هل يُفهم من هذه الرواية أنها لا تجوِّز إعلان البراءة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

الأخ الشيخ العزيز ياسر الحبيب دام في رعاية الله
السلام عليكم ورحمة الله
قد لايخفى عليكم رسالة الامام الصادق عليه السلام الى شيعته اعزهم الله وقد وردت في الكافي الشريف وغيره بأسانيد شريفة.

علي، عن ابيه، عن ابن فضال، عن حفص المؤذن، عن ابي عبدالله عليه السلام، وعن ابن بزيع، عن محمد بن سنان، عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبدالله عليه السلام انه كتب بهذه الرسالة إلى اصحابه وامرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها وكانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فاذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها، وعن ابن سماعة عن جفقر بن محمد بن مالك الكوفي عن القاسم بن الربيع الصحاف عن اسماعيل بن مخلد السراج قال: خرجت هذه الرسالة من ابي عبدالله عليه السلام إلى اصحابه: بسم الله الرحمن الرحيم ...( لا يحل لكم ان تظهروهم على اصول دين الله فانه ان سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه ورفعوه عليكم وجاهدوا على هلاكهم واستقبلوكم بما تكرهون ولم يكن لكم النصف منهم في دول الفجار، فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل)...( فلا تجعلوا الله تعالى وله المثل الاعلى وامامكم ودينكم الذي تدينون به عرضة لاهل الباطل فتغضبوا الله عليكم فتهلكوا، فمهلا مهلا يا اهل الصلاح لا تتركوا امر الله وامر من امركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمه،)..( وجاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم واياكم وسب اعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم وقد ينبغي لكم ان تعلموا حد سبهم لله كيف هو، انه من سب اولياء
الله فقد انتهك سب الله ومن اظلم عند الله من استسب لله ولاوليائه، فمهلا مهلا فاتبعوا أمر الله ولا قوة الا بالله.)
فهل تبينون لنا معنى هذه المقاطع المباركة وهل نفهم منها جواز اعلان السب واللعن لرموز الاعداء بحيث يعلمون ام غير ذلك .

راجيا دعاءكم

أحمد عبد الحسين


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أجاب سماحة الشيخ بقوله: ”في الأزمنة السابقة لم يكن لأئمة آل البيت (عليهم السلام) حرمة عند أهل الخلاف، لذا كان الواحد من الشيعة إذا تعرّض لأبي بكر أو عمر أو عثمان أو عائشة أو من أشبه (عليهم اللعنة) كانوا يردّون عليه بسبّ الأئمة الأطهار عليهم السلام، لذلك كان الواجب على الشيعي آنذاك أن لا يدفعهم إلى ذلك فيكف عن التعرض لأئمتهم، إلا إذا كانت هناك مصلحة شرعية أولى، كأن يكون الإسلام في خطر باختلاط الحق بالباطل، فحينئذ يجوز ذلك أيضاً وإن كان يدفع العدو لهتك حرمة المعصوم (عليه السلام) وعلى ذلك بعض الشواهد في الآثار الشريفة.
والآن بحمد الله تعالى لم يعد العدو قادراً على التعرض والنيل من الأئمة الأطهار (عليهم الصلاة والسلام) وإن وُجد فهو قليل جدا في معاشر أهل النصب والخلاف، لذلك يُرجع إلى الأصل في التكليف وهو وجوب إظهار البراءة من أعداء الله بما يكون مصداقاً للنهي عن المنكر، فموالاة أبي بكر وعمر وعثمان وأضرابهم من المنافقين هو من المنكر الذي يجب النهي عنه شرعاً“.


مكتب الشيخ الحبيب في لندن

4 شوال 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp