هل المعصومون (عليهم السلام) مطلعون على جميع ما في اللوح المحفوظ؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ الفاضل ياسر الحبيب حفظه تعالى وسدد خطاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل يعقل أن لا يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم والزهراء والأئمة الطاهرين عليهم السلام جميعا مطلعين على جميع ما في اللوح المحفوظ لأنه محدود وما في خزائن علم الله سبحانه وتعالى ، وهل هناك أدلة وبراهين تدل على هذا المعنى بوضوح؟

وفقكم الله لما يحب ويرضى وجعلكم ممن ينشر فضائل أهل البيت ومناقبهم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعن ظالميهم أجمعين.


باسمه جلت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

جاء في الأثر المعتبر أن المعصومين الأربعة عشر (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) مطلعون على جميع ما في اللوح المحفوظ، إذ ورد عن الأمير عليه السلام: "وأنا صاحب اللوح المحفوظ، ألهمني الله عز وجل علم ما فيه" (البحار ج26 ص4). والإطلاق ظاهر في الرواية، فلا موجب للتخصيص أو التقييد.

كما قد ورد أن الحسن (عليه السلام) كان يطالع اللوح المحفوظ وهو في حال رضاعه. (الصوارم المهرقة للشهيد التستري ص313).

إلى غير ذلك من الأدلة والشواهد المتعددة على أنهم (صلوات الله عليهم) محيطون علما بما في اللوح المحفوظ كله، كيف وقد خلقه الله تعالى من نورهم وباسمهم جرى القلم فيه؟ (راجع كتاب سليم بن قيس الهلالي ص253).

إلا أن هنا تنبيها هو: أن اللوح المحفوظ ليس هو مبلغ علم الله سبحانه، ولذا فإنه لا محذور من القول بأنهم (عليهم السلام) محيطون به، أما القول بأنهم محيطون بعلم الله تعالى كله فهذا مما لا سبيل إليه، لا عقلا ولا نقلا، لأن الممكن لا يحيط بالواجب، لا بذاته ولا بمتعلقاته، كالعلم والقدرة وما سواهما.

وعليه يكون القول الحق أن اللوح المحفوظ هو ما أثبته الله جل وعلا من علم وسيع كمظهر من مظاهر عظمته جل شأنه، وحسب ما اقتضته سننه ومقاديره في خليقته، وأن المعصومين (عليهم السلام) مطلعون عليه اطلاعا كاملا، محيطون بما فيه. ويُستفاد هذا المعنى من جملة من النصوص الشريفة، منها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبة الغدير: "معاشر الناس.. ما من علم إلا وقد أحصاه الله فيَّ، وكل علم علمته فقد أحصيته في إمام المتقين، وما من علم إلا وقد علّمته عليا وهو الإمام المبين". (البحار ج35 ص428).

ومنها ما عن أبي جعفر الباقر عن أبيه عن جده عليهم السلام: "لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا: يا رسول الله هو التوراة؟ قال: لا. قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا. قالا: فهو القرآن؟ قال: لا. فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو هذا، إنه الإمام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شيء". (البحار ج35 ص428).

رزقكم الله الثبات على دينه. والسلام.

21 من جمادى الأولى لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp