أحترت وجّهوني ماذا أفعل؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم رب فاطمة الزهراء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي صديق عزيز على قلبي جداً، فاحببته الى درجة ان فضلَته على نفسي، وانا اعرف حياته واسراره وطريقة تفكيره، فهو ولله الحمد انه يداوم الصلاة في المسجد، ويتقن التجويد، ويقرا الادعية دائما،ويحضر مجالس اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام فهو في هذا الجانب مؤمن، الا انه لديه عدة مشاكل:

المشكلة الاولى: انه يتكلم مع بنات آقرباءه كبنات خاله وخالته، وانا تعبت معه بالحديث معه حول هذا الموضوع الا انه لم يكترث بكلامي، بل غضب مني على مداومة تكلمي معه عن هذا الموضوع، ومن المشكلة انه صبي جميل جدا، وبنات اقاربه جميلات أيضاً، وايضا هو شهوته قوية فاثارتها صعبة، يعني تستطيع ان تقول انه 100% لن ينحرف معهم، ولكن الشيطان(عليه اللعنة) قوي فهو يحرف الرجل المتزوج المتمكن من زوجته، فكيف بصبي وسيم عمره 14 سنة؟
وايضا لديه قريبتين لديهم علاقة قوية بصبيين(حبيبين) الا ان الاولى تابت بعد ان تركها حبيبها، فانا اخاف عليه من عذاب الله عزوجل، وخصوصا ان فرصة الانحراف معهم كبيرة جداً، فهو كل اسبوع يلتقي بهم، بل ويستطيع ان يختلي مع واحدة منهم! فعندما اطلعته على فتوى المرجع الاعلى للطائفة الشيعية السيد علي السيستاني دام ظله الشريف، وهي حرمة التكلم معهم ومع خوف الوقوع في الحرام، فهو يقول لي انه اذا كنت لا تخاف الوقوع في الحرام، فهو يخاف من هذا، ولكن الشيطان قوي، فاتصلت باحد المشايخ وشرحت ليه الموضوع فقال لي ان الموضوع لا يحتاج فتوى، ان التكلم مع البنات حرام بجميع اشكاله، الا المواضع التي حللها السيد السيستاني كالتكلم معهم في جانب العمل وما شابه.
فانا اريد حلاً قوياً لهذه المشكلة، فانا اخاف انه يموت وهو على هذه الحالة من دون توبة.

المشكلة الثانية: انه يضع في رأسه الجلَ والكريم وتسريحه كتسريحة اهل الفجر والفسوق التي تسمى سبايكي هذه التسريحة التي تشبه الديك، فتكلمت معه في هذا الموضوع فاجابني باجابة لم استطع ان ارد عليه وهي ان السيد السيستاني لم يحرم هذه التسريحات الغريبة فلم استطع ان اجيب عليه، أيضا يلبس الملابس الضيقة والقصيرة، فهو يلبس الفانيلة القصيرة فهو ان انحنى يظهر جزء كبير من ظهره وجزء من ملابسه الداخلية وفي بعض الحالات تظهر عورته، ويلبس ايضا البنطلون الضيق الذي يسمى (سكيني) فهو ضيق جدا وهو مذموم من قبل المؤمنين لدينا في البحرين، الا انه لا توجد فتوى للسيد السيستاني تحرم لبس هذه الاشياء، وعندما سالته عن سبب فعل كل هذه الاشياء، اجابني بانها الموضة وناس كثيرون يفعلون هذا من اجل الموضة فلماذا لا اكون مثلهم.


المشكلة الثالثة: توجد لديه بعض الزلات عن اهل البيت عليهم السلام، كتفكيره بان سيدتي ومولاتي وجدتي واملي يوم المحشر فاطمة الزهراء عليها افضل الصلاة والسلام بانها لن تشفع لكل الشيعة، وهذه التفكيرات، واعتقاده بأن عائشة لعنها الله شريفة، وانه من المستحيل ان ترتكب الفاحشة، كما انه لا يجوز سبها ولعنها لانها زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت له أن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام طلقها من الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي كيف يطلقها امير المؤمنين عليه السلام والرسول الذي تزوجها وهو الذي يحق له تطليقها.

فاني معتمد على الله عزوجل وعلى الحل الذي سترسلونه الذي باذن الله سيكون الدافع الى توبته.

واتمنى منكم عدم اهمال رسالتي، فانها مهمة جداً فهي باذن الله ستسبب في توبة شخص.
وان اهملتموها ستسسبب في انحرافه والعياذ بالله.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بمراجعة الشيخ قال أنه ليس عليك إلا النصح والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا لم يتعظ فلا عليك لأنك لا تملك السيطرة عليه. قال تعالى: «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ».

ولا تصب نفسك بتعب نفسي لأجله إذا أصرّ على ما هو مقيم عليه «فَإِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ».

وفي كل الأحوال أنت قد حصلت على ما تريد من ثواب النصح والإرشاد سواءً انتصح واتعظ أم لا.

ومهما يحصل فلا تقطع علاقتك الطيبة معه لأنه قد يتوب ويلتزم بالأحكام والآداب الإسلامية ولو بعد حين كما هو المشاهد في كثير من الشباب الذين عندما يتخطون مرحلة المراهقة فإنهم يعقلون ويرشدون.

ومن الأمور الجيدة التي تترك تأثيرا عظيما في النفس الإنسانية تجعلها تعود إلى الله تعالى هو الوقوف على الموت، ولذلك ورد في الآثار «موتوا قبل أن تموتوا» فمن الجيد أن توقف صاحبك على قصص شباب فقدوا أرواحهم مبكرا وهم ما زالوا في الشباب حتى يترك ذلك تأثيرا عليه يجعله يراجع نفسه ويعلم أن الموت يمكن أن يباغته حتى في هذه المرحلة الشبابية فمن الأفضل له أن يصفي علاقته بالله تعالى ويبتعد عن كل حرام بل عن كل شبهة حرام.

أما المسائل العقائدية والفكرية الخاطئة - كقضية أن من المحال أن ترتكب عائشة الفاحشة - فهذه يمكن تصحيحها عنده بالأدلة المتينة وبالحوار التدريجي.


شكرا لتواصلكم.


مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 2 ربيع الآخر 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp