هل يكون بتريا من يترضى على أبي بكر وعمر وعثمان بدعوى عدم جرح مشاعر العامة وتقريبهم للتشيع؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله ايامكم بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله والعنة الدائمة على أعدائه

سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ ياسر الحبيب

هل الشيعي الذي يترضى على أبي بكر وعمر وعثمان او أي واحد من قتلةأهل البيت عليهم السلام أمام البكريين في ديوانية أو في مقابله تلفزيونية بدليل حتى لا نجرح مشاعرهم أو نقربهم الى التشيع ولاكن في قلبه يتبرأ منهم ولا يترضى عنهم... يعتبر بتريا وليس شيعيا ...؟ على سبيل المثال مثل ما ترضى أحمد الوائلي على ابي بكر وعمر في مقابلة تلفزيونية . وشكرا لكم

الموالي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم.

أفاد الشيخ أن هذا التبرير المذكور لا يبيح شرعاً قول المنكر، وعبارة (عمر رضي الله عنه) هي من المنكر بلا خلاف، ولا يجوز قول المنكر إلا في صورة التقية، أي أن يكون القائل مجبوراً على ذلك بحيث أنه إذا لم يقل يُقتل أو يُنتهك عرضه أو يُسلب ماله أو ما شاكل ذلك من الأضرار البليغة.

ودعوى أن في التفوه بالمنكر تقريباً أو استمالة لقلوب المخالفين إلى الحق هي دعوى ساقطة مخالفة لتعاليم أئمتنا الأطهار عليهم السلام، فإنه لا يُطاع الله من حيث يُعصى. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ”قد أذنت لك في تفضيل أعدائنا إنْ ألجأك الخوف إليه“. (وسائل الشيعة للحر العاملي ج16 ص229) فإذا لم يكن ثمة خوف، فلا يجوز تفضيل أعدائهم والثناء عليهم.

وإذا أجزنا للناس أن يقولوا المنكر من أجل استرضاء الآخرين أو كسب محبتهم لأصبح الدين والشرع مهزلة والعياذ بالله! حيث يجوز حينئذ للمسلم إذا كان يعيش في مجتمع يهودي أن يقول أن عزيراً ابن الله! وإذا كان يعيش في مجتمع نصراني أن يقول أن المسيح ابن الله! وإذا كان يعيش في مجتمع هندوسي أن يقول أن البقرة هي الله! وإذا كان يعيش في مجتمع بوذي أن يقول أن بوذا هو الله! وإذا كان يعيش في مجتمع يزيدي أن يقول أن يزيد ولي الله! وإذا كان يعيش في مجتمع بكري أن يقول أن أبا بكر ولي الله! وهكذا حتى لا يبقى حجر على حجر في الإسلام.

وعليه فإن من يقوم بهذا المنكر ملتفتاً إلى الحكم يكون قد ارتكب ذنباً عظيماً وتجب عليه التوبة منه، حتى وإن كان في داخل قلبه يبغض أبا بكر وعمر ولا يتولاهما، حيث إنه حينئذ يكون بترياً عملاً وإن لم يكن كذلك قلباً.

وحيث أن الأحكام تدور مدار الظواهر، فيصح إطلاق نعت (البتري) على من صدر منه ذلك في الواقع، إلا أن يدّعي أن ذلك قد قاله تقية، "ومع ذلك يُنظر فيه فإن كان ليس مما يمكن أن تكون التقية في مثله لم يُقبل منه ذلك، لأن للتقية مواضع من أزالها عن مواضعها لم تستقم له" كما قال الصادق عليه السلام. (الكافي ج2 ص168).

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


15 جمادى الأولى 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp