كم مرة تم هدم الكعبة وعلى يد من؟ وهل استبدل القرامطة الحجر الأسود؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم الى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الجليل ياسر الحبيب

كم مرة هدمت الكعبة، وعلى يد من، ومن كان السبب؟؟

وقرأت قبل مدة من كون القرامطة، قد قتلوا مقتلة عظيمة عند الكعبة، وسرقوا الحجر الأسود، ويروى من كون الحجر الأسود عند سرقته، كان ينوء به الجمل، أما عند ارجاعه، فكان خفيفاً يركض به الجمل، فلهذا يشك الانسان هل هو هذا الحجر الاسود الحقيقي أم لا؟؟؟ ما قولك في ذلك. ومن هم القرامطة هل هم شيعة؟؟

اخوكم في حب امير المؤمنين ابو تراب

فائز الجبوري


باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

تهدمت الكعبة أربع مرات على الظاهر، الأولى حين قامت قريش بهدمها في سنة خمس قبل البعثة حتى تجدد بنائها، حيث كانت السيول قد أثّرت كثيرا فيها فرغبت قريش في هدمها وتجديد بنائها، وتم ذلك حتى اختصموا في من يضع الحجر الأسود إلى أن وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله.

الثانية حين قام يزيد بن معاوية (لعنة الله عليهما) بحصار مكة لتحصّن عبد الله بن الزبير (لعنه الله عليهما) المتمرّد فيها، فرمى الكعبة بالمنجنيق فاحترق جزء منها وتهدّم. فقام ابن الزبير بإعادة بنائها بعد ذلك، إلا أنه أضاف إليها ستة أذرع وجعل لها بابيْن، وأدخل فيها الحِجر.

الثالثة حين أمر عبد الملك بن مروان (لعنة الله عليه) بهدمها وإعادة بنائها على النحو الذي كانت عليه قبل زيادة ابن الزبير، فأُنقصت منها الزيادة وعادت ذات باب واحد.

الرابعة حين أغرقت السيول مكة سنة 1040 للهجرة فأثّرت كثيرا على الكعبة المشرّفة، فأمر حاكم مصر محمد علي باشا بهدمها وتجديد بنائها بغرض تمتينها وتقويتها، وجرى العمل على ذلك لمدة تقارب نصف سنة إلى انتُهي منه، وهو هذا البناء الماثل اليوم.

أما القرامطة فهم فرقة منحرفة من فرقة منحرفة أكبر هي الإسماعيلية، اتخذت الإسلام والدعوة إلى الرضا من آل محمد (عليهم السلام) ستارا ثم ما لبثت حين اشتدّت قوتها أن أظهرت حقيقة معتقداتها الكفرية الباطنية. مؤسسها يُدعى حمدان بن الأشعث، وكان يلقّب بقرمطويه ولذلك نُسبوا إليه. وكان من معتقداتهم الباطلة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد انتهت نبوّته حين نصب أمير المؤمنين (عليه السلام) في غدير خم حيث نقلها إليه وأصبح مأتما به!

وكيف كان فقد قويت هذه الفرقة المنحرفة في البحرين الكبرى على يد أبي سعيد الجنابي، فقاموا بحملة على مكة المكرمة قتلوا فيها الآلاف المؤلفة من المسلمين وهم يطوفون حول الكعبة المعظمة، وكان من هؤلاء والد الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه، وسرقوا الحجر الأسود وأبقوه عندهم نحو عشرين سنة، ثم أرجعوه، وكلّما أراد أحد وضعه لم يستقر في مكانه! إلى أن ظهر مولانا صاحب العصر (صلوات الله عليه) ووضعه في مكانه الحالي فاستقر، كما فعل جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين وقع النزاع بين قريش وقبائلها في من يضعه.

وإذا صحّت الرواية التي ذكرتموها من أن الحجر كان حين سرقته ثقيلا وعند إعادته خفيفا؛ فإن ذلك معناه أن الله تعالى أظهر سخطه على حمله بعيدا عن الكعبة، كما أظهر رضاه على إعادته إليها، فلذا صيّره خفيفا، فيكون ذلك برهانا من الله تعالى. وقد قلنا؛ لو صحّت الرواية، لأن مصدرها المخالفين، ولا اعتبار بما يروون. وإنما نعتمد على ما رُوي من طرقنا لا من طرقهم.

وفقكم الله لما يحب ويرضى. والسلام.

11 من شوال لسنة 1427 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp