هل كان بكاء الإمام علي ألما في مواجهة إغراءات الدنيا؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
بعض المصادر تقول أن الإمام علي عليه السلام بكى وقال: "يا دنيا غرّي غيري قد طلقتك ثلاثا"، هنا سؤال حول دافع بكاء الامام علي، هل هو بكاء من ألم مواجهة اغراءات الدنيا التي تتطلب الصبر؟ أم هو بكاء لسبب آخر؟ مثل أنه بكى لأنه يعرف حقيقة الدنيا، فيكون البكاء على حقيقة الدنيا وليس من إغراء الدنيا. أي الأطروحتين يراها الشيخ صائبة؟ ولماذا؟
وإن كانت الأطروحتين خطأ، ما هو الدافع للبكاء من الإمام علي؟ قد يكون السؤال تافه عند الكثيرين، لكن هو مهم عندي لأنه حينما قرأت أن الإمام علي بكى قلت إذا كان الأمير يبكي أليس نحن أولى أن نبكي بدل أن نكتم الألم في سبيل الصبر في عزوفنا عن الدنيا، واستخلصت منها نظرية البكاء في مواجهة الدنيا كتفريغ نفسي يعطي نشاط لمواصلة مسيرة الصمود أمام فتن واغرائات الدنيا، هل هذه النضرية صائبة؟

خادم آل محمد
الحجاز


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعد الله أيامنا وأيامكم.

أفاد سماحة الشيخ بأن المعصوم (عليه السلام) أعلى شأناً من أن يبكي ألماً في مواجهة إغراءات الدنيا، فإنه لا يرى تلك الإغراءات إلا قبيحة منفرة. وقد يكون بكاء الأمير (صلوات الله عليه) ههنا حسرةً على مَن غُرَّ بالدنيا، كما لا يبعد أن يكون ذلك قد صدر منه في مقام التمثيل والتصوير لتعليم الغير. وعلى أية حال فإن مواجهة الإغراءات الدنيوية وما شاكل بالبكاء من خشية الله تعالى هو أمر حسن، لأنه تفريغ لما في النفس. وفي الدعاء الشريف: ”وسلاحه البكاء“.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


ليلة 18 ربيع الأول 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp