بيان آل محمد في أعدائهم (14) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
بيان آل محمد في أعدائهم (14) 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين وأفضل الصلاة وأزكى السلام على المبعوث رحمة للخلائق أجمعين سيدنا المصطفى أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين اللذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثم اللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم  ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين ..

أهمية التبليغ الديني عند أئمتنا المعصومين ..
التبليغ  الديني إحدى أهم الوظائف الدينية الشرعية للإنسان المؤمن والتبليغ الديني إحدى أهم ما قام به الأئمة المعصومون صلوات الله عليهم  أجمعين وضحوا لأجله ، لم يتوقف هذا التبليغ من قبل الأئمة عليهم السلام  في لحظة واحدة من لحظات حياتهم الشريفة  ففي كل لحظة في كل آن في كل وقت من الأوقات كانوا صلوات الله عليهم يبلغون الدين ويضحون لأجل ذلك بما يملكون حتى في أحلك الظروف وأصعب المراحل لم يتوقفوا عن أداء هذه المهمة العظيمة ، تبليغٌ مستمرٌ للدين لأحكام الدين للعقائد للمسائل الشرعية لكل ما يتعلق بدين الله تبارك وتعالى مثلا وعلى سبيل المثال حينما نتحدث عن أصعب المراحل أو أشدها على أهل البيت صلوات الله عليهم نقول مثلا مصيبة عاشوراء مصيبة سيد الشهداء صلوات الله عليه الإمام الحسين عليه السلام رغم ماكان يعانيه في ساحة المعركة من مصائب ومن شدة وما أشبه ذلك فإنه أيضا لم يتوقف حتى للحظة واحدة وكلما سنحت الظروف لم يتوقف عن أداء مهمة التبليغ لاحظوا جيدا أتصورأن كتاب مفاتيح الجنان للشيخ محدثي عصره المرحوم الشيخ عباس القمي رضوان الله تعالى عليه متواجد هذا الكتاب عندكم جميعا في كل بيت من بيوت شيعة أهل البيت افتحوا هذا الكتاب في أواخره أي في ملحق الباقيات الصالحات تجدون دعاءا شريفا  مرويا  عن أبي عبدالله عليه السلام الإمام الحسين صلوات الله عليه لدفع البلايا ولكشف المصائب وللأمر العظيم وللكرب العظيم ، هكذا يعبرعن هذا الدعاء دعاءا كبيرا هذا الدعاء الشريف يرويه الراوي عن الحسين في أي لحظة في معركة عاشوراء في يوم الطف لا باللحظات الأولى فحسب حتى نقول أن الحسين عنده متسعا لكي يبلغ هذا الدين ولا في أواخر المعركة بل في نهايات المعركة وبعدما سقط الحسين عليه السلام جريحا مضرجا بدمائه على الأرض في تلك اللحظة الإمام صلوات الله عليه حتى فيما كان يعانيه آنذاك فإنه أيضا اهتم بتبليغ هذه المسألة الدينية تبليغ هذا الدعاء إيصاله إلينا  بداية الدعاء هكذا :

  ( بسم الله الرحمن الرحيم بحق يس والقرآن الحكيم وبحق طه والقرآن  العظيم يا من يقدر على حوائج السائلين ..) إلى آخر الدعاء ، هذا الدعاء الراوي يقول الإمام صلوات الله عليه  كان طريحا على الأرض والدماء  تفور من جسده الشريف مثل النهر مثل الينبوع تخرج من جسده الشريف فاستدعى الإمام زين العابدين وضمه إلى صدره وأبلغه هذا الدعاء ، هذا التبليغ هو تبليغ ديني في الجملة  والإمام رغم ماكان يعانيه في تلك اللحظة أيضا كان يبلغ الدين ، لم يتوقف أحد من أهل البيت صلوات الله عليهم عن أداء هذه المهمة الجليلة الشريفة حتى في أحلك الظروف وأصعب المراحل يعني الإمام عليه السلام بين الأعداء ممزقا ممزقة أشلائه الدماء تفور منه ، ليس فقط الدماء تسيل إنما تفور، لكنه  كان أيضا  يؤدي هذه المهمة ،  لم يتناسى أو لم  يتجاهل هذه المهمة الشريفة والجليلة همة التبليغ ، فكل إنسان مؤمن عليه بأن يسعى دائما وأبدا لكي يبلغ الدين هذا مثال ، مثال آخر ..

 الإمام الكاظم عليه السلام ومهمة التبليغ الديني
  أمامنا السجين باب الحوائج الكاظم  صلوات الله وسلامه عليه وأيضا  وحتى في أحلك الظروف وأصعبها التي مرت عليكم في قعر السجون كان يستمر بأداء هذه الوظيفة ، التبليغ الديني ، نحن نعرف أن الإمام موسى الكاظم صلوات الله عليه كان سجينا لكننا مع الأسف لم نلتفت إلى طبيعة مهمة  الأمام ووظائفه أثناء فترة سجنه وحبسه لا نعلم ما الذي كان يقوم به الإمام في تلك الفترة معظمنا يتصور أن الإمام كان في تلك الفترة مجرد أنه يتعبد ويتضرع إلى الله تبارك وتعالى فقط هذه وظيفته وهذا دوره  طوال كم سنة قرابة خمسة عشر سنة كان صلوات الله عليه مسجون فترة طويلة الإمام سجن فهل كانت وظيفته هي فقط  التعبد  كلا هذا فهم ناقص  ناشيء عن الجهل بحقيقة التاريخ الإمام صلوات الله عليه رغم كونه داخل السجن وفي أصعب الظروف أيضا كان يقوم بمهمته في التبليغ الديني وفي إرشاد الناس لدين لله تبارك وتعالى وهو من داخل السجن كان يتواصل مع شيعته بالخارج من خلال الكتب والرسائل ولم يتوقف عن ذلك أبدا فإذا مسألة التبليغ الديني من أهم المسائل والوظائف الشرعية ، هاهنا  بين يدينا  واحدة من تلك الرسائل التي أرسلها الإمام أبو الحسن الكاظم إلى شيعته  هذه الرسالة  تحتوي على مطالب علمية  وعقائدية كثيرة ، وفيها بيان لآل محمد في أعدائهم ، فنحن مستمرون في هذه السلسلة وهي عرض أقوالهم صلوات الله عليهم في أعدائهم ..

   رسلة الإمام الكاظم العظيمة لشيعته
  بين يدينا هذا الكتاب الشريف وهذه الرسالة العظيمة التي أرسلها الإمام صلوات الله عليه في أواخر أيام سجنه وقبل استشهاده وارتحاله في تلك الفترة أرسل الرسالة جوابا على رسالة موجهة من واحد من أجل أصحابه هذه الرسالة يرويها ثقة الإسلام الكليني رضوان الله تعالى عليه  في كتابه الكافي الشريف نتلوها ونعلق عليها  كما هي عادتنا ..
  روى الكليني في الكافي عن علي ابن سويد ، علي ابن سويد هو علي بن سويد الساهي وهو ثقه في موازين علم الرجال الشيخ في رجاله الطوسي في كتابه نص على أنه ثقة رضوان الله تعالى عليه ، روى الكليني في الكافي عن علي بن سويد قال : ( كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام  وهو في الحبس  كتابا  أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة  فاحتبس الجواب علّي أشهر ثم أجابني بجواب هذه نسخته ) فإذا علي ابن سويد أرسل هذا الكتاب إلى الإمام الكاظم صلوات الله عليه وهو في الحبس سأله فيه عن حاله  أحوال الإمام وبنفس الوقت عن مسائل كثيرة تفاجأ علي ابن السويد بأن الإجاب’ قد تأخرت عليه احتبس عنه الجواب إلى أن أجابه صلوات الله عليه بعد مضي أشهر بهذا الكتاب ما الذي كتبه الإمام موسى الكاظم   كتب :
(( بسم الله الرحمن الرحيم  الحمدلله العلي العظيم  الذي بعظمته  ونوره أبصر قلوب المؤمنين  وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة  بالأعمال المختلفة  والأديان المتضادة فمصيب ومخطىء وضال ومهتد وسميع وأصم وبصير وأعمى  حيران)) ..

   بدأ الإمام صلوات الله عليه كتابه بالثناء على الله جل جلاله في هذا الكتاب الشريف المجهول القدر مع الأسف الذي لا يلتفت إليه ولا إلى  أمثاله من دررالتاريخ ، فالإمام يشرح يقول أنه بعظمة الله وبنوره المؤمنون بقلوبهم أبصروه وبعظمته ونوره أيضا عاداه الجاهلون ، أيضا بعظمة ونورالله تبارك وتعالى الجاهلون تمكنوا بأن يعادوا الله عز وجل لأنه هو الذي برأهم هو الذي خلقهم وأمكنهم من معاداته وإلا كان يمكن  أن يسلب عنهم الإختيار يجبرهم على الإيمان به لكنه إله عادل تبارك وتعالى فيقول أن هؤلاء أصبحت عندهم أديان متضادة فمصيب ومخطىء  وضال ومهتد وفيهم السميع الذي يسمع كلام الله ويطبقه وفيهم الأصم الذي لا يسمع  وفيهم البصير الذي يبصر وفيهم الأعمى الحيران  الذي لا يبصر فيصبح حيرانا، يكمل الإمام صلوات الله عليه في القول فالحمدلله الذي  عرف ووصف دينه محمد صلى الله عليه وآله أي أن نبينا صلوات الله عليه هو الذي عرف دين الله ووصفه وأبلغه إلينا ...
  أما بعد  فإنك امرئ أنزلك الله من آل محمد  بمنزلة خاصة وحفظ مودة ما استرعاك من دينه وما ألهمك من رشدك وبصرك من أمر دينك  بتفضيلك إياهم وبردك الأمورإليهم ، يقول الإمام لعلي ابن سويد أنه أنت حزت على منزلة جليلة عند الله تبارك وتعالى عندك مقام عظيم هذا المقام الذي أنزلك الله  به من آل محمد بمنزلة خاصة  إلى آخره كيف توصلت إلى هذا المقام العظيم هذه المنزلة الخاصة من آل محمد هذه المنزلة الخاصة من الله تبارك وتعالى عندك هذا القدر هذه العظمة يقول بتفضيلك إياهم يعني توصلت أنت إلى هذه المنزلة لأنك تفضل آل محمد على من سواهم حتى ولو كان سواهم  من الأنبياء والمرسلين ماعدا خاتم النبيين صلى الله عليه وآله ،  ثم وبردك الأمور إليهم  يعني لأنك ترجع الأمور إليهم أي كل معضلة كل مسألة شرعية أخروية أم دنيوية  ترجع فيها إلى إلى أهل البيت تردها إليهم لا تسأل من سواهم ولا تتبع سواهم ، أنتم تقرأون في زيارة الجامعة الكبيرة  وأبرأ إلى الله من كل وليجة  دونكم وكل مطاع سواكم ، وليجة يعني جماعة ولجوا في أمر معين عندهم أيدلوجية معينة فكر معين أنت تقول في زيارتك للأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين أني أبرأ إلى الله من كل فكر لا يتصل بفكركم من كل جماعة غير متصلة بكم ..

   لا يجوز للانسان الشيعي المؤمن أن يتبع غير أئمته فقط هؤلاء فخرنا وعزنا ومجدنا وقادتنا  أما أنه شخص شيعي مؤمن موالي يوما ما يفكر أنه ينضم إلى الشيوعيين أو إلى العلمانيين أو ينضم إلى أي فكر أو إلى أي جماعة يقوده فيها رجل  من عوام الناس هذا الإنسان ليس شيعيا حقا  الشيعي الحقيقي هو ذلك الذي لا يرضى بقائد غير الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم  فيرجع جميع الأمور إليهم لا يتبع فكر غيرهم ، فعلي ابن سويد رضوان الله تعالى عليه بشره الإمام الكاظم في هذا الكتاب الشريف بأنه قد وصل إلى منزلة خاصة عظيمة جليلة القدر بماذا ؟!! بتفضيلك إياهم وبردك الأمور إليهم فإذا كان الواحد منا يتمنى أن يكون بمقام على ابن السويد فليسعى في هذا المسعى أن يكون مخلصا  إخلاصا كاملا وعنده ولاء مطلق  لأئمته وسادته وقادته صلوات الله عليهم ..

   يكمل الإمام يقول كتبت  تسألني عن أمور كنت منها في تقية  ومن كتمانها في سعة ، يقول أنت حينما سألتني هذه المسائل وهي مسائل حساسة جدا تتعلق بموقف أهل البيت عليهم السلام من خلفاء الضلالة  وأشياعهم فهذه المسائل أنا تأخرت في الجواب عليها لماذا ؟ لأنني في ذلك الوقت في تقية كنت في ظرف خاص بالسجن ما كنت أتمكن أنه أجيبك أما الآن فأتمكن أن أجيبك لماذا ؟!..
  الإمام الكاظم عليه السلام يشرح كتابه لابن سويد ..
  الإمام يشرح ويبدأ بنعي نفسه يقول :
 ( فلما انقضى سلطان الجبابرة  وجاء سلطان ذي السلطان العظيم في فراق الدنيا المذمومة إلى أهلها  العتاة على خالقهم  رأيت أن أفسر لك ما سألتني عنه ) ..
  يقول الآن  بالنسبة إلي  سينقضي سلطان الجبابرة يعني مُلك هارون لعنة الله عليه ، بالنسبة إليه صلوات الله عليه لأنه سيستشهد بعد أيام سينقضي وسيأتي سلطان من ؟ قدرة من ؟ سلطة من ؟ سلطان ذي السلطان العظيم يعني الله تبارك وتعالى الآن سأذهب من سلطان هذا الجبار الطاغي إلى سلطان ذي السلطان العظيم  الذي يتجبر على الجبابرة  الكبير المتعال تبارك وتعالى ، فلأنه  أنا وصلت إلى هذه المرحلة وكيف وصلت إليها ؟ بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها  العتاة على خالقهم .. الإمام هنا يستريح يقول أنه بالفعل أنا سأتجه الآن  من دنياكم الفانية هذه التي أصبحتم فيها يا أهل الدنيا عتاة على خالقكم ومردة على خالقكم والعياذ بالله تعصون خالقكم وتتحدونه فأنا سأفارق هذه الدنيا وما دمت سأفارق هذه الدنيا فإني سأبوح  لك بالجواب عن هذه المسائل ، رأيت أن أفسر لك  ماسألتني عنه مخافة أن يدخل الحيرة على ضعفاء شيعتنا  من قِبل  جهالتهم .. يقول لماذا أنا أيضا أجيبك لأني أخاف إن لم أُجبك تدخل الحيرة في قلوب الضعفاء من شيعتنا أي الذين ليس عندهم وعي عقائدي  كامل ومتكامل ماعندهم وعي كبير فهذه المسائل ولأنها مسائل حساسة يجب أن أجيب عنها حتى لا تدخل الحيرة في قلوب ضعفاء الشيعة من قبل جهالتهم لأنهم يجهلون هذه المسائل .. هنا نستفيد ماذا أنه يجب وخصوصا في مثل هذا الزمان الذي شاعت فيه الحيرة والجهالة خصوصا عند شبابنا الأعزاء مع الأسف يجب بيان أمثال هذه المسائل ، قلنا سابقا بالمحاضرة السابقة أنه مشكلتنا أن كثيرا من شبابنا الأعزاء لا يعرفون الحقائق ، نحن الشيعة مثلا لماذا نعادي عمر ابن الخطاب ما الذي بينا وبينه ما هي مشكلتنا معه ماهي الحقيقة لماذا نعادي عثمان وعائشة وحفصة وأشباه هؤلاء يجب بيان هذه الحقائق حتى لا تدخل الحيرة في قلوبهم فيزيغوا عن الطريق السوي ..

  يقول الإمام : ( فاتق الله عز ذكره وخص بذلك الأمر أهله) الأجوبة التي سوف أعطيك إياها أبلغها إلى من يستحق من الشيعة المؤمنين ، (واحذر أن تكون سبب بلية على الأوصياء أوحارشا عليهم بإفشاء ما استودعتك وإظهار ما استمتكتك ولن تفعل إن شاء الله) يعني احذر لأنه ذلك الزمان كان زمن تقية شديدة وتحت سلطة بني العباس وأطغى طغاة بني العباس هارون العباسي لعنة الله عليه فإحذر أنه هذه الحقائق التي أجيبك بها  تبلغها عنا وتفشيها عند الأوساط الأخرى المخالفة  والتي لا تستحق مثل هذا الكلام فيكون ذلك سببا لماذا ؟ لبلية الأوصياء تأتي هذه السلطة لكي تنتقم من الأئمة المعصومين على بيان هذه الحقائق ، أما إذا كان هنالك من ترجوه للهداية  شخص مخالف بكري عادي تستطيع أن تبلغه بهذه الحقائق من دون أن يتسبب  ذلك في بلية للأئمة عليهم السلام ففي هذه الحالة بلغه بذلك وسيأتي كلام الإمام في هذه النقطة قال عليه السلام :
  ( إن أول ما أنهى إليك أول ما أعلمك به  أني أنعى نفسي في لياليا هذه غير جازع  ولا نادم ولا شاك في ما هو كائن مما قد قضى الله عز وجل وحتى الآن ، يقول أنا أبلغك أنه خلال أيام سأستشهد وأذهب أنعى نفسي خلال هذه الأيام ، فماهي وصيتك ياموسى ابن جعفر يقول له  فاستمسك بعروة الدين ، من هم عروة الدين ؟ قال آل محمد صلى الله عليه وآله  فاستمسك بعروة الدين آل محمد والعروة الوثقى من هم ؟ّ قال من هم ؟ الوصي بعد الوصي هؤلاء هم العروة الوثقى ، والمسالمة لهم  والرضا  بما قالوا  أي سلم أمرك إليهم اتبعهم إنقاد إليهم  وارضى بما قالوا  ولا تلتمس  دين من ليس من شيعتك لا تسأل عن أبسط مسألة عقائدية أو دينية أو حتى شرعية بسيطة لا تسأل فيها غير الشيعة المؤمنين وفقهاء  الشيعة المؤمنين  ولا تحبن دينهم  وحذار أن تحب  دينا غير دين الشيعة حتى  لو كانوا يتلبسون بالإسلام ظاهرا لماذا ؟ يقول فإنهم الخائنون ، هؤلاء الذين هم ليسوا بشيعة هؤلاء بنص الأمام موسى بن جعفر الكاظم خائنون  لماذا خائنون ؟

  لماذا غير الشيعة خائنون الإمام عليه السلام يشرح ..
  الإمام يشرح يبين لا يترك قضية فيها  شبه يشرحها بالدقة والتفصيل قال فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، أتعلم ما معنى خانوا أماناتهم ، هذا هو أئتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه  هذا أولا ، أنتم لاحظوا رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبة شريفة خطبها بالمسلمين بماذا أوصى ؟ بشيئين كتاب الله وعترتي أهل بيتي هما الثقلان ، لكل مسلم هذه وصية رسول الله قضي الأمر، ضيعوا الثقل الأول وأيضا ضيعوا الثقل الثاني ، ضياع  الثقل الثاني  واضح معروف أما ضياع الثقل الأول  فكيف ؟  بالتحريف والتبديل ، الآن بغض النظر عن أنه نقول أن هذا التحريف تحريف لفظي أم تحريف مثلا في القراءة وهذا أيضا ممكن ، نحن طبعا حسب رأينا أنه ليس تحريفا لفظيا  لكن نتيجة تحريف القراءة واقع إذا تتذكرون في شهر رمضان قلنا أنهم  مثلا كيف  يقرأون هذه الآية هذا صراط عليَّ مستقيم أما القراءة الواردة عن أهل البيت ماهي ؟ هذا صراطُ عليٍّ مستقيم  أي أن عليّا صلوات الله عليه  مذكور بالنص  وبالصراحة في كتاب الله  حرفوا القراءة يعني التشكيل بدلا من أن يقولوا هذا صراطُ عليٍّ مستقيم أصبح هذا صراطٌ عليَّ مستقيم  حتى المعنى أصلا يكون كأنما شاذ يعني غير متجانس  حسب البحث الذي سبق وأشرنا إليه مفصلا ..
  آية أخرى يقرءونها { سلام على إل ياسين }  أما القراءة الواردة عن أهل البيت ماهي { سلام على آل ياسين} وياسين من هو؟  هو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أي آل النبي الأكرم أي أن الله عز وجل بالصراحة في القرآن سلم على أهل البيت  أما هم يقولون لا ليس هذا هو المعنى ، فإذن أولا حرفوا كتاب الله بغض النظر عن معنى هذا التحريف والتبديل أما حرفوه نتيجة ولو كان تحريفا بالقراءة وهم يقرون بذلك لأن عندهم قراءات سبع ، سبعة قراءات وفيها اختلاف  تسمعون حتى بالنسبة للمقرئين  بعضهم يقرأ ملك يوم الدين وبعضهم يقرأ مالك يوم الدين حسب بعد إختلاف القراءة فهذا نوع أو جنس من أجناس التحريف ضرب من ضروب التحريف ، فهم لماذا بدلوا وحرفوا كتاب الله حتى لا يظهر أو لا تظهر موقعية أهل البيت صلوات الله عليهم  في الكيان الإسلامي ..

   جيد أوا تعلم ماخانوا أماناتهم  ؟!ّ ائتمنوا على كتاب الله ، الله عز وجل أمنهم  على هذا الكتاب فماذا صنعوا به ، فحرفوه وبدلوه  ودلّوا على ولاة الأمر منهم  فانصرفوا عنهم  أيضا الله عز وجل دلهم على أهل البيت على ولاة الأمر انحرفوا عنهم وأخذوا يتبعون النطيحة والمتردية ، فأذاقهم الله  لباس الجوع والخوف  بما كانوا يصنعون يقول بسبب هذا أذاقهم الله تبارك وتعالى لباس الجوع والخوف  بما كانوا يصنعون ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى هذا الذي يعرض عن قيادة أهل البيت  عليهم السلام يصبح مستواه أنه يتبع أمثال أبو هريرة مثلا فيذهب إلى الجحيم وبالدنيا من مصيبة إلى مصيبة  ومن مشكلة إلى مشكلة، ثم يقول الإمام صلوات الله عليه وسألت عن رجلين هنا المسألة الحساسة وسألت عن رجلين اغتصبا  رجلا مالا [اغتصبا مال رجل] كان ينفقه على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وفي سبيل الله  فلما اغتصباه ذلك  لم يرضيا حيث غصبا حتى حملاه إياه كرها فوق رقبته إلى منازلهما، هنا الإمام صلوات الله عليه لأنه هذا الكتاب يخرج من السجن فربما يقع في نظر واحد من الحراس ربما يقع تحت نظر واحد من النواصب المخالفين إلى أن يصل إلى علي ابن السويد يضطر الإمام إلى ماذا ؟ إلى أن يكني  وإلى أن يستعير العبارات ويحاول أن  يداري  بنحو أو بآخر ويشير إشارات إلى أبي بكر وعمر من دون التصريح بإسميهما لكن علي ابن السويد وبقية الشيعة يفهمون ماهو المقصود، الإمام يمثل بهذا المثال يستعير بهذه الإستعارة  يقول أنت سألت عن رجلين هو ذاك سأل عن أبي بكر وعمر لكن الإمام وصف هكذا سئلت عن رجلين هذان الرجلان  سرقا اغتصبا مال رجل آخر، وذاك الرجل كان ينفق هذا المال على من ؟ كان ينفقه على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وفي سبيل الله تبارك وتعالى لاحظتم  ثم لم يرضيا بذلك إلى أن جعلا هذا الرجل هو الذي يأتي بهذا المال إلى منازلهم يعني أجبروه كرها على ذلك ماهو موقفنا منهما ؟ ها هنا هذه كلها استعارات ، الرجلان أبو بكر وعمر، المال والرجل الآخرعلي ابن أبي طالب صلوات الله عليه ، المال أي الخلافة , الخلافة التي تبذل في سبيل من ؟ الفقراء والضعفاء والمساكين يعني إرشاد الناس هداية الناس ، فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصبا أي لم يتوقفوا عند مجرد الغصب حتى حمّلاه إياه كرها فوق رقبته إلى منازلهما  فلما أحرزاه أي لما استطاعا أن يغتصبا الخلافة توليا إنفاقه ، أيبلغان بذلك كفرا ؟ يقول أنت سألت بهذه المسألة أنه هذان الرجلان اللذان سرقا مال الرجل هل هما كافرين أم لا ؟ طبعا حسب الموازين الشرعية لا يكونا كافرين إذا المثال مجرد ليس المقصود به أبو بكر وعمر ، نفرض الآن رجلين سرقا مال رجل آخرهذان كافران شرعا ليسا كافرين لكن الإمام يحكم بكفرهما لماذا ؟ لأنه هذا مجرد مثال طرحه حتى يشير إلى أبي بكر وعمر ، فيقول الإمام فلعمري  يقسم  لقد نافقا قبل ذلك  يقول قبل هذا قبل اغتصاب الخلافة أبو بكر وعمر نافقا وردا على الله عز وجل كلامه ، الله تبارك وتعالى يقول :
{إنما وليكم الله ورسوله واللذين آمنوا اللذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون }

يردون هذه الآيه يقولون لا ليس ولينا علي ابن أبي طالب مع أن هذه الآية أجمعت الأمة على أنها نزلت في أمير المؤمنين وفي ولايته ، فلعمري لقد نافقا قبل ذلك وردا على الله عز وجل  كلامه وهزءا برسوله صلى الله عليه وآله  إستهزءا برسول الله في عشرات المرات والمواقع مرة قالوا له أنك لتهجر ومرة عمر السافل بالصراحة قال عن رسول الله أنه والعياذ بالله مثل نخلة  نبت في كناسة مزبلة كما أثبتناه في المحاضرات السابقة ومن مصادرهم  أيضا ، مرة من المرات في يوم الغدير فرسول الله كان يخطب ويبين ولاية عليٍّ صلوات الله عليه فإذا بأبي بكر يقول لصاحبه عمر أنظر إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون هكذا يصف رسول الله فهزءا برسول الله صلى الله عليه وآله ،  بنص الإمام الكاظم ثم يقول وهما الكافران يحكم بكفرهما فهذا الذي يطلع إلتفتوا جيدا إلى كلامي ، هذا الذي يخرج علينا ويقول لا لا نحن الشيعة لا نعتقد بكفر أبي بكر وعمروإنما هما مسلمان مسلمان ، أخطاءا بحق عليٍّ اغتصبا حق عليٍّ ظلما أهل البيت هما مسلمان لا نقول بكفرهما ، هذا الذي يخرج علينا بمثل هذا القول اعرفوا أنه ليس شيعيا إطلاقا يرد على كلام الإمام المعصوم ، هما الكافران  قال موسى ابن جعفر فلا يحق لأحد أن يرد على الإمام المعصوم والراد عليهم كالراد على الله تبارك وتعالى وهو على حد الشرك كما ورد في الروايات المستفيضة ، هما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين  يلعنهم ، والله يقسم الإمام ما دخل قلب أحد منهما شيئ من الإيمان منذ خروجهما من حالتيهما يقول أبدا لا تتصوروا هؤلاء دخل في قلبهما شيئ من الإيمان إطلاقا لم يدخل منذ خروجهما من حالتيهما يعني من أيام الجاهلية  لا تتصوروا أنهم حينما قالوا أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله أنهم دخلوا الإسلام كلا نافقا دخلوا الإسلام نفاقا وطمعا وما ازدادا إلا شكا في الدين وفي نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله ، كانا خداعين  يخدعان الناس ، مرتابين ارتابا في الدين ، منافقين  حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دارالمقام .. يقول الإمام موسى ابن جعفر أبو بكر وعمر ظلا منافقين مرتابين خداعين كاذبين إلى آخر لحظات حياتهما لم يتوبا أبدا حتى توفتهما ملائكة العذاب ليست أي ملائكة وإنما ملائكة العذاب هي التي توفتهما إلى محل الخزي في دار المقام ، وسألت عمن حضر ذلك الرجل يعني أمير المؤمنين الذي كان معاصرا لأمير المؤمنين في تلك اللحظة في مسألة السقيفة وما أشبه وهو يغصب ماله ويوضع على رقبته  منهم عارف ومنكر يقول هؤلاء اللذين شهدوا وعاصروا سلب حق عليٍّ وظلم عليٍّ  وغصب عليٍّ هؤلاء منهم عارفٌ بحق عليٍّ  صلوات الله عليه لكنه لم يستطع أن يجابه ويقاوم ومنهم منكر لحق عليٍّ من الأساس جاحد  فأؤلئك سواءا هؤلاء أوهؤلاء جميعا أهل الردة الأولى من هذه الأمة  يقول هؤلاء ارتدوا وهم أهل الردة الأولى  فمن هم أهل الردة الثانية ؟ المعاصرون ومن قبلهم  هؤلاء حينما تفرق المسلمون من يسمون أنفسهم بالمسلمين تفرقوا إلى ثلاث وسبعين فرقة هؤلاء ارتدوا في الواقع الردة الثانية ، أما أؤلئك اللذين يسمونهم صحابة وعدول ومقدسين اللذين شهدوا هذا الظلم الواقع على آل البيت ولم يتحركوا ولم يفعلوا شيئا فهؤلاء أهل الردة الأولى ارتدوا عن دين الله كفار، فهذا الذي يخرج علينا ويقول نحن لا نكفرالصحابة اعرفوا أنه ليس شيعيا ،لا بل نحن نكفر من يسمونهم بالصحابة نقول أنهم كفارإلا من آمن منهم فقط الذي بقى وفيا لعهد رسول الله صلى الله عليه وآله ولا نخشى أحدا في هذا  كفى بعد اليوم مجاملات نحن نقول الحقيقة نعم ارتدوا وكفروا كما ارتدت وكفرت كل الأقوام التي تلت الإنبياء كلما ذهب نبي ارتد قومه من بعده ، وهذا هو رسول الله أيضا كما هم يشيرون في صحاحهم  تنبأ بارتدادهم ، خاطب صحابته  كما يشير صحيح البخاري لاترجعوا بعدي كفارا  يضرب بعضكم  رقاب بعض ، رسول الله قال  يحذرهم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وهكذا صنعوا تحاربوا فيما بينهم عائشه وطلحة والزبير رفعوا سيفا ضد خليفة الله أمير المؤمنين عليه السلام فضربوا رقاب بعض فهاهنا ما الذي حصل ؟ رجعوا كفارا حسب ما أنتم تشيرون في مصادركم فلماذا تحاسبوننا على قولنا  بكفركم كفار كفار كفار ولكن من آمن منهم من ثبت على إيمانه وإسلامه وتمسك بالشرعية الإسلامية المتمثلة بأهل البيت عليهم السلام هو عندنا عالي القدر والمقام .. وسألت عمن حضر ذلك الرجل وهو يغصب ماله ويوضع على رقبته منهم عارف ومنكر فأؤلئك أهل الردة الأولى من هذه الأمة  فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين أيضا هؤلاء عليهم لعنة الله أنهم تخلوا عن الحق وارتدوا ..

   ماهية علوم أهل البيت عليهم السلام ..
  وسألت عن مبلغ علمنا  وهو على ثلاثة وجوه  سأل علي ابن سويد الإمام الكاظم صلوات الله عيه أنه مبلغ علمكم ماهو ؟ علمكم أهل البيت هذا العلم اللدني يقول هذا العلم اللدني ينقسم إلى ثلاثة أقسام ماض وغابر وحادث ، الماضي ماضي الغابر كلمة غابر بدل باللغة العربية بمعنى أنه تارة تأتي بمعنى الماضي وتارة تأتي بمعنى المستقبل  بمعنى الباقي أو المتبقي فإذا يكون المعنى أن علم أهل البيت عليهم السلام علم ماض وعلم غابر مستقبلي وعلم حادث أي آن بآن حاليا يحدث أول بأول يتجدد ، فأما الماضي فمفسر، الإمام يقول الماضي هو عبارة عن الكتب التي بيدنا الخاصة وهي كتب مفسرة  وأما الغابر فمزبور أي  مكتوب  ومسجل عندنا مثل الجامعة مثل مصحف فاطمة صلوات الله عليها  مثل كتاب أمير المؤمنين إلى آخره الجفر وما أشبه وأما الحادث  فقذف في القلوب ، هذا العلم الحادث الذي يتجدد آن بآن هو إتصال مباشر مع السماء فهذا كيف يكون ؟! يكون قذف في القلوب الله عز وجل يقذفه في قلوبنا  يعني يوفي به إلينا أو يلهمنا إياه  إلهاما ونقر في الأسماع يعني يكلمنا ملك أو يكلمنا الله تبارك وتعالى وهو يقول هذا العلم هذا النوع من العلم وهو أفضل علمنا  ولا نبي بعد نبينا محمد صلى الله عليه وآله ، هذا النوع الثالث من العلوم المرتبطة بأهل البيت هو أفضل أنواع العلوم لكن الإمام ينبه أنه هذا لا يعني النبوة  مع أنه يوحى إليهم  ينقر في أسماعهم يقذف في قلوبهم يعني يتكلمون مباشرة مع الله تبارك وتعالى لكن يقول إياكم أن تتوهموا أننا أنبياء فلا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وآله ...

   مسائل أخرى يوضحها الإمام عليه السلام ..
  وسألت عن أمهات  أولادهم  وعن نكاحهم وعن طلاقهم أيضا سأله علي ابن سويد عن أمهات أولادهم يعني المخالفين  وأمهات الأولاد يعني الجواري  تعلمون أنه كان في ذلك الزمن يشترون الجواري المسبيات من ديار الكفر وماذا يحصل بدون عقد فبالنتيجة يولد لهم منهن أولاد فهذا الرجل سأل الإمام هؤلاء صفتهم الشرعية ماهي ؟  هؤلاء الأولاد هل هم أولاد حلال أم حرام ؟ لماذا ماهو الإشكال هاهنا ؟ اشتروهم وأصبحوا مسلمين ما هو الإشكال هنا وماملكت أيمانهم ، لا يوجد هناك إشكال ماهو هذا الإشكال ؟! الإشكال أنه  تلكم السبايا  تلكم الجواري أمهات الأولاد حق لمن شرعا ؟  شرعا هي حق للإمام المعصوم هي مملوكات أولا للإمام المعصوم ما دامت قد جرت الحرب وسبوا وأصبحن رقيقا  ففي هذه الحالة يكن مالا للإمام المعصوم  أي مملوكين للإمام المعصوم ثم الإمام المعصوم يجب أن يفرقهم على المسلمين حسب الموازين صار واضح هكذا كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله في حروبه وغزواته هكذا كان يصنع  ، فهؤلاء بدون إذن الإمام المعصوم قاموا بالحرب وسبوا هذه النساء واسترقوهن صحيح واستولدوهن أي انجبوا منهن أولاد فهؤلاء أولادهم كلهم  يصبحون أولاد بغايا أولاد عواهر ولذلك ورد عندنا ببعض الروايات أنه  ماخلا شيعتنا مضمون الرواية فكلهم أبناء بغايا لاحظوا الإمام كيف يشرح يقول وسألت عن أمهات أولادهم وعن نكاحهم وعن طلاقهم فأما أمهات أولادهم فهن عواهر إلى يوم القيامة لأن هذا ليس هو شرع الله تبارك وتعالى هذا الذي جرى بينهن وبين أولائك الذي يسمون أنفسهم مسلمين هذا ليس نكاحا شرعيا بل نكاح حرام لأن الإمام لم يأذن باستخدام تلك الإماء ، أي نكاح  بغير ولي ، لأنه من الولي ؟! الولي هو الإمام المعصوم هو يجب أن يقبل ، فهذه الجواري كلهن  يصبحن جواري لمن ؟ للإمام المعصوم وهو وليهن لذا يجب أن يأذن في نكاحهن وإلا النكاح يكون باطل شرعا وطلاق في غير عدة وأما من دخل في دعوتنا فقد هدم إيمانه ضلاله ويقينه شكه ، فالذي يدخل من أبناء هؤلاء النسوة الإماء يدخل في دعوتنا أي في ولاية أهل البيت صلوات الله عليهم  فهذا يهدم إيمانه  ضلاله  ويقينه يهدم شكه ، فإذا بناءا على هذا يتضح المعنى في قولهم صلوات الله عليهم  مكررا أنه ماعدا شيعتنا فالكل يكونون أبناء بغايا لأنه السيرة سابقا كانت على شراء هذه الجواري واستنكاحهن فبالتالي هذا النكاح باطل وأولاد هؤلاء يكونون أبناء بغايا وعواهر بالنتيجة وتلك الأمهات يكونون عواهرإلى يوم القيامة ...

   مسألة الزكاة في المخالفين والضعفاء ..
  وسألت عن الزكاة فيهم فما كان من الزكاة فأنتم أحق به منهم لأننا قد  أحللنا ذلك لكم ، من كان منكم وأين كان يقول السائل علي بن سويد سأل الإمام أنه هل يجوز أن نعطي الزكاة للمخالف فالإمام صلوات الله عليه هاهنا يجيب أنه لا يجب ، يجب أن تعطي زكاتك للشيعي فقط ، أي شيعي في أي البلاد كان هو المستحق للزكاة ..
  وسألت عن الضعفاء  يعني الذين لا تثريب عليهم لا حساب عليهم شرعا هؤلاء وإن كانوا لم يؤمنوا بالإسلام والولاية فهؤلاء لا يعاقبون بجهنم يوم القيامة وإنما يمن الله عز وجل عليهم باختبارخاص في تلك المرحلة  فيدخل المطيع الجنة والعاصي النار فها هنا علي ابن سويد يسأل الإمام عن هؤلاء الضعفاء من هم ؟! معيارهم الشرعي ماهو؟! قال وسألت عن الضعفاء ، فالضعيف من لم يرفع إليه حجة يعني ما وصلته حجة ولم يعرف الإختلاف بين المذاهب والفرق والملل والأديان هذا يسمى ضعيفا لأنه أصلا جاهل لا يعرف ، جاهل قاصر وليس جاهلا مقصرا فإذا عرف الإختلاف  فليس بضعيف ، لا يوجد في هذا الزمان ضعيف من بين المسلمين إلا النادر فقط  حقيقة لأنه لا أظن أن أحدا اليوم ممن يطلق عليه اسم الإسلام لا يعرف أن هناك إسلاما شيعيا وإسلاما بكريا أن هنالك على الأقل مذهب أو جماعة اسمها مذهب الشيعة وجماعة الشيعة  فهذا يجب عليه أن يحقق ما دام يعرف هذا الإختلاف  يجب عليه أن يحقق ليعرف هل هوعلى صواب وحق أم الشيعة على صواب وحق فإذا لم يحقق و ماطل في ذلك وعاند فإنه في هذه الحالة يكون جاهلا مقصرا يستحق الخلود في النار فإذا عرف الإختلاف فليس بضعيف ..

  مسألة الشهادات ..
 وسألت عن الشهادات لهم  فأقم الشهادة لله عز وجل ولوعلى نفسك  والوالدين والأقربين  فيما بينك وبينهم ، الإمام يقول يجوز لك أن تشهد لهم بالحق إذا صارت مخاصمة اذهب للحاكم الشرعي للقاضي فتشهد لهم بالحق  بل وتقيم الشهادة ولو على نفسك حتى ولو على والديك أو على المقربين  فإن خفت على أخيك ضيما  فلا ، وإذا خفت على أخيك المؤمن الشيعي أن يقع عليه ضيم بسبب هذه الشهادة أو جور أو ظلم فلا تقم هذه الشهادة وادعوا إلى شرائط الله عز ذكره ، يقول ادعوا ، هذه وظيفة التبليغ الديني شرائط الله ، ماهي شرائط الله ؟ بمعرفتنا ، أي أن تبلغ الناس بوجوب معرفة أهل البيت ومعرفة حقهم  بمعرفتنا من رجوت إجابته هذه المسألة التي ذكرناها أنه إذا تتمكن من بيان هذه الحقائق لمن ترجو إجابته ترجو هدايته فيجب عليك شرعا أن تبلغه وأن تصدح بالحق ، ولا تحصّن بحصن رياء أي لا يكون عندك رياء بأعمالك والعياذ بالهد ووالي آل محمد صلوات الله عليهم ولا تقل لما بلغك عنّا ونسب إلينا هذا باطل  وإن كنت تعرف منا  خلافه  فإنك لا تدري لما قلناه وعلى أي وجه وصفناه ..
  إخواني هنا مسألة دقيقة ومهمة  أصبح شائعا في هذا الزمان مع الأسف أن بعضهم  من الجهلة من المسيسين من الإنهزامين حتى بعض أنصاف العلماء هؤلاء أصبح كأنما رد الرواية  مسألة في غاية البساطة فورا يقولون ساقطة هذه رواية باطلة هذه رواية لا نقبلها ، أهل البيت لا يقولون هكذا مستحيل ، رواية ضعيفة فورا يلغيها هذا حرام شرعا هنالك الآف الموزاين لا أقول العشرات ولا المئات الآف الموازين التي تجعلنا نقيم ونفاضل بين الروايات أصلا ليست لنا الجرأة أن نردها ونقول هذه روايات باطلة يعني حتى إذا قلنا أنها رواية غير معتبرة مثلا نقول هكذا، لأنه قد تكون هذه الرواية قد صحيحة عن أهل البيت  فيكون ردنا لهذه الرواية على حد الشرك ، أصبح عندنا حالة في هذا الزمن أنه كل من هب ودب يرفض الروايات ويحكم عليها بالبطلان حتى الروايات الصحيحة يعني مثلا هذه الرواية الآن التي بين يدينا التي نتلوها هذه رواية صحيحة سندا كما يقول علماء الرجال ، أما بعض الذين في قلوبهم مرض  اللذين يعانون من مرض الإنهزامية مقابل العامة والمخالفين يقول لا هذه الرواية فيها مشاكل ، الإمام يقول أبوبكر وعمر كافران والمخالفين أبناء عواهر وكذا وكذا ، لا لا هذه رواية مرفوضة ما هذا الكلام ، الإمام صلوات الله عليه يقول لا تقل عن أي رواية نسبت إلينا أنها رواية باطلة حتى ولو وصلتك رواية مناقضة لها لماذا ؟! لأنك لا تدري لما قلناه أي لا تعرف من أي باب نحن قلناه لعلنا قلناه من باب التقية مثلا  قد يكون من باب المصلحة ولا على أي وجه وصفناه ، أنت لا تعلم تأويل هذه الرواية ما هو فلا يجوز لك أن تُكَذِب بها  وتتبع سنن أهل الجاهلية ، أهل الجاهلية بماذا وصفهم الله عز وجل  بالقرآن :
{ بل  كذبوا  بما  لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتيهم  تأويله }

كذب أهل الجاهلية بماذا ؟ كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه سواء كان رواية أو كتاب أو آية لا يعرفون خبرها لا يعرفون تأويلها كذبوا بها ولما يأتهم تأويله أي ما جاءهم التأويل كذلك كذب اللذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ، لا يأتي أحد والعياذ بالله  يوم من الأيام ، قلت أنه آكابرعلمائنا لم تكن عندهم الجرأة أن يصفوا رواية واحدة بالبطلان وعندنا روايات عن أهل البيت عليهم السلام يقولون لا تكذبوا برواية واحدة حتى ولو يرويها عنا خارجي من الخوارج الإمام يقول لا تعلمون ربما يكون الخبر صادرا عنا فلا يجوز لنا شرعا أن نستهين هكذا بأقوال أهل البيت عليهم السلام ونرميها بالبطلان والضعف لمجرد الهوى بالنفس والعياذ بالله ، قال الإمام عليه السلام :
( آمن بما أخبرك ولا تفشي ما استكتمناه من خبرك إن من واجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا  تنفعه  به لأمر دنياه وأمر آخرته )

  من الواجبات علينا أن نبلغ بعضنا بعضا بهذه الروايات بهذه الأخطاب ما دامت تنفع الناس لأن الإمام أوجب علينا أنه من الواجب عليك من حق أخيك عليك أنه لا تكتمه شيئا ينفعه سواءا كان هذا الشيء دنيوي أم أخروي ، ولا تحقد عليه وإن أساء هذه وصية الإمام الكاظم في أواخر أيامه أن لا نحقد على بعضنا البعض مع الأسف هذا التشرذم وهذا الشقاق بيننا وهذا التحزب والحقد الذي أصبح متأصلا في النفوس ، كلا الشيعي لا يحقد على الشيعي حتى ولو أساء إليه لأنه بالنتيجة شيعي في قلبه حب أهل البيت عليهم السلام لعله يهتدي ويرجع إليك ظلامتك فإن لم يكن فحسابه على الله تبارك وتعالى ، أما أنه ليس من صفاتنا أنه نحقد على بعضنا بعضا ، ولا تحقد عليه وإن أساء وأجب دعوته إذا دعاك ولا تخلي بينه وبين عدوه  إلى الناس وإن كان أقرب إليه منك وإن كان ذلك العدو أقرب إليه منك يعني أنت في وجه المدفع وهذا المدفع سيصوب على أخيك  فلا تخلي بين أخيك وبين هذا المدفع هذا العدو أنت تبرز وتكفي أخاك إلى هذه الدرجة  حتى وإن كان العدو أقرب إليك منه هذا حالة التواصي والإجتماع ولم الشمل التي يوصي بها الإمام صلوات الله عليه ، وعده في مرضه ، ليس  من أخلاق المؤمنين الغش ولا الأذى ولا الخيانة ولا الكِبر يعني التكبر ولا الخنا ، الخنا يعني قول القبيح  فقط دون الفعل ولا الفحش ولا الأمر به الفحش يعني القول القبيح مع فعله هذا الفرق بين الخنا والفحش ، يقول هذا ليس من أخلاق المؤمنين فإذا رأيت المشوه الإعرابي  في جحفل جرار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ، المشوه الإعرابي هو المسيح الدجال هذه من العلامات المحسومات لظهور صاحب العصر صلوات الله عليه وعجل الله فرجه الشريف ، أتعلمون لماذا سمي بالمسيح الدجال لأنه دجالا عنده بعض السحر ، يمسح  بيده جزءا من وجهه فيخفى فيها عينه وحاجبه  فصبح عنده عين واحدة وحاجب واحد فلذلك يقال له المسيح الدجال وهنالك تفاسير أخرى ، وإذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء وانظر مافعل الله عز وجل بالمجرمين أيضا إذا انكسفت الشمس كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخر شهر رمضان هذه من العلامات أيضا على ظهور صاحب الأمر صلوات الله عليه ، فالإمام يقول إذا تحققت هذه العلامات  مجرد يشير إلى علامتين من هذه العلامات علامات زمن الظهور فيقول حينذاك ارفع  بصرك إلى السماء وانظر بعينك الله عز وجل كيف يعذب المجرمين لأنه ورد عندنا في الروايات بأن الإمام  صاحب العصر صلوات الله عليه بعدما يقتل المجرمين ويصفيهم الله عز وجل يجعل المؤمنين يرون حالة خروج  أرواح هؤلاء المجرمين إلى السماء وكيف تتلقفهم ملائكة العذاب بالعذاب فكل واحد  يرمق ببصره إلى السماء يرى كيف يعذب هؤلاء المجرمين ، فيقول الإمام فقد فسرت لك جملا مجْملا ..

  وصلى الله على محمد وآله الأخيار هذه نهاية الكتاب العظيم الذي أرسله الإمام الكاظم صلوات الله عليه إلى علي ابن السويد رضوان الله تعالى عليه كتاب  يستحق أن يكتب بماء الذهب وصلى االله على سيدنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ...

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp