بيان آل محمد في أعدائهم (10) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
بيان آل محمد في أعدائهم (10) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين أمين...

{ قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}

  هكذا وصف الله تبارك وتعالى في قرآنه المجيد جمعا ممن ينتحل الإسلام إسما لكنه في واقع الحال معادٍ للإسلام في باطنه ، أي من فلتات ألسنتهم يتبين للإنسان ما إذا كان هذا الشخص مؤمنا حقا أم منافقا ، يكيد للإسلام وللمسلمين من الداخل ومن وراء الستار ، وما تخفيه صدور هؤلاء أكثر بكثير مما نتلمسه من فلتات ألسنتهم ، من هم هؤلاء الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وفي تلك الفترة كانوا يكيدون للإسلام من الداخل وهم بمثابة ما يطلق عليه اليوم بإسم الطابور الخامس إذا سمعتم بهذا الاصطلاح الجواب على هذا السؤال نتركه إلى سيدنا ومولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في حديث شريف هو من جملة الأحاديث المنسية التي نعرضها أن شاء الله تعالى في هذه الليلة بالتحليل والمناقشة تسلسلا ضمن بحثنا بعنوان بيان آل محمد في أعدائهم ..

أمير المؤمنين يكشف جملة من الأسرار ..
  هذا الحديث سمع من أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه قبيل وقعت صفين  قبل أن تبدأ المعركة مع جيش معاوية لعنه الله, أمير المؤمنين صلوات الله عليه في ذلك الموقف وقف خطيبا وخطب في الناس قبل أن تبدأ فصول تلك المعركة وبدأ يحذر الناس من الجيش المعادي أي الجيش الأموي وأنصار بني أمية ثم بعد ذلك عرج على هذه المسألة وكشف جملة من الأسرار التي تعجب القوم من ذكره لها, مثلا واحدة من هذه الأسرار أن من تقدسونهم أنتم ، كان يخاطب فئة من جيشه وهي الفئة التي كانت ملتزمة بقيادة الأشعث الكندي الذين أصبحوا فيما بعد من الخوارج والخوارج موجودون إلى اليوم قسم منهم في عمان تحت عنوان الأباضية المذهب الأباضي وهؤلاء يقدسون إلى أقصى درجة أبوبكر وعمر وفي المقابل يكفرون علي صلوات الله عليه وعثمان فعندهم هذه الإزدواجية ، على أي حال أمير المؤمنين كشف للأشعث بن القيس وأصحابه وهذا قبل معركة صفين بلحظات أنه من تقدسونهم أنتم وبالتحديد هذان الرجلان في واقع الحال كانا في عهد رسول الله صلى الله عليه واله وبعد مجيئهما إلى المدينة كانا يعبدان صنما وضعاه في بيتيهما وذهب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بأمر رسول الله صلى الله عليه واله وكسر ذلك الصنم ، فإذا لدينا حديث ملئ بالأسرار وهذا الحديث في أعلى درجات الإعتبار يرويه الثقة الجليل سليم بن قيس الهلالي رضوان الله تعالى عليه ويرويه عن سليم  أبان بن أبي عياش رضوان الله تعالى عليه نتلوا هذا الحديث معا ونناقشه بشيء من التحليل ..

  روى أبان عن سليم قال سمعت علي بن أبي طالب عليها السلام يقول قبل وقعة صفين إن هؤلاء القوم لن ينيبوا إلى الحق ولا إلى كلمة سواء بيننا وبينهم حتى يرموا بالعساكر تتبعها العساكر وحتى يردفوا بالكتائب تتبعها الكتائب وحتى يجر ببلادهم الخميس تتبعها الخميس وحتى ترعى الخيول بنواحي أرضهم وتنزل على مسالحهم وحتى تشن الغارات عليهم من كل فج عميق وحتى يلقاهم قوم صدق صبر لا يزيدهم هلاك من هلك من قتلاهم وموتاهم في سبيل الله الا جِدا في طاعة الله..

  ماذا يعني قول كلام أمير المؤمنين ؟ بداية حديث أمير المؤمنين عليه السلام يؤشر إلى جيش معاوية يقول هؤلاء القوم لن ينيبوا إلى الحق لن يرجعوا إلى الحق ويتوبوا مما عليه من البغي ولا إلى كلمة سواء بيننا وبينهم ، لن نتصالح حتى نستخدم القوة معهم حتى يرموا بالعساكر تتبعها العساكر يعني يجب أن نرميهم بالعساكر وحتى يردفوا بالكتائب تتبعها الكتائب كتاب العسكر وحتى يجر ببلادهم الخميس تتبعها الخميس والخميس كما شرحت لكم سابقا عنوان لماذا ؟  للجيش لأنهم مكون من خمسة أقسام وحتى ترعوا الخيول في أرضهم وإلى غيرها من التعابير التي استخدمها أمير المؤمنين عليه السلام ، يقول هؤلاء القوم لا تنفع معهم سوى لغة القوة أما نقاش حوار محاولة إصلاح ذات البين  بالتي هي أحسن هذا محال ، هؤلاء قوم باغون معاندون ولذلك على الإنسان المؤمن المجاهد في كل زمن في كل عصر في كل مصر أن يحاول أن يفرق بين المواقف حينما يجابه أعدائه تارة أنت تجابه عدوا يصلح للنقاش فتسلك معه سبيل هي التي هي أحسن تارة أنت تجابه عدوا شرسا متوحشا دمويا باغيا وهذا لا تنفع معه الا لغة القوة فهنا يجب أن تسلك سبيل القوة ومسلك القوة على سبيل المثال ما يجري الآن في العراق ، المعادون للتشيع والشيعة في العراق لا تنفع معهم غير لغة القوة مصالحة وطنية وحوار ومؤتمر وما أشبه ذلك كله هراء هؤلاء قوم لا تنفع معهم إلا لغة القوة ولن ينيبوا إلى الحق إلا باستخدام القوة وهذا هو مقتضى كلام سيدنا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ..

قتل المؤمنين لذويهم من المشركين وثناء الله عليهم ..
   يستمر أمير المؤمنين عليه السلام بالقول والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه واله نقتل أبائنا وأبنائنا وأخوالنا وأعمامنا وأهل بيوتاتنا ثم لا يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما وجدا في طاعة الله وإستقلالا بمبارزة الأقران وإن كان الرجل منا والرجل من عدونا ليتصاولان أي يتحاربان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما يعني كل شخص يختلس موقفا أو لحظة من الآخر حتى يضربه فيها في مقتل يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس الموت فمرة لنا من عدونا يعني نحن ننتصر ومرة لعدونا منا فلما رآنا الله صدقا وصبرا يعني كلنا صادقين وصابرين أنزل الكتاب بحسن الثناء علينا والرضى عنا وأنزل علينا النصر يريد أمير المؤمنين عليه السلام بهذا المقطع أن يشحذ همم جيشه في صفين فيقول نحن كنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل أبائنا يعني يشير إلى المجموع وبالفعل كان يحدث هذا الشيء أنه رجل مسلم مؤمن في جيش رسول الله صلى الله عليه وآله يجابه أباه في جيش الكفر وكان يحدث بينهم معارك أو أخاه عمه أو خاله وكان ماضيا في الحق لا يبالي في الحق أحدا ، إن العلائق النسبية أو السببية أو الأسرية كلها تضمحل وتتلاشى أمام علقة الإيمان والإسلام ، محمد بن أبي بكر جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام كما عرضنا عليكم سابقا لكي يبايعه فقال له عليّ تبايعني على أن تبرأ من أبيك قال نعم يا سيدي يا أمير المؤمنين فبايع أمير المؤمنين فيتبرأ من أبيه ونفس الشيء وقع بالنسبة إلى إبني أبي لهب أبو لهب عم رسول الله اللعين هذا الرجل اللعين إثنان من أبنائه أسلما فجاءا إلى رسول الله صلى الله عليه واله ، وحينما أسلما تبرءا من أبيهما ، بالصلاة مطلوب منه أن يقرأ قوله تعالى : {تبت يدا أبي لهب وتب} فإذا هذه سمة ، أمير المؤمنين عليه السلام يقول على الإنسان أن لا يعرف في الحق أحد لا أخ ولا أب ولا أم ولا خال ولا عم ولا غيره ثم بالمقابل لا تزيده الحروب إلا قوة وصولة وجدا في طاعة الله تبارك وتعالى وفي مبارزة الأقران فمرة لنا من عدونا ومرة لعدونا منا فلما رآنا الله صدقا صبرا صادقين وصابرين أنزل الكتاب يعني أنزل الآيات التي تحسن الثناء علينا والرضا علينا وأنزل علينا النصر ..

  هنا أمير المؤمنين عليه السلام يلفت الأنظار إلى مسألة مهمة أن هذا الثناء الذي نزل من الله تبارك وتعالى على جمهور المسلمين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله هل كان يشملهم جميعا أم لا ؟ قسم منهم لم يكن مشمولا بهذا الثناء يوضح أمير المؤمنين عليه السلام يقول ولست أقول إن كل من كان مع رسول الله صلى الله عليه  وآله كذلك ، يعني كان بهذه الصفات العظيمة بهذا الإيمان وبهذه القوة ولكن أعظمهم وجلهم وعامتهم كانوا كذلك ، يقصد من استشهد ومن قاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ولقد كانت معنا بطانة لا تألونا خبالا ، يقول كان معنا مجموعة مثل البطانة والبطانة يعني الجانب الباطن باطن الثوب كيف يكون باطن الثوب مطويا إلى الداخل ، هذه الجماعة كانت لا تألونا خبالا أي كانت لا تتوقف عن محاولاتها لإفساد أمر المسلمين وإفساد أمر رسول الله صلى الله عليه واله خبال يعني فساد فكانوا يعمدون إلى إفساد الأوضاع يعني منافقين طابور خامس قال الله عز وجل أمير المؤمنين هو يقول :
{ قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}
من أفواههم أنا الآن آتيكم ببعض الشواهد على تصرفاتهم الخارجية التي تثبت أنهم كانوا منافقين وما تخفي صدورهم من الكيد للإسلام والمسلمين أكبر مما تظنون ..

فرار أبو بكر وعمر في المعارك :
 يتوجه هاهنا أمير المؤمنين عليه السلام حينما يصل إلى هذا الموضع ويتلوا هذه الآية الشريفه يتوجه إلى الأشعث بن قيس لعنه الله بهذا الكلام يشير إليه ، طبعا أمير المؤمنين تخيلوا الموقف هو في وسط عسكره يقف بينهم خطيبا ولقد كان منهم يقول أمير المؤمنين من هؤلاء اللذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولقد كان منهم بعض من تفضله أنت وأصحابك يا بن قيس يشير إلى الأشعث بن قيس هؤلاء اللذين أنتم تفضلونهم علينا أهل البيت ولقد كان منهم بعض ممن تفضلونهم أنت وأصحابك يا ابن قيس فارين يفرون من مواطن النزاع فلا رمى بسهم لاحظوا هنا أمير المؤمنين بذكاء ينتقل من الحديث بصيغة الجمع إلى الحديث بصيغة المفرد فيقول فلا رمى بسهم ولا ضرب بسيف ولا طعن برمح ، إذا كان الموت والنزال لاذ وتوارى واعتل ولاذ كما تلوذ النعجة العوراء لا تدفع يد لامس يعني هذا الشخص الذي أمير المؤمنين الآن يذمه يقول هذا الشخص لا طعن برمح ولا ضرب بسيف ما أبلى أي بلاء حسن في الحروب وإذا دعي إلى الحرب توارى أي إختبأ واعتل يعني تمارض ولاذ كما تلوذ النعجة العوراء يعني حتى ليست نعجة سليمة نعجة عوراء لا تدفع يد لامس ، وإذا لقى العدو إذا أنجبر ولقى العدو وصار وجها لوجه مع العدو فر ومنح العدو دبره جبنا ولؤما يفر ويعطي ظهره وخلفيته للعدو جبنا ولؤما ، هذا في حالة الحروب هكذا صفاته ، في حالة الرخاء كيف تكون صفاته وإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم ما يتكلم وقت الحروب, وقت الرخاء والغنيمة يتكلم ويظهر عضلاته لماذا ؟ حتى يحصل على شي من الغنائم كما قال الله تعالى :
{ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ}

هذا مقطع من آيه أنا أذكره كاملا أو الآية كاملة أشحة عليكم يعني بخلاء عليكم لا يقدمون شيئا للإسلام فاذا جاء الخوف يعني إذا جاءت الحرب وخافوا رأيتهم ينظرون إليك يعني إليك يا رسول الله تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت ، أي في حالة الموت يغشى عليه وتدورعيناه يمنة ويسرة من حالة الرهبة والخوف تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوقم بألسنة حداد فظ غليظ لسانه سليط ، أشحة على الخير بخيل يريد فقط الغنائم فلا يعطي شيئا وفي الحرب دجاجة وفي الرخاء أسد ..
  فلا يزال ، هنا أمير المؤمنين الآن كلامه كله منصب على تقريع شخص معين والطعن فيه وذمه ، فلا يزال قد استأذن رسول الله صلى الله عليه وآله في ضرب عنق الرجل الذي ليس يريد رسول الله صلى الله عليه وآله قتله فأبى عليه ، هنا يشير أمير المؤمنين إلى مسألة مهمة في سيرة ذلك الرجل وكنا قد أشرنا إليها سابقا أنه في الحروب أبدا كان جبانا لئيما فارا في غير الحروب يعني يتصنع القوة والشجاعة والبطولة فيأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول دعني أضرب عنق هذا المنافق ويرفع سيفه ويقول أنا جاهز لضرب عنق هذا الرجل وهو يعلم أن رسول صلى الله عليه وآله لا يريد قتل ذلك الرجل ، مثلا هذا الرجل الذي أفشى إلى قريش وهو كان من جملة الصحابة أيضا ، أفشى إلى قريش أن الرسول الله صلى الله عليه وآله يتجهز لحربكم أرسل إليهم رسالة بهذا الخصوص اسمه حاطب بن أبي بلتعة إنكشف أمره أمام رسول الله فجاء إلى رسول الله تائبا مستغفرا فرسول الله عفى عنه هنا قام هذا الرجل الذي يشير إليه أمير المؤمنين عليه السلام فيقول لرسول الله دعني أضرب عنقه مرة ومرتين وثلاث لماذا ؟ لأنه عند الغنيمة بالرخاء يتكلم يظهر أنه شجاع والحال خلاف ذلك ، ولقد نظر رسول الله صلى الله عليه وآله  يوما وعليه السلاح تام ، رسول الله صلى الله عليه واله نظر إلى هذا الرجل الذي يذمه أمير المؤمنين عليه السلام مرتديا السلاح ومتجهز تماما ودرعه وسيفه فضحك رسول الله صلى الله عليه واله ضحك لماذا ؟ لأنه معروف جبن هذا الخسيس ثم قال يكنيه أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله يكنيه أبا فلان اليوم يومك دعنا نرى شجاعتك وبطولتك ماذا ستفعل مرتديا سلاحك ومتجهز إلى أين أنت ذاهب بهذا اللباس ؟!!

   أمير المؤمنين عليه السلام هنا لم يشر صراحة إلى ابن هذا الرجل لكن الناس عرفوه ، الإشعث بن قيس عرف الرجل بهذه المواصفات وهذه الإشارة فقال الأشعث ما أعلمني بما تعني ! أي أعلم من تقصد ! إن ذلك يفر منه الشيطان !
  تتذكرون هذا الحديث الذي يرويه المخالفون في مصادرهم وهو حديث مكذوب مضمونه ما سلك الشيطان فجا أو طريقا إلا سلك بن الخطاب طريقا آخر !! أليس هكذا يروون هذا الحديث المكذوب والمضحك  ..

  إستهزاء أمير المؤمنين بعمر:
  أمير المؤمنين عليه السلام حينما سمع هذه الكلمة من الأشعث تهكم عليها واستهزء بها فماذا قال ؟ قال عليه السلام يا بن قيس لا آمن الله روعة الشيطان إذ قال يعني إذا بالفعل الشيطان يفر من عمر بن الخطاب ومن أمثال عمر بن الخطاب إذا لا محال أنه المحال يوم من الأيام تأمن روعته يعني فزعه يهدأ لا آمن الله روعة الشيطان إذ قال هذا الحديث طبعا مكذوب ويستهزأ به أمير المؤمنين عليه السلام وجدلا نحن نقول لنفترض أن الحديث صحيح وهو طبعا حديث مكذوب لكن شيء طبيعي إذا سلمنا به جدلا أنه الشيطان إذا رأى عمر بن الخطاب في طريق فلماذا يتعب نفسه ويذهب في نفس الطريق يسلك طريق ثاني لأن عمر بن الخطاب سيقوم بالواجب في إغواء الناس وتضليلهم ، فإبليس يبحث في مكان آخر مادام عمر موجود فلماذا أنا اتعب نفسي ؟!!  فقال الأشعث ما أعلمني بمن تعني ، طبعا هاهنا ملاحظة إذا حين قال رسول الله صلى الله عليه وآله أبا فلان اليوم يومك ماذا قال ؟ قال عجبا أراك ترتدي زي السلاح ومتجهز للقتال هذا اليوم ، نراك بطلا فماذا عندك يا أبا حفص !!  فقال الأشعث ما أعلمني بمن تعني إن ذلك يفر منه الشيطان قال عليه السلام يا بن قيس لا آمن الله روعة الشيطان إذ قال ، ثم قال ولو كنا حين كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وتصيبنا الشدائد والأذى والبأس فعلنا كما تفعلون اليوم لما قام لله دين ولا أعز الله الإسلام وأيم الله  يعني أحلف بالله أكثر من يمين أيم جمع يمين لتحلبونها دما وندما وحسرة فاحفظوا ما أقول لكم واذكروه فليسلطن عليكم شراركم والأدعياء منكم والطلقاء والطرداء والمنافقون فليقتلنكم ثم لتدعن الله فلا يستجيب لكم ولا يرفع البلاء عنكم حتى تتوبوا وترجعوا فان تتبوا وترجعوا يستنقذكم الله من فتنتهم وضلالتهم كما استنقذكم من شركم وجهالتكم ..

  أمير المؤمنين عليه السلام يشير هاهنا إلى هؤلاء يعظهم بالقول أنه إذا لم تتوبوا إلى الله عز وجل فإن الله عز وجل سيسلط عليكم هؤلاء المنافقين والأدعياء والطرداء والدجالين ، شراركم هؤلاء سيتسلطون عليكم فتدعون فلا يستجيب الله دعائكم حتى ترجعوا وتتوبوا يعني ترجعوا إلى إهل البيت عليهم السلام وولايتهم ..
  ألا إن العجب كل العجب من جهال هذه الأمة وضلالها وقادتها وساقتها إلى النار ساقتها جمع سائق ، لإنهم قد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول عودا وبدءا يعني أكثر من مرة يكرر ، ما ولت أمة رجلا قط أمرها وفيهم أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا يعني ينحدر حتى يرجعوا إلى ما تركوا ، أمير المؤمنين عليه السلام يقول عجب من هذه الأمة من ضلالها وساقتها إلى النار..

  رسول الله يحذر يقول لا تولوا شخصا وفي الأمة أعلم منه أي لا تجعلوه عليكم  حاكما ، وأنتم من أخترتم  ؟ !
  اخترتم أبا بكر اخترتم عمر اخترتم عثمان ووصلت بكم الأمورإلى أن تختاروا  معاوية ويزيد وهارون الرشيد والمنصور الدوانيقي وصدام حسين وأمثال هؤلاء ، أين ما وجدوا سفلة البشر يجعلونهم عليهم حكاما ، والناس تقبل بهذا !!
  ومادام في الأمة أعلم من هذا الرجل لنفترض أن هذا الرجل ليس ظالما نفترض أنه إنسان صالح لكن في الأمة هناك من هو أعلم منه فما دام فعلوا ذلك فأمرهم يذهب سفالا يعني ينحدر وهذا شي طبيعي ، أنت بنفسك حينما تذهب إلى طبيب فعندك طبيب آخر أعلم من ذلك الطبيب طبعا إذا رحت إلى الطبيب غير الأعلم فأمرك ينحدر، ليس مثل الطبيب الماهرالخبير ، فأنت دائما تتوجهه نحو الأعلم ، فكيف بمنصب من أهم المناصب  وهو منصب الحكومة ؟
  فولوا أمرهم ، أمير المؤمنين عليه السلام يشتكي هاهنا يقول ، فولوا أمرهم قبلي ثلاثة رهط أي ثلاثة رجال ما منهم رجل من هؤلاء الثلاث أبوبكر وعمر وعثمان ما منهم رجل جمع القرآن ولا يدعي أن له علم بكتاب الله ولا سنة نبيه ، كانوا جهلة وقد علموا يقينا أني أعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه وافقههم وأقرءهم بكتاب الله وأقضاهم بحكم الله وأنه ليس رجل من الثلاثة له سابقة مع رسول الله صلى الله وعليه وآله ولا عناء معه في جميع مشاهده فلا رمى بسهم ولا طعن برمح ولا ضرب بسيف جبنا ولئما ورغبة في البقاء وهذا هو الواقع دونكم مصادر التاريخ شرقها وغربها شمالها وجنوبها عند كل المذاهب وعند كل الأديان ، احضروا لي فقط شخصا واحدا ثبت أن عمر بن الخطاب مثلا قتله في حرب أو غزوة من غزوات رسول الله صلى الله عليه وآله ، لا يوجد  لماذا لأنه جبان ولا يستقوي إلا على الضعفاء إلا على النساء كما استقوى بمجموعة من الطغام الأراذل المتوحشين على فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها هذا موقف ، فعمر يجيد هذه اللعبة ، أما أنه ينازل رجلا وجها لوجه وبشرف ، كلا !! ..
 
  وقد علموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قاتل بنفسه ، رسول الله بنفسه  قاتل فقتل  أبي بن خلف وقتل مسجع بن عوف وكان من أشجع الناس وأشدهم لقاءا وأحقهم بذلك يقول رسول الله كان بنفسه يقاتل لم ترك نفسه ، وقد علموا يقينا أنه لم يكن فيهم أحد يقوم مقامي ولا يبارز الأبطال ولا يفتح الحصون غيري ولا نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله شديدة قط يعني مصيبة شديدة ولا كربه أمر ولا ضيق ولا مستصعب من الأمر إلا قال مجرد ما تنزل مصيبة برسول الله صلى الله وآله أو أزمة أو شدة إلا قال أين أخي علي أين سيفي أين رمحي أين المفرج غمي عن وجهي فيقدمني أي يجعلني أتقدم ، فأتقدم فأفديه بنفسي ويكشف الله بيدي الكرب عن وجهه ..
  يا كاشف الكرب عن وجه أخيه رسول الله فرج كربي بحق أخيك رسول الله هذا الذي فرج الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولله عز وجل ولرسوله بذلك المن والطول حيث خصني بذلك ووفقني له ، وأن بعض من سميت يخاطب الأشعث بن قيس يقول هؤلاء الذين تحترمونهم وتقدسونهم قبلي من الولاة يقول إن بعضا من سميت لم يكن ذا بلاء ولا سابقة ولا مبارزة قرن ولا فتح ولا نصر غير مرة واحدة أيضا أمير المؤمنين عليه السلام هنا يتهكم يقول إن هذا لم يفعل شيئا وما انتصر في أي شي إلا مرة وحدة ماذا فعل ؟ !

  ثم فر ومنح عدوه دبره ورجع يجبن أصحابه ويجبنونه وقد فر مرارا ، يقول هذا نصره ، أعطاه رسول الله الراية يوم خيبر هو وصاحبه ذهبا ورجعا كل منهم يجبن أصحابه ويجبنونه بهذا الشكل ، فإذا كان عند الرخاء والغنيمة ارتفعت الحرب تكلم وأمر ونهى تغيرت صفته وصار شجاع وبطل وبدأ يأمر وينهى ، ولقد نادى ابن عبد ود في يوم الخندق نادى بإسمه قال يا عمر بن الخطاب أخرج أنا أحاربك ، فماذا فعل عمر ! حاد عنه ولاذ بأصحابه ..

  تآمر أبو بكر وعمر على رسول الله صلى الله عليه وآله
  فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله مما رأى به من الرعب حيث كان يرتجف من الرعب ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله أين حبيبي علي تقدم يا حبيبي يا علي ، وهو القائل يوم الخندق لإصحابه الأربعة يقول هذا عمر قال لإصحابه الأربعة ، من هم ؟ أصحاب الصحيفة أية صحيفة ؟ في جوف الكعبة المتآمرون من هم ؟ أبوبكر عمر أبو عبيدة بين الجراح سالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل لعنة الله عليهم ،  يقول هذا عمر يوم الخندق رأى القضية شرسة خندق وأحزاب وهؤلاء مجتمعون من شرق الأرض وغربها فلم يجد عنده فرصة للنجاة فماذا فعل ؟! اقترح على أصحابه المنافقين قال لهم والله إن ندفع محمدا إليهم برمته نسلم من ذلك دعونا نأخذ النبي ونختطفه ثم نسلمه إليهم حتى نحن نسلم ، إذا هؤلاء القوم اقتحموا راح يقتلوننا حين جاء العدو من فوقنا ومن تحتنا قال الله تعالى :
{ وزلزلوا زلزالا شديدا وظنوا بالله الظنونا وقال المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا }

فقال له صاحبه ، أمير المؤمنين يكشف أسرار فقال له صاحبه أبوبكر يجيب عمر لا ولكن نتخذ صنما عظيما نعبده ، لأن اقتراحك هذا لا ينفع الأفضل منه أن نتخذ صنما عظيما نعبده لأننا لا نأمن أن يظفر ابن أبي كبشة ، ابن أبي كبشة من يكون في تعبير المشركين والمنافقين ؟ ! المقصود رسول الله صلى الله عليه وآله لماذا ؟ لأنه يقال من جهة الأم أحد أجداد أمه آمنة بنت وهب صلوات الله عليها كان يقال له أبوكبشة وعلى اية حال وهناك تحليل آخر يقول بإعتبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يرعى الغنم أي كبش فلذلك سمي بإبن أبي كبش على أية حال هذا تعبير كان يستخدمه المشركون والمنافقون والكفار للإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول ولكن نتخذ صنما عظيما نعبده لأننا لا نأمن أن يظفر أي أن ينتصر ابن أبي كبشة فيكون هلاكنا ممكن أن نطبق اقتراحك يا عمر بأن نختطف رسول الله لكن رسول الله ينتصر علينا ويستنقذوه أصحابه من بين أيدينا فيكون بذلك هلاكنا فكيف نأمن أنفسنا بحال إنتصار الأحزاب ، ماذا نفعل ؟ ولكن يكون هذا الصنم لنا ذخرا فان ظفرت قريش أي إذا انتصرت قريش على رسول الله أظهرنا عبادة هذا الصنم وأعلمناهم أن لم نفارق ديننا وان رجعت دولة بن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة هذا الصنم سرا
فنزل جبرائيل عليه السلام فأخبر النبي صلى الله عليه واله بذلك ثم أخبر به رسول الله صلى الله عليه وآله بعد قتل ابن عبد الود ، بعد ما ذهب أمير المؤمنين وقتل ابن عبد ود في تلك المعركة البطولية ، رسول الله صلى الله عليه وآله أخبر بذلك أن هؤلاء اتخذوا صنما فدعاهما دعى أبابكر وعمر فقال كم صنم عبدتما في الجاهلية ؟ فقالا يا محمد لا تعيرنا بما مضى بالجاهلية ؟ لماذا تعيرنا بسوابقنا ؟ فقال صلى الله عليه وآله لهما فكم صنم تعبدان يومكم هذا ؟ اليوم كم صنم عبدتم ؟ فقالا والذي بعثك بالحق نبيا لا نعبد إلا الله منذ أظهرنا من دينك ما أظهرنا ، فقال يا علي خذ هذا السيف فانطلق إلى موضع كذا وكذا ، الموضع الذي خبئوا فيه الصنم فاستخرج الصنم الذي يعبدانه فاهشمه يعني كسره فإن حال بينك وبينه أحد فاضرب عنقه ، إذا أحد وقف وحال بينك وبين الوصول إلى ذلك الصنم فاضرب عنقه ، فانكبا على رسول الله صلى الله عليه وآله ، نزلاعلى رجله فقالا استرنا سترك الله لا تفضحنا فقلت أنا لهما أمير المؤمنين عليه السلام يقول أنا قلت لهما في ذلك الموقف في ذلك المجلس اضمنا لله ولرسوله أن لا تعبدا إلا الله ولا تشركا به شيئا ، فعاهدا رسول الله صلى الله عليه وآله على ذلك ، وانطلقت حتى استخرجت الصنم من موضوعه وكسرت وجهه ويديه وجذمت رجليه ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله هنا دققوا بكلام أمير المؤمنين ماذا يقول ؟! فوالله لقد عرفت ذلك في وجههما علي حتى ماتا يعني ضل هذا الموقف مؤلما ومؤذيا لهما وكان في وجهها عليّ يعني كل ما رأياني كأنما بعينيهما وبتعابير الوجه يقولون ماذا فعلت بنا كسرت الصنم الذي كنا قد اتخذناه لنا حتى ماتا ، لهذا السبب أنتم لا تتعجبوا من السبب الذي جعل أبا بكر وعمر وغيرهما من المنافقين يكرهون عليا صلوات الله عليه ويكرهون زوجته وأبنائه لهذه الدرجة ويحقدون عليهم ، لماذا ؟

  الناس تتساءل وتقول إنّ عليّا لم يظلمهما ولم يجر عليهما وهو حق ولكن إنفضاحا على يد عليٍّ إنفضاحا على يد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ففي زمان رسول الله لم يتمكنان من أن يفرغا حقدهما عليه ، ففرغا حقدهما عليه وعلى أهل بيته بعد وفاة  واستشهاد رسول الله  صلى الله عليه وآله ..
  فواهل  لقد عرفت ذلك في وجههما عليّ حتى ماتا إلى آخر أيام حياتهم ، ثم انطلق هو وأصحابه يشير إلى عمر حين قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أي حين استشهد رسول الله فخاصموا الأنصار  بحقي ، ذهبوا إلى الأنصار بسقيفة بني ساعدة فقالوا نحن أولى بالخلافة بحق من ؟ بحق علي بحجة علي أي احتجوا بحجة عليّ في حقهم بالخلافة !! قالوا نحن أولياء محمد وعشيرته نحن أحق بالخلافة نحن من قريش فإن كانوا صدقوا واحتجوا بالحق أنهم أولى من الأنصار لأنهم من قريش ورسول الله صلى الله عليه وآله من قريش فإذا فمن كان أولى برسول الله صلى الله عليه وآله كان أولى بالأمر وإنما ظلموني حقي ، احتج أبوبكر وعمر وأصحابهما على الأنصار أنتم لا أحد منكم يستطيع أن يكون خليفة رسول الله .. لماذا ؟ لأنه أقرب إلى رسول الله نحن المهاجرون نحن من قريش ورسول الله من قريش نحن أقرب فنحن يحق لنا أن نصبح خلفاء انتم لا ، على نفس هذا المقياس على نفس هذا المبدأ فعليُّ وأهل بيت رسول الله أقرب إلى رسول الله منكم ومن سائر قريش فيفترض على هذا المبدأ أن تسلموا الخلافة إلى أهلها إلى عليّ عليه السلام لكن ما الذي فعلتم ظلمتم حقهم ، وإنما ظلموني حقي ، وإن كانوا احتجوا بباطل أمير المؤمنين عليه السلام يقول فقد ظلموا الأنصار حقهم تصبح الخلافة أيضا من حق الأنصار فكلتا الحالتين يكونون هم ظلمة هذا الذي يريد أن يوصله أمير المؤمنين عليه السلام ..

  الله يحكم بيننا وبين من ظلمنا حقنا وحمل الناس على رقابنا جعل الناس تستطيل علينا ...
  أمير المؤمنين يدعو الله عز وجل عليهم فالعجب لما قد أشربت قلوب هذه الأمة من حبهم ، يقول أتعجب كيف أشربت هذه الأمة قلوبها حب هؤلاء الظلمة المنافقين الكفرة الفجرة أبوبكر عمر عثمان إلى آخره ، وحب من صدهم عن سبيل ربهم وردهم عن دينهم ، يقول أمير المؤمنين هؤلاء  أمرهم شيء عجيب !! تحب الشخص الذي يصدك سبيل ربك ويردك عن دينك ويجعلك مرتدا هكذا تحب الرجل الذي يجعلك تهلك وتتعرض إلى جهنم شيء عجيب !!
  والله  ، أمير المؤمنين يقسم وحقيقة قسم عظيم لو أن هذه الأمة ، لو يسمع المخالفون عبارة أمير المؤمنين هذه !!  والله لو أن هذه الأمة قامت على أرجلها على التراب كل الأمة ووضعت الرماد على رؤوسها وتضرعت إلى الله ودعت إلى يوم القيامة على من أضلهم وصدهم عن سبيل الله ودعاهم إلى النار وعرضهم لسخط ربهم وأوجب عليهم عذابه بما أجرموا إليهم لكانوا مقصرين في ذلك ..

  إلى هذه الدرجة يقول لو كل هذه الأمة الآن تقف على التراب حفاة وتضع الرماد على رؤوسها ندما وتتضرع إلى الله وتدعوه من اليوم إلى يوم القيامة تدعوا على من أضلهم وأجرم بحقهم يعني على أبي بكر على عمر وعلى عثمان ومعاوية وعلى بني أمية وعلى بني العباس الحكام والظلمة الفجرة الذين حرفوا دين الإسلام يقول أمير المؤمنين لو  أن كل الأمة تفعل هذا إلى يوم القيامة لكانوا مقصرين في ذلك ، ذنب عظيم هذا الذي ارتكبه هؤلاء الظلمة وأي ذنب أعظم من أن يوالي المسلم المؤمن واحدا من هؤلاء أي ذنب أعظم من هذا ؟!

  جرائم ومخازي أعداء أهل البيت عليهم السلام :
  وأمير المؤمنين عليه السلام يستمر يبين لوعة من لوعاته أيضا يقول مع الأسف مع كل هذه الحقائق ومع كل هذا البيان أن هؤلاء قد ظلمونا  وحرفوا دين الإسلام  وقد زيفوا ولو أن أتى شخص وينكر عليهما ويبين مخازيهما ويفضحهما ماذا يحدث ؟
  الناس تقوم ضده ما تتحمل ، فكيف إذا يظهر الحق من الباطل ؟! اأيها الناس إذا لم نتحرك لبيان فضائح وجرائم ومخازي ومثالب أعداء وقتلة أهل البيت كيف يعرف الناس أن أهل البيت على حق وأن من عاداهم على باطل ؟! كيف يعرفون ؟! هل يبقى طول حياته يقدس عمر ويحبه ويضعه على رأسه من فوق لأنه لم يسمع بحياته أن عمر قاتل أنه مجرم ، لم يسمع بحياته أن أبا بكر كانت عنده مقابر جماعية بحق الأبرياء مثل ما فعل صدام ، عينا مثل هؤلاء في الأردن في فلسطين وفي السودان الذين إلى هذا اليوم لا يتحملون كلمة واحدة ضد صدام لأنه صدام كان يبعث إلى عائلة كل شهيد فلسطيني راتب شهري ثلاثمئة دولار بالشهر هذا كان شيء نعمة وكانوا يعتبرون صدام بالفعل إنسان مجاهد وعظيم وإلى آخره ، لم  يسمعوا في حياتهم أن صدام كان ظالما لذلك انخدعوا به ، فالمسألة لمن سبق أعظم إعرفوا هذه الأمور، نحن حينما نتخصص في بيان فضائح هؤلاء فإننا نرشد الأمة إلى الحق وإلى منابذة الباطل نحاول أن نقول للأمة يا ناس أن ما تتصورونه في هذه الشخصيات وتعتقدونه في هذه الشخصيات غير صحيح أنتم تتصورون أن عمر عادل
عمر ظالم سفاح قاتل دموي ، صدام يحاكم على ماذا ؟ يحاكم على إبادة بلدة الدجيل أليس كذلك !! عمر فعل نفس الشيء مع بلدة عرب سوس نفس المشكلة أبادها بالكامل لأن أهلها رفضوا بعضا من أوامره ، فكل البساتين في تلك البلدة وكل أهلها أبيدوا تماما إبادة جماعية ،  صدام يحاكم على المقابر الجماعية اليس كذلك؟

  أبو بكر فعل نفس الشيء أولئك الذين رفضوا بيعته وإعطاء الضرائب له بإسم الزكاة فأمر خالد بن الوليد أن يذهب إلى قراهم ويحفرون حفر كبيرة وضخمة يشعلون فيها النيران ويرمون فيها الناس رجالا ونساء وأطفالا الكل ، وهذا الكلام ليس من عندنا وليس من مصادر الشيعة يا ناس بل من مصادرالبكريين المخالفين ومن تواريخهم المعتبرة ، يأتي الشخص الذي يتخصص في هذا الجانب فيقدم هذه الحقائق التاريخية العلمية بشكل دقيق إلى الناس فإذا بالناس المآلف والمخالف يتوجه ضده ..

  قال أمير المؤمنين عليه السلام  وذلك أن المحق الصادق والعالم بالله ورسوله
أن الشخص المحق الذي على الحق والصادق أي الذي لا يكذب على الناس والعالم بالله ورسوله يتخوف إن غيّر شيئا من بدعهم وسننهم يخاف إذا يغير شيئا من بدعهم وسننهم وأحداثهم وعادة العامة ومتى فعل هذا شاقوه الناس يعني توجهوا ضده وخالفوه وتبرؤوا منه وخذولوه وتفرقوا عن حقه ..
  أمير المؤمنين عليه السلام ها هنا يشير إلى نفسه وكل من يسير على نهجه في إنكار المنكر وفي أبطال المبطلين وإن أخذ ببدعهم ، إذا هذا الشخص أخذ ببدع عمر وبدع أبوبكر وأقر بها وزينها ودان بها يعني أصبحت دينا له أحبته أي أحبته الأمة وشرفته وفضلته ..
  وبالفعل إذا عارض شخصا الآن هذه البدع يقول أيها الناس إن هذه البدع وإن هذا ليس دين الله تقوم الناس ضده إذا أخذ هذه البدع يعني صلى التروايح وصلى صلاتهم الباطلة  صيامهم الباطل إلى آخره يقربونه ويعظمونه ويشرفونه ويصل إلى أعلى المناصب شيء طبيعي ، هل سمعتم عن بعض الأشخاص الذين ظهروا الآن وخصوصا في العراق كل واحد منهم يعلن مرجعية ، فيوجد كم واحد من هؤلاء الزعاطيط معلنين مرجعية كل كلامهم ضد الشيعة والتشيع مثل حسين المؤيد والبغدادي هؤلاء منافقين دجالين حقيقة كلامهم كله ضد التشيع على أساس التشيع الصفوي والتشيع العربي وما أشبه وفي المقابل تلاقي الفضائيات تلاحقهم في كل مكان يعظمونهم ويشرفونهم ، يستضيفهم الملوك والروؤساء وصوتهم في  كل مكان في العالم لماذا ؟ لأنه تنازل عن التشيع وأخذ ببدعهم نفس المعادلة لم يتغير شيء
المرجع الحقيقي الولائي المتمسك بهويته الشيعية تلاقي الكل يحاصره كل وسائل الإعلام وكل المنظمات أصلا لا تكاد تجد له ذكرى ، أما أذا واحد عقيدته فاسدة  خاوية ليس عنده أصالة بالعقيدة تجدهم يشرفونه ويعظمونه ويرفعون من مقداره شيء طبيعي فبمقدار ما تتنازل إلى هؤلاء فإنهم يعطونك ما تشاء من الإمتيازات والمكرمات ،على أية حال نحن ماذا نستفيد من هذا الحديث الشريف المطول الذي ذكرناه ؟ لاحظوا مسألة مهمة ..

  أولا : أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكف عن إظهار مخازي وفضائح الظلمة المنافقين حتى في أحلك الظروف فحتى قبيل معركة صفين وهي حالة حرب واستعداد للحرب المفروض هذه أولوية فيترك الإنسان ما عداها ، لا الحق يجب أن يبين في كل الظروف هذه مسألة

المسألة الثانية كشف أسرارا كثيرة عن حياة هؤلاء ..

المسألة الثالثة والمهمة جدا أتوجه بها إلى إخواننا المؤمنين وأخواتنا المؤمنات أنه مع الأسف هنالك تصور خاطيء مفاده أنه أهل البيت عليهم السلام كأنهم لم يذكروا شيئا عن أعدائهم أي لم يذموهم لم يطعنوا بهم ، الناس لم تسمع ذم أهل البيت في هؤلاء فقط سمعوا روايات الفضائل سمعواالروايات الأخلاقية ، أما مثل هذه الروايات والتي هي كما قلنا في أقصى درجات الإعتبار فهي مع الأسف الشديد منسية ومتروكة فيتفاجأ الشخص أنه هل من المعقول أن أمير المؤمنين يتكلم في عمرهكذا بكل صراحة ويصفه بالنعجة العوراء ، وأنه  يتهكم عليه ويستهزء به وكذا وكذا وكذا لأن الناس لم تسمع بهذا من قبل !!

  يجب علينا أن نلتفت إلى تراث أهل البيت عليهم السلام جيدا ونأخذه كله لا أن نقتطع ونأخذ ما يعجبنا وننبذ الباقي وهذه مسؤولية الجميع ليست فقط مسؤولية علماء الدين ، ولهذا السبب نحن بدأنا بهذه الدورة وهذا البيان ، بيان آل محمد في أعدائهم  وهذا الجزء العاشر من هذه السلسلة أردنا فيها أن نعدد وأن نذكر شيئا من هذه الروايات المخفية والمنسية المجهولة القدر وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ...

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp