هل المعصومون (عليهم السلام) علة فاعلية مختارة وغائية للكون؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ الفاضل ياسر الحبيب حفظه تعالى وسدد خطاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل النبي صلى الله عليه وآله وسلم والزهراء والأئمة الطاهرين عليهم السلام علة فاعلية مختارة وغائية موجدة للكون والمخلوقات ومبقية للكون والموجودات ، وهذه العلة إن صح التعبير في طول قدرة الله وإرادته وليست في عرض القدرة والإرادة ، وهل هناك دليل واضح من القرآن الكريم أو الروايات الشريفة أو البراهين العقلية يثبت اختيارهم في خلق ما يشاءون أو ابقاء ما يشاءون كما أن لنا الاختيار في حركاتنا وقعودنا وقيامنا وما أشبه ولا قياس طبعا حيث أن البعض ذهب أن وساطة الأئمة في الخلق لا اختيار فيها؟

وفقكم الله لما يحب ويرضى وجعلكم ممن ينشر فضائل أهل البيت ومناقبهم وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعن ظالميهم أجمعين.


باسمه جلت أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نعم هو كذلك، والأدلة متعددة ومتنوعة، منها ما ورد عن مولانا بقية الله تعالى في أرضه أرواحنا فداه: "نحن صنائع ربنا، والخلق بعدُ صنائعنا" (الاحتجاج للطبرسي ص466).

وكذا ما ورد في الزيارة الصحيحة لسيد الشهداء أرواحنا فداه: "إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم". (كامل الزيارات ص200).

إلى غيرها من الشواهد التي تورث الاطمئنان بأن الله جل وعلا حيث قد خلقهم (عليهم السلام) وأكملهم فإنه قد فوّض إليهم خلق الكائنات من غير استقلال، بل في طول إرادته الكلية، فهم يخلقون ما يشاءون ويعدمون ما يشاءون، كما أنهم يحللون ما يشاءون ويحرّمون ما يشاءون، ولن يشاءوا إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى، كما ورد بذلك النص الشريف. وبهذا يكون لهم الخيار، ضمن الإرادة الكلية لله تعالى، لأنه سبحانه قد أكمل عقولهم حينما خلقهم، فيكون اختيارهم موافقا لرضاه. وفي هذا تفصيل علمي طويل ليس هنا محلّه.

رزقكم الله الثبات على دينه. والسلام.

21 من جمادى الأولى لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp