خُدعتُ يا شيخنا!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اسأل المولى سبحانه أن يثبتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وأن يجعلك من شيعة الزهراء (عليها السلام) يوم تلتقط شيعتها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء، فإنك حقاً محامياً عنها وتراعي مشاعرها صلوات الله عليها.

وأما بعد، فأنا شاب في الـ 17 من عمري أريد الدخول في الحوزة في القريب العاجل إن شاء الله. لا أريد ان اطيل الرسالة لأن من الواضح انك مشغول في خدمة هؤلاء الأطهار (ع) والدفاع عنهم ولكن لا بد ان اكتب لك هذه الرسالة.. فإني غضبان يا شيخنا بكل ما للكلمة من معنى، انا غاضب على نفسي بأن خُدعت وعلى الذين خدعوني وكادوا يأخذونني الى الجحيم لولا رحمة الله ولولا اني عرفت الحق من موقعك الشريف. نعم، خدعني شرار خلق الله أي العرفاء المائلين الى التصوف.. وكنت اتصور من جهلي وأستغفر الله وأسأله التوبة، ان افكارهم افكار صحيحة مثل وحدة الوجود وما اشبه... أستغفر الله. كنت في ظلمات فأخرجني الله من خلال جهادك لإلقاء كلمة الحق إلى النور.. وما ان اصبح في قلبي اليقين على ضلالة هؤلاء من خلال محاضراتك والإجابات على الأسئلة حول هؤلاء الظالمين من الناحية العقائدية والسياسية، نزعت صورة لإمامهم الذي يمدح الحلاج ونصب نفسه مقام صاحب الأمر(عج) كنت ارفعها في غرفتي تعظيماً لشأنه، ولا شأن له..
انت ايها البطل انقذتني من الضلال، ومن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق.. لذا فأنا أشكرك وأنا مدين لك.
أخيراً أطلب منك نصيحة لنجاحي فإني سوف اصبح من طلاب الحوزة ان شاء الله .. فكيف أصل الى رضى مولاي صاحب الزمان (عج) وكيف أكون عالم صاحب تقوى؟

أرجو منك بحق المحسن المظلوم (ع) أن تقرأ رسالة هذا الخادم وأن تبشرني بالجواب.
ودمتم في رعياة بقية الله الأعظم (عج)،
سامي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

تلقّى الشيخ رسالتكم الكريمة شاكراً الله تعالى على هدايتك واستنقاذك من وحل العرفان الشيطاني الباطل، سائلا المولى القدير أن يحفظك ويديم عليك نعمة الاستنارة بأنوار آل محمد صلوات الله عليهم، وأن لا تزيغ عن منهاجهم قيد شعرة.
أما عن أملك في أن تكون عالماً تقيّاً؛ فذلك إنما يكون بإدامة التوكل على الله تعالى، وأداء الفرائض، وقول الحق، والاستمساك بأوثق العُرى أي التزام خير المناهج الدينية. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ”من أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله تعالى“ (الفقيه للصدوق ج4 ص400) وقال صلى الله عليه وآله: ”اعمل بفرائض الله تكن من أتقى الناس“ (الكافي للكليني ج2 ص82 وأمالي الطوسي ص120) وقال صلى الله عليه وآله: ”أتقى الناس من قال الحق في ما له وعليه“ (الفقيه للصدوق ج4 ص395) وقال أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في صفات المتقين: ”واستمسك من العرى بأوثقها“ (نهج البلاغة - الخطبة 190)

والذي يقترحه الشيخ عليك أن تستشعر الحزن على نفسك، وتتجلبب بالخوف من الله تعالى دائماً، فإنك إن فعلت ذلك أنار قلبك حتى يكون سراجاً مضيئاً لك يعصمك من اتباع الهوى ومخالفة التقوى. قال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ”إن من أحب عباد الله إليه عبداً أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحزن، وتجلب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه“. (نهج البلاغة - برقم 87)

وينصحك الشيخ بأن تطالع كتاب (العلم النافع سبيل النجاة) للسيد المرجع (دام ظله) فإن فيه من الوصايا النورانية لطلبة العلوم الدينية ما لم يجد له نظيراً.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


ليلة 5 صفر المظفر 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp