ملخّص الليلة الرابعة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الليلة الرابعة

5 شهر رمضان 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخّص الليلة الرابعة، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

ثبت لدينا البارحة أن عمر بن الخطاب بشهادة نفسه فاجر لأنه استعمل فاجرا وهو معاوية بن أبي سفيان. فقد قال عمر: من استعمل فاجرا وهو يعلم أنه فاجر فهو مثله، ولا يستعمل الفاجر إلا فاجرا.

من تناقضات عمر ما نجده في مسند الفاروق لابن كثير م2 ص425: عن الحسن أن حذيفة قال لعمر: إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال عمر: إني لأستعين بقوته ثم أكون على قفانه.

تبرير عمر في الاستعانة بالفاجر مع إعطائه قاعدة كلية (لا يستعمل الفاجر إلا فاجرا) هو أنه يستعين بقوته ثم يكون على قبانّه!

في مسند الفاروق بعد الخبر مباشرة يقول ابن كثير: أثر فيه أن الوالي إذا طرأ عليه ما ينافي العدالة فإنه يعزل.

عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب استعمل النعمان بن عدي بن نضلة على ميسان من أرض البصرة، وكان يقول الشعر (فذكر الخمر) فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب قال: إي والله إنه ليسوءني ذلك، ومن لقيه فليخبره أني قد عزلته.

فلما قدم على عمر.. قال : والله يا أمير المؤمنين ما شربتها قط، وما ذلك الشعر إلا شيء طفح على لساني، فقال عمر: أظن ذلك، ولكن والله لا تعمل لي عملا أبدا، وقد قلت ما قلت.

في قول ابن كثير أمران:
1- برر عمر للفاجر استعانته للفاجر يستعين به لقوته ثم يكون على محاسبة دقيقة له.
2- إذا ظهر على هذا المستعان به شيء ينافي العدالة فإنه لابد أن يُعزل حتى وإن لم يرتكبه

هنا 4 ملاحظات:
1- هذه من تناقضات عمر فحينما قال لا يستعمل الفاجر إلا فاجر ولم يستثنِ.
2- هذا الاستعمال لمعاوية الفاجر ذي الأستاه، فلو اجتهدنا أن نجعل له مخرجا شرعيا مهما كان فإنه لا يكون مع وجود النص القاطع من رسول الله صلى الله عليه وآله حيث ينقطع الاجتهاد.

أما وقد وجدنا نصا لرسول الله صلى الله عليه وآله (ويل لأمتي من معاوية ذي الأستاه) فلا اجتهاد، ولا يمكن أن يبرر فعل عمر.

أنا هاهنا أحاول أن نجد جوابا للاشكال الذي طرحته قبل يومين ولم أجد مجيبا حتى الساعة، فأحاول أن أجد مبررا لأقطع العذر عليهم. نضطر أحيانا لتقمص دور الخصم لبيان الحقيقة التي نحاول أن يلتفت إليها الخصم فيستيقظ.

نطرح مبررا لعمر ثم نرد عليه للفت نظر المخالف الذي عجز عن الجواب المطروح قبل ليلتين.

3- لم نجد عمر قفّانا على معاوية مع ما ظهر من منكرات وفساد مما اضطر بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أن يأتوا لعمر ويشتكوا إليه معاوية، فردهم عمر ودافع عن معاوية بقوله: دعونا من ذم فتى قريش وابن سيدها!

ما معنى ترك معاوية هكذا يعبث بالبلاد والعباد؟! مع ظاهر ما نراه من شدة عمر مع سائر الولاة كأن يقاسم أموالهم أو يعزلهم لمجرد إنشاء أبيات طفحت على لسانه؟!

كان معاوية يعيش ببذح وسمح له عمر ولم يعامله كما عامل الولاة الآخرين؟! ما سبب الحنان العمري تجاه معاوية؟! مع العلم أن العلاقة بين عمر والحنان علاقة تضاد.

في إحدى المرات عمر ضرب سعد بن وقاص ضربة أوجعته والسبب أنه لم يقم له.

رأى عمر رجلا يشتري اللحم في يومين متتاليين فضربه بالدرة. إن عمر رجل معقد ذا قسوة، فلِمَ لم يعامل معاوية كما عامل الآخرين؟! نترك التفسير للمحللين.

قال بعضهم أن حنان عمر على معاوية هو أنه ابنه لا ابن أبي سفيان، وتُروى حادثة جرت في فتح مكة وهي حينما جاءت هند في فتح مكة مكرهة إلى النبي صلى الله عليه وآله فاشترط عليها أن لا تزني، فقالت: أوتزني الحرة، فكان عمر قد تضاحك وغمزها لأنها كان قد أصابها في الجاهلية.

قد لا أميل إلى هذا التفسير لا لنفي الزنا عن عمر وهند وأبي سفيان، ولكن لا أميل إلى أن معاوية قد تولد من هذا الزنا فهذا ما لا نعرفه حيث كان يطالب بمعاوية أشخاص آخرين.

أقول قد يكون سبب إكرام عمر لمعاوية هو لما كان يتذكره من ودّ جرى بينه وبين أمّه هند فهذا ما لا ننكره.

4- خرج من معاوية ما ينافي العدالة، فلم لم يعزله كما عزل غيره؟! وقد علم أنه يطمع في الإمرة حيث قال: إياكم والفرقة بعدي، فإن فعلتم فإن معاوية بالشام، وستعلمون إذا وكلتم إلى رأيكم كيف يستبزها دونكم (البداية والنهاية ج8). وهو القائل: لا يحب الامارة أحد فيعدل (تاريخ المدينة ج3 ص856 ).

حينما يعلم عمر أن معاوية بن أبي سفيان وعمر بن العاص أنهما تواقان للإمرة ولا تتوق نفس امرئ للإمرة ويكون عادلا كما قال عمر، فلم ترك عمر معاوية واليا على الشام وعمر بن العاص واليا على مصر؟! ويعزل الوالي الذي قال شعرا في خمر وهو لا يشرب!

ترك عمر معاوية يعبث كما يشاء مع صدور خوارم العدالة، ومع ورود نص النبي صلى الله عليه وآله، ومع ما ورد من شكاوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، ومع ما كان عليه معاوية من طمع في الإمرة بنص عمر.

ترك عمر معاوية مع ورود ما ورد سبب لنا انتكاسة في الأمة الإسلامية لدرجة أن شرب الخمر بلغ البقاع المقدسة!

جاء في أنساب الأشراف للبلاذري ج5 ص135 خبرا ما مفاده: كان مروان بن الحكم عدوا للوليد بن عتبة ولابن سيحان فضربه الحد تحسنا عند الناس بذلك، فرد معاوية: فالعجب من ضربك ابن سيحان فيما تشرب منه!

هذا هو حال الحكام كلهم في حال سواء، ولكن إذا ما جرى خلاف هو منصب أو ملصحة شخصية صار البعض يفضح الآخر!

يكمل معاوية في كتابه: ما زدت على أن أعلمت أهل المدينة أن شرابك الذي تشربه معه يوجب الحد. إذا جاءك كتابي فأبطل الحد عن ابن سيحان، وأطفه على حلق المسجد، وأعلمهم أن صاحب شرطك ظلمه، وأن أمير المؤمنين قد أبطل ذلك الظلم عنه.

يذكر معاوية أبياتا لابن سيحان يمتدح فيها بني أمية فيأمر معاوية له بخمسمائة دينار وإبل وغنم، وكتب إلى مروان يلومه على ما فعل.

حينما يقرأ الإنسان ما سبق يشعر بالألم على رسول الله صلى الله عليه وآله الذي جاهد لإيصال الإسلام والقضاء على المنكر والفواحش والخمر والزنا، فما هي إلا سنوات حتى يعود ما كان النبي يحارب لمنعه فتُمارس في عاصمته وعلى مقربة من قبره وباسم خليفته!

كل هذه الفواحش والمنكرات التي حارب على منعها النبي صلى الله عليه وآله عادت بسبب عمر الذي كان مدركا منذ البداية أن معاوية سيرجع المنكرات!

تندد المعارضة "السعودية" اليوم بما يفعله آل سعود من منكرات وتمسي نفسها معارضة دينية ولا تندد بما كان يفعله عمر ومعاوية!

وكذلك خامنئي تجده ينفتح على أشخاص مثل مولوي سميع الحق المرشد الروحي لطالبان وليس له استعداد أن يستقبل رافضي واحد كالسيد المرجع!

الناطق الرسمي السابق في تنظيم القاعدة سليمان بو غيث وكذلك الناطق السابق لتنظيم داعش أبو محمد العدناني قالا أن إيران احتضنت قادة تنظيم القاعدة وكانت هناك أوامر أن لا تجري حوادث في إيران مع العلم أنه كان بإمكاننا أن نجعلها تحترق!

لا تثقوا بالسياسي مهما كان لونه أو تياره أو مذهبه أو "بخوره"، يقولها الشيخ تهكما على ما صرح به مقتدى أنه ما قبل من "السعودية" إلا 9 صناديق بخور!

يا رسول الله! هذا ما جرى في ديارك وأمتك وقد ضاع ما جاهدت عليه!

لمشاهدة الحلقة كاملة:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp