أنا ”سنية“ وبعد المباهلة أعتقد أنك ستتوب وأدعو الله أن يهديك!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام على من اتبع الهدى..

انا ياشيخ ياسر سنيه ..
وقد شاهدت مباهلتك مع الشيخ محمد الكوس..
ولكني لازلت اعتقد بأنك بأذن الله ستتوب ..
لأنك تعلم بأنك على خطاء وان ماتفعله هو مجرد ردة فعل لكونك تعيش في عائلة جاهله في الدين الاسلامي..
وانا والله اتمنى لك كل الخير..وانه يصعب علي ان اتجاهل ما قلته او صرحت به هداك الله..
ولكن لاحظت اشياء لا ادري كيف اشرحها..!
ولكن اعلم بأنني والله ادعي الله بان يهديك..
لان الدنيا ومتعتها محدوده ..وانها مجرد حلم..وبعدها يقظه لن ترى بعدها اللا مصيرك المؤبد..
هدانا الله واياك ووحدنا على كلمة الحق..

اختك في الله:هديل


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصلت رسالتكم للشيخ وكتب معلّقاً عليها: «بل أنا الذي أدعو لكِ ولقومكِ بالتوبة والهداية، وأحياناً أبكي عليكم لأني أراكم مخدوعين تسيرون من حيث لا تدرون إلى النار، وتظنون أني عدو لكم، ويشهد الله أني لكم محب، أريد لكم الهدى والخير، ولا أريدكم أن تبقوا أسارى دين مزيّف باسم الإسلام، كما لا أريدكم أن تبقوا خاضعين للقتلة والظلمة والمنافقين كأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة ومعاوية ومن أشبه، بل أريدكم أن تستضيئوا بأنوار محمد والأئمة من آله صلوات الله عليهم، الذين أبعدكم هؤلاء الظلمة عنهم ولم يبقوا لكم إلا صلاتكم عليهم بعدما كادوا يحذفونها كما حاول ابن الزبير.
ليتكم تحسنون الظن بي على الأقل، ها أنتم تروني صادقاً معكم، سجنتموني وظننتم أني أتراجع فلم أتراجع، وطاردتموني وضيّقتم على كل من له صلة بي حتى بلغت الخسة والدناءة برجال أمن الدولة في الكويت أن يقتحموا البيت ويهتكوا حرمة أهلي، ثم ألجأتموني إلى أن أهجر وطني، وقذفتموني وافتريتم علي حتى قال قائلكم بلا ورع ولا تقوى أني كنت مؤنثاً أو مخنثاً، ثم سحبتم جنسيتي وجنسية أبنائي، ووظفت حكوماتكم طاقاتها ونفوذها للقبض علي، ثم رصدتم الهدايا والجوائز على قتلي، وفي كل مرة ما رأيتم مني تراجعاً أو إذعاناً، ثم ها أنتم دعوتموني للمباهلة، فقبلت منذ اليوم الأول، ومع ذا طفقتم تشككون الناس في صدقي وثباتي ويتخرّص قصّاصوكم بأني سأتحجج بأمر ما لأهرب في اللحظة الأخيرة، فلما وجدتموني ثابتاً وقد باهلت صادقاً واثقاً من أمري؛ شككتم أولاً في أني أباهل صدقاً وزعم زاعمكم أن صوتي مسجل! ثم لمّا تبيّن أمام الجميع أني كنت حاضراً كذبتم عليّ وزعمتم أني كنت مرتبكاً وحاولت التهرب فيما كان خصمي ثابتاً! وزوّرت قنواتكم تسجيل المباهلة وحذفت منه ما يدل على صدقي وثباتي وأن خصمي كان هو المرتبك وهو من حاول التهرب من الصيغة المتفق عليها في المراسلات بيننا، وتمت المباهلة بعد اللتيا واللتي، وضجّت مساجدكم بالمصلين منكم يلعنوني ويدعون عليّ! فأطلقتم إشاعة أني قد قُتِلتُ! ثم لما تبيّن أن الخبر مكذوب أطلقتم إشاعة أني قد اختبأت خائفاً مذعوراً قرب معمل لتصدير الفواكه وقد قربت نهايتي! ولما تبيّن أن الخبر مكذوب أيضاً جنّ جنون قصّاصيكم إذ لم يجدوا جواباً يجيبونكم به، فاخترعوا الآن منامات وأحلاماً يتشدّقون بها عسى أن تحفظ شيئاً من ماء وجوههم! يزعمون أنهم رأوني في مناماتهم تلك وقد هلكتُ! فيصرخ صارخكم: (الله أكبر! أبشروا)! فيا لله! متى كان انتصار المؤمن بأضغاث الأحلام!
أفلا تسألون أنفسكم: لماذا الرجل على هذه الصلابة والثقة لا يتزحزح عن مبدئه؟ أفلا ترجعون إلى أنفسكم فتقولون: لو لم يكن صادقاً مع ربّه ومع نفسه لما عرّض حياته وحياة أسرته لهذه المخاطر وضحّى بهذه التضحيات، لو لم يكن مؤمناً بما يقول لما عرّض نفسه لعذاب الله وباهل.
يا أيتها الأخت! أية دنيا تتحدثين عن أني أتمتع بها؟! أية متعة هذه في حياة ملؤها العذاب والقلق والمخاطر ومآلها القتل؟! لو علمتِ ما أنا فيه لأشفقتِ، يشيع قومكِ الذين لا يخافون الله أني أعيش في بحبوحة وقد اشتُريت لي بناية فاخرة ويشهد الله أني أعيش بما يقرب من خط الفقر في مسكن مؤجر متواضع لا يكاد يكفيني وأهلي. والحمد لله على نعمه. أما مكتبي فكذلك في مبنى مؤجر يُجمع إيجاره بصعوبة من هبات وعطايا المحسنين. ولله الحمد والمنة.
لكم كذبوا عليَّ حتى أرعبوكم مني وصوّروني في صورة الوحش الكاسر! قالوا أني أفتيت بقتلكم وهدم مساجدكم! وزعموا أني أكوّن خلايا في بلادكم لساعة الصفر حيث ينقض عليكم أتباعي بالسلاح! وبلغت السفاهة بنائب في الكويت أن يقول بلا خجل من نفسه: (إن ياسر الحبيب أخطر من الزرقاوي)!
الله العالم كم تحملت ولا أزال من صنوف الأكاذيب والافتراءات والبهتان، فهذا يرميني في شرفي، وذاك في عقلي، وهذا يزعم أني عميل، وذاك يدعي أني مأجور!
مع هذا كله قد فوّضتُ أمري إلى الله تعالى، ولولا ما أراه من اهتداء وتبصّر جمع من المخالفين للحق بسبب ما أقوم به؛ لأرحتُ نفسي من هذا العذاب والعناء ولرجعتُ إلى قديم ما كنتُ عليه.
إن أملي فيك أن تتحرري من السجن الفكري الذي جعلكِ فيه قومكِ. احتملي ولو احتمالاً ضئيلاً أني صاحب دعوة حق، وأن أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة هم في النار فعلاً. ما الذي يضرّكِ لو فتحتِ عقلكِ على ما أقول وأستخرجه من بطون الكتب والمصادر وتدبّرتِ فيه وبحثتِ أكثر؟ لن تخسري شيئاً إذا ما بحثتِ، فإن الحق بيّن والباطل بيّن، وإذا أخلصتِ قلبكِ لله جل وعلا؛ فإن الباطل لن يؤثر فيك مهما زُوِّق من تزويقات، والحق لن يعزب عنكِ مهما تراكم عليه من غبار، وعليه؛ فإنكِ إذا كنتِ على حق فلن تزدادي مع اطلاعكِ على ما نقول إلا يقيناً، أما إذا كنتِ على باطل فسيأخذ الله بيدك إلى الحق. المهم أن تخلصي قلبكِ لله تعالى، وتسألينه صادقةً أن يهديك سواء السبيل.
قومي في جوف الليل، وصلي ركعتين، واطلبي هذا من الله تعالى بتوجه وخشوع. ثم اشرعي في قراءة كل ما تجدينه على موقعنا، وكذا الاستماع لكل ما نقول في محاضراتنا. خذي لنفسك الوقت الكافي، راجعي المصادر التي ننقل عنها، وسلي من تشائين. شرطنا معكِ فقط هو أن لا تقرأي كل هذا النتاج مع أحكام مسبقة، فالمرء حين يبحث علمياً عليه أن يتجرّد من كل حكم مسبق، ومن كل عاطفة، ويبحث بحياد، ثم حين تسألين من تسألين، لا تقنعي بجواب لا تقبله فطرتكِ ولا يقبله عقلكِ، لا تقنعي مثلاً بأن يكون القاتل والمقتول - ممن يسمونهم صحابة - في الجنة! هذا هراء يرفضه العقل بل ترفضه الفطرة التي فطر الله الناس عليها. لا تقنعي مثلاً بأن تكون عائشة معذورة في كذبها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بدافع الغيرة! لو جاز هذا لعائشة لجاز لغيرها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار. (من لا يحضره الفقيه للصدوق ج4 ص364 وصحيح البخاري ج2 ص81)
إني أعلم أني أتسبب في جرح مشاعركم حين أتعرض لهذه الشخصيات التي فُتنتُم بها، لكن صدقوني، غداً حين نُحشر في يوم القيامة ستعرفون أي رجل ظلمتموه، سيقول المهتدون منكم: جزاك الله خير الجزاء، لولاك لما عرفنا الحق. وسيقول المعاندون منكم: ليتك صرخت بأعلى مما كنت تصرخ وجرحت مشاعرنا أكثر وأكثر حتى نعرف الحق فلا نهوى اليوم في نار جهنم!
أن تتألموا مني اليوم؛ خير من تعتبوا عليّ غداً، وخير من أن يحاسبني الله تعالى على القعود عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إني أقولها بملء الفم: يا أيها الناس! إن موالاة أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة منكر يجب النهي عنه.
ويشهد الله أني لا أكنّ لكم إلا المودة، ويشهد الله أني لم أعادِ أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة إلا في الحق إذ وجدتهم على باطل، ولم أبغضهم إلا في الله، كما لم أحب محمداً وآله (صلوات الله عليهم) إلا في الله.
وأنا على أية حال معذور أمام الله تعالى، فحتى لو كنتُ مخطئاً - جدلاً - فإني مأمون من العقاب، إذ يعلم الله مني أني لم أبغض هؤلاء إلا له، لا لعداوة انطلقت من حقد شخصي أو ما أشبه. قال إمامنا محمد بن علي الباقر عليه السلام: لو أن رجلاً أحبّ لله لأثابه الله على حبّه إياه وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار، ولو أن رجلاً أبغض لله لأثابه الله على بغضه إياه وإن كان المبغَضُ في علم الله من أهل الجنة. (الكافي للكليني ج2 ص127)
على أية حال إني أشكر لكِ دعائكِ لي بالهداية، وهو خير ما تسدينه إليّ بدلاً من هؤلاء الذين يدعون عليّ ظلماً. أسأل الله أن يستجيب دعاءكِ، فإن كنتُ على هدى فسيثبتني الله عليه، وإن كنتُ على ضلال فسينقذني الله منه. وإني أبادلكِ الدعاء، وأسأل الله تعالى أن يهديك إلى الإسلام الحق الصحيح، إسلام محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، لا إسلام أهل السقيفة وبني أمية وبني العباس والفرق الضالة المنحرفة عليهم جميعاً لعائن الله.
إن حصل لديكِ أي استفسار أو شبهة خلال رحلة بحثكِ، فأرسلي إلينا حتى نجيبك أو يجيبك الأخوة في المكتب إن شاء الله تعالى، وقدّري في الوقت ذاته أنّا في غمرة أعمال كثيرة والأسئلة والرسائل التي تردنا هي كالسيل، لذا قد يتأخر عليكِ الجواب. ونسأل الله تعالى أن تختتمي هذه الرحلة بالوصول إلى مرفأ الأمان، حيث الولاية لخاتم المرسلين وأهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم، الذين من تمسّك بهم نجا، ومن تخلّى عنهم غرق وهوى».

شكرا لتواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 2 ذو الحجة 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp