ما هو رأيكم العلمي بالقول بأن الكليات والمستحيلات لا ترجع إلى الله تعالى؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ الفاضل ياسر الحبيب (أعزكم الله وأدامكم) شيخنا الفاضل ورد كلام من بعض الأخوة في الحوزة وبعد عرضه على أحد الطلبة في الحوزة أيضاً بين رأيه المخالف لما جاء في الطرح الاول، وهنا أرجوا من جنابكم الكريم الاطلاع على الطرح الأول والرد عليه وبيان صحة الرد وتماميته أو صحة وتمامية ما جاء الطرح الأول وإليك شيخنا الفاضل الطرح الأول والرد عليه:

الطرح الأول: الأمور بمعنى الأشياء منها ما هو قابل للرجوع إلى الله وهي الجزئيات، ومنها ما هو غير قابل لذلك كالكليات والمستحيلات.

فجاء الرد عليه بالاتي:
لا أدري كيف لم يلتفت جناب السيد للواضح البديهي الضروري من أن الله تعالى هو الموجد والخالق والمفيض لكل شيء فهو الموجد والمفيض للعقل الأول والعقول الكلية والصور العقلية الكلية وهو سبحانه وتعالى الموجد والمفيض لكل ما يوجده ويفيضه العقل الأول والعقول الكلية فهو المخرج للإنسان والنفس الإنسانية وهكذا، وهذا يعني أن الله تعالى العلي القدير هو الموجد والمفيض للصور العلمية الكلية ولكل موجود كلي، وهو الموجد والمفيض للصور العلمية الجزئية ولكل جزئي، وبعبارة الكليات إما موجودة أو معدومة، فإن قلت أنها معدومة فهذا لغو وسفسطة، وإن قلت أنها موجودة، فهي وبكل تأكيد ووضوح وبديهة ليست واجبة الوجود بل هي من الممكنات.

إذن الكليات وحسب عالمها فهي موجودات ممكنة، إذن فهي تنتهي إلى الذات الإلهية المتعالية القدسية إلى الله سبحانه وتعالى، فهي من الله وإلى الله، وبعبارة أخرى أقول إن علمه تعالى عين ذاته، ومن المعلوم أن علمه بمعلولاته يستوجب العلم بما عندها من العلم.

ولا أدري (الله العالم) ربما يكون ما صدر من كلام السيد ربما يرجع إلى الاشتباه والخلط بين الكلي والجزئي، والعلم الحصولي والحضوري، فللواجب علم حضوري بذاته وعلم حضوري تفصيلي بالأشياء (الموجودات الممكنات) قبل إيجادها وفي مرتبة ذاتها،

فالموجودات (الممكنات) بما هي معاليل له (تعالى وتقدس) فهي قائمة الذوات به (سبحانه وتعالى) قيام الرابط بالمستقل، حاضرة بوجوداتها عنده، فهي معلومة له (جلت عظمته وقدرته) علماً حضورياً.
ومن هنا ربما وقع الاشتباه والخلط بين العلم الحضوري وبين الجزئي والعلم الجزئي.

انفعونا بما نعفكم الله شيخنا الفاضل من علم وهداية

أبو هدى الموسوي


باسمه تعالى شأنه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن كان مقصود صاحب القول الأول من قابلية الأشياء للرجوع هو العودة المآلية إلى الله جلّت قدرته فكلامه تام ولا يتوجه إليه إشكال، ذلك لأن المستحيلات أمور عدمية ليس لها عودة لأن ذلك فرع وجودها وهو معدوم، والكليات مفاهيم ذهنية صورية ليس لها عودة لأنها بنفسها لا حقيقة استقلالية لها فرجوعها إنما يكون لجزئياتها.

أما إن كان مقصود صاحب القول الأول هو العودة العلّية فأصل إشكال صاحب القول الثاني في محله، لأن الكليات والمستحيلات معلولة لله سبحانه في كونها كذلك، فهو الذي جعل هذا كليا وهذا مستحيلا.

غير أن الظاهر من كلام صاحب القول الأول أنه يقصد المعنى الأول لا الثاني، وهو الظاهر أيضاً من قوله تعالى: ”أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ“، فإشكال صاحب القول الثاني لا وجه له، وفيه ما فيه أيضاً من ضعف البناء والتعبير كقوله: ”فالموجودات (الممكنات) بما هي معاليل له ((تعالى وتقدس)) فهي قائمة الذوات به ((سبحانه وتعالى)) قيام الرابط بالمستقل ، حاضرة بوجوداتها عنده ، فهي معلومة له (جلت عظمته وقدرته) علماً حضورياً“ فإنه كان ينبغي له أن يعبّر عن قيام الممكنات به سبحانه قيام المرتبط بالمستقل لا قيام الرابط بالمستقل، لأن كل رابط من حيث هو رابط إنما هو ممكن مخلوق مرتبط بذاته جل وعلا، كفعلية الخلق في قولنا: ”الله خلق الخلق“ فالله هو المستقل، وفعل الخلق هو الرابط، والخلق هو المرتبط، غير أن الأخيرين في دائرة الإمكان، وفعل الخلق صفة فعلية لله تعالى منفكة عن ذاته، فهي بالنسبة إليه ممكنة فيكون قيامها أيضاً من هذه الجهة قيام المرتبط بالمستقل لا الرابط بالمستقل، إذ الرابط لا بد أن يربط بين اثنين. ثم إن تفريعه معلومية الموجودات الممكنات علما حضوريا على معلوليتها له ونسبة صاحب القول الأول إلى الاشتباه والخلط في ذلك أجنبي عن مراده أصلاً.

زادنا الله وإياكم من فضله وكرمه، والسلام. ليلة 19 من رجب الأصب لسنة 1430 من الهجرة النبوية الشريفة.


----------------------------------------------


شيخنا الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجه اليكم في وقت سابق سؤال حول من يقول برجوع الكليات إلى الله، وكنتم قد أجبتم سماحتكم بجواب مفيد
ولكن قد أشكل عليه بعض الجهلة والمغالطين.

وأحببنا عرض ذلك على سماحتكم، وإليكم نص ما قاله:
(قوله: معدوم، والكليات مفاهيم ذهنية صورية ليس لها عودة لأنها بنفسها لا حقيقة استقلالية لها فرجوعها إنما يكون لجزئياتها).

يرد عليه:
(إذا كان الكلي ليس له حقيقة مستقلة إذن كيف نفّكر وكيف تكون الصورة العلمية الكليه في الذهن موجوده وهذا يعني نفي للتصور أساسا لأن الصور العلمية معدومة في ذهن الإنسان وهذا خلاف البديهيات)

وثانيا لو سلمنا يوجد احتمالان في الجواب فكيف استظهرت الأول على الثاني أليس هذا ترجيح من غير مرجح؟! بل الثاني هو مراد الصدر لأنه عبر عن الأمور بالأشياء حيث قال (غير أن الأمور بمعنى الأشياء منها ما هو قابل للرجوع إلى الله وهي الجزئيات ومنها ما هو غير قابل.. كالكليات)

والظاهر عرفا يراد منه ماله وجود ممكن وكل ما له وجود ممكن فهو مخلوق ويرجع الى الله سبحانه وتعالى

أما إشكال الرابط والمرتبط فهذا لأول مرة يطرق ولا أعلم هل هو فتح جديد في الفلسفة أو أن الشيخ لم يراجع بداية الحكمة أو نهايتها

فالسيد الحسني أخذ العبارة نصا من الفلسفة ومكّن الكتب الأساسية والمسلم بها حيث جاء

بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - ص 205
م إن الموجودات - بما هي معاليل له - قائمة الذوات به قيام الرابط بالمستقل ، حاضرة بوجوداتها عنده ، فهي معلومة له علما حضوريا في مرتبة وجوداتها ، المجردة منها بأنفسها والمادية منها بصورها المجردة .

2-

نهاية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - ص 351
رتبة ذاته المتعالية علما تفصيليا في عين الاجمال وإجماليا في عين التفصيل . وقد تقدم أيضا ( 2 ) أن ما سواه من الموجودات معاليل له ، منتهية إليه بلا واسطة أو بواسطة أو وسائط قائمة الذوات به قيام الرابط بالمستقل ، حاضرة عنده بوجوداتها ، غير محجوبة عنه ، فهي معلومة له في مرتبة وجوداتها علما حضوريا ،

فالظاهر الشيخ لم يدرس حتى المقدمات وهي بداية الفلسفة)

انتهى كلام المستشكل
نرجو بيان الحال في المسألة
ويشهد الله ورسوله أننا لا نريد من طرح الموضوع الا إلجام المتقولين
ولو كان عندنا من العلم ما نستطيع الرد به لرددنا وانتهى الحال
جزاكم الله خير الجزاء
ونسألكم الدعاء

حيدر عبد الحسين

-----------------

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن هذا المسكين يبدو ضعيف القوى العقلية! فإنه إذا أثبتنا للكلي حقيقة مستقلة لم يكن كليا! بل كان شيئاً آخر غير جزئياته وأفراده، فالكلي إنما هو ذاك الذي يجمع الجزئي والفرد، فلو قيل أنه مستقل عنهما في حقيقته، لم يكن جامعاً فلم يكن كلياً!

وترتيبه نفي التصوّر على نفينا الحقيقة المستقلة للكلي ناشئ من غبائه على الأظهر، فإنّا لم ننفِ حقيقة التصوّر والصور الذهنية، وإنما نفينا حقيقة الأخيرة الاستقلالية في الخارج!

وأما استظهار أن صاحب القول الأول يقصد العودة المآلية لا العلية فراجع إلى السياق، لا أنه ترجيح بلا مرجح كما قال وأضحكنا!

وأما الإشكال على التعبير بـ”قيام الرابط بالمستقل“ فيبقى في محله، وكان ينبغي لصاحب القول الثاني أن لا يكون ببغاءً ينسخ الأسفار فحسب! بل كان عليه أن يدقّق ليرى هل أن هذا التعبير صحيح علمياً أم لا؟ لا أن يتكّل على استخدام غيره له مع أنه خاطئ كما بيّنا. ومَن يكون صاحب بداية ونهاية الحكمة حتى يُرجع إليه في الفصل وهو مَن هو في الانحراف والقصور؟!

ثم إنه لا وقت لدى الشيخ للخوض في مثل هذه المناقشات الصادرة من غير المتعلمين والمحصّلين. إنما سُئل سماحته فأجاب.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 21 ذي القعدة 1430


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp