بيان آل محمد في أعدائهم (12) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
بيان آل محمد في أعدائهم (12) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم  ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ..

ما الذي يسبب بقاء حالة إنخداع الناس  بالظالمين ؟
من أبرز العوامل التي تسبب هذه المشكلة هوعدم سماع الناس وإطلاعهم على الحقيقة الشخصية  لهؤلاء الظالمين فينخدعون بهم ، وما الذي يؤدي لأن لا يسمع الناس ولا يبصروا شيئا يتعلق  بحقيقة هؤلاء الظالمين ..

ما يؤدي إلى ذلك هو أن العارفين بحقائق هؤلاء الظالمين المطلعون على جرائمهم على فضائحهم  يسكتون ، فإذا سكت هؤلاء الواعون ما الذي يحصل ؟
يظل الإنسان معتقدا بهذا الظالم بنحو أو بآخر لأنه لا يراه ظالما  أصلا يتصور أنه إنسان شريف عادل صالح ، أما إذا سمع أو أبصر وعرف حقيقة هذا الشخص الظالم  فأنه يعاديه فطريا إلا أن يكون معاندا وما أشبه بناء على هذه المقدمة  نحن  في ميزاننا أعداء أهل البيت  نعتبرهم ظلمة قتلة كفرة فجرة ..

ما الذي سبب أن معظم سواد هذه الأمة المنتسبة للإسلام لا تعتقد بظلم هؤلاء ولا تعتقد بكفرهم ولا تعاديهم  ؟!!
من أبرز الأسباب المؤدية لذلك هو أننا نحن سكتنا ، نحن لم نتحرك  نحن لم نبين فإذا نحن الذين أبقينا  قداسة هؤلاء وأبقينا الناس منخدعين بهم ، إخواني لاحظوا مسألة هامة ما الذي جعل المخالفين  يعادون يزيد لعنه الله، أنتم إذا رجعتم  إلى أقوال  علمائهم المتقدمين  في العصور الماضية  بكتبهم الإعتقادية فإنهم في معظمهم يترحمون على يزيد يعتبرونه خليفة عادل بل ويصفوونه بالعبادة والزهد إلى هذه الدرجة ، وأنه من جملة التابعين بإحسان ويترضون عليه  فما الذي جعلهم اليوم عموم المخالفين إلا من شذ من الوهابية النواصب تراهم لا يعادونه ، يزيد وبعضهم  يلعنه يسبه السبب أنه نحن  الشيعة لم نبقي كرامة ليزيد في مجالسنا الحسينية وجهنا كل سهام النقد والهجوم  لشخصية يزيد  فبالتالي سقطت قداسته ، الحقائق  بيناها للناس أما ما الذي يجعل المخالفين إلى يومنا الحالي يقدسون أبو بكر وعمر وعائشة  يحترمون هذه الشخصيات ، لأنهم لم يسمعوا طوال حياتهم من شخص واحد مثلبة واحدة أو خطأ واحد أو جريمة واحدة  إرتكبها هؤلاء  فلذلك  لايتصورون  أنهم  شخصيات ظالمة  ويجب أن يتبرأ الإنسان المسلم منهم  المشكلة هي هذه  بالواقع ..
  من جهة أخرى معظم المخالفين  يعادوننا  نحن الشيعة  ويكرهوننا  والسبب الأساس بهذا الكره  هو تصورهم أننا نلعن الصحابة ونسبهم  ونعاديهم بلا سبب ، يعني هم  كلهم يعلمون  بأنه ما من شيعي إلا ويكره هذه الشخصيات عندهم موقف سلبي  من هذه الشخصيات أما المشكلة  تكمن  أين ، إنهم لا يعرفون  لماذا ؟!!..

   لماذا هؤلاء يكرهون هذه الشخصيات ، ما الذي  بيننا وبينهم ؟!
   لا يعرفون  فبالتالي توجهوا  ضدنا وحقدوا علينا  بإعتبار كأنما المسألة عاطفية  نعادي هؤلاء  مجرد هوى في النفس ، أما إذا اطلعوا على ماذكره رواتهم ومصادرهم وكتبهم المعتبرة  فإنهم حين ذاك  يعادونهم وهذه تجاربنا  تشهد والحمد لله أنه ما من شخص  بكري  ناقشناه وتواصلنا معه وكشفنا له هذه الحقائق  بلا تقية بلا خوف بلا إنهزام  بلا مجاملة  إلا واقتنع  أو يكاد  إلا المتعصبين منهم  والمعاندين  هؤلاء كلامنا ليس معهم مع  عامتهم الذين هم مساكين حقيقة ، فإذا  نحن نتحمل  وزرا في هذه المسألة  نحن نتحمل جزء من هذا الذنب  وهو إبقاء هذه الشخصيات  الظالمة في  دائرة  تعصمها من النقد  تعصمها  من تبرىء  الناس منها  نحن الذين  شاركنا بذلك  نحن الذين  أبقينا قداستهم  الواجب  علينا حقيقة أن نسعى  أن نبين  للناس  بالأسلوب العلمي بالحقائق بالمصادر بالأدلة بالبراهين  نبين لهم حقيقة هذه  الشخصيات حتى يعادونها  أو على الأقل  حتى يتفهموا موقفنا  أنه لماذا نحن نعاديهم  لماذا ؟!

  نتبرأ من هؤلاء لأنهم مجرمون  دمويون وحوووش  قتلوا أهل البيت سموا رسول الله اغتصبوا خلافة أميرالمؤمنين عليه السلام قتلوا فاطمة الزهراء  تسببوا بكل  المآسي التي عانى منها أهل البيت ، وما زالت تعاني منها هذه الأمة ،  فتحوا باب الظلم والجور والفساد على هذه الأمة  القضية هكذا تسير، مشكلتنا أننا نخشى من عرض الحقائق ونتصور إذا عرضنا الحقائق  فسيؤدي ذلك إلى مشاكل عظيمة ومصائب وإلى مآسي تتجاوز ما يمكننا  تحمله ، هذا التفكير خاطىء هذا وهـــم كبير لا أقول أنه تنعدم المشاكل تحدث بعض المشاكل  لكن أقل بكثير مما لو أبقينا  أنفسنا  صامتين  ساكنين  جزء كبير مما يقع اليوم  في العراق وأفغانستان  في دولنا  من أعداء للشيعة  سببه عدم التفهم  أنهم لا يتفهمون لماذا نعادي الرموز التي يعتقدون بها ويتصورون أن معاداتنا  تنطلق من قضايا عاطفية أو هوى بالنفس أو أننا مدسوسون  في الإسلام والمسلمين  أو أننا مدفوعون ممن يسمونهم بالصفويين  ومن أشبه  القضية  ليست هكذا، إذا تفهمو وعرفوا  أن مصادرهم  وكتبهم  تشهد بفظاعة هؤلاء  فعلى أقل التقادير  يتفهمون  موقفنا  فيتراجعون ، نحن اكتشفنا  هذه المسألة  بالكويت  أنه تقنع الوهابي  بأن يصبح شيعيا  هذا  يكاد يكون أشبه بالمستحيل  لكنه وقع  والذين  لم يتشيعوا ووجدناهم  قد خفت وطئتهم على الشيعة  أصبحوا في موقع الدفاع وليس في موقع الهجوم  لماذا ؟ لأننا واجهناهم  بالحقائق  فأين  يفر هذا وهم أننا نسكت ونصمت عن بيان هذه الحقائق  فلنبينها ، لماذا  لا نلتزم بهذا الأمر بالنسبة ليزيد ، أليس يزيد  كان مقدسا عندهم سابقا ، إلتزمنا بذلك وتجرعنا غصصا وتحملنا بعض الآلآم لكن نتيجة حققنا  هدفا جيدا وهو إسقاط  يزيد من دائرة الإعتبار أو من مقام الإعتبار مع أنه مثلا  في العراق بالذات  تعلمون بأنه طائفة عظيمة تعتقد بيزيد وتعبده هؤلاء الأيزيدية  يعتقدون بيزيد ، أولئك الذين يقولون يجب أن نحترم  رموزهم  حتى يحترموا رموزنا  لماذا لا تطبقون هذا المبدأ  بالنسبة للطائفة اليزيدية  مثلا خلاص امتنعوا  من الآن  فصاعدا عن ذكر يزيد بكلمة سوء واحدة  حتى لا يتأثر هؤلاء اليزيدية  يقولون لا ، يزيد مجرم واضح وقتل الحسين وكذا وكذا ...!!  أولئك أيضا  مجرمون وأيضا واضح لكن المشكلة الناس لا تعلم هذا وهم  وهم عظيم  ومرض كبير مع الأسف نعاني منه ..

  القضية قضية وهم وليست قضية واقعية ..
عينا مثل ذلك الشخص الذي ينقل أنه  هنالك بالعراق شخص مريض نفسيا  يتصور أنه على رأسه جرة  من الماء  ثقيلة ، لا ينام حتى لا تسقط الجرة وتنكسر يتصور أن هذه الجرة إذا سقطت وانكسرت  فإنه سيموت  ففيها ماء الحياة الخاص به  فهكذا دائما يمشي  وسط الناس ورأسه ثابت لا يتحرك إطلاقا لا يعمل لا ينام  يعني وضعه  كله خطأ  ذهبوا به إلى الأطباء  المعالجين نفسيا  ذهبوا به إلى أمام مرآة  قالوا  له أنظر ليس على رأسك شي  قال لا أنتم لا ترون أنه يوجد على رأسي  جرة ، هذه إذا انكسرت  يا ويلي سوف أموت بهذه الصورة عنده عقدة  ومريض نفسيا  سنوات على هذه الحال  إلى أن نتيجة عثروا له على دكتور نفسي حاذق كان ذكيا  فهذا الرجل جاؤا به إلى عيادته هذا الدكتور أول مادخل هذا المريض عليه قال له ما هذا الذي على رأسك  يعني حتى يبين له أنه أنا بالفعل أعتقد بما تعتقد  قال أحسنت ألا ترى الجرة على رأسي  قال نعم  أرى الجرة ، أرني هذه الجرة دعني أرى كيف أعالجك  دعني أعالجك بموضوعها  كان الدكتور متفق مع شخص آخر معلق  في سقف الحجرة العيادة  جرة  أخرى وفيها ماء  ومربوطة بحبل أو ما أشبه ومتفق مع ذاك الشخص أنه  بمجرد ما أعطيك إشارة أسقط هذه الجرة  فبالفعل كأنما يعالجه وينظر إلى الجرة ويتفحصها ثم يعطي الإشارة لذلك الشخص  وأسقط الجرة  وانكسرت قال له لا أدري كيف انكسرت !! لكن الحمد لله لم أمت لم يحدث لي  شيء ، من ذلك الوقت  الرجل  بالفعل اقتنع أن هذا وهم  لم يحدث له شي رجع  إلى حياته إلى الوضع الطبيعي ..
  حالنا الآن نفس حال ذاك الرجل ، بالواقع القضية قضية وهم  ليست  قضية حقيقية  ليست قضية واقعية  فإذا  نحن مطلوب منا أن نتخلص من هذا الوهم  النفسي  الذي نعاني منه  ولعل من أولى  الخطوات التي تساعدنا  في سلوك هذ السبيل هي خطوة أن نبين لأبنائنا  لجماعتنا  لطائفتنا لشيعة أمير المؤمنين ماذا قال الأئمة المعصومون في أعدائهم ، هذه الروايات الشريفة  الأحاديث الشريفة المقدسة التي رواها علمائنا  الأبرار رواتنا الأجلاء  المحدثون عن أهل بيت العصمة  والطهارة هذه الروايات المغيبة المنسية المدفونة مع أنها موجودة بالكتب والتي لا يجرؤ أحد على إظهارها  مع الأسف هذه يجب أن تظهر للناس حتى يعرفوا ماذا قال أهل البيت في أعدائهم ..

 بيان سيدنا الحسين في أبي بكر وعمر ..
هل من أحد لم يسمع  بيان الحسين ابن علي عليه السلام  في يزيد ؟ لا الكل سمع  على المنابر هذا متبادل  تسمعون أن الحسين يفضح يزيد  يقول له أنه شارب الخمور فاعل الفجور منتهك النفس المحترمة  ومثلي لا يبايع مثله إلى غيرها من ألفاظ وعبارات كثيرة  في الأحاديث الشريفة  الكل يعرف هذه المسائل ، أما ماذا الحسين ابن علي في أبي بكر مثلا ، ماذا قال في عمر،  ماذا قال  في عثمان ؟!!

   في هؤلاء لماذا يسكت  خطبائنا  عن بيان أقوال الحسين  في هؤلاء المجرمين  ماهو السبب .. ؟!
  دع الناس تعرف الحقائق دع الناس تسمع  فنحن  مستمرون إن شاء الله  في بيان هذه الأحاديث الشريفة  المنتقاة من مصادرنا  المعتبرة  وإذا تتذكرون  في الجزء الماضي أو الحلقة الماضية  من هذا البحث  ذكرت أننا سنشرع  في بيان أو ذكر مجموعة من الأحاديث المنتقاة من كتاب تقريب المعارف  للفقيه الجليل أبي صلاح الحلبي ، روى أبي الصلاح في تقريب المعارف عن المنذر الثوري قال سمعت من الحسين  ابن علي يقول إن أبا بكر وعمر عمدا إلى الأمر وهو لنا كله مهدا للأمرأي إلى السلطة إلى الخلافة  تعمدوا  أن يأخذوا  ويستولوا على هذه السلطة  مع أنها كلها لنا ، إن أبا بكر وعمرعمدا إلى الأمر وهو لنا كله  فجعلا  لنا فيه سهما كسهم الجدة تتذكرون ، أن شرحنا معنى هذه العبارة لأنه لها مثيل في قول أمير المؤمنين عليه السلام  شرحناها في درس  الماضي  قلنا أنه حينما أقام عمر الشورى العمرية أفراد جعل سهما لأهل البيت عليهم السلام على أساس السدس من الولاية ومن الخلافة ومن الامارة ، فهم يعبرون  صلوات الله عليهم  أنهم جعلا لنا سهما كسهم الجدة  إستقلالا ، أي أنهم جعلوا  لنا سهما قليلا  أما والله لتهمز به أنفسهما  يوم طلب الناس فيم شفاعتنا ، يعني يختنقا  تتضايق أنفسهما  يوم يطلب الناس  شفاعتنا  في يوم القيامة ، فالحسين عليه السلام  يبين هنا أن أبو بكر وعمر سيندمون يوم القيامة أشد الندم على جريمتهم هذه يوم يبعثون ، هذه رواية عظيمة  من مرويات الإمام الحسين عليه السلام أما مجهولة القدرلا أحد يذكرها ..
  رواية أخرى أيضا رواها الحلبي أن رجلا سأل الحسين ابن علي عليه السلام عن أبي بكر وعمر سأله صلوات الله عليه ماذا تقول ماهو موقفكم  يا أهل البيت ماهو موقفك أيها الإمام الحسين من أبو بكر وعمر فبما أجاب  فقال والله  لقد ضيعانا وذهبا بحقنا ( يقسم ) وجلسا مجلسا  كنا أحق به  منهما ووطئا على أعناقنا  (وطىء أي داس) هذين الملعونين وطئا علينا،  من كان يتجرأ ويأتي  ليذبح الحسين من الوريد للوريد ، إنسان خسيس مثل شمر بن ذي الجوشن هل كان ليتجرأ على أن يمس أهل البيت  بشعرة لولا أبي بكر وعمر اللذان وطئا له هذا السبيل ومهدا له هذا الطريق هما السبب لعن الله أمة أسست أساس الظلم والجورعليكم أهل البيت ، اللهم العن أول ظالم ظلم  حق آل محمد وآل محمد  هما اللذان سببا  كل المظالم والفجائع التي وقعت على أهل البيت ، وإذا تتذكرون  في مبحث كيف زيف الإسلام  ذكرنا  ذات ليلة  أن الحسين عليه السلام  في يوم عاشوراء  حينما جاءه  ذلك السهم  المشعب  ذي ثلاث شعب  ووقع في صدره الشريف  فأخرجه وانطلق الدم كالميزاب  لطخ به وجهه ولحيته  ثم رفع رأسه  للسماء ماذا قال ؟

 قال هكذا أكون حتى ألقى  جدي فأقول له  ياجدي قتلني أبو بكر وعمر  طبعا أنتم تسمعون  في المقاتل  الخطباء  يقولون قتلني فلان وفلان  هذا من باب التقية  هكذا كتبوا  أصل الرواية هكذا  قتلني أبو بكر وعمر   فهما السبب ، هاتان روايتان عن سيدنا  أبي عبدالله الحسين ، روايات أخرى  طبعا الحلبي رضوان الله عليه  يذكر في كتابه القيم هذا وهو في علم الكلام يذكر مجموعة  من روايات  منسوبة إلى  كل أئمتنا ، إمام بعد إمام  وينقل عنه سائر علمائنا  العلامة المجلسي مثلا في البحار وغيرهم  من العلماء ، فهنا  روايات عن إمامنا  السجاد علي ابن الحسين ..
  روى عن أبي إسحاق  أنه قال أصحبت علي ابن الحسين بين مكة والمدينة  تعلمون أن إمامنا السجاد كان دائم الحج  في كل سنة يتوجه للحج وكثير من الأحيان  كان يتوجه إلى الحج ماشيا على قدميه وليس راكبا  فكان الإمام  كثيرا ما يكون راجلا  في حجه ، فأبو إسحاق  يقول أنا صحبته  في هذا الطريق بين مكة والمدينة  فسألته عن أبي بكر وعمر ما تقول فيهما  ، ماهو موقفكم منهما ؟  قال عليه السلام  ماعسى أن أقول  فيهما لا رحمهما الله ولاغفر  لهما ، ماذا أقول ماذا أعدد  من جرائمهما  لا رحمهما الله ولا غفر لهما ..
 رواية أخرى عن القاسم ابن مسلم قال  كنت مع  علي ابن الحسين  بينبع  ينبع إلى الآن مدينة موجودة بالجزيرة العربية ، يدي بيده  فقلت ما تقول  في هذين الرجلين  يعني أبي بكر وعمر أتبرأ من عدوهما  يسأل الإمام ؟

   فغضب الإمام  ورمى بيدي من يده  أي نزع يده من يدي من يد أبي القاسم  ثم قال ويحك يا قاسم هما أول من أضغنا بآبائنا يعني أول من حقدا على أبناء الرسول  وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين  واضجعا بسبيلنا يعني أخذوا سبيلنا من الناس  وحملا الناس على رقابنا وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما فلا غفر الله لهما ، الإمام لماذا غضب لأن القاسم  ابن مسلم يسأل الإمام أنتبرأ من أعداء أبي بكر وعمر ليس من أبي بكر وعمر ما هذا السؤال لذلك غضب  يعني ألا تعرف يا أبا القاسم عن موقف الخرساني عن مولى لعلي ابن الحسين عليهما السلام يعني عن عبد من عبيد إمامنا السجاد عليه السلام قال كنت مع علي ابن الحسين عليهما السلام في بعض خلواته  كان الإمام لوحده فقلت إن لي عليك حقا  ألا تخبرني عن هذين الرجلين عن أبي بكر وعمر  يقول هذا عبد للإمام لاحظ ويقول للإمام إن لي عليك حقا ، ما هو حق الأمة على الإمام المعصوم ؟ حق الأمة على الإمام المعصوم التبليغ !! أن يبلغ الأمة أن يرشد الناس يرشد الأمة  فيقول إن لي عليك حقا يا سيدي ويا مولاي أن تخبرني عن هذين الرجلين بلغني لأعرف ديني أتولاهما أم أتبرأ منهما فقال عليه السلام  كافران كـــــــــافر من أحبهما ، الإمام  يقول أبو بكر وعمر كافران كافر من أحبهما والذي يحبهم أيضا كافر ..

 من يتولى أبو بكر وعمر كافرعلميا
رواية مشابهة لهذه الرواية أيضا يرويها الحلبي رضوان الله عليه عن أبي حمزة الثمالي وكلكم تعرفون أبا حمزة صاحب الدعاء المشهورعن أبي حمزة الثمالي قال قلت لعلي ابن الحسين عليه السلام  وقد خلا  يعني كان لوحده أخبرني عن هذين الرجلين  قال هما أول من ظلمنا حقنا وأخذا ميراثنا ، ميراث فدك أو حتى نعمم العبارة فنقول ميراث الخلافة خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله ، هذا ميراث أهل البيت عليهما السلام وجلسا مجلسا كنا أحق به منهما لاغفر اله  لهما ولا رحمهما كافران  كافر من تولاهما الذي يتولاهما أيضا كافر هنا بين قوسين تعليق على هاتين الروايتين ، ومع الأسف كلما نكررهذا التعليق لأنه ذكرنا أشباه هذه الروايات غير مرة في محاضراتنا سابقا أو لأن دائم يأخذها النواصب  المخالفون يقتطعون هذا الجزء وينشرونه على الإنترنت وفي الأشرطة والسيديات ويقولون أنظروا الشيعة يكفروننا ويستحلون دمائنا ، كافران كافر من أحبهما نحن في نظرهم  كفار ، فكيف يتزوجون منا وكيف يأكلون ذبائحنا ، نحن في نظرهم أنجاس إذا أحدا منهم صافحنا  نغسل يدنا منه ..

  قلنا غير مرة  ومع الأسف مهما نكرر لا يستوعبون ولكني ليست قضية هي قضية حقيقه محاولة  تشويه سمعه لا أكثر ولا أقل وخلق فتنة  نقول أنه حينما نقول أنتم كفار فبأي معنى ، بمعنى أنكم في يوم القيامة تحشرون مع الكفار ، أما في الدنيا فأنتم في جمبة الحكم مسلمون نحن نفرق بين الموضوع ها هنا وبين الحكم  فنقول أنه أنتم  موضوعا على حد تعبير الإمام الراحل  في موسوعة الفقه يقول هكذا  أنه تعبير فقهي ، موضوعا  أنتم كفار ، أما حكما  مسلمون  لأنه عندنا أدلة أخرى تقول أن الشارع المقدس قد تنازل أو من علينا  وعليهم بأن نعاملهم معاملة المسلمين لا أكثر ولا أقل فيجوز لنا أن نتزوج منهم  ونأكل من ذبائحهم وما أشبه تجري عليهم أحكام الإسلام أما أنه يوم القيامة  تقول لي أنه أنا مسلم فكلا  الله عز وجل لا يقبل منك لماذا ؟ لأنك لم تلتزم بالإسلام الحق !! إسلام يوجد فيه موالاة الظالمين وهذا الأمر متفق عليه عند كل المذاهب  والطوائف يعني هم ينظرون إلينا على أننا كفار بل أنهم ينظرون إلينا على أننا كفار حتى بالدنيا لأنه هنالك حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله مجمع عليه عند كل المسلمين ماهو هذا الحديث الذي ترويه صحاحهم أيضا أنه مضمونه أن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، كل فرقة تقول نحن هذه الواحدة والباقية في النار، ماذا يعني كفار ؟!!  كيف كفار ويدخلون الجنة  كيف يحدث ؟

  فإذا المسألة ليست مرهونة بنا فقط  ونحن الشرفاء لأننا نمن عليكم ونعاملكم معاملة المسلمين أما أنتم  فهذه فتاواكم تشهد ، ابن باز المقبور لعنة الله عليه عنده فتوى شهيرة يحكم فيها با رتداد الشيعة ووجوب قتلهم ومصادرة أموالهم لبيت المال وسبي نسائهم  ..هل نحن عندنا مثل هذه الفتوى ، أحضر لي واحد من فقهائنا من فقهاء أهل البيت هكذا يقول ، لا أحد يقول هذا الشيء أما بجانب الإعتقاد فنعم أنتم في إعتقادكم كفار حقيقة لأنكم كفرتم بالولاية كفرتم بحق أهل البيت وبمقتضى هذه النصوص ونصوص كثيرة ومتواترة ومستفيضة وبألفاظ كثيرة  فأنتم تعدون كفار أما يوم القيامة في هذه الدنيا أنتم محترمون ، أموالكم ودمائكم وأعراضكم عندنا مصانة على الأقل بادلونا بالمثل نحن رأضيين !!!
  فهذا هو معنى الكفر في هذا المورد ، السيد الخوئي أيضا عنده تعبير آخر على ما أتذكر أنه  في مناقشته لهذه المسألة  أتصور في باب الطهارة  يذكر أنه هم كفار علميا ، مسلمون عمليا ، هكذا يعبر، التعابير مختلفة  أما هذا هو مضمونها ..

   بيان الإمام الباقر في أبي بكر وعمر
  هذه روايات تتعلق  ومروية عن إمامنا زين العابدين عليه السلام  وننتقل إلى مجموعة من الروايات المروية عن الباقر عليه السلام ،  روى الحلبي عن بشير قال  سئلت أبا جعفر عليه السلام عن الإمام الباقر عن أبي بكر وعمر، فلم يجبني أول مرة ، الظاهر كان هنالك بعض المحاذير ثم سئلته فلم يجبني  المرة الثانية أيضا لم يجب  فلما  كان  من الثالثة  كررتها عليه قلت  جعلت فداك  أخبرني عنهما ؟  فقال عليه السلام  حقيقة رواية عظيمة ، يقول ما قطرت قطرة دم من دمائنا  ولا من دماء أحد من المسلمين  إلا وهي في  أعناقهما  إلى يوم القيامة !! يقول لايوجد قطرة دم  قطـــــرت من دمائنا أهل البيت  من دماء الأئمة المعصوميين وذراريهم ونسائهم وأبنائهم  وما من قطرة دم واحد من المسلمين يعني الآن كل مظلوم مقتول مثلا في العراق  أول من يحاسب على دمائه أبو بكر وعمر في أعناقهما  بالفعل هما فتحا الباب ، إذا هم ما فعلا هذه الجريمة  في إغتصاب الحكم  والإنقلاب على الشرعية  كان اليوم نحن نعيش في ظل من حسب المقدر ؟!! من الذي يحكم العالم ؟!!
  مولانا الحجة ابن الحسن  صلوات ربي وسلامه عليه  كان المفروض يحكم العالم خلاص هذا هو كان كلنا نحن المسلمين بل حتى غير المسلمين   الإسلام  كان يعم العالم كله  ودولة عدالة يقودها إمام معصوم  في كل  عصر، أما هم الذين فتحوا هذا الباب  وتسببوا بكل هذه الجرائم فما من قطرة دم  إلا وهي في أعناقهما معنى ذلك ماهو ؟ أنه في واقع الحال  نحن  وكل  شريف  على وجه  هذه الارض  له ثأر من هذين المجرمين  نحن عندنا ثأر تجاه هؤلاء ..

  رواية أخرى عن ابن بشير قال قلت لأبي جعفر عليه السلام  يعني الإمام محمد ابن علي الباقر عليه السلام  أن الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  قال  اللهم أعز الإسلام بأبي جهل أو بعمر  هذه رواية مشهوره ترويها صحاح المخالفين ومصادرهم حديث أنه رسول الله قال ذات مرة  ما مضمونه اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين يعني بعمر ابن هشام الذي هو أبو جهل أوعمرابن الخطاب لعنة الله عليهما أنه يعني رسول الله يدعوا الله  أنه واحد من هؤلاء  يسلم حتى يصير بالإسلام عزة فهذه الرواية طبعا مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فابن بشير ينقلها  إلى الإمام الباقرعليه السلام حتى يعلق عليها  فقال أبو جعفر عليه السلام ، والله  ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وآله قط أبدا لم يذكر هذا إطلاقا ولا قاله ، إنما أعز الله الدين بمحمد صلى الله عليه وآله ، لم يكن الله ليعز دينه بشرار خلقه ، لم يكن الله عز وجل ليعز هذا الدين   بشرار خلقه ، أبو جهل  وابن الخطاب من شرار خلق الله  تبارك وتعالى..

  رواية أخرى : عن حجر البجلي  قال : شككت  في أمر الرجلين  الظاهر هذا الرجل  تعلمون أنه في الأزمنة السابقة بسبب الظروف والاضطهاد التي كان يعيشها أئمتنا صلوات الله عليهم أجمعين ، الحقائق ماكانت تظهر  كثيرا حتى بالنسبة إلى الشيعة يعني  خصوصا الشيعة الذين لا يتواصلون مع الأئمة ووكلائهم بشكل جيد عوامل الشيعة  فكانوا في بعض الأحيان  تشتبه وتلتبس عليهم الأمور، فهذا الرجل  كان حسب الظاهر كان واحد منهم فيقول أنا شككت في أمر الرجلين أنه ما هوموقفنا منهم  نترحم عليهما أم نلعنهما ونتبرأ إلى الله تبارك وتعالى منهما ، يقول شككت في أمر الرجلين  فأتيت المدينة  جئت إلى المدينة المنورة  فسمعت أبا جعفر عليه السلام  يقول إن أول من ظلمنا  وذهب بحقنا و حمل الناس على  رقابنا  أبو بكر وعمر  لو وجد علي عليه السلام  أعوانا  لضرب أعناقهما   إذا كان يجد علي عليه السلام  كما شرحنا مرارا  في محاضرات سابقة  أنه لو كان يجد فقط أربعين رجلا مخلصا لأشهر السيف في وجوههما  ولضرب أعناقهما ..

  رواية  أخرى عن سلام ابن سعيد المخزومي عن أبي جعفر عليه السلام  قال ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل ، ثلاثة أشخاص  يقول الإمام الباقر عليه السلام مهما يفعلون من أعمال خيرة صلاة صيام  زكاة  حج ال.....خ الخ هذه الأعمال لا تصعد إلى السماء أصلا ، كأنما  ماعمل عملا إطلاقا من هم هؤلاء  الثلاثة ؟!!
  يقول : من مات ولنا أهل البيت  في قلبه بغض هذا الذي يبغض أهل البيت كيف يصعد عمله إلى السماء هذا صنف ، صنف آخر ومن تولى عدونا  وترك ولايتنا  يتولى أعداء للبيت  ويترك ولاية أهل البيت  يا إمامنا الباقر لماذا لم تتوف عند هذه العبارة ، يكفي  المعنى واضح من تولى أعدائنا يعني أبو بكر وعمر وترك ولايتنا فيكفي  لماذا تؤكده أيضا  بعبارة  ثالثة  ويقسم صنف ثالث  يقول  ومن  تولى أبا بكر وعمر حتى يخصص ويؤكد على هذا المعنى  أنه من يتولى أبا بكر وعمر لا يصعد عمله  إلى السماء أما من تولى أعدائنا فنفرض واحد إنسان يتولى مثلا الهارون العباسي  يتولاه يحبه   فهذا هم عمله لايصعد إلى السماء ..

  رواية أخرى عن  ورد ابن زيد أخ الكميت الشاعر ،  ورد ابن زيد قال سئلنا محمد ابن علي  عليه السلام عن أبي بكر وعمر فقال من كان يعلم أن الله حكم عدل  برئء منهما  الذي يعتقد عز وجل عادل حكم عدل  يجب عليه بمقتضى هذا الإعتقاد أن يتبرأ من هذين الرجلين الظالمين  وما من محجمة دم تهرق إلا  وهي في رقابهما ، أي لا يوجد قطرة دم تهرق إلا وهي في رقابهما وهما المسؤولان عنها  ..
  عن فضيل ابن عثمان عن أبي جعفر عليه السلام  قال مثل أبي بكر وشيعته  مثل فرعون وشيعته  أبو بكر بمنزلة فرعون  ظالم  طاغوت وشيعته مثل شيعة فرعون  ومثل علي عليه السلام وشيعته مثل موسى عليه السلام وشيعته هذه روايات مروية عن الباقرعليه السلام ..

   ننتقل لذكر مجموعة منتقاة من الروايات ..
  عن الصادق عليه السلام عن عبدالله ابن سنان عن جعفر ابن محمد عليه السلام قال : أبو بكر وعمر صنما قريش اللذان يعبدونهما  أنتم ربما سمعتم وقولا من الأقوال العظيمة الحكم العظيمة لأمير المؤمنين حينما قال من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، أنت حين تغلب قول شخص معين على قول الله تبارك وتعالى أنت من تعبد هاهنا ؟ في هذا المورد تعبد ذلك الشخص  لا تعبد الله عز وجل تصغي إلى قول هذا الشخص ، الآن المخالفون حقيقة وواقعا من يعبدون ؟! يعبدون الله ، الله عز وجل شرع شيئا اسمه صلاة التراوويح مثلا لا ، وهم متفقون على ذلك أن الله لم يشرعه رسول الله لم يشرعه وأن أبو بكر أيضا لم يشرعه وإنما عمر شرعه وهذه بدعة بإتفاقهم ولكن يسمونها بدعة حسنة ، نعمت  البدعة هذه على إعتراف عمر بنفسه بصحيح البخاري ، جيد استمعتم لقول عمر ونفذتموه تعبدون من إذن ؟ تعبدون عمر إذن  هو صنم بالنسبه إليكم  ولذلك هذا التعبير من قبل الإمام الصادق واقعي هذان صنما قريش ونحن نقرأ في الدعاء اللهم اللعن صنمي قريش ..

  عن اسماعيل ابن يسار عن غير واحد يعني عن أكثر من واحد عن جماعة من الشيعة المؤمنين عن جعفر ابن محمد عليه السلام قالوا يذكرون أنه الإمام هكذا كان يذكر كان إذا ذكر عمر زناه وإذا ذكر أبا جعفرالمنصور الدوانيقي زناه ولا يزني غيرهما  يعني كانوا إذا ذكروا بمجلس الإمام الصادق عليه السلام  فيأتي ذكر عمر ابن الخطاب فيقول هذا ابن الزانية  إذا ذكر أبي جعفر المنصور الدوانيقي لعنة الله عليهم خلفاء بني العباس المعروفين يأتي أيضا أبو العباس السفاح طاغوت لعين فأيضا يقول هذا ابن الزانية غيرهما ماسمعوا الإمام عليه السلام أنه كان  يذكر أنهم أبناء زانيات  وأنتم تعلمون طبعا قصة عمر ابن الخطاب وكيف ولد  أنه ولد من سفاح ومن زنى مشهور بالتاريخ ، هاتان روايتان عن إمامنا الصادق عليه السلام قد يرد هاهنا إشكال ، يقول بعضهم أنهم إذا تلاحظون هذه الروايات  المروية عن أهل البيت عليهم السلام  معظمها كانت في مجالس خاصة  أي يأتي شخص يسأل الإمام عليه السلام ما تقول في أو يكون في مجلس خاص مثلا بين  شيعته في حجرة معينة ليس أمام الملأ أمام العلن فلماذا تأتون على المنابر مثلا تذكرون هذا  هذا غير صحيح لازم يكون بمجالس خاصة  نحن نقول كلا هذا توهم  وهذا خطأ  مر عليكم في الأجزاء السابقة  نحن بالجزء أظن الثاني عشر من الأحاديث السابقة بالأجزاء السابقة حينما انتقيناها من سليم ابن قيس الهلالي كل هذه الأحاديث بل معظمها  كانت أمام الملأ  أمير المؤمنين على منبر الكوفة أمام الناس  يقدح  في أبي بكر وعمر ويبين جرائمهم  يعني ليس بالضروة يكون في مجالس خاصة بل القضية متفاوتة حسب أزمنة التقية  زمن الإضطهاد أما أن يكون الملائم  يحصر ذكر هذه الروايات بمجالس خاصة أو أمام الملأ إذا توفر موضوع التقية  فنعم نحصرها بمجالس خاصة إذا لم يتوفر فلتذكر بالعلن لا كرامة لأعداء أهل البيت  حتى نتورع أو نمتنع عن ذكرهم على المنابر ..

  خطبة الإمام علي بن أبي طالب
هاهنا  أذكر أيضا رواية أيضا إنتقيناها من كتاب  تقريب المعارف لإبي الصلاح الحلبي ويرويها أيضا شيخ المحدثين الكليني كتاب الكافي الشهير  هذا الرواية  مروية عن إمامنا أمير المؤمنين  وهي عبارة عن أول خطبة خطبها أمير المؤمنين  عليه السلام بعدما بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان لعنه الله إرتقى أمير المؤمنين المنبر فإذا به يذكر هذه الخطبة العظيمة وفيها تصريح لمثالب القوم ، روى أبو الصلاح الحلبي  والكليني في الكافي والمجلسي في البحار عن أبي عبدالله عليه السلام يعني عن الإمام الصادق عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام لما بويع بعد مقتل عثمان  أول ما بايعوا أمير المؤمنين صعد المنبر فقال :
   ( الحمدلله الذي علا فاستعلى ودنى فتعالى وارتفع فوق كل منظر وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وحجة الله على العالمين مصدقا للرسل الأولين وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما فصلى الله وملائكته عليه  وعلى آله ، أما بعد  أيها الناس فإن البغي يفوز أصحابه إلى النار أن أول من بغى على الله جل ذكره عناق بنت آدم [هنا نكتة لطيفة حقيقة ليس أول من بغى حسب المستظهر في هذه الرواية قابيل ابن آدم لا أول من طغى يعني تجاوز وظلم وبغى على الله عز وجل عناق بنت آدم  وللعلم  لها سلالة اسمهم بنو عناق  كانوا في مصر ومذكورة قصتهم  في التاريخ على أية حال وأن أول من بغى على الله جل ذكره عناق بنت آدم أمير المؤمنين يذكر الآن بداية الظلم والبغي  من أين جاء  من أول من بغى أول من ظلم إلى أن يصل محل الشاهد وأول قتيل قتله الله عناق  هذه الباغية  الله عز وجل انتقم منها ، كل باغ الله عز وجل يقتله ينتقم منه وكان مجلسها جريبا من الأرض في جريب يعني ستون ذراع  كانت تجلس من الأرض ستون في ستون كانت ضخمة وكان لها عشرون إصبعا في كل إصبع ظفران مثل المنجلين  المنجل الذي هو يحصد به  المزروعات وما أشبه ، فسلط الله عز وجل عليها  أسدا كالفيل بالضخامة وذئبا كالبعير ونسرا مثل البغل فقتلوها ] ، جيد وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ماكانوا يعني في حالة الأمن  في حالة المنعة في حالة العزة في أفضل حال ، الله عز وجل أهلكهم وقتلهم وأمات هامان وأهلك فرعون وقد قتل عثمان ، هنا أمات هامان وأهلك فرعون من هو هامان وفرعون  المذكوران المعروفان ((كلا ))علمائنا يذكرون قصده من هامان وفرعون في هذه الخطبة الشريفة هو أبو بكر وعمر بإعتبار أن أبا بكر بمثابة هامان وفرعون بمثابة عمر وعندنا روايات أخرى تذكر أن عمر فرعون أهل البيت يعني فرعون المتسلط على أهل البيت ، كيف ذاك كان فرعون موسى هذا فرعون أهل البيت  بأي قرينة بأي دليل أنه ذكر الثالث وقال وقتل الله عثمان  ثم أمير المؤمنين يكمل فيبين أكثر فأكثر مقصوده يبين أيضا أنه أنا أقصد من هامان ومن فرعون  أبي بكر وعمر، قال  وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم  وآمن ماكانوا ، وأمات هامان وأهلك فرعون وقد قتل عثمان ألا وأن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله يعني أنتم عدتم إلى زمان الجاهلية الآن حينما بايعتموني كأنما يعني ما قبل بيعتي كنتم قد عدتم إلى زمان الجاهلية أنا الآن استأنف الإسلام من جديد كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أن قال ألا وقد سبقني إلى هذا الأمر من لم أشركه فيه ، يقول سبقني بهذه الحكومة وهذه الخلافة من أنا لم أشركه فيه ما أعطيته صلاحية أنه يتولى الخلافة على أي أساس هذان اللذان سبقاني أو أولائك الثلاثة اللذين سبقوني على أي أساس يتولون السلطة  بدون إجازة من الإمام المعصوم  يعني إذا الخلافة من لم أشركه فيه ومن لم أهبه له ما وهبتهم الخلافة ولا الحكومة ومن ليس له نوبة إلا بنبي يبعث يعني الذي ليس له حظ أو نصيب في هذا الأمر في الخلافة إلا  أن يأتي نبي بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، فيقول نعم خليفتي أبو بكر خليفتي عمر خليفتي عثمان فمن بعدي بايعوهم ، لم يحدث هذا الشيء فإذا بأي دليل هؤلاء يذهبون ويستلمون الحكم ومقاليد السلطة ، لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله  لا يوجد نبي بعد النبي الأكمل صلى الله عليه وآله  فبالتالي هؤلاء تكون خلافاتهم ساقطة شرعا أشرف منه على شفا جرف هار فانهار به  في نار جهنم  يشير إلى من ؟ يشير إلى كل واحد من هؤلاء أنه بسبب فعل هذا بسبب إغتصابه للخلافة  فإنه  أصبح على شفا جرف هار في نار جهنم  حق وباطل ولكل أهل  فلئن أمر الباطل فقديما فعل أمر هنا بمعنى كثر فيقول الإمام عليه السلام عندنا حق وباطل لكل من الحق والباطل أهل  يوجد أهل للحق  وأهل للباطل سابق إلى يوم جلوسي هذا المجلس إلى جلوسي في موضوع الخلافة إلى رجوع الحق الى أمير المؤمنين يقول كانوا ماذا الباطل هو الأكثر فلئن أمر الباطل أي كان أكثر فلقد  فعل خلاص  دائما كان هكذا  الباطل أكثر من الحق  ولئن قل الحق   فلربما ولعل ولقلما أدبر شيئا فأقبل ولئن رد عليكم أمركم  أنكم سعداء وماعلي إلا الجهد  يقول أنتم ارتكبتم ذنب  بمبايعتكم الخلفاء  الغاصبين فلو رد الأمر بينكم  يقول أنتم ارتكبتم ذنب بمبايعتكم للخلفاء الغاصبين فلو رد عليكم أمركم إذا يرجع بكم الزمان حتى تبايعوني بعد رسول الله أنتم سعداء وإلا فلا وماعلي إلا الجهد الجهد في أن أنصحكم وأبين لكم  هذه الحقائق وأني لاأخشى أن تكونوا على فترة ملتم عني ميلة كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي  يقول أنا أخاف أنه بعد فترة هم الآن تبايعون وتهتفون بإسمي  يا أمير المؤمنين ياعلي ابن أبي طالب أنت أميرنا أنت حاكمنا أنت قائدنا لن تمضي أيام إلا وتنقلبون علي وتحاربوني وهذا الذي وقع أول من بايعه من ؟  طلحة ابن عبيد الله لعنة الله عليه وأول من رفع سيفا عليه هو وعائشة والزبير في موقعة الجمل  وأني لأخشى أن تكونوا على فترة ملتم عني ميلة كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي  ولو أشاء لقلت عفى الله عما سلف لو أشاء أعفو عنكم سبق فيه الرجلان ، الآن يوضح مقصوده من هامان ومن فرعون  يقول سبق فيه الرجلان سبق في ظلمنا أهل البيت الرجلان أبو بكر وعمر وقام الثالث الذي هو عثمان كالغراب همه  بطنه ولله لو قص جناحاه وقطع رأسه كان خيرا له شغل عن الجنة والنار أمامه) إلى نهاية الخطبة الشريفة  فأمير المؤمنين عليه السلام هنا يشبه عثمان بماذا ؟ بالغراب همه بطنه لأنه كان مستأثرا بالفيء وبأموال المحسنين يكنز الذهب والفضة على رقاب المسلمون والمسلمون كانوا يتضورون جوع في الولاية الاسلامية عثمان كان متنغنغ الأمير يصفه بالغراب ويصف كل هؤلاء بالظلمة  أين في المدينة المنورة على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده الشريف وأمام الملأ مع أنه لحينه قد بويع وتعلمون أنه حتى إذا تتذكرون في الأجزاء السابقة أنه ذكرنا في مسجد الكوفة كان يخطب كان قسم من الناس لا يرضى على مطاعنة على أبي بكر وعمر أنه لماذا تطعن على الرجلين  قد طعنا على الرجلين فيقومون ويعترضون ويحتجون ، أمير المؤمنين يواصل الحق يجب أن لا يتنازل عنه إذا يوجد تقية بمعنى أن السيف على رقبتك فيجوز لك أن تترك بيان الحق لاحظتم ويجوز ما أقول واجب يجوز  يعني أنت مخير لأن التقية رخصة وليست عزيمة أما القاعدة والأصل ماهي أن تبين  فإذا ماذا نستفيد من أقوال أهل البيت صلوات الله عليهم ماهو أنه هذا كان خط أهل البيت  بيان الحقائق  بيانهم في أعدائهم يشرحون للناس أنه هؤلاء ظلمونا قتلونا سفكوا دمائنا حملوا الناس على رقابنا وهذا أيضا خط العلماء كل علمائنا كما ذكرنا لكم في مصادرهم في كتبهم في مؤلفاتهم ذكر أمثال هذه الروايات الآن صاير شيء جديد عندنا بالتشيع في عالم التشيع أنه نمتنع عن ذكر هذه الروايات إلى درجة أن يموت الواحد منا ولم يسمع طوال حياته رواية واحدة أو قول واحد من قول آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين في أعدائهم هذا خطأ وبديهي يتسبب بمشاكل أنا أفاجىء أنه يأتيني أناس في هذا المكان  يقولون شيعة ويقولون أنه إحنا ما نلعن أبي بكر وعمر أو البعض منهم والعياذ بالله يترحم عليهما أو يترحم على عائشة وامصيبتاه شيعة أمير المؤمنين هكذا ينشىء عندهم إشكال كيف لأنه في حياته لم يسمع  لا يدري لا يلام إذا نحن  المكلفون بالتبليغ نمتنع عن هذا فكيف بالنسبة للعوام فالواجب إذن بالنسبة لكل إنسان مكلف خصوصا من يعيش بمثل هذا البلاد حيث الحرية النسبية يجيب عليه أن يبين أقوال أهل البيت عليهم السلام على أقل التقادير في أعدائهم حتى يحترس الناس عن الوقوع في المحذور في المحضور وهو موالاة الظالمين لا تجتمع موالاة أهل البيت وموالاة أعدائهم  في قلب في إنسان أبدا إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه وصلى الله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ..

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp