ما هو الحجر الأسود؟ ولماذا هو مقدس؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وآل محمد
سؤالي إلى سماحة الشيخ ما هو الحجر الاسود من أين جاء ولماذا هو مقدس؟

وشكرا

هدى
طالبة الهدى و الحق


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الروايات التالية الجواب على سؤالكم:

روى الكليني عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
«وأنزل الله الحجر الأسود وكان أشد بياضا من اللبن وأضوء من الشمس، وإنما اسود لأن المشركين تمسحوا به، فمن نجس المشركين اسود الحجر». (الكافي ج4 ص191)

وروى أيضا عن الإمام الصادق (ع) في رواية أنه قال:
«إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهى جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم (ع) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان، وفي ذلك المكان تراءى لهم ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم (ع) فأول من يبايعه ذلك الطائر وهو والله جبرائيل (ع) وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان والشاهد على من أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل على العباد.
وأما القبلة والاستلام فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين أخذا عليهم، ألا ترى أنك تقول: أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، ووالله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا، وإنهم ليأتوه فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم، وذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم، فلكم والله يشهد وعليهم واللهيشهد بالخفر والجحود والكفر، وهو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجيء وله لسان ناطق وعينان في صورته الأولى يعرفه الخلق ولا ينكره، يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق عنده، بحفظ العهد والميثاق وأداء الأمانة، ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي الميثاق بالكفر والإنكار». (الكافي ج4 ص185)

روى الشيخ الصدوق عن أبي بصير وزرارة ومحمد بن مسلم كلهم عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال:
«إن الله تعالى خلق الحجر الأسود ثم أخذ الميثاق على العباد، ثم قال للحجر التقمه، والمؤمنون يتعاهدون ميثاقهم». (علل الشرائع ج2 ص424)

وروى أيضا عن عبيد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته: لم يستلم الحجر؟ قال (ع):
«لأن مواثيق الخلائق فيه».
وفي حديث آخر قال (ع):
«لأن الله تعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر فالتقمها، فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة». (علل الشرائع ج2 ص423)

وروى أيضا بسند صحيح عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (ع) قال:
«إن الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها في الميثاق ائتلف ها هنا، وما تناكر منها في الميثاق هو في هذا الحجر الأسود، أما والله أن له لعينين وأذنين وفما ولسانا ذلقا، ولقد كان أشد بياضا من اللبن، ولكن المجرمين يستلمونه والمنافقين فبلغ كمثل ما ترون». (علل الشرائع ج2 ص426)

وروى الكليني عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال:
«إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك واحمد الله واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وآله، واسأل الله أن يتقبل منك ثم استلم الحجر وقبله، فإن لم تستطع أن تقبله فاستلمه بيدك، فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه، وقل: اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة». (الكافي ج4 ص402)

وروى الكليني أيضا عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:
قال رسول الله (ص): «استلموا الركن فإنه يمين الله في خلقه يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الرجل، يشهد لمن استلمه بالموافاة». (الكافي ج4 ص406).


نشكركم على حسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 18 ذو القعدة 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp