كيف تم التناسل البشري بعد آدم (عليه السلام) وهل تزوج الأخوة أخواتهم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

‏بسم الله الرحمن الرحيم

سلام من الله عليكم ورحمته وبركاته

كيف تم التناسل البشري ؟

تذكر الروايات أن الأخوات تزوجوا من الإخوة فهل هذا صحيح ؟

أو أن الله خلق آدم وحواء أخر كي يتم التناسل ؟

فأيهما أصح أو ماهو الصحيح إن لم تكونا صحيحتين

اسألكم الدعاء


‏باسمه جلّت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى الاعتداء على الزهراء البتول (صلوات الله عليها) وقتل جنينها المحسن الشهيد (صلوات الله عليه)، جعلنا الله تعالى ممن يثأر لهما ولآلهما مع المنتقم المهدي الحجة أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

إن الروايات التي تذكر أن ابنيْ آدم (عليه السلام) تزوّجا أختيهما إنما هي رواياتهم، وهي مرفوضة إذ لا يمكن أن يجيز الله تعالى مثل هذا النوع من الزواج غير المتوافق مع الفطرة الإنسانية. وقد ذكرنا سابقا في بعض محاضراتنا أن ثوابت الإسلام التشريعية هي نفسها ثوابت جميع شرائع الأنبياء عليهم السلام، بل إنه لم يكن دين أحد منهم غير الإسلام، فعلى هذا لا يمكن تصوّر أن يسمح آدم (عليه السلام) وهو المسلم الذي يطبق ثوابت الإسلام التشريعية بمثل هذا الزواج، إذ هو مرفوض في الشريعة الإلهية.

أما الصحيح والمنقول عن أئمتنا الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) هو أن الله تبارك وتعالى أنزل لهابيل - أو شيث، على اختلاف الروايات - حورية من الجنة فتزوجها، كما تزوج قابيل - أو يافث، على اختلاف الروايات - بجنية من الجن، وبهذا جرى التناسل.

ففي الرواية عن الصادق (صلوات الله عليه) أنه قال: "‏إن الله عز وجل أنزل حوراء من الجنة إلى آدم فزوجها أحد ابنيه، وتزوج الآخر الجن فولدتا جميعا، فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان. وأنكر أن يكون زوج بينه من بناته. (علل الشرائع للصدوق ص45).

ونحن نحمل كلمة (الحوراء) على أنها وصف، أي أنها إنسية شبيهة بحوراء من الجنة، كما نحمل كلمة (بنت الجان) على الوصف أيضا، أي أنها إنسية شبيهة ببنت الجان. وما جنحنا إلى هذا الحمل إلا لمحذور أن التزاوج التناسلي بالجنس المغاير ممنوع، وإن كان لا يزال في هذا القول متسع مناقشة من جهة أن ذلك كان إعجازا.

وعلى أي تقدير فإن القدر الثابت هو أن التناسل وقع بزيجات أخرى صحيحة لم يكن من بينها زواج الأخوة والعياذ بالله، بل هذا هو قول المخالفين الذين أخذوه من اليهود وأمثالهم، وما ذلك إلا لابتعادهم عن أئمة الإسلام الشرعيين (صلوات الله عليهم) فاختلطت عقائدهم بالإسرائيليات.

زادكم الله بصيرة في الدين. والسلام.

السادس من شهر ربيع الأول لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp