ملخّص الجلسة الرابعة والعشرون

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الجلسة الرابعة والعشرون

26 شهر رمضان 1438

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيعة في مواجهة تهويد وتحريف الدين الإسلامي - قصة كفاح تاريخية -

ملخّص الجلسة الرابعة والعشرون:

تدارسنا -في الجلسة السابقة- تناقض ابن عباس في مسألة الأخذ من أهل الكتاب وتلقي الإسرائيليات، فمن جانب نهى عن ذلك وأنكره واستبشعه، ومن جانب آخر وجدناه يكثر من الأخذ عن أهل الكتاب حتى أصبح راوية الإسرائيليات بلا منازع، إلى الذي أحصيت عليه من الروايات ما يناهز 350 روايةً إسرائيلية.

ورددنا دفوع أهل الخلاف عن ابن عباس ومحاولاتهم للجمع ما بين نهيه عن الأخذ من أهل الكتاب وأخذه العملي عنهم، والتي وجدناها جمع تبرعي غير مقبولة لأنها بلا دليل وبلا مرجح، وليست من قبل الجموع العرفية التي يمكن أن يَفهم العرف عدم وجود التناقض فيما بين المجموعين.

فكيف يحل إشكال هذا التناقض الذي ظهر من ابن عباس إذن؟

ليس أمامنا إلا واحدٍ من أمرين:

أن نسقط أحد المتناقضين عن الاعتبار، أي إما أن نقول إن ابن عباس لم ينطق بكلمةٍ فيها منعٌ عن مسألة أهل الكتاب. وهنا ستواجهنا مشكلتان إذا ما تكلمنا بالمنطق العلمي وبمنطق أهل الخلاف أيضاً وهما:

1- أن الرواية عن ابن عباس في المنع عن مسألة أهل الكتاب رواية صحيحة وموجودة بالبخاري.
٢- أنه لا يمكن دفع التاريخ بأكمله والرواية بأكملها، فنحن بإزاء 350 رواية إسرائيلية عن ابن عباس، فلا يمكن القول أنه لم ينطق بهذه الروايات ولم يحدث بها.

فليس هناك من سبيل إلا الطريق الآخر وهو:

أن ابن عباس واقع فيٌ التناقض فعلاً، ولا نستطيع أن ننكر أنه نهى عن مسألة أهل الكتاب، كما لا يمكننا أيضاً أن ننكر أنه سأل أهل الكتاب وروى عنهم، فلا يمكن ضرب 350 رواية وعشرات الطرق، وتواترٌ لا يمكن دفعه.

فلابد إذن أن يكون ابن عباس واقع في التناقض لا محالة، وليس من أمامنا من تفسير ولا سبيل للكشف عن علة هذا التناقض الذي وقعه فيه ابن عباس إلا التفسير القرآني.

قال الله تعالى في سورة النساء (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (*) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (*) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا (*) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).

في تفسير الطبري: عنى الله بذلك : أن المنافقين متحيرون في دينهم، لا يرجعون إلى اعتقاد شيء على صحة، فهم لا مع المؤمنين على بصيرة، ولا مع المشركين على جهالة، ولكنهم حيارى بين ذلك، فمثلهم المثل الذي ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وآله الذي حدثنا به محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب قال: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع!

لمزيد من التفصيل راجع الجلسة الرابعة والعشرين من الليالي الرمضانية لسنة 1438:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp