كيف زُيّف التشيع | عقيل بن أبي طالب مثالاً

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
كيف زُيّف التشيع | عقيل بن أبي طالب مثالاً

23 أكتوبر 2016

خرج الشيخ ياسر الحبيب عن المألوف وبدى بالفعل وبشكلٍ واضح أنه يسبح عكس التيار، بأطروحاته وأوراقه البحثية التي لا ترق لكثيرٍ من الشيعة، وهذا ما نجده ونلمسه واضحاً وجلياً بعد كل أطروحة جديدة من ردود أفعال تجاهها.

ومن آخر ردود الأفعال ما جرى بُعيدَ محاضرة الشيخ الحبيب في الليلة الخامسة من شهر محرم الحرام لهذا العام 1437، وبعد تطرقه لشخصية عقيل بن أبي طالب وذمه وتسقيطه من خلال ما رُوي عن أهل البيت عليهم السلام.

ومن الطبيعي جداً أن تعلو الأصوات من قبل الآخرين معترضين على هذا الأمر، لأن المجتمعات الشيعية منذ عشرات السنين إن لم نقل مئات السنين، لم يسمعوا مثل هذا الحديث تجاه عقيل بن أبي طالب، بل على العكس تماماً من ذلك، فإنهم ونحن معهم، لم نسمع إلا الثناء والتبجيل عليه من قِبَلِ الخطباء والمبلّغين الدينيين.

ولذا فإن خروج صوتٍ معارضٍ لما ألِفَه الناس وتربّوا عليه ليس بالأمر السهل أو الهيّن! وهذا ما جرى في سنن الأولين، حيث يقول الله عز وجل في كتابه الكريم (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)، أي أن النبي - أي نبي- حينما صدع بالحق وعلا صوته المعارض لما عليه الناس فرّق بذلك الأمة، ولذلك تجدهم يقولون (بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا).

ولذلك فإن أي أطروحة جديدة بالمجتمعات قد تحدث بلبلةً وتصدعاً فيها، وهنا بطبيعة الحال لا أعني الأطروحات البعيدة كل البعد عن الدليل والبرهان والتحقيق، أو الأطروحات التي تشوبها الشبهات.

وهكذا عاد الشيخ الحبيب مجدداً ليلة الأمس ليتناول عقيل بن أبي طالب بشيء من التفصيل في محاضرته المنبرية تحت عنوان "الصبر على كسر المألوف"، ليردَّ على تلك الأصوات المعترضة وليقدّم الأدلة لأسباب ذمه لعقيل بن أبي طالب، وهذا الذي لم يستمع إليه أحد من قبل -حسب ظني-. [ومن أراد التفصيل فليراجع المحاضرة على اليوتيوب].



وعلى أي حال؛ فقد تحدثت مع الشيخ الحبيب ذات مرة في الليالي الحسينية الماضية عن طرح سلسلة "كيف زيف التشيع"، فقال إنه لا يجد القابلية لدى الشيعة في قبول وتحمّل مثل هذا الطرح "الجريء"، وبالفعل فإن من يقرأ ردود الأفعال يعي تماماً أن المجتمع الشيعي لم ينضج بعد لتقبّل مثل هذه الأطروحات.

ومن يتابع الشيخ بشكلٍ جيد، يجد أنه قد ألقى بعض الخيوط -إن صح التعبير- لهذه السلسلة التي لم ترَ النور بعد، في كثير من محاضراته على مدى السنوات السابقة، وذلك بتطرقه -على سبيل المثال لا الحصر- لشخصياتٍ مثل المختار الثقفي، وعبد الله بن عباس، والعباس بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر، ومحمد بن الحنفية، والحسن المثلث، وغيرهم.

وللأسف الشديد أن مثل تلك الشخصيات أصبحت - بالغصب- رمزاً للتشيع على الرغم ما فيها من هنات وضعف ومذمة من قبل الأئمة عليهم السلام، حتى بلغ بنا القول "لا مساس" وجعلناهم كالمعصومين، وتفشّت الأفكار البكرية إلى أوساطنا بالقول بعدالتهم وعدم السماح للتعرض لهم، وهذا ما لم تكن عليه سيرة الأوائل الأفذاذ من ثقات وأتباع أهل البيت عليهم السلام.

ولعل الكثير من تلك الشخصيات إن لم تكن كلها ينطبق عليها قول أمير المؤمنين عليه السلام (كم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله كما يزخرف الدرهم النحاس بالفضة المموهة) فيحسبها الناس أنها ذهبٌ وهي في الواقع نحاس إن لم تكن أدنى منه.

أخيراً؛ على الأمة الشيعية أن توطّن نفسها على تقبّل الصدمات، وتقبّل الرأي المخالف للسائد والمألوف، خصوصاً إذا ما اقترن مع الدليل، فإننا أبناء الدليل حيثما مال نميل، وأبناء القائل صلوات الله عليه (لا يعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله).

بقلم: محمد أبو سلطان

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp