تقرير تعليقات الشيخ الحبيب على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (27) 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير تعليقات الشيخ الحبيب على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (27) 

توقف سماحة الشيخ الحبيب في الجلسة السابعة والعشرين من ”الرد على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة لعنها الله“ لقراءة رسالة استدراكية من أحد الأخوة المؤمنين الذي أصرّ إلا أن يضيف لتعقيب الشيخ على المدعو ناصر مكارم شيرازي معلومة إضافية هي أن هذا الرجل قد انتصر لعثمان بن عفان في سبب نزول الآية الكريمة {عبس وتولى} في تفسيره المسمى (تفسير الأمثل)، حيث لم يذكر اسم عثمان ولم ينزّه رسول الله من القيام بهذا الفعل، طارحًا في ذلك القول بكون الآية نزلت في الرسول الأكرم والذي هو قول جمهرة أهل البدعة والنواصب.

وبعد قراءة هذه الرسالة عاد سماحته لاستكمال التعليق على ما تفوّه به كمال الحيدري في إدانة المؤمنين بإقامة مراسم فرحة الإمام الحسن عليه السلام بذكرى هلاك عدوة الله الحميراء التي رمت جنازة سبط رسول الله بالسهام ومنعت من دفنه بجوار جده خاتم الرسل والأنبياء وأعظمهم على الإطلاق.

وأعرب الشيخ الحبيب «حفظه الله» عن استياءه من عدم تثبّت المذكور مما جاء في ذلك الاحتفال المبارك، حيث أن ردوده التي قدّمها على الشاشة الفضية للنظام الإيراني تمحورت حول قضية رد إمكان وقوع الفاحشة من زوجات الأنبياء وعلى الأخص عائشة، مع أن هذا لم يكن موضوع كلمة الاحتفال، رغم أن هذا رأي الشيخ الحبيب وعليه يقيم الدليل والبرهان وله فيه بحوث وإجابات منشورة على موقعه الالكتروني.
وذكـر سماحته أن الضجة التي افتعلت من قبل أهل الخلاف وأنصار عائشة كانت على أساس الاحتفال وما طرح في الاحتفال من أن عائشة في النار وعقابها أن تعلّق من رجليها وتأكل الجيف وتأكل لحم جسدها، وقد أقحم أهل الخلاف في هذه الضجة قضية القول بأن عائشة قد زنت "بعد" استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله، فتصوّر كمال الحيدري أن الشيخ الحبيب كان قد قال رأيه بهذه المسألة في الاحتفال فردّ عليه على هذا الأساس.
وخاطب سماحته كمال الحيدري بسؤاله :
 • ألا كان يجدر بك أن تتثبت لترى ما الذي قلناه في الاحتفال ثم تتكلم؟

إن كنت شيعيًا حقـًا، فما كان ينبغي لك أن تشكل على ما ذكرناه في الاحتفال، فالشيعي لا يرفض القول بأن عائشة في النار، لأننا مجمعون على أن أعداء رسول الله وأهل بيته «عليهم الصلاة والسلام» والخارجين عليهم في النار، وعائشة على أقل تقدير كانت خارجيةً ناصبيةً خرجت على عليٍ «صلوات الله عليه» في معركة الجمل فهذا كافٍ للحكم عليها بمقتضى الأدلة الشريفة أنها في النار وبئس المصير؛ فردّك كان أجنبيًا عن الموضوع وإنما ساقك أهل الخلاف إلى حيث شاءوا أن يسوقوك، إلى جانب أنك لو تثبتت لوجدت بعد التحقيق أن نفي الوقوع في الخيانة الفراشية عن زوجات الأنبياء بعد رحيلهم لا دليل عليه من القرآن ولا من السنة المطهرة ولا من العقل، فردّك عندنا لا وزن له، إذ كل ما أتيت به هو أقوال مردودة خالية من الاستدلال الصحيح لعدم اطلاعك على ما نبني عليه نحن أدلتنا واكتفيت بالأمور التي تنامت إلى علمك وظننت أنها عمدة ما نستدل به، بينما الأمر أوسع من ذلك بكثير.

وفنّد سماحته الاتهام الواضح البطلان الذي وجهه الحيدري إلى المحتفلين بفرحة الإمام الحسن عليه السلام في حضور سماحته بأنهم عملاء للوهابية قائلاً: أن كمال الحيدري يناقض نفسه بنفسه حيث قال أنه لا يستبعد أن يكون هؤلاء الذين أقاموا هذا الاحتفال على ارتباط باتباع ابن تيمية والوهابيين هم الذين حضوهم على أن يقيموا هذا الاحتفال حتى يتخذوه مطعنـًا وتشنيعًا على شيعة أهل البيت عليهم السلام ! فما هي بيّنة كمال الحيدري على ذلك؟
وأي حماقة عند كمال الحيدري إذ يتكلم بمثل هذا الكلام؟
ألا يعرف كمال الحيدري ما بيننا وبين الوهابيين من حروب ؟
ألا يعرف كمال الحيدري أن الوهابيين يعتبرونا العدو الأول لهم؟
ألا يعرف كمال الحيدري أن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يقطف رأسنا؟
وبغض النظر عن الكذبة المفضوحة التي يروّجها المهرجون والمطبلون والمزمرون لكمال الحيدري بأن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يرد عليه بصناعتهم تصاميم فوتوشوب وضعوها هنا وهناك ، فأن الوهابيين قد رصدوا الجوائز لمن يقطف رأسنا لأنهم لا يتمكنون من الرد علينا ، فهل نكون بعد هذا عملاء لهم؟
وفي موضع ما آخر قال المذيع نحن لا نستبعد أن يكون هؤلاء ورائهم جهات استخباراتية عالمية أجنبية تريد أن تفرق بين المسلمين وهي قوى الإستكبار العالمي وما أدراك ما الإستكبار العالمي ، فقاطعه كمال الحيدري فورًا وقال نحن لا نريد الآن أن ندخل في النوايا والضمائر فالعلم عند الله ، وهنا ينقض الحيدري قوله الأول ، فلماذا زعم قبل برهة بأننا مرتبطون بهؤلاء الوهابيين وهم الذين حثونا على أن نصنع ذلك حتى يتخذوه مطعنـًا على الشيعة؟

ولفت سماحة الشيخ الحبيب النظر إلى إستعانة الحيدري بالتدليس، حيث رصده أحد المتابعين وهو يدلّس في نقل أقوال العلماء والمفسرين ، فافترى كمال الحيدري على العلامة المجلسي «رضوان الله عليه» حيث زعم أن المجلسي في كتابه بحار الأنوار قد قال ضمن تعليقه على الرواية القائلة «أن طلحة جاء لعائشة في طريق البصرة وقال لها لا يحل لكِ أن تخرجي بغير محرمٍ فزوّجت نفسها من طلحة» بأن في هذا شناعة شديدة وغرابة ونستبعد صدور هذا من شيخنا علي بن إبراهيم القمي والتفسير الموجود ليس بتمامه منه وهذا من زيادات غيره .. إلخ ، فاخرج الحيدري هذا الكلام على أنه قول العلامة المجلسي والحال أن هذا ليس قول العلامة المجلسي وإنما هو قول عبد الرحيم الرباني الشيرازي «محقق البحار» ، وهنا يمكنكم الرجوع إلى المقطع المرئي والتأكد كيف أن كمال الحيدري قد فتح كتاب البحار وبدأ ينقل قول المحقق في الهامش على أنه قول العلامة المجلسي ، فإما أن كمال الحيدري كان غافلاً إلى أقصى حد فلا يستطيع أن يميّز بين المتن والهامش ، وإما أن يكون مدلّس يريد أن يوهم الناس بأن هذا قول العلامة المجلسي بينما هو ليس قول المجلسي الذي نجد قوله في موضعين استبعد في أحدهما صدور هذه الفاحشة من عائشة في طريق البصرة فيقول أن ذلك بعيدٌ عقلاً وعرفـًا ولكن لا يقطع ويجزم كما قال كمال الحيدري بإستحالة ذلك "حقيقةً وواقعًا" ، كما أن العلامة المجلسي يستدرك بأنه لا يستبعد ذلك في ضمير طلحة الخبيث ؛ وهنا نجد أن كلام المجلسي فيه استبعاد واستدراك وتردد فقط ، فهذا هو كلام المجلسي الذي لم يرمي الرواية بالشناعة وأنها ليست من مرويات الشيخ علي بن إبراهيم القمي مع التشكيك في تفسيره ... إلخ ، وإنما هذا هو قول المحقق ، فهنا نسب كمال الحيدري قول المحقق إلى العلامة المجلسي وهذا تدليس أو لا أقل من غفلة وأي غفلة وهو يقرأ أمام عينيه من الهامش ولا يميّز بين الهامش وبين المتن! ، بينما قول العلامة المجلسي هو التردد والذي حين يقام الدليل على نفي الاستبعاد فيثبت القول بالفاحشة وتثبت الروايات، وما رأي المجلسي «رضوان الله عليه» إلا قول واحد من العلماء الأكابر الذين ترد أقوالهم في الحوزات العلمية ويعاد النظر والتدقيق فيها إذا قام الدليل على خلافها.
وأضاف أنه ليس من العلمية في شيء أن يكون أسلوب من يريد الرد علينا في طرحٍ علميٍ هو أسلوب النسخ واللصق فبينما نحن نطرح رأينا ونستدل عليه بالكتاب والسنة والروايات والآثار والحجج العقلية والمباني العلمية يأتينا بالمقابل ليرد فيقول: «قال فلان! ، وقال فلان! ، وقال فلان!» ؛ فإذا كان الأمر هكذا بكل جهلٍ وسذاجةٍ وسطحية ودون عرض مباني كلا الطرفين فعلى العلم والعلماء والتحقيق العلمي السلام.
فهل المفسّر الفلاني وقوله في كتابه هو حجة الله ومعصوم ؟
أمن العلمية في شيء أن نعتبر بقول مفسّر يعتمد على مقولة ابن عباس «ما زنت إمرأة نبي قط» !؟
بدلاً من أن يكون النقاش رجاليًا ، أصوليًا ، روائيًا درائيًا ؟

واستطرد سماحته.. أن وصف كمال الحيدري لعائشة بأم المؤمنين هو قول مخالف لقول الله تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن} إذ أن هذه التقوى هي شرط أساسي للتشريف، أمّا قول أنهن "أمهات المؤمنين" تشريفـًا فينبغي أن يكون في هذا الأساس، أي أن يكن متقيات حتى يعبّر عن الواحدة منهن بأم المؤمنين، أمّا من لم تكن متقيةً فليست بأم المؤمنين ولا كرامة، والآية الأخرى التي تقول {وأزواجه أمهاتهم} تعني أن أزواج الرسول صلى الله عليه وآله كأمهات رجال المؤمنين في حكم النكاح، والقضية تشريعية بحتة.

وتسائل الشيخ.. كيف توصف إمرأة كافرة منافقة مرتدة بأم المؤمنين؟
- من من الشيعة الآن يستحل أن يصف قتيلة بنت قيس بأم المؤمنين؟
وأضاف.. أنك لا تجد فيما صح من رواياتنا على الإطلاق أحدًا من الأئمة الأطهار «عليهم الصلاة والسلام» يعبّر عن ”عائشة“ بأم المؤمنين ولذا فإن عليك أن تلتزم بتعبيرات أئمة الهدى عليهم السلام وتسلّم لهم. هذا من جانب.

ومن جانب آخر فأن هناك نص موجود عن الإمام صاحب الأمر «صلوات الله عليه» مضمونه أن عائشة قد أسقطت من شرف أمومة المؤمنين، وعليه لا يحل لمن يخاف الله تبارك وتعالى ويرجو اليوم الآخر أن يعبّر بعد كلام أمامنا الحجّة عليه الصلاة والسلام بأن عائشة ”أم المؤمنين“.

وأعرب سماحة الشيخ الحبيب عن تألمه الشديد لانفراد كمال الحيدري بتنزيه عائشة من مثلبة إفتائها برضاع الكبير وحثها عليه ليدخل عليها الرجال بهذا المبرر الشرعي المبتدع، حيث قال هذا المذكور أن هذه القضية من أكاذيب الأمويين وقد وضعها ابن تيمية وأتباعه!
 معتمدًا في تنزيهه هذا لهذه المرأة المحاربة لأمير المؤمنين «عليه السلام» على ذوقه وهواه رغم تواتر القضية وثبوتها بالأدلة على عائشة، مقدمًا بذلك ظنياته واستحساناته على تواتر الأمة في مثلبة لعائشة لا يتمكن أن ينزهها منها المخالفون أنفسهم، منتهجًا بذلك أسلوبًا ليس هو ديدن العلماء والمحققين.
ووجّه سماحته عناية السامعين بقوله ننصح المؤمنين بالتحري عن سبب الانفعال الذي يحمله كمال الحيدري ضدنا ليتبينوا أن سبب إخراج هذا الضغن هو أخذ المذكور القضية شخصية لقولنا عنه أنه منحرف بعدما اطلعنا على آرائه ووجدنا ما فيها من انحرافات ، وهي الكلمة التي لم يتحملها فأضمرها في قلبه لتشتعل وتغلي إلى أن تأتي الفرصة السانحة ليخرجها وكذلك غيره ممن حملوا علينا بكلمات نابية وتسفيهية بردود قاسية ، ولا تعتقدون بكرامة لعائشة.
كما أبدى سماحته التهكم من الواقع المثير للضحك حيث يتصدى أمثال كمال الحيدري والذين لديهم خلل في التوحيد لدعوة الناس للتوحيد وبيان الخلل عند عقيدة المخالفين في التوحيد ، بينما هم يعتقدون بوحدة الوجود والموجود ، فعليهم أن يوجهوا دعوتهم لأنفسهم أولاً حتى تكون أصول دينهم سليمة فيتركون الميل إلى مسلك الفلسفة والعرفان الباطل قبل دعوتهم للآخرين إلى أصول الدين السليمة.
داعيًا سماحته المطبلين لكمال الحيدري إلى ترك البهلوانيات وأسلوب المسرحيات السخيفة السمجة كإتصال أحدهم وقوله أنا الشيخ تركي من القصيم أو الرياض ثم يتكلم بمنطق أنه واحد من مشايخ الفرقة البكرية الكبار وأنه بدأ يقترب من التشيّع ويسلّم بفضل كمال الحيدري "الذي هز العقيدة" وووو إلخ ثم تنكشف القضية أنها مسرحية بطلها شاب شيعي يتقن تقليد أصواتهم وهو من روّاد البالتوك ، فهذه المسرحيات السخيفة تهدم كل ما نبنيه وهي ديدن الطائفة البكرية وما تحتاج إليه هي لا نحن ، حيث تراهم يأتون بفضائياتهم بما يزعمونه المهتدي الفلاني الذي كان شيعي الأصل ويبدأ يتكلم ومن منطقه تعرف أنه ليس شيعيا بل يمثـّل فينفضح من منطقه كما انفضح هذا المطبّل لكمال الحيدري من منطقه.

وأشار الشيخ «حفظه الله» عند قرب اختتام كلمته إلى نكران كمال الحيدري على الوهابية بزعمه أنهم أشاعوا الفاحشة في الذين آمنوا بنشرهم الاحتفال البهيج بهلاك عائشة في قنواتهم الفضائية ، وعلّق سماحته مبتسمًا: وهل أصبحت عائشة من الذين آمنوا؟ إن علينا أن نشكرهم ونقول جزاكم الله خيرًا لأنكم بالفعل نشرتم مثالب عائشة وهذا أمرٌ حسن ، سلمت أياديكم.

واختتم سماحته رده على كمال الحيدري ببيان ملاحظة وصلت إليه حول المذكور الذي قال في أحد البرامج مخاطبًا من يخالف إسلام أهل البيت : لو أنت بحثت وحققت وقطعت بأن الحق على مذهبك وليس على مذهبنا وأن أئمة أهل البيت عليهم السلام ليسوا أئمة فثق تمامًا أنك معذور وأنك تدخل بذلك الجنة لأن القطع حجةٌ بينك وبين الله تبارك وتعالى ، فتقول لله يوم القيامة أنا قد بحثت وقطعت ولم أجد دليلاً على ولاية أهل البيت عليهم السلام فهذه حجة وأنت معذور!
وبيّن سماحة الشيخ أن هذا الكلام مخالفٌ لكلام أئمتنا «صلوات الله عليهم» ففي معاني الأخبار للشيخ الصدوق عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ”لا يعذر أحد يوم القيامة بأن يقول يا رب لم أعلم أن وُلد فاطمة هم الولاة، وفي وُلد فاطمة انزل الله هذه الآية خاصةً {يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم}“. فلا يمكن لنا بطبيعة الحال أن نحمل هذه الرواية على معنى عدم العلم المطلق أي على الجاهلين القاصرين بل أنها تـُحمل على أولئك الذين بحثوا و أعرضوا عن ولاية أهل البيت بدعوى أنهم قطعوا بخلاف ذلك، وهذا لا يكون إلا عن عناد وجحود، فترفض حجّتهم يوم القيامة عند أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp