أريد أن أعرف أين ذهب دين رسولنا محمد صلى الله عليه وآله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد التحيه ...

اخي الشيخ ياسر حبيب لماذا تشتم فى اهل البيت ...! انا شخص عادي جدا ليس من الصحافه ولا من السياسين ولا من رجال الدين ولا اي شي انا طالب لقد وصلت الطائفيه الى المدارس بسبب افعالك واعذرني اخي على كلامي وانت رجل اكبر منى سنن واخبر منى فى الدين ولكن انا اريد اعرف اين اذهب هل الى الشيعه او السنه وان ذهبت الى الشيعه لقد شتموا وان ذهبت الى السنه لقد شتموا ماذا افعل انا .. اريد انا اعرف اين اذهب اين دين رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) اخبرني ولك اجري

مع جزيل الشكر لك

محمد العنزي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن ما ذكرتموه في رسالتكم يثير الاستغراب والتعجب لأن الشيخ لم يشتم أحداً من أهل البيت (عليهم السلام) وكيف يتوقع منه ذلك؟

إذا كنت تقصد موقفه من أبي بكر وعمر وأشباههم فمن المعلوم أنهم ليسوا من أهل البيت، حتى عائشة وحفصة ليسوا من أهل البيت، ومحاولات أهل البدعة لإدخالهما في نطاق أهل البيت هي محاولات فاشلة يائسة، لأن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أخرج أزواجه من هذا النطاق، ففي الحديث الذي يعترف بصحته أهل البدعة أن أم المؤمنين أم سلمة (رضوان الله عليها) قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال: إنك أهلي خير، وهؤلاء - يقصد عليا وفاطمة والحسن والحسين - أهل بيتي“. (مستدرك الحاكم ج2 ص416 وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه).

إذاً نرجو أن يكون الكلام دقيقاً، فالشيخ الحبيب في موقفه ضد عائشة لا يعتبر شاتماً لأحد من أهل البيت عليهم السلام.

وفي الحقيقة أن موقفه هذا بنفسه لا يعتبر شتماً، لأنه كيف يكون شتماً وهو إنما يعبر عن رفضه لهذه الشخصية ويذكر جرائمها في حق الإسلام والنبي وأهل البيت عليهم السلام؟

وحتى لو قلنا أنه شتم عائشة وأشباهها من المنافقين الذين حرفوا الإسلام فإنه لا يكون قد ارتكب حراماً، لأن الشتم وإن كان من سوء القول إلا أن الله سبحانه وتعالى أباحه تجاه الظالمين. قال الله عز وجل: ”لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا“. ﴿النساء: 149)

وأنت كإنسان مسلم عليك ألاّ توالي الظالمين والمنافقين الذين غضب الله عليهم، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ“. (الممتحنة: 14)

وعلى هذا المبدأ أنت بحاجة إلى تبحث هل أن أبا بكر وعمر وعائشة - مثلا - ظالمون يحرم توليهم أم لا؟

لا تقلد الآباء والأجداد.. فقط كن صاحب فكر حر وابحث بنفسك وسوف تعرف بإذن الله الحقيقة وكيف أنك كنت مخدوع بهذه الشخصيات المنحرفة.

ولمساعدتك على البحث ننصحك بالاستماع إلى محاضرات الشيخ الحبيب وخاصة سلسلة محاضراته بعنوان (كيف زُيِّف الإسلام؟) وتجدها هنا على (هذا الرابط)

أما عن قولك أن الطائفية وصلت إلى المدارس بسبب أفعال الشيخ فإذا كان قصدك تزايد حدة التوتر فالشيخ وإن لم يكن يتمنى ذلك لكنه يقول دائماً أن هذه ضريبة لابد من دفعها، فكل دعوة إصلاحية لابد أن تثير في البداية بعض التوترات، حتى دعوة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أثارت توترات كثيرة بين العرب في بدايتها حتى وصلت إلى حد الحروب وسفك الدماء.

المهم هو النتيجة.. ودعوة الشيخ هي دعوة إصلاحية وسوف تنتهي هذه التوترات في المستقبل وتبقى هذه الدعوة لأنها دعوة الإسلام الحقيقي الذي يقوم على مبدأ رفض الظالمين والمنافقين والمنحرفين.

أما عن سؤالك أين ذهب دين رسولنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فالجواب أنه باقٍ إلى أبد الدهر، لكن على المسلم أن يميز بين الدين الأصيل والنسخ المحرفة منه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ”إن بني إسرائيل قد افترقت على ثنتين وسبعين فرقة وأنتم تفترقون على مثلها، كلها في النار إلا فرقة“. (مسند أحمد ج3 ص120).

والدين الإسلامي الأصيل هو دين أهل السنة والجماعة، لكن من هم أهل السنة والجماعة؟ إنهم أتباع آل محمد (عليهم السلام) وليسوا أتباع أبي بكر وعمر وعائشة، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث يرويه غير الشيعة أيضاً: ”ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة“. (تفسير الكشاف للزمخشري ج3 ص82 والحوادث الجامعة لابن الفوطي ص153 وفرائد السبطين للحموي ص49 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص27) ولم يقل النبي: ألا ومن مات على حب أبي بكر وعمر وعائشة مات على السنة والجماعة!!

وروى غير الشيعة أيضاً حديثاً عن الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) فيه تأكيده على أن أهل السنة والجماعة الحقيقيين هم أتباعه وإن قلوا، وأهل البدعة والفرقة هم مخالفوه وإن كثروا. جاء في الحديث: ”كان علي يخطب، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين؛ أخبرني مَن أهل الجماعة؟ ومن أهل الفرقة؟ ومن أهل السنة؟ ومن أهل البدعة؟ فقال: ويحك! أما إذا سألتني فافهم عني، ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي. فاما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلّوا! وذلك الحق عن أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وآله. فأما أهل الفرقة فالمخالفون لي ومن اتبعني وإن كثروا! وأما أهل السنة المتمسكون بما سنّه الله لهم ورسوله وإن قلوا! وإن قلوا! وأما أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا! وقد مضى منه الفوج الأول وبقيت أفواج، وعلى الله قصمها واستئصالها عن جدبة الأرض“! (كنز العمال للمتقي الهندي ج16 ص184)

إذاً المسلم الحقيقي = السني الحقيقي = الشيعي الحقيقي.

فلا تتردد ولا تمت إلا مسلماً سنياً شيعياً. بارك الله بك.

شكرا لتواصلكم.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 13 ذي الحجة 1431


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp