ما مقومات الدولة الإسلامية الحقيقية وهل يمكن إقامتها في زمن الغيبة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسمه تعالى

فضيلة الشيخ المجاهد ياسر الحبيب سلام عليكم

ما هو معنى الدولة الاسلامية و ما هية مقوماتها و ماذا عن الدول اللتي تدعي انها اسلامية؟؟؟و هل من الممكن ظهور دولة اسلامية حقيقية قبل ظهور الامام المهدي(عجل الله فرجه)؟؟؟

رزقكم الله وإيانا شفاعة أوليائه صلوات الله عليهم


‏باسمه تباركت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى أحزان أهل البيت (عليهم السلام) في شهر صفر. جعلنا الله وإياكم ممن يثأر لهم مع ولدهم المنتقم الحجة أرواحنا فداه وعجل الله تعالى فرجه الشريف.

المقوّمات كثيرة، وعلى رأسها تحقيق العدل والمساواة، والسلام والوئام، والرفاه والكرامة، في ظل أجواء الإيمان والتسليم لحكم الله تبارك وتعالى.

ويمكن استخلاص هذه المقوّمات بملاحظة سيرة حكومة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقوانينها، وسيرة حكومة أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) وقوانينها، وما صدر عن المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) من التوصيات للولاة، كرسالة الأمير لمالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه، ورسالة الصادق (عليه السلام) لأحد ولاة الأهواز، وما إلى ذلك من درر التراث المحمدي العلوي العظيم.

كما يمكن معرفة هذه المقوّمات من خلال مطالعة كتب الإمام الراحل (قدس سره) ككتاب الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام، وكتاب فقه طريق النجاة، وكتاب إلى حكومة إسلامية عالمية واحدة، فإن فيها تفصيلا دقيقا لما ينبغي أن تلتزم به الحكومة الإسلامية.

أما في عصرنا الحاضر؛ فليس هناك حكومة واحدة إسلامية بالمعنى الصحيح، لا في الشرق ولا في الغرب، ولا في الشمال ولا في الجنوب، وكل من يدّعي خلاف ذلك يكون جاهلا أو مستجهلا لنفسه، فإن دين الله واضح لا مرية فيه، وأدنى نظرة لواقع هذه الحكومات المدّعية تطبيقها للحكم الإسلامي ومقارنته بما جاء من عند الله ونبيه وأوليائه (عليهم السلام) يثبت التباين الفاحش.

أما قيام دولة إسلامية حقيقية قبل قيام دولة مولانا صاحب الأمر (عليه السلام) فأمر ممكن إذا خلصت النية، لكنها لن تكون كدولة المولى في دقة عدالتها وسلامة أعمالها ووظائفها، لأن القائمين عليها ليسوا بمعصومين فيكون وقوع الخطأ غير المقصود فيها واردا. لكن الاشتراط في هذا هو عدم تعمّد الخطأ وإرادته، أي بمعنى آخر عدم تعمّد ارتكاب الذنب، كما تفعله حكومات اليوم باسم الإسلام، من ظلم للبشر، وانتهاك للحريات، ومصادرة للحقوق، وإصرار على الاحتفاظ بالحكومة ولو على أشلاء الضحايا ودماء الأبرياء.

نسأل الله تعالى أن يعجّل فرج إمامنا الغائب (أرواحنا فداه) لينقذنا من هذه الحكومات الظالمة المستبدة التي تسلّطت علينا وأذاقت أمتنا الويلات. والسلام.

الخامس والعشرين من شهر صفر لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp