييد الظالمين فنثبت أمام الله وأما أولياءه والملائكة وأمام العوالم وكل الناس.نثبت أننا قد نجحنا في الاختبار ,ولا نؤيدهم نتبرأ إلى الله منهم فلهذا أقمنا هذه المجالس تعبيراً عن رفضنا للظالمين (صلى الله عليه وآله) .
فنداءنا لأهل العامة المخالفين إذا أردتم أن تنجحوا في الاختبار وأردتم أن تثبتوا ولاءكم لله وآل الله يجب عليكم إن تتوجهوا في هذه الأيام على مجالس أبي عبد الله الحسين )صلوات الله عليه( فتثبت أمام الله بأنكم لا ترضون على الحسين من الظلم على جده رسول الله وعلى أمير المؤمنين وعلى الزهراء وعلى الحسن وعلى سلالته من الأئمة الطاهرين ,وإلا فأنكم سوف تسجلون جميعًا كمن شارك في قتل أهل البيت وظلمهم, بل كمن شارك في قتل كل أولياء الله بمن فيهم الأنبياء والمرسلين.
فالتفتوا جيداً إلى النصيحة وأعملوا بها قبل فوات الأوان. ونحن لله الحمد شهدنا ورأينا بأعيننا كيف إن جمعاً من مجاميع من أهل العامة المخالفين تبصروا بالحق وفي مثل هذه الأيام تشاهدوهم قد ذهبوا إلى مجالس أبي عبد الله )صلوات الله عليه(وهم يصرخون وحتى يطبرون ويسيلون دماءهم حتى يخرجون أنفسهم من موالاة الظالمين ويثبتون أنهم موالون لله وإلى أولياء الله )صلوات الله عليهم أجمعين(.
اللهم أنا نسألك وندعوك ونقسم عليك بحق الحسين الشهيد,وجده وأبيه وأمه وأخيه والتسعة المعصومين من ذريته وبنيه ,صل على محمد وآل محمد وأن تعجل فرجهم في عافية منا وإن ترحمنا بهم وتلعن أعداءهم وإن تفرج عنا يالله, وأن تكتبنا من أنصار رسولك وآله عليهم السلام الموالين لهم المتبرئين من أعداءهم .
اللهم إني أسألك بحقك العظيم الأعظم أن تصلي على محمد وآله الطاهرين، و أن تصلي عليهم صلاة تامة دائمة، وأن تدخل على محمد وآل محمد ومحبيهم وأوليائهم حيث كانوا وأين كانوا في سهل أو جبل أو بر أو بحر من بركة دعائي ما تَقَرّ به عيونهم. احفظ يا مولاي الغائبين منهم، وارددهم إلى أهاليهم سالمين، ونفّس عن المهمومين، وفرّج عن المكروبين، واكسُ العارين، وأشبع الجائعين، وأرْوِ الظامئين، واقضِ دَيْن الغارمين، وزوّج العازبين، واشفِ مرضى المسلمين. وأدخل على الأموات ما تَقَرُّ به عيونهم، وانصر المظلومين من أولياء آل محمد عليهم السلام، وأطف نائرة المخالفين.
اللهم وضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعذابك على اللَّذيْن كفرا نعمتك، وخوّنا رسولك، واتهما نبيك، وبايناه، وحلاّ عقده في وصيه، ونبذا عهده في خليفته من بعده، وادّعيا مقامه، وغيّرا أحكامه، وبدّلا سنته، وقلّبا دينه، وصغّرا قدر حججك، وبدءا بظلمهم، وطرَّقا طريق الغدر عليهم، والخلاف عن أمرهم، والقتل لهم، وإرهاج الحروب عليهم، ومنع خليفتك من سد الثُّلَم، وتقويم العِوَج، وتثقيف الأَوَد، وإمضاء الأحكام، وإظهار دين الإسلام، وإقامة حدود القرآن. اللهم العنهما وابنتيهما وكلّ من مال ميْلهم وحذا حذوهم وسلك طريقتهم، وتصدّر ببدعتهم، لعنا لا يخطر على بالٍ ويستعيذ منه أهل النار، العن اللهم من دان بقولهم، واتّبع أمرهم، ودعا إلى ولايتهم، وشكّ في كفرهم من الأولين والآخرين. وصلي يارب على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى والحسين سيد الشهداء وعلي زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري والحجة القائم المهدي.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp