تقرير لمحاضرة تحرير الإنسان الشيعي - الحلقة العشرون (20) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير لمحاضرة تحرير الإنسان الشيعي - الحلقة العشرون (20) 

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان
الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

 القول مني في جميع الاشياء قول ال محمد عليهم السلام فيما اسروا وما اعلنوا وفيما بلغني عنهم ومالم يبلغني، الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق اجمعين سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على قتلتهم واعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

في البحوث السابقة ..
ظهر جليا من بحوث الحلقات الماضيه أنّ النيل من اعداء الله (تعالى) وفي مقدمتهم الطغات الثلاثه ابوبكر وعمر وعثمان (لعنهم الله) والخائنتنا عائشه وحفصه (لعنهما الله). هذا النيل كان سمة واضحه للشيعه على امتداد العصور لأن هذا النيل صدر اولا من ائمة الشيعه (عليه افضل الصلاة و السلام) ومن كبار اصحابهم وشعرائهم وتبعهم على ذلك الرواة والفقهاء والمجتهدون الى عصور متأخره، وكانت عادة هؤلاء جميعا اقتناص كل فرصه ممكنه لبيان باطل هؤلاء الظالمين والقدح فيهم حتى وإن أدّى ذلك الى مايؤدي الى خسائر دنيويه، بل حتى إن ادّى الى خسائر في بعض الارواح. إذا كان بقاء الحق متوقفا على هذه الخساره في بعض الارواح فإن ذلك ايضا لايهم، لأننا نحن الذين نفدي الدين لا أنّ الدين يفدينا والعمل على حفظ ركن البرائه والثوره على ائمة الباطل واسقاطهم هو مما يستحق التضحيه بالغالي والنفيس لأجله.
قد عرفنا من المحاضرات السابقه أنّ رجالات التشيع وافذاذ العلماء ماكانوا يستحون من الاقرار امام المخالفين بأن موقف الشيعه اتجاه ابوبكر وعمر (لعنهم الله) هو موقف رافض يحكم عليهما انهما في النار ويوجب لعنهما والبرائة منهما وهذه مواقفهم المشرقه في تاريخنا القديم والجديد تنبؤنا عن انهم ماكانوا يقيمون للمخالف وزنا او اعتبارا حين يمضون في تأدية رسالتهم المقدسه التي تطلب منهم اسقاط رموز الكفر والباطل والنفاق، كانوا ينالون من هؤلاء امام المخالفن لا يعبؤون بما بينهم وبين المخالفين من العلاقات والصلاة، كانوا يمضون على مبدأهم ورسالتهم. الخلاصه من كل ماتقدّم أنّ النيل من اعداء الله وإن كانوا رموز مقدسه او محترمه لدى بعض الطوائف الاخرى هذا النيل هو امر مشروع بل مطلوب بل واجب في الجمله، قامت على ذلك الادله الشرعيه من الكتاب والسنه وايّدت ذلك سيرة المتشرّعه عبر التاريخ.

لماذا يعترضون على منهج البرائة .. ؟
الآن وبعد كل هذا ينبغي ان يقال لؤلائك الذين يدعون التشيع ويعترضون على هذا المنهج يقال لهم ان ما هي مشكلتكم لماذا تعارضونا ؟ وبأي وجه تزعمون ماتزعمون ؟ حين تستغفلون انفسكم وتستغفلون الناس فتصوّرون لهم عدم الطعن علنا في ابي بكر وعمر وعائشه (لعنة الله عليهم) بدعوى انهم رموز للطائف الاخرى من انتم ؟ من انتم يا من  تزعمون تمثيلكم للمدرسه الشيعيه العظيمه ؟ من انتم امام ائمتنا واصحاب ائمتنا وعلمائنا واكابرنا ؟انترك هؤلاء الذين كانوا يمثلون حقا المدرسه الشيعيه العظيمه ونأتي كي نتبعكم انتم ؟
انترك كل هذا التراث الضخم من المطاعن ونهمل اكمال مسيرت اسلافنا العظام الذين اجتهدوا في تبديد القداسات الزائفه واسقاط الرموز المنحرفه في خطبهم ومواقفهم واحتجاجاتهم ومصنفاتهم من انتم وما قيمتكم ؟ يامن تسلّقتم وصعدتم على كثبان جهل العوام وتبوّئتم مما تبوّئتموه اليوم من مقامات في غفله من مسيرتنا الرافضيه التاريخيه. تريدون أن تسكتوننا عن ابي بكر وعمر وعائشه (لعنة الله عليهم) مع أنّ ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام) امرونا أن نبيّن عوراتهم ونكشف مخازيهم ؟ تريدون منا أن لانواصل الثوره التي بدأتها الزهراء (عليها افضل الصلاة و السلام) على ائمة الكفر ورموز الباطل تريدون ؟ أن تبرموا المصلحات وتطبعوا العلاقات على حساب قضيه الثأر لآل محمد (عليهم افضل الصلاة و السلام) تريدون منا أن ننحرف عن مسيرة علمائنا الأبرار هكذا بكل بساطه من اجل أن ترضى عنا بعض الطوائف الاخرى ؟ كلا. هذا ما لم يكون، نحن لسنا مأمورين بأن نرضي تلك الطوائف عنّا نحن مأمورين بأن نهديها، أن ندعوها الى الحق ونبصّر ابنائها بضروره ولاية ال محمد (عليهم افضل الصلاة و السلام) والبرائه من اعدائهم هذا مانحن مأمورون من قبل ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام) بأن نفعله. ما الذي نقلنا لكم في المحاضرات السابقه قالوا {بيّنوا للناس الهدى الذي عليه وبينوا لهم ضلالهم الذي هم عليه} هكذا قال الصادق (عليه افضل الصلاة و السلام)إذاً نحن مع المخالفين نخالطهم بالمعروف نعم. نزورهم ونعود مرضاهم ونصلي على جنائزهم، نحسن اليهم،
ولكن لايكون همّنا هو ارضائهم بأي ثمن، أن نتنازل عما يسخطهم من عقائدنا وشعائرنا واحكامنا هذه لاتنازل عنها، لانتنازل عنها وإن سخطوا لايمكن لنا أن نتنازل عن حقنا في اعلان البرائه ممن ظلم محمد وآل محمد (عليهم افضل الصلاة و السلام) لانتنازل عن حقنا في اعلان البرائه حتى يرضى عنا هؤلاء، {ولن ترضى عنك اليهود ولاالنصارى حتى تتبع ملتهم قل انه هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهوائهم بعد الذي جائك من العلم مالك من الله من ولي ولانصير}، المطلوب منّا جميعا ايها الاخوه أن نمضي على المنهاج الذي رسمه لنا ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام)، على ذلك المنهاج الذي كان يطبّقه علمائنا الابرار، لا أن نغتر بهذه الدعايات وهذه الاصوات او التقريعات الجديده التي ضهرت من هنا وهناك من انصاف الرجال، ممن  بنو علاقات مصلحيه مع انظمتهم واحزابهم ورؤوسهم وذوي النفوذ منهم فرأو أنّ مايردوه من متاع الدنيا لايتحقق لهم إلا بأن يثبطوا عزائم الشيعه عن مواصلت طريق التبري والمجاهره بدعوة الناس الى ترك المنافقين والضالمين، المطلوب منا أن لانلتفت الى هذه الاصوات النشاز وإن كانت معروفه وقويه اليوم، وإن كان كثيرون يصدّرونها تبقى هذه الاصوات نشازا. إذا ماقرنّاها بأصوات ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام) ورجالاتنا عبر التاريخ. اما صوت الثله المؤمنه التي تصر على مواصلة طريق التبري، هذا الصوت هو الصوت المعروف وإن كان هذا الصوت ضعيفا اليوم لاتنخدعوا ايها المؤمنون بهذه الاصوات النشاز، وإن صدرت ممن يوهمكم بتصنّعاته انه عالم او تقي او عاقل العلم، انما يتحقق بالرجوع الى تراث آل محمد (صلوات الله و سلامه عليهم) والتقوى لاتكون بإهمال اوامرهم كما أنّ التعقّل لايكون برفض منهج الكتاب والعتره. حين يقولون لكم مثلا احترموا رموز الاخرين ولا تنالوا منهم، انظروا هل ينسجم ذلك مع الكتاب والعتره ام لا؟ هل نال الكتاب من رموز هؤلاء ام لا ؟ هل نالت العتره من هؤلاء ام لا ؟

القرآن والعتره نالت من رموز اهل الباطل والضلال ..
هذه الحلقات التي اسمهنا فيها البحث اجابت على هذا السؤال بالاستدلال الكافي والشافي ان شاء الله (تعالى) تبيّن لكم أنّ الكتاب قد نال فعلا من رموز الآخرين وكذلك العتره وكذلك اتباع العتره منذ صدر الاسلام الى يومنا هذا، نعم كان ذلك في بعض الاحيان يتعطل بسبب ضروف استثنائيه تتطلب التقيه، ومع ذلك وجدنا ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام) في نفس تلك الضروف قد تركوا التقيه جانبا وكذلك فعل اصحابهم وثقاتهم وكذلك فعل اكابر علمائنا من بعدهم، لم تكن ازمنتهم تخفوا ممن يسوغ التقيه إلا انهم تركوها لماذا ؟
لأن المصلحه كانت في تركها والمفسده كانت في الاخذ منها، لايصح للمؤمن أن يأخذ بالتقيه دائما وابدا حتى وإن انطوة على ذلك مفسده دينيه كالإنقطاع، مسيرة التبري هذه مفسده في الدين هذا لايجوز بل لابد تحت هذه السماء من أن يكون من ينطق بالحق من المؤمنين كي لاتنقطع المسيره المباركه من التبري، ولكي لا يختلط الحق مع الباطل تذكروا مانقلنا ماذكرنا في حلقاتنا السابقه عن شيخنا المفيد (رضوان الله (تعالى) عليه) الذي أكّد على أنّ الائمه الاطهار (صلوات الله و سلامه عليهم) امروا بعض الاصحاب بالتقيه فيما امر بعض الاصحاب الآخرين بعدم التقيه. كانوا ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام) هكذا يوزعون الأدوار جعلوا التقيه مقتصره على مواقعها وعلى رجالها ولم يأمروا الجميع في كل الحالات الأخذ بالتقيه، لأن ذلك يؤدي الى الفساد في الدين لأنه ستختفي كل هذه الفراقات العقائديه التي تفرّقنا عن الآخرين، وستموت مبادئنا بموت حملتها. من هنا قيّد ائمتنا (عليهم افضل اللصلاة و السلام) جواز التقيه بما لايؤدي الى الفساد في الدين، واكّدوا على أنّ للتقيه مواضع معينه. ماذا يقول امامنا الصادق (صلوات الله و سلامهعليه) يقول (عليه افضل الصلاة و السلام) كما رواه شيخنا الكليني في الكافي الشريف: {للتقيه مواضع {لا إنّ لها عموما احواليا واستغراقيا وانما لها مواضع} من ازالها عن مواضعها لم تستقم له، وتفسير ما يتقى مثل أن يكون قوم سوء ضاهره حكمهم وفعلهم على غير حكم الحق وفعله فكل شيء يعمل المؤمن بينهم لمكان التقيه مما لايؤدي الى الفساد في الدين فإنه جائز". [ضع خطا تحت قوله (عليه افضل الصلاة و السلام) ممالايؤدي الى الفساد في الدين] إذا علم المؤمن أنّ سكوته عن بيان الحق ونكوصه عن المجاهره بالبرائه يوجب حصول التباس في عقائد المؤمنين، ويوجب حصول انقطاع في مسيرة التبرّي بما يهدد الى انهداد هذا الركن العقائدي كليّتاً، إذا علم المؤمن ذلك فحين ذلك لايجوز لذلك المؤمن أن يعمل بالتقيه، لأن ذلك يؤدي الى وقوع فساد في الارض، فلايجوز له أن يعمل بالتقيه، هذا إن كان هناك موضوع للتقيه اي أنّ كان هناك من يبيح اخذ التقيه من الضروف الموضوعيه، فكيف إذا لم يكن كما في زماننا على الاجمال ؟

التقيّة و استدلال الانبطاحيين بالاستثناء لا بالقاعدة ..
انا لن استغرق هنا في بحث التقيه فقد المعنا الى بعض احكامها في محاضراتنا واجوبتنا، ولست ادري لعلّي اعود للتفصيل في ذلك في هذه السلسله انما اردت أن اطوي هنا مايمكن أن يتذرع به الجاهل من احاديث التقيه لإيجاب السكوت عن محاربة الباطل ورموزه وحين يدّعي الجاهل أنّ ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام) امرونا بالكف والامساك، المهم هنا أن تفهموا أنّ هؤلاء الجهله يستدلون بما هو الاستثناء لابما هو القاعده. القاعده او الاصل هو اعلان التبري واظهاره ويتحقق ذلك من جملت مايتحقق به النيل من رموز الباطل. هذا ماقام به ائمتنا (عليهم افضل الصلاة و السلام) واصحابه الابرار والعلماء الاخيار، فالذي يأتي من هؤلاء الجهله ويتذرع بأن في موقف كذا امر الامام (عليه افضل الصلاة و السلام) بالكف والامساك، او في الحديث كذا امر الامام (عليه افضل الصلاة و السلام) بالتقيه، او انه في القصه الكذائيه عن منع من ائمة القوم. الذي يأتي ويقول لكم ذلك اجيبوه بهذا القول قد اضحكتنا على جهلك إنّ هذا الذي تستدل به انما كان في المواقف الاستثنائيه، وإلا فهذه السيره المتّصله تشهد على أّنّ النيل من رموز الباطل كان امراً توارثته الشيعه عن ائمتها (عليهم افضل الصلاة و السلام) كابر عن كابر ولا يسعك أن تتذرع بالتقيه، لأن للتقيه مواضع وإذا كان الامر على ماتقول فإن علينا نحن جميعا أن نكف لا عن البرائه فقط، بل عن اضهار الولايه ايضا لأن الائمه (عليهم الصلاة و السلام) امروا بالكف عن اضهار الولاية وامروا أن لايُحدث احد بفضائلهم (عليهم افضل الصلاة و السلام) بل وأمروا بأن لاندعوا احدا الى التشيع فهل نحن اليوم نعمل بهذا ؟
بالطبع لا، لأنا نعلم أنّ هذه الاوامر منهم كانت مقيّده بالضروف الاستثنائيه التي كانت في تلك العصور، واضافة الى هذا كانت موجهه لأناس دون اناس، فكذلك الامر بالكف والامساك كان مقيدا عن ضروف استثنائيه في تلك العصور وكان موجها لأناس دون اناس، إذاً التذرع بالتقيه محاولة فاشلة لتعطيل مسيرة هذه الامه العظيمه في تحطيم المقدسات الزائفه والرموز المقدسه الباطله. وحيث سقطت هذه الذريعه فماذا يتبقى لهؤلاء المثبطين من ذرائع لإخماد ثورة الشيعه على رموز الباطل ؟ لايتبقى لهم إلا ماهو دخيل علينا من افكار المخالفين.

ضعاف الايمان و القلب أزمة في الرافضة ..
دعوني اوضّح بعض المحسوبين علينا مع شديد الاسف ضعيفو الايمان ضعيفو القلب حريصون على الدنيا، حين يعيشون في اوساط المجتماع البكريه او حين يتعاطون مع البكريه تراهم يتلوّنون بلونهم تماما كالمسلم الذي هو ضعيف الايمان والقلب حين يعيش مثلا في مجتمع نصراني، فإنه مع مرور الوقت يتلوّن بثقافة ذلك المجتمع، يبدأ يفكّر كما يفكّرون وينطق كما ينطقون ويفعل ما يفعلون الى أن يرتد عن دينه، هذا مايفسر مثلا اننا نجد في لبنان على سبيل المثل عوائل نصرانيه كان اجدادها مسلمون، بل بعض هذه العوائل النصرانيه تنتسب الى السادة من بني هاشم. لماذا يقع هذا ؟  لذوبان هؤلاء في مجتمعاتهم تلوّن هؤلاء بلون الآخرين القضيه نفسها تقع حينما يتماهى الشيعي الضعيف مع البكري، إذا لم يكن هذا الشيعي قوي الايمان صلب العقيده شجاعا في نفسيته لايهتم بالدنيا وانما اهتمامه بالآخره، إذا لم يكن الشيعي بهذه الصفه فإنه مع مرور الوقت يرى نفسه غريبا ناقصا شاذا وسط موجه بكريه طاغيه حتى إن كان يعيش في مجتمع شيعي في كثير من الاحيان تطغى على ذلك المجتمع الشيعي موجه ما قادمه من المجتمعات البكريه او الموجه الشيوعيه او الموجه الاخوانيه نسبه الى جماعة الاخوان المسلمين، هذه الموجات تدخل علينا فتجرف معها كل ضعاف الايمان من الشيعه فتراهم ينساقون ورائهم، وبعد برهه تراهم يدافعون عنها وتراهم ينظّرون لها ايضا، هذا ماحصل في العراق مثلا راجعوا انتم تاريخ الشيعه الحديث في العراق مثلا..
تجدون انه في حقبه ما طغت على المجتمع الموجه الشيوعيه فصار حتى بعض ابناء المراجع شيوعياً، بعض المعمّمين في النجف الاشرف كتبوا رسائل مظمونها أنّ الشيوعيه لاتناقض الاسلام، ثم في حقبه اخرى طغة موجة القوميه فصار بعض المعممين والخطباء الشيعه قوميين ينادون بالعروبه ويشتمون الشعوبيه، ويأتيك احدهم على منبر الحسين (عليه افضل الصلاة و السلام) يُردد سفاسف القوميين ويتمنطق بمنطقهم ويتنكّر لهوية التشيع الحقيقيه لكي يُرضي المخالفين العروبيين، ثم يصبح بقدرة قادر عميدا للمنبر !!! ثم في حقبه اخرى طغت على المجتمع الشيعي في العراق موجة الإخوانيه ولما اقول المجتمع الشيعي اعني مجتمع النخب، طغت على هؤلاء موجة الاخوانيه القادمه من طرف البكريين وصار بعض المعممين ايضا يحملون فكر الاخوان المسلمين، ويتمنطقون بمنطقهم وجائك احدهم ليعلن مرجعيته المشؤومه وجاء يؤسس لك حزبا اخوانيا بثوب شيعي ينخر في العقائد الحقه ويهدم الثوابت ويميع العقيده، ثم هذا الحزب ينجب لك من الشياطين ما يفرح به ابليس الى يومنا هذا والآن هنالك موجات كثيره.
منها مثلا الموجه الانحلاليه تلاحظ مثلا إنّ بعض ابناء المعممين الذين استقروا في امريكا او استراليا بدأ هؤلاء ايضا يصطدمون بلون تلك المجتمعات وهاهم يخلقون لك الآن عبر مساجد وقنوات فضائيه، يخلقون لك اسلاما على الطريقه الامريكيه ترا ذلك الشاب المعمم اللطيف يجلس في الاستوديو مع المذيعه التي هي من الناحيه الشرعيه متبرّجه، يعني في حكم الشرع متبرّجه لكنه عند ذلك المعمم وعند ذلك المجتمع هي متحجبه. وكأن الحجاب هو فقط قطعت القماش تلك التي توضع على الرأس وتجد هذا المعمم اللطيف واشباهه يتبادلون التفكه مع الفتيات امام الشاشات، وكأن الحياء انعدم وكأن احكام الشرع ماتت.. هذه هي حال بعضنا مع الاسف يميلون مع كل موجه ويتلوّنون مع كل لون، حسب الموجه الطاغيه او الموضه السائده او بحسب مايقتضيه تحقق الموائمه بينهم وبين من يعيشون معهم، او يطمحون أن ينالوا منهم شيئا من دنياهم .. على سبيل المثال سامري القطيف هذا الرجل جرّب سابقا أن يكون معارضاً لسلطة آل سعود، يدعوا الى الثوره عليها ويدعوا لإسقاطها، حين ذاك لم يكن يعلب بالعقائد الحقّه بل على العكس كان تظهر منه كلمات نال فيهن من ابي بكر وعمر (لعنة الله عليهم) مثلا،  ثم رأى الرجل أنّ طريق المعارضه لن يصله الى مبتغاه في الدنيا فماذا فعل؟  عدل عن ذلك الى مصالحه اجراها مع سلطة ال سعود (لعنة الله عليهم) وحين عاد اراد أن تفتح له ابواب الملك والامراء والمسؤلين، وأن تفتح له ابواب الصحافه والاعلام وأن تكون له الحضوه والوجاهه المطلقه حتى يغدوا الرمز الشيعي الاكبر في البلاد، هذه طموحاته ادرك الرجل أنّ ذلك لايمكن أن يتحقق إلا أن يُقدّم لآل سعود (لعنة الله عليهم) وصبيانهم وابنائهم يُقدّم لهم مايرضيهم ويجعله مقبولا في اعلامهم مرحبا به في اوساطهم، فأخذ يعبث بالعقائد والثوابت تارة يترضى على ابي بكر وعمر (لعنة الله عليهم اجمعين) واخرى يدافع عن امه عائشه (حشره الله (تعالى) معها)، وثالثه يسخر من الشعائر الحسينيه المقدسه، ورابعه يفتي وكأنه اهلا للفتوى يفتي بأن من سب الصحابه والخلفاء الراشدين على حد زعمه خارج عن المله، ثم يأتي في التاره الخامسه فيستضيف رؤوس النواصب والوهابيين في منازله يعقد على شرفهم المآدب التكريميه ويسمح لهم بأن يصبوا الذل على رؤوس الشيعه في القطيف بمهاجمته في عقائدهم في عقر دارهم.

دافع الخونة الكلاب في محاولة صد تحركات العالم الشيعي الجديد وتكالب محالفيهم عليهم ..
هذا هو الدافع الحقيقي لهؤلاء الخونه الذين يقدّمون التنازلات، ويقولون لكم يحرّم عليكم النيل من رموز اخوانكم هذا هو الدافع. انه دافع دنيوي رخيص، انهم يريدون أن يصعدوا ليكونوا في الواجهه على حساب العبث في العقائد في الثوابت والاحكام والشعائر وعلى حساب تعطيل مسيرة الامه الشيعيه الامه الرافضيه العظيمه، احيانا يكون مبتغي هذا الصعود فردا واحيانا اخرى يكون مبتغيه نظاما كالنظام الحاكم في ايران مثلا النظام الحاكم في ايران. له اهداف توسعيّه وهو يدرك أنّ مقبوليه في المنطقه عند النخب الدينيه والسياسيه والثقافيه والاعلاميه، هذه القابليه مرهونه بما يقدمه من تنازلات وتلاعب في اصول العقيده الشيعيه وفي مظاهرها ولكن سبحان الله مهما يقدم هذا النظام من تنازلات واغرائات مهما يقدم لتلك النخب البكريه فإنها تعود لترتد عليه اضرب لكم هنا مثالين معاصرين لهذه الحقيقه.
المثال الاول لهذا الداعيه البكري المعروف المدعو يوسف القرضاوي نحن لانعرف شخصا من مشايخ البكريه العرب إلتمّ به نظام ايران كيوسف القرضاوي، دعوه غير مره الى ايران احتفوا به احتفاء كبيرا وبجّلوه وعظّموه وصلّوا ورائه واغدقوا عليه بالأموال والهبات والعطايا، وكانوا يقدّمون له  كل مايرتضيه بالذات حين يثنون في مؤتمراتهم معه. يثنون على ابي بكر وعمر والخلفاء الراشدين والصحابه وامهات المؤمنين على حد زعمهم كما كان يفعل هذا التسخيري النذل العاق. كل هذا كان يفعلونه لماذا؟ حتى يشتروا من القرضاوي التأييد لهم وبالفعل الرجل في بعض السنين كال لهم المديح، لكن ما إن سقط نظام البعث في العراق وبدأ يبزغ نجم الشعيه هناك ودخلت ايران على الخط حتى صار لها اليد الطولى. ما إن حصل هذا حتى ارتد عليها القرضاوي وبدأ يهجوها ثم ازداد ارتدادا بمهاجمته للشيعه والمد الشيعي، وثم ازداد كفراً بمهاجمته ثورة البحرين المظلوم. إذاً ما الذي استفاده النظام الايراني من القرضاوي ؟ لاشي إلا التنكّر للجميل غير هذا لم يستفيدون شيء.

هذا مثال امثله معاصره المثال الثاني هذا الاكاديمي الكويتي المدعو عبد الله النفيسي. هذا الرجل استضافه نظام ايران اكثر من مرّه وجعله يحاضر سنويا في الجامعات وفي وزارة الخارجيه في طهران وكان كثيرا من المسؤولين المعمّمين يحضرون محاضراته دوريا، بل اكثر من هذا استظافه خامنئي في بيته وصار بينهم عيش وملح كما يقول الاخوه المصرييون. كان يستضيفه الخامنئي وايضا اعمده النظام يقيمون له الولائم يعاملونه بترحاب كبير، واغدقوا عليه كثيرا ايضا وطافوا به في مدن ايران على نفقتهم وقدّموه لكي يحاضر في جامعة طهران واصفهان وشيراز وعاملوه بمنتهى الكرم. وقدّموا له ايضا من كلمات المديح والاطراء لقتلة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة و السلام) حتى يضهروا نفسهم بمضهر الحريصين على الوحده الاسلاميه، لكن ايضا ما إن سقط نظام البعث في العراق حتى عاد الرجل وارتدّ عليهم وتنكّر لهم وبدأ يهاجمهم ويهاجم الشيعه الايرانيين جميعا. يقول مثلا انهم جميعا يتّخذون التشيع كحصان برواده يتخذونه هكذا لكي ينتقموا من العرب السنه، على حد قوله لماذا ينتقمون منهم ؟
يقول لأنهم قضوا بالفتح الاسلامي على حضارتهم الفارسيه والعجيب انه ينسب هذا الكلام لمحمد باقر الحكيم، يقول انه اسر له ذلك في جلسه خاصه سرّيه في بيته، وانه اخبر بأنه سيسعى بأنه سيحوّل المرجعيه في النجف الاشرف من المرجعيّه الفارسيه الى مرجعيّه عربيّه، ويقول كان ذلك قبل غزو العراق بعام، ولذلك يزعم النفيسي أنّ المخابرات الايرانيه هي التي قامة بإغتيال محمد الحكيم وليست القاعده اغتالوه على حد زعمه، خوفا من أن يحوّل المرجعيه في النجف الى مرجعيه عربيه.
انا لايهمّني أن ارد على هذا الازفاف، انما الذي يهمّني أن تقفوا على هذا المثال وهو كيف أنّ رجلا اغدق عليه النظام الحاكم في طهران واحتضنه لسنين، لم يستفد منه شيئا إلا التنكّر للجميع. سبحان الله هذه هي نتيجة التنازلات والمساومات صدّقوني ايها الاخوه أنّ كل من يمضي في طريق المساومه مع العدو او المخالف بالدوس على الثوابت العقديه، سيما ثابت البرائه كل من يمضي على هذا الطريق لايحصل على دنيا ولا على آخره، ولايجني من وراء ذلك إلا الخيانه والذل، ثم العقاب الاليم في الآخره. هذا ماحصل سابقا وما زال يحصل لكل من يتنكّر من الشيعه لمظلومية ائمته (عليهم افضل الصلاة و السلام) او يؤخّر هذه المظلوميه عن تصدّر جدول الاولويات او يحاول حبس اثارة هذه المظلوميه لكي لا تثير المخالف المعتقد بمن ظلم الائمه الاطهار (عليهم افضل الصلاة و السلام). راجعوا انتم التاريخ تجدون شواهد كثيره على هذه الحقيقه حقيقه أنّ من يمضي في هذا الطريق، شواهد كثيره بين ايدينا على سبيل المثال ماصنعه نادر شاه ملك ايران في زمانه، وصنعه معه بقيّة الاستسلاميين من المعمّمين الذين اجتمعوا في النجف الاشرف وقدّموا التنازلات لأهل الخلاف .. حيث انه ادركنا الوقت فإنّا نرجأ تفصيل هذه القصّه في المحاضره القادمه.. وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله قتلتهم واعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم اجمعين الى قيام يوم الدين .. آمين

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp