ملخّص الليلة الخامسة

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp
ملخّص الليلة الخامسة

5 شهر رمضان 1439

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخّص الليلة الخامسة، وهي عبارة عن تغريدات نشرها مكتب الشيخ على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:

مر معنا أن الطاغية الثاني عمر بن الخطاب ضاعف الله عذابه كان قد جمع بعضا من أصحابه وقال لهم ما مضمونه: إياكم والفرقة بعدي فإنكم إن فعلتم فإن معاوية في الشام وذاك عمر في مصر سيغلبانكم عليها.

ظاهر قول عمر أنه كان لا يرتضيهما للحكم مع علمه برغبتهما في الحكم. وهو القائل أن الذي يكون تواقا للإمارة لا يمكن أن يعدل. فلماذا فتحت أبواب جهنم بتوليتهما؟!

مع ما تقدم من قول عمر ولعن النبي صلى الله عليه وآله لمعاوية كله كاشف عن أنه فاجر يخاف على الأمة منه ومع ذلك وليته فمعنى ذلك أنك فاجر أيضا.

كنت تعلم أن معاوية وعمر كانا راغبان في الملك ولذا حذرت أصحاب النبي صلى الله عليه وآله من الفرقة كي لا يستغل معاوية وعمر تلك الفرقة فيبتزانهم! فلم وليتهما؟!

في تصريحات عمر ومعرفته بأن معاوية وعمر كانا تواقين للإمارة، ويرهما ليسا أهلا للخلافة، ولا يكون ما تقدم طوق نجاة لعمر لأن باطنه شيئا آخر.

لم يكن عمر لا يرى معاوية وعمر أهلا للخلافة، بل باطن قوله في أنهما تواقان للإمارة هو أنه يريد قدح شرارة السعي في تولي الإمارة في أنفسهما، وهذا ما بيّنه العالم الجليل الشيخ المفيد.

جاء في شرح النهج لابن أبي الحديد ج3 ص99 خبرا ما مضمونه إنما أراد عمر بهذا القول إغراء معاوية وعمرو بن العاص بطلب الخلافة وإطماعهما فيها، لان معاوية كان عامله وأميره على الشام، وعمرو بن العاص عامله وأميره على مصر، وخاف أن يضعف عثمان عنها، وأن تصير إلى علي.

انظر إلى دهاء عمر بن الخطاب، كما جرى دهاء بريطانيا في صياغة سؤال استفتاء انفصال جنوب السودان: هل ترغب في أن تكون السودان دولة مستقلة أم تابعة لمصر؟

لا ينطلي عليكم الدهاء السياسي، فلا تنخدع بظاهر كلام السياسي، وفتّش عن باطنه. الدهاء السياسي العمري لا ينطلي على الشيخ المفيد.

قال عمر كلمة تغري معاوية وعمرا بالخلافة كي يكونوا سندا لعثمان الذي كانت شخصيته ضعيفة قليلا فخشى أن تُسلب منه الخلافة لعلي عليه السلام.

مثلا: لو كنت مسؤول مؤسسة ما وقلت للموظفين: اجتعموا جيدا واعملوا، بدلا أن يأتيكم فلان، فلو وصلت الكلمة لفلان ماذا تقدح في نفسه؟ الطمع للوصول لإدارة تلك المؤسسة.

ابن أبي الحديد يعلق على كلام المفيد: وهذا عندي من باب الاستنباطات التي يوجبها الشنان والحنق، وعمر كان أتقى لله من أن يخطر له هذا، ولكنه من فراسته الصادقة التي كان يعلم بها كثيرا من الأمور المستقبلة، كما قال عبد الله بن عباس في وصفه: والله ما كان أوس.. إلخ.

سنناقش رد ابن أبي الحديد على المفيد: بل كلام المفيد دقيق جدا، وكلامك يا ابن أبي الحديد مردودا. كان عمر بارعا في الدهاء والاحتيال والخداع والمكر والتدليس والتزوير.

هل كان كما وصف ابن أبي الحديد عمر أنه كان أتقى من أن يخطر بباله في قدح شرارة الطمع في الإمارة في نفس معاوية وعمر بن العاص؟!

عمر يعترف بنفسه أنه كان من أهل التزوير، حيث قال كما في صحيح البخاري برقم 6830: وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد.. إلخ.

في اللغة العربية: زوَّرَ فلانٌ الشَّيءَ تزويراً. حتَّى يقولون زوَّر الشيءَ في نفْسه: هيّأَهُ، لأنَّهُ يَعدِل به ِعن طريقةٍ تكون أقربَ إلى قَبولِ السامعِ.

اللغة العربية لغة دقيقة جدا غنية بالمترادفات، وكل مترادف يعطي معنى كالرقبة والجيد والعنق، وتختلف كل منها باختلاف النظرة إليها.

لذا تجد القرآن الكريم لا يقول في عنقها أو في رقبتها حبل من مسد، بل قال في جيدها - المفترض أن يكون بنظرة الحسن - قال في جيدها حبل من مسد.

لو كان عمر يريد قول كلمة حق حسنة لقال هيأت في نفسي، ولكنه قال زورت في نفسي أي موهت في نفسي ليلبس ويكون كلامه مقبولا عند السامعين أي فيه شي من التحريف والتزوير، كما قال القرآن: زين لهم الشيطان.

حينما نقول أن المرأة زيّنت نفسها لبعلها هل فيها شيء؟ لا، ولكن حينما نقول زيّن الشيطان، فهل نقول أن الشيطان بريء؟ لا.

قال عمر زوّرت في نفسي أي حرفت في نفسي كلاما أجعله مقبولا لدى السامع، ففيه التحريف والتغيير ليجعل الكلام مقبولا لدى السامع، فلو قاله كما هو على واقعه يعلم أنه سيُرفض.

ثم للاستزاده لابد من دراسة الشخصية وسلوكها ثم نعطف عليها ما قالت.

مثلا: لو استمع مستمع إلى كلامي البارحة وقبلها وسمعني أقول أن مقتدى يطلب البخور، فإذا رجع المستمع إلى معاجم اللغة لا يجد البخور إلا بخورا المعروف. فلو استمع إلى كل كلامي فإنه يجد البخور المعني فيه هو ذا معنى آخر أعني به تهكما المال.

زعم مقتدى أنه ما تلقى من آل سعود إلا 9 صناديق بخور، وفي الواقع مالا، فأقول تهكما البخور وفي الواقع أعني المال.

عمر بن الخطاب كان يتعمد الاحتيال والخداع، فيقطع النزاع هنا دليل يدل على كلمة عمر التي لا تعني إلا أنها احتيال وخداع.

جاء في الطرق الحكمية لابن القيم الجوزوية - فصل في الحكم بالفراسة - فصل في بعض أنواع الفراسة - ص34 خبر ما مضمونه أن عمر خدع الزبير بحلة رديئة تبين مدى خبث ومكر عمر بن الخطاب.

يسمّي ابن القيم الجوزية ما حدث أنه فراسة، فنقول تنزلا: هب أنها فراسة ولا مشاحة في الاصطلاح، فإن ما وقع نصب واحتيال، فكذلك ما وقع في السقيفة أنه زوّر مقالة في نفسه للاحتيال، إذاً عمر محتال.

إذا كنت أيها البكري تتقبل هذا الفعل ولا تسميه احتيالا، فلو افترضنا أن الفاعل هو النبي صلى الله عليه وآله - وحاشاه - أو أي رجل يحترم نفسه، فهل تقبلها؟ لا

انتخبت لكم 3 روايات ما بين صحيحة وحسنة ورواتها ما بين ثقة وصدوق.

جاء في كنزل العمال ج12 ص843: عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم أن عمر كان يمسح بنعليه ويقول : إن مناديل آل عمر نعالهم.

جاء في كنز العمال ج12 ص843: عن السائب بن يزيد قال: ربما تعشيت عند عمر بن الخطاب فيأكل الخبز واللحم ثم يمسح يده على قدمه ثم يقول: هذا منديل عمر وآل عمر.

جاء في عيون الأخبار لابن قتيبة الدينوري ج1 ص379: بينا عمر بن الخطاب على المنبر إذ أحس من نفسه بريح خرجت منه، فقال: أيها الناس إني قد ميلت بين أن أخافكم في الله وبين أن أخاف الله فيكم، فكان أن أخاف الله فيكم أحب إلي، ألا وإني قد فسوت، وهانذا أنزل لأعيد الوضوء

إن عمر كان قذرا لا يتطهر فكيف طاوعت نفس الزبير أن يأخذ الحلة التي جلس عليها عمر بن الخطاب لعنه الله؟!

دلالة ألفاظ عمر السابقة دالة على أن عمر لم يتربَ على الأخلاق، وأنه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وآله. لو نظر المخالف لوجد أن هناك تبيانا من هديه صلوات الله عليه وآله وسلوكيات عمر بن الخطاب.

جاء في سنن أبي داود - كتاب الصلاة - تفريع أبواب الجمعة - باب استئذان المحدث الإمام: قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف.

إن عمر لم يكن متهتكا فحسب بل كان لا يبالي أن يفضح الآخرين، جاء في عيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص140: أحدّث رجلٌ في الصلاة خلف عمر بن الخطاب، فلما سلم عمر قال: أعزم على صاحب الضرطة إلا قام فتوضأ وصلى.. إلخ.

إن عمر كان سيء الخلق قليل أدب متهتك فاضح للآخرين على خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله.

ما كان عمر شخصا يمكننا أو نصفه بالنظافة النفسية أو البدنية أو السلوكية وكان داهية ماكرا كما في موقفه مع الزبير. إذاً ليس من قبيل التجني بل هو واقع كان عليه ابن الخطاب.

إن أمير المؤمنين عليه السلام فضح عمر بن الخطاب في دهائه ومكره وخداعه وذلك بعد أن جعل الخلافة بعده شورى في ستة.

بيّن عليه السلام: أفلا تعلم أن عبد الرحمن ابن عم سعد وأن عثمان صهر عبد الرحمن؟ قال: بلى قال فإن عمر قد علم أن سعدا وعبد الرحمن وعثمان لا يختلفون في الرأي، وأنه من بويع منهم كان الاثنان معه، فأمر بقتل من خالفهم ولم يبال أن يقتل طلحة إذا قتلني وقتل الزبير.. إلخ.

إن لعمر موقف مع طلحة حينما ولّاه أبو بكر، جاء طلحة لأبي بكر قائلا: أتولي علينا رجلا فضا غليط القلب، فأضمرها له عمر. كان عمر لعنه الله يهدف إلى قتل أمير المؤمنين عليه السلام.

هاهو أمير المؤمنين عليه السلام أوضح لنا أن عمر داهية ماكرا، وأنه يريد بالكلام الذي يقوله أمورا أخرى غير ظاهر الكلام، فتحتاج إلى حذاقة وذكاء لإدراكها، فهكذا يكون تحليل شخصية عمر ومراميه وإلى شيء كان يريد.

لمشاهدة الحلقة كاملة:

شارك المقال على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp