أهل البيت (عليهم السلام) ليسوا في حاجة لإهداء عباداتنا لهم فلماذا نفعل ذلك؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهنؤكم بذكرى ميلاد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام

أئمة أهل البيت عليهم السلام ليسوا في حاجة لصلاتنا وهم اهل العصمة والطهارة والكمال فلم نصلي ونهدي لهم الصلاة مع أننا بحاجة اليها اكثر ؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جواب الشيخ:

بسم الله الرحمن الرحيم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أسعد الله أيامنا وأيامكم بالأعياد الثلاثة، ذكرى ميلاد إمامنا سيد الشهداء وإمامنا سيد العابدين وسيدنا قمر بني هاشم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

إن الغني وإن لم يكن بحاجة إلى الهدية إلا أنه يفرح بها، لأنها تعبّر عن الحب والود، فيبادل المُهدى إليه مَن أهداه حبّه وودّه ويعود عليه بالإكرام، وتزداد علاقة المحبة بينهما متانةً، ولذا جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «تهادوا تحابوا». (الكافي للكليني ج5 ص144)
وكذلك أئمتنا صلوات الله عليهم، هم أغنياء قطعاً عما نهديه إليهم من العبادات والأعمال، إلا أنهم يفرحون حين نُرسل بها إليهم، لأنها تعبّر عن ولائنا وحبنا ومودتنا لهم، كما أمرنا الله تعالى حين قال: «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى?» (الشورى: 24)، فيعودون علينا بعطفهم وحنانهم، فيشفعون لنا عند الله تعالى، وبذلك تنحط عنا خطايانا وترتفع درجاتنا وتُقضى حوائجنا في الدنيا والآخرة، فنحن المستفيدون بالنتيجة.
ولقد كان أئمتنا (عليهم السلام) يوصون بذلك، ويصحّحون هذا التوهّم الذي ذكرتموه من أنه لا فائدة من بعث ثواب الأعمال لهم، مؤكدين على أن ذلك من أفضل الأعمال، وداعين للإكثار منه، كما نجد في هذه الرواية التي يرويها شيخنا الكليني (رضوان الله تعالى عليه) عن موسى بن القاسم قال: «قلتُ لأبي جعفر الثاني (الجواد) عليه السلام: قد أردتُ أن أطوف عنك وعن أبيك فقيل لي: إن الأوصياء لا يُطاف عنهم! فقال لي: بل طُف ما أمكنك فإنه جائز. ثم قلتُ له بعد ذلك بثلاث سنين: إني كنتُ استأذنتك في الطواف عنك وعن أبيك فأذنتَ لي في ذلك فطفتُ عنكما ما شاء الله، ثم وقع في قلبي شيء فعملتُ به. قال: وما هو؟ قلتُ: طفتُ يوماً عن رسول الله صلى الله عليه وآله - فقال ثلاث مرات: صلى الله على رسول الله - ثم اليوم الثاني عن أمير المؤمنين عليه السلام، ثم طفتُ اليوم الثالث عن الحسن عليه السلام، والرابع عن الحسين عليه السلام، والخامس عن علي بن الحسين عليهما السلام، والسادس عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، واليوم السابع عن جعفر بن محمد عليهما السلام، واليوم الثامن عن أبيك موسى عليه السلام، واليوم التاسع عن أبيك علي عليه السلام، واليوم العاشر عنك يا سيدي، وهؤلاء الذين أدينُ الله بولايتهم. فقال: إذن والله تدين بالدين الذي لا يُقبل من العباد غيره. قلتُ: وربما طفتُ عن أمك فاطمة عليها السلام وربما لم أطف. فقال: استكثر من هذا فإنه أفضل ما أنتَ عامله إن شاء الله». (الكافي للكليني ج4 ص314)

جمع الله لنا ولكم جوامع الخير في الدنيا والآخرة، والسلام. الثاني من شعبان المعظم لسنة إحدى وثلاثين وأربعمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة.

2 شعبان 1431 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp