هل يجوز التزاور والتودد إلى الأقارب من النصارى والأكل على مائدتهم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ الفاضل

جزاكم الله خير الجزاء على ما تبذلوه من جهود لمساعدة الناس في امور دينهم اسأل الله العلي القدير ان يتقبل سعيكم الطيب جعلكم الله وايانا من انصار امير المؤمنين وأهل بيته الطيبين الطاهرين انه سميع مجيب الدعوات .

لدي سؤال حول التعامل والاختلاط مع النصارى

انا امرأة كنت مسيحية في السابق , اعتنقت الاسلام منذ عشرون عاماً و الحمد لله متزوجة من رجل مسلم وعندي اولاد وبنات منه انا وزوجي من مذهب اهل البيت عليهم السلام , لي اخت مسيحية متزوجة من رجل مسيحي ولها اولاد وبنات ونقيم بنفس البلد.

هل يجوز لي ولأولادي ان نتودد ونتزاور والأكل والشرب لديها بحكم صلة القرابة وهل تعتبر هي من صلة الارحام في هذه الحالة واذا منعني زوجي او منع اولادي من زيارتها هل يجب علي ان اطيعه في ذلك.

ولكم جزيل الشكر.

أم علي - اليونان


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أما التزاور فلا إشكال فيه، بل لا يبعد رجحان التودّد لهم لما قد يسبّبه من هدايتهم للدين الحق، وهذا يعتمد على ملاطفتكم لهم مع إقناعهم بالدليل والبرهان بضرورة ترك النصرانية الباطلة وركوب سفينة النجاة والفوز بسعادة الداريْن؛ الدنيا والآخرة.

أما الأكل والشرب على مائدتهم فلا بأس به ما دامت لا تحتوي محرّما، كالخمر ولحم الخنزير مثلا، وإن كان الأحوط وجوبا عدم الأكل والشرب مما أعدّوه طبخا أو ما أشبه حتى وإن لم يكن محرّما باعتبار احتمال سريان النجاسة إليه، وأما ما عدا ذلك من المأكولات والمشروبات فلا مانع من تناولها بإذن الله تعالى.

أما إنْ منعكِ زوجك ومنع أبناءكما من التردّد عليهم فتجب إطاعته كونه ولي الأمر، لكن الأولى أن لا يفعل ما دام ليس هناك حذر على الأبناء من تأثيرهم العقيدي أو الأخلاقي عليهم.

هذا والإسلام دين المحبة والرحمة والإنسانية، فيجب على المسلم الموالي لأهل بيت العصمة (عليهم الصلاة والسلام) أن يحتضن الآخرين من أهل الديانات والمذاهب الأخرى، وأن يبدي لهم العطف واللين مع الحزم في بيان أحقية الدين، وأن لا يقاطع منهم إلا المعاندين الجاحدين من أعداء الله ورسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم. لذا فإن زيارتكم لأختكم تصّب إن شاء الله في تحقيق هذا الهدف، وهو هدايتها وهداية زوجها وأبنائها إلى نور الإسلام وولاية محمد وآله عليهم السلام، فاعقدوا النية والعزم على ذلك، فتضيفون إلى أجر اعتناقكم الإسلام أجر هداية وإرشاد الناس إليه.

وفقكم الله لذلك توفيقا ترفعون به الرأس يوم القيامة عند الزهراء البتول صلوات الله عليها. والسلام.

24 من جمادى الأولى لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp