ما معنى قول ”يا مرتاح“ الوارد في دعاء المجير؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسمه تعالى
السلام على الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله

في الأدعية والمناجيات وردت نصوص نريد منكم تفسيرها، مثل قول\"يا مرتاح \" في دعاء المجير...

فهل كان الله تعباً ليرتاح؟ وهل هذا يوافق معتقد اليهود بأن الله ارتاح يوم السبت بعد بناء السموات والأرض فارتاح؟

وهذه من شبهات الوهابيين لعنهم الله... دمت بحفظ الله يا شيخنا الحبيب..

محمد حسن


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيد الشهداء ومولى الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين (صلوات الله عليه).

أفاد الشيخ بأن ليس معناه ما ذهب إليه هؤلاء الحمقى أذناب اليهود، بل معناه أن الله تعالى يعود على عبده بالرحمة، فالارتياح هنا بمعنى الرحمة والعطف، ونسبة الصفات إلى الخالق جلت قدرته تختلف معانيها عن نسبتها إلى المخلوق، وهذا يدركه من له أقل حظ من العلم، وإلا هل يقول قائل بأن الله تعالى (ماكر) بمعنى أنه محتال ومخادع - والعياذ بالله - لأن في القرآن الحكيم: ”وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ“؟! بل معناه أن الله تعالى يردّ المكر إلى الماكر. وهكذا بالنسبة لسائر الصفات.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 17 صفر المظفر 1430

-------------------------------------

السؤال :

السلام عليكم
في ردكم على هذا السؤال، قلتم التالي:
(أفاد الشيخ بأن ليس معناه ما ذهب إليه هؤلاء الحمقى أذناب اليهود، بل معناه أن الله تعالى يعود على عبده بالرحمة، فالارتياح هنا بمعنى الرحمة والعطف، ونسبة الصفات إلى الخالق جلت قدرته تختلف معانيها عن نسبتها إلى المخلوق، وهذا يدركه من له أقل حظ من العلم، وإلا هل يقول قائل بأن الله تعالى (ماكر) بمعنى أنه محتال ومخادع - والعياذ بالله - لأن في القرآن الحكيم: ”وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ“؟! بل معناه أن الله تعالى يردّ المكر إلى الماكر. وهكذا بالنسبة لسائر الصفات)

وبصراحة هناك إشكال قد يشكلونه على هذا الرد إذ لو كان الأمر كما تفسره لقيل يا مريح بضم الميم بدلا عن مرتاح
فمرتاح مفعول به بينما مريح اسم فاعل، فلما يقول مرتاح بدلا مريح لو كان الأمر أنه يريح عباده بالرحمة وما شابه

والسلام

المصري

------------

الجواب :

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد النبي الأعظم (صلوات الله عليه وآله).

أفاد الشيخ بأن الإشكال لا وجه له لما تقدّم في الجواب السابق من أنه حين نسبة الصفات إلى الخالق تعالى فإن معانيها تختلف من نسبتها إلى المخلوق وإن كانت بنفس الأوزان، ومثال ذلك ورود صفة (المُؤْمِنْ) لله تبارك وتعالى في القرآن الكريم، فلا يُعترض بالقول: يؤمن بماذا؟ إذ المعنى: أنه يهب الأمن لعباده. وكذلك ورود صفة (التَوّابْ) فليس معناها أنه هو الذي يتوب بل أنه يعود على عباده التائبين بالتوبة والغفران. وهكذا.
وقد جيء ههنا باسم (المرتاح) لمكان أن الارتياح والرحمة صفة دائمة ابتدائية ملازمة له، بخلاف (المريح) التي قد تنطوي على الانقطاع وعدم الابتداء وعدم الملازمة. فهو إذن دائم الإقبال والعودة على عباده بالرَّوْح والرحمة والمغفرة والتخليص من البلايا والآفات وما شاكل.
وليس معنى قولنا: ”إن الله استراح“ أنه عز وجل كان تعباً فاستراح كما يقوله أذناب اليهود من المخالفين الحمقى الذين لا يعرفون مباني اللغة، وإنما المعنى هو أنه سبحانه يريح عباده بأن يرحمهم وينقذهم من البلايا، وهذا ما ذكرته معاجم اللغة، ففي المنجد مثلاً في مادة (راح) جاء: ”استراح الله له برحمته: أنقذه من بليّة“.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
ليلة 25 صفر المظفر 1430


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp