هل وسوس إبليس لحواء وآدم (عليهما السلام) في جنة الخلد أم في جنة أخرى؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثبتنا الله واياكم على خط الولايه السديد

سؤال؟ هل كان النبي آدم وحواء سلام الله عليهم في الجنة التي وعد الله سبحانه وتعالى به عباده الصالحين ام انها جنة أخرى ..؟ وكيف كانا في الجنه وابليس لعنة الله وسوس لحواء علما بأنه ملعون مطرود من رحمة الله

ارجو من الشيخ الحبيب الرد

عبد الزهراء


باسمه جل جلاله. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بل هي جنة من جنان الدنيا، لا جنة الخلد، كما ورد عن إمامنا الصادق صلوات الله وسلامه عليه، حيث روى الكليني (قدس سره) عن الحسين بن ميسر قال:"سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جنة آدم عليه السلام؟ فقال: جنة من جنان الدنيا، تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا". (الكافي ج3 ص247).

وأما ما ورد في الكتاب الحكيم من قوله سبحانه: "وَقُلْنَا اهْبِطُواْ" فمحمول على الهبوط المعنوي لا الحقيقي بالنظر إلى شرافة تلك الجنة، أي الخروج من تلك الجنة الدنيوية إلى ما عداها من الأراضي، لا النزول من الجنة الأخروية إلى الأرض.

وحتى لو افترضنا أنها كانت جنة الخلد؛ فليس ذلك بمانع من القول بجواز مرور إبليس (لعنه الله) فيها، إذ هو مطرود من الرحمة، لا من الملكوت إجمالا. والجنة من الملكوت، فلا يبعد إمكان مروره فيها سيما في ذلك الزمان، أي قبل ولادة نبي الله الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ ورد أن الشياطين حينها مُنعوا من الصعود إلى السماوات والخروج من دار الدنيا، إذ يتعرضون في محاولاتهم تلك للرجم السماوي.

على أنه لم يثبت أن إبليس قد وسوس لحواء (عليها السلام) دون آدم (عليه السلام) كما ذكرتم في سؤالكم، وإنما هذا اعتقاد المخالفين على الظاهر. والخلاصة في هذا الموضوع هو أنه (لعنه الله) حلف بالله كذبا لهما (عليهما السلام) أن الله تعالى لم ينههما عن هذا النوع من الأشجار – أي شجرة الحنطة – وإنما قد نهاهما عن مقاربة شجرة واحدة منها، فأكلا من جنسها لا من عينها. وكان إقدامهما على الأكل من باب التزاحم والاضطرار، لا أنه كان معصية ولا حتى تركا للأولى كما توهّم البعض. وقد وقع ذلك بمشيئة الله تعالى كما ورد في الآثار عن أهل بيت الوحي (صلوات الله عليهم) باعتبار إيجاد السبب والعلة لامتحان البشرية على الأرض.

وفقكم الله لنيل مراضيه. والسلام.

الثامن جمادى الآخرة لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp