تقرير تعليقات الشيخ الحبيب على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (30) الجلسة الأخيرة 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير تعليقات الشيخ الحبيب على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة (30) الجلسة الأخيرة 

عبر تسجيلٍ أخير رُفِع يوم الأربعاء، الموافق للخامس من ذي القعدة لسنة 1431 هجرية على موقع اليوتيوب، وجّه الشيخ الحبيب آخر تعليقاته وخطاباته وردوده اليومية على الضجة المفتعلة من أنصار عائشة التي هاج وماج أحفادها ضد الاحتفال المبارك بذكرى هلاكها بعد أن أقامته هيئة خدام المهدي «عليه السلام» بمقرها المعروف بحسينية سيد الشهداء «صلوات الله عليه»، في لندن، وحضره وشارك فيه جمع غفير من المؤمنين، ثم شاهده الملايين عبر الفضائيات وأجهزة الكمبيوتر الثابت والمحمول والحواسب الذكية وتقنيات الهواتف المتطورة.

الشيخ الحبيب بدأ الجلسة كما اعتاد في افتتاحات جلساته بالدعاء المأثور لاستكمال الإيمان: “القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد «عليهم السلام» فيما أسروا، وما أعلنوا، وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني”. (الكافي/ج1/ ص439/ح6)

وعلى بركة الله تعالى استعرض الشيخ في هذه الجلسة أيضا عددًا من الرسائل الواردة إلى المكتب، فكانت الرسالة الأولى المستعرضة، ما وصل من طرف الأخ السيد العلوي، الذي بعث مع سلامه بالدعاء والتوفيق لنصرة الشيخ وتأييده على مواقفه من الشخصيات الإرهابية في صدر التاريخ الإسلامي، وامتدح فيه خطوة الإقدام على حرق ورقة عائشة عبر الاحتفال بذكرى هلاكها، منوهًا بذلك أنها خطوة سليمة ولنا فيها كل الحق، قبل أن يثني الأخ الكريم على سماحته في تحديه للصعاب من أجل إسقاط هذه الشخصيات بعد أن ضحّى الشيخ لذلك بجنسيته الكويتية فضلا عن تحمله ما أتاه من الطعنات من المخالف والمؤالف، وأردف الأخ الكريم أنه في السابق لم يكن يعبء بذكر شخصيات مثل أبي بكر أو عمر وأضرابهم من الملاعين والخبثاء لولا أن رأى الشيخ الحبيب يلعنهم ويعريهم ويكشف باطلهم امام الملأ فأخذ شيئا فشيئا يتشجع ليلعنهم وينال منهم تدريجيا دون خوف، مضمنا رسالته ببيان عجزه في التعبير عن شكره ومشاعره تجاه الشيخ الحبيب.

وأبدى الأخ المرسل وهو طالب ثانوية انزعاجه من زميل له بمقاعد الدراسة من أبناء الطائفة البكرية، يدعى (عمر) مخبرًا الشيخ بأنه يؤذيه دومًا في المدرسة بالسخرية منه والإصرار على الاستهزاء به والمواصلة على ذلك دون أن يأبه الأخير بردة فعل المرسل تجاهه، والذي سأل الشيخ عن ماهية التعامل الأمثل مع هكذا نوع من البشر، أيكون الأفضل معه ضربه أم مسامحته، وختم الأخ رسالته بطلب الدعاء من الشيخ له بتفريج الهم عنه وعن المؤمنين والمؤمنات.

من جانبه رد الشيخ السلام على المرسل، وحيّاه على رسالته وجرأته في نصرة دين الله تعالى، مجيبا إياه على نقطته الثانية بأن الأفضل له عدم استعمال الخشونة مع زميله، ومسايرته بالعفو لعله يهتدي ويرتدع ويعود إلى صوابه كما عاد غيره الكثير ممن اسمهم (عمر)، مبينا سماحته أن هذا الأسلوب قد استخدمه الأئمة كالإمام زين العابدين عليه السلام، والذين حملوا معهم خلق الأنبياء والأوصياء، مشددًا سماحته أن استخدام اسلوب الخشونة لا ينبغي اتخاذه مع العوام وإنما ينبغي النزول به على من هم رؤوس المخالفين والذين يضلونهم السبيل، كما ورد عن أهل البيت عليهم السلام، ثم أشار الشيخ إلى أن رد السباب والشتائم وإن كان مباحًا إلا أنه مخالف للخلق الأكمل لرسول الله صلى الله عليه وآله.

أما بخصوص مجمل الرسالة فقد كرر الشيخ ما نادى به مرارًا وتكرارًا في توضيح منهجه المبني على المصارحة والمكاشفة للطرف المخالف، مبينـًا سماحته أن التجارب أثبتت أن هذا هو الأسلوب الأجدى نفعًا في توحيد وجهات النظر وجمع الناس على كلمة سواء.

وفي رسالة ثانية كانت بهذه الجلسة والأخيرة في الرسائل المستعرضة بسلسلة التعليقات، قرأ سماحة الشيخ الحبيب على مسامع المؤمنين رسالة الأخ (محمد رضا حيدر اسكندري الكربلائي) والذي بعث بسلامه للشيخ وصلواته على رسول الله وأهل بيته ولعناته على قتلتهم ومناوئيهم أجمعين، مطمئنا الشيخ الحبيب بقول مولانا أمير المؤمنين «عليه السلام» ˶لا تستوحشوا في طريق الحق من قلة سالكيه˵، قبل أن يردف في رسالته: “وأنت يا مولانا إن شاء الله أول من سلك الطريق في هذا الزمن ومن بذر البذرة الأولى والنقية، وأنا إن شاء الله خادم لكم إن رضيتم”.

وتابع الأخ الكريم في رسالته: “إن شاء الله أقول ما تقولون، اللهم العن عائشة وأباها، وحفصة وخنزيرها”، قبل أن يتوقف الأخ ليقسم بأنه جرب أمور كثيرة لفتح الفرج لكنه لم يجد مفتاحًا لفتح باب الحوائج المستعصية أفضل من ذم هؤلاء بهذه الصيغة تحديدًا: (اللهم العن أبا بكر وعمر وعمر وعمر وعثمان) بواقع 100 مرة، مستئنفا حديثه بأن هذا الذِكر باعتقاده يجعل المرء في مشيئة الله عز وجل بحفظ الزهراء البتول «صلوات الله عليها» فتتولى هي بدورها نصرته، كما تنصر خدّامها، خاتما رسالته بإشعار الشيخ بأن سماحته منصور ومسدد بفضل العباس لقاء ما يتلقاه من دعاء أهالي كربلاء له عند العباس والحسين «عليهما السلام» وكذلك من سائر الأخوة السائرين على نهج عابس الشاكري بإذن الله تعالى، قبل أن ينهي الأخ رسالته كما بدئها بالتحية والسلام.

وبدوره كرر الشيخ الحبيب رد التحية والسلام كما كرر تحياته لأهالي كربلاء، والذين دعاهم إلى السعي نحو أن يكونوا مشاعل هدى للناس في العراق شكرًا لما أنعم الله عليهم به في مجاورتهم للبقاع المقدسة، دافعًا إياهم نحو انتهال المعرفة ليسدوا باب التباين المعرفي لدى سكان المحافظات الأخرى في البلد، فيكنوا كنواة البذور التي تثمر وتنتج ثمارا طيبة فيما بعد.

كما كرر سماحته دعوة أهالي كربلاء، كما دعاهم سابقـًا أكثر من مرة، بأن يسعوا إلى محاصرة بؤر الفساد والإنحراف الديني والقضاء عليها وعدم السماح لها بالتغلغل في مجتمع مدينتهم.

وأبدى الشيخ في معرض حديثه أسفه لما تعرض له الشيخ عبد الحميد المهاجر من ظلم، بمنع بث محاضراته من صحن العباس الشريف والعتبة الحسينية المقدسة، إثر تآمر مبيّت مما يسمى بالوقف الشيعي وأمانة الحرمين فسكوت أهالي المدينة عن التصدي لهذا الظلم والحيلولة دون استمراره.

‎وفي ختام هذه الجلسة التي كانت آخر جلسة في سلسلة التعليقات، أعلن سماحة الشيخ اختتام الحملة بتأكيد سماحته أن الاحتفال قد حقق انتصارًا ساحقـًا، قاصدًا الاحتفال المبارك الذي أقيم في السابع عشر من شهر رمضان لسنة 1431 للهجرة.

إذ أن الاحتفال قد ساهم بشكلٍ رئيسي في تحريك الكثير من المياه الآسنة والراكدة، فأدى إلى تنوير الكثيرين وإيقاظ ضمائرهم، إلى جانب تكوينه زخم إعلامي مطلوب يوصل الأمة إلى أن تتعرف على كيفية تمييز الحق عن الباطل، فبدأت بعد الاحتفال بساعات قليلة إرهاصات نجاحه منذ أن بدأت الأمة تطرح المناقشات والمداولات والمحاورات على الفضائيات ومواقع الإنترنت فيما تحت الأضواء وعلى الملأ العام، فظهر إلى الناس أن في هذه الأمة صوتان لا صوت واحد، أحدهما مع عائشة بينما يقف الآخر ضدها، وقد وصل هذا الصوت إلى الغرب بسبب حماقة الوهابية فأصبح من الواضح عند الإعلام الغربي أن هنالك صوتان مختلفان في عائشة، أي نجاح الاحتفال المبارك بتغيير الطقس الإسلامي الشائع، الذي كان مقتصرًا على وجود صوت واحد في الإعلام وهو الصوت المؤيد لعائشة، فإذا بالمعادلة تتغيّر بظهور الصوت الثاني المعارض لعائشة.

وأضاف الشيخ الحبيب، أنه بالرغم من تعرّض الهيئة بسبب الاحتفال للكثير من المخاطر المحدقة كالتهديد بالقتل فضلا عن خسائرها الدنيوية التي لا قيمة لها ولا محل لها من الإعراب، كإغلاق قناة فدك الفضائية التي ستعود إن شاء الله في المستقبل، وتضيّق تحركاتنا من باب الاحتياط، وسحب جنسيتنا، إلا أننا نسأل الله تعالى أن يجلب لنا فرجًا من حيث لا نحتسب في وسط طريق جهادنا، فقد سجّل التاريخ الإسلامي معنا بدء مرحلة جديدة منذ هذه اللحظة، إذ سيذكر للأجيال القادمة أنه قد أجريت مباهلة كبرى – كما هم سمّوها غير مسبوقة، فيها من يقول بملء الفم: «أشهد أن أبا بكرٍ وعمر وعثمان وعائشة وحفصة في النار»، بكلمة انتشرت في الفضاء الإعلامي كله وفضاء الأمة الإسلامية خاصة فوصلت ودخلت في كل بيت بفضل حماقة المخالفين لإسلام أهل البيت عليهم السلام، الذين روّجوا ونشروا الكلمة بأنفسهم فأقاموا على أنفسهم الحجّة وعلى كل بيت من بيوت المسلمين وصلت إليه هذه الكلمة فأوجبت عليهم أن يفتشوا عمّا وراءها ليصلوا إلى معرفة أن هذه الكلمة قد انطلقت من حناجر مؤمنين صادقين بررة مخلصين بقوا على العهد والوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله.

وأفاد الشيخ «حفظه الله» أن وضع هذه الأمة قبل الاحتفال كان شيئا، وبعد الاحتفال قد أصبح شيئا آخر، إذ قد تغيّرت كثير من الأمور والوقائع بعد أن ابتعدت هذه الأمة كثيرًا عن ظلمات (أعداء أهل البيت) عليهم اللعنة والعذاب، وصارت أقرب بكثير من نور أهل البيت (عليهم السلام)، فبدأت تكتشف حقيقة باطل أعداء أهل البيت والمنافقين الذين لوّثوا الإسلام وزوّروه وعبثوا به وأفسدوا فيه، وهذا ما نأمله سائلين الله أن يهدي كل أبناء هذه الأمم وأن يعجّل فرج مولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وأن يشملنا بدعائه ونحن في ختام هذه الحملة التي أسميناها «حملة أعداء عائشة» ضد «حملة أبناء وأنصار عائشة» نسأل الله عز وجل التوفيق بإقامة الاحتفال المقبل، ونستودعكم الله تعالى بعد هذه الجلسات التي استمرت لمدة ثلاثين يومًا، وإلى أن نلقاكم مجددًا بهذه الذكرى مرة أخرى نقول لكم «كل عامٍ وأنتم بخير».

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp