تقرير المحاضرة الثانية من سلسلة محاضرات الليالي الرمضانية 1433 هجرية للشيخ الحبيب 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
تقرير المحاضرة الثانية من سلسلة محاضرات الليالي الرمضانية 1433 هجرية للشيخ الحبيب 

تتمة لنقاطه الخمس حول الأسباب المحورية لاستعراض مثالب عائشة بنت أبي بكر وطرحها للملأ العام، استأنف سماحة الشيخ الحبيب في الليلة الثانية من الليالي الرمضانية 1433 هجرية حديثه بعد بيانه لثلاثة أسباب رئيسية مهمة خلال الحلقة السابقة، فأشار سماحته إلى أن رابع الأسباب الجوهرية لتقديم هذا الطرح هو كون هذه الشخصية المذكورة هي إحدى الشخصيات المحدثة للبدع في الدين.

وأردف سماحته أن رسولنا الأكرم حذرنا من توقير المبتدِع كما روت ذلك عائشة بنفسها عنه، إذ قال صلى الله عليه وآله: ”من وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام“ (المعجم الأوسط للطبراني - حديث 6772)، وإذا ما اعترض معترض أنه كيف نأخذ هذا الحديث عن عائشة بينما نقول بكذبها؟ كان الجواب: أن الكذاب قد يصدق أحيانا بما تؤكده القرائن والبراهين، لذا فأننا وجدنا أن نقل عائشة لهذا الحديث صحيح بعد رجوعنا إلى ما ورد إلينا عن النبي الأعظم بطريق عترته الطاهرة، حيث جاء حديث النبي بلفظ مشابه قال فيه صلى الله عليه وآله: ”من أتى ذا بدعة فعظّمه فإنما يسعى في هدم الإسلام“! (الكافي - الجزء1 - الصفحة 54)

وعقّب الشيخ الحبيب أن هذا السبب يُلزِم علينا بيان الحق في هذه الشخصية كي يتقوّى الإسلام ولا يُهدم ما تبقى منه، أما الأدلة على كون عائشة مبتدعة فإنها كثيرة، ومنها رفضها أن تدفن بجانب النبي بعد هلاكها، مقدمة بذلك اعترافها الصريح بخشية أن يزداد عليها العذاب لأنها قد أحدثت في دين الإسلام. (المعارف لابن قتيبة - الصفحة 134).

وتابع الشيخ قوله: أما عن السبب الخامس لضرورة طرق سيرة عائشة فهو إكثار هذه المرأة الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ ناهزت في الرواية عنه حتى الكذاب أبي هريرة، كما تشير الآن بعض الإحصاءات الجديدة، فأحاديث عائشة كثيرة جدا وتمس في طيّاتها العقيدة والأحكام والسلوكيات العامة، قبل أن يستعرض سماحته عدداً من الأمثلة على بعض المفاسد التي حققتها روايات عائشة في كل باب من هذه الأمور.

فحول إفساد العقيدة أفاد سماحته أن لعائشة الدور الأكبر في تشويه معتقد المسلمين وغيرهم في النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ روي فيما وصلنا بسندها على سبيل المثال هذا الحديث: كان رسول الله جالسا فسمعنا لغطا وصوت الصبيان فقام رسول الله فإذا حبشية تزفن والصبيان حولها، فقال: يا عائشة تعالي فانظري، فجئت فوضعت ذقني على منكب رسول الله فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شبعتِ، فقلت: لا لأنظر منزلتي عنده؛ إذ طلعَ عُمر فارفض الناس عنها، فقال رسول الله: إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر!

(سنن الترمذي - الجزء 5 - الصفحة 284 - الحديث 3774) و(السنن الكبرى للنسائي - الجزء 5 - الصفحة 309 - الحديث 8957)

وعلّق سماحته بعد قراءة هذا الحديث أنه يرسم صورة مشوّهة عن نبي الإسلام إذ يصوّره بصورة الرجل اللعوب المتناقض، حيث يدعو امرأته للتفرج على وصلة رقص تؤديها امرأة حبشية تحضر فيها الشياطين، بينما لا تفر هذه الشياطين عنه وتفر من غيره، مع علمه أن حكم تفرج الرجل على رقص امرأة أجنبية هو أمرٌ محرّم في الشريعة، وعليه فلا حجة لأي متنطع لتصحيح هذا الحديث بالقول أن الراقصة كانت طفلة صغيرة إذ يفند هذا القول ذيل الحديث باجتماع شياطين الجن والإنس بذلك المجلس، فضلا عن وجود ما يعضد هذا الحديث في صحيح مسلم حيث تنص إحدى الروايات بتفرج هذا النبي مع عائشة أيضا على وصلة طرب ورقص ثانية داخل مسجده الشريف! (صحيح مسلم - الحديث 2103)

وحول إفساد عائشة لأحكام الإسلام، استطرد سماحة الشيخ الحبيب حديثه إلى ما سبّبه فقه عائشة – إن جاز التعبير – في تشريع أحكام ما أنزل الله بها من سلطان، مستشهدا بمثالين أولهما إفتاء عائشة بجواز أكل الفئران، والذي تبعها فيه مالك بن أنس (إمام المالكية) ومحمد بن إدريس الشافعي (إمام الشافعية)، إذ جاء ذكر استنباطها هذا في تفسير القرطبي للآية 145 بعد البسملة في سورة الأنعام. (تفسير القرطبي - الجزء 7 - الصفحة 121)

أما المثال الثاني فإفتائها بطهارة المني وطهارة دم الحيض، حيث كانت عائشة تمصع بيدها ملابسها الداخلية لتنظفها من أثر دم الحيض مستعملة لذلك لعابها بدلاً من أن تغسل ملابسها المنجسة بدم الحيض بواسطة الماء. (صحيح البخاري - الجزء 1 - الصفحة 80)

أما عن جانب تأثير عائشة على السلوكيات العامة فأشار سماحته إلى ما روته عائشة عن النبي بأنه قال: احرموا أنفسكم طيب الطعام فإنما قويَ الشيطان أن يجري في العروق بها (تلبيس أبليس - الحديث 91)!، حيث رد ابن الجوزية هذا الحديث بعد أن اشتهر عن عائشة وصار مرجعاً عاماً للفرقة الصوفية كي تصحح به ممارساتها الشاذة.

وفي ختام كلمته وجّه سماحة الشيخ الحبيب كلامه إلى أولئك المتنطعين بتقديم أولوية محاربة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية بحجة محاربة من سلب شيئا من أراضي المسلمين وقتل منهم أفرادا وجماعات، منوّها سماحته إلى أن عائشة قد سلبت من المسلمين دينهم وقتلت نبيهم، فعليه يكون من الأوجب تقديم الأولوية لاسترداد هذا الدين منها عبر محاربتها وفضحها وإعلان العداء لها وابعاد الناس عن فتنتها.

 

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp