لماذا لم يحارب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى جانب رافضي دفع الزكاة لأبي بكر؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أولا أود أن أشكر شيخنا الفاضل على ردوده المفحمة على النواصب.... خصوصا في ما يتعلق بإثبات قصة كسر ضلع فاطمة الزهراء عليها السلام...
لكن هناك عدة شبهات تطرح نفسها وتؤرقني...
الأولى... لماذا لم يحارب أمير المؤمنين عليه السلام إلى جانب من رفضوا دفع الزكاة خاصة وأنهم موالون له؟ لماذا لم يهاجر إلى إحدى تلك القبائل مثلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة؟
الثانية.... تلك القبائل حسب ما قرأت أكثر عدديا من الموالين لأبي بكر.... فكيف خسر الموالون لأمير المؤمنين ضد جند أبي بكر وهم أكثر عددا؟
الثالثة....هل القبائل العربية التي أسلم الكثير منها بعد نزول سورة التوبة خوفا من السيف أشد حرصا على الإسلام من المهاجرين والأنصار؟
الرابعة.... سمعت خطبة الشيخ الفاضل حول استعادة أمير المؤمنين عليه السلام لأرض فدك... لكن لماذا مثلا لم يستعدها كملك شخصي..... ومن ثم ينفقها مداخيلها في سبيل الله... يعني من جهة يبين أنه كان يعارض أبا بكر.... ومن جهة أخرى... تحسبا في حال اغتصاب الخلافة(وهذا ما حصل) تكون تلك الأرض ملكا لأبناءه؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

هشام


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عظم الله أجورنا وأجوركم.

بمراجعة الشيخ،

ج1: معظم أبناء تلك القبائل لم يكونوا مستعدين للقتال من أجل إعادة الحق إلى أهل البيت (عليهم السلام) وإن كانوا يعلنون أن الحق لهم، فقد كان لسان حالهم نفس لسان حال أهل المدينة الذين كانوا يقرّون بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الخليفة الشرعي لكن كانوا يؤثرون السلامة. لكن عندما اصطدم أبو بكر بن أبي قحافة (لعنه الله) بأبناء تلك القبائل في الشؤون المالية ورفضوا دفع الزكاة له، خاضوا معه حرباً دفاعية.
ومثل هؤلاء الذين يغضبون لأموالهم ويكون دافعهم في الحرب مادياً لا يمكن التعويل عليهم في نصرة الحق، لذلك لم ينتقل إليهم أمير المؤمنين (سلام الله عليه) ولم يحارب معهم. أضف إلى ذلك أنه (عليه السلام) كان تحت الإقامة الجبرية منذ اغتصاب الخلافة، فلا يمكن للطغمة الحاكمة أن تسمح له بالانتقال إلى خارج المدينة دون قتله، بل لقد حاولوا قتله وهو لا يزال داخل المدينة عندما أمر أبو بكر خالد بن الوليد بذلك لولا أنه تراجع في آخر لحظة في صلاته.

ج2: صحيح أنهم أكثر عدداً لكن لم يكن جميعهم من الموالين حقاً بقلوبهم وألسنتهم، كان أكثرهم من الموالين باللسان فقط، كما هو حال معظم من يدّعون الإسلام والتشيع اليوم، حيث لو أن الأكثرية على الإيمان والولاء الحقيقي في القلوب ومستعدين للتضحية بالنفس والنفيس من أجل الحق لما تأخر عنهم نصر الله تعالى ولتعجّل لهم ظهور الخليفة الشرعي مولانا الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. فكذلك كان حال السابقين ولذلك هُزموا. ومثال ذلك المعاصر هو شيعة العراق فإنهم هم الأكثرية لكن مع ذلك تسلط عليهم مثل عارف والبكر وصدام وغيرهم من الطغاة، وما ذلك إلا بسبب أن الإيمان الحقيقي والشجاعة والاستعداد للتضحية لم يكن في قلوب الأكثرية للأسف الشديد.
قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: ”لو لم تتخاذلوا عن مُرِّ الحق ولم تَهِنوا عن توهين الباطل؛ لم يتشجّع عليكم مَن ليس مثلكم! ولم يقوَ من قَويَ عليكم! هيهات هيهات! لا يدفع الضيم الذليل! ولا يُدرك الحق إلا بالجدّ والصبر“. (كافي الكليني ج8 ص66 وأمالي الطوسي ص180)

ج3: لا، فقد تبيّنت لك حقيقة حالهم، فالجميع تخاذل عن مر الحق إلا المؤمنون المخلصون في داخل المدينة وخارجها، وكانوا قلة.

ج4: لو أنه (عليه السلام) فعل ذلك لأفسح المجال للنواصب بأن يطعنوا عليه عند الناس بالقول أنه وزوجته الزهراء (عليه السلام) كانا يطلبان مال الدنيا، ولذلك بمجرد أن وصل إلى الحكم حرص على أخذ هذه الأرض وإضافتها إلى أملاكه الشخصية. لكن مولانا أمير المؤمنين (سلام الله عليه) حين لم يفعل ذلك علم الناس أنه وزوجته الزهراء (عليها السلام) ما كانا يهتمان بأرض فدك من أجل الدنيا ومن أجل زيادة أموالهم، إنما من أجل الدين، ففدك هي رمز للشرعية، ومدخولها إذا كان بيد دولة الحق التي يقوم عليها إمام العدل فهو المطلوب، أما إذا لم يكن كذلك فهذا يكشف عن أن الدولة هي دولة الباطل والقائم عليها إمام الجور.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن


ليلة 17 جمادى الأولى 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp