أين ذكر ملا صدرا أن أهل النار يتنعمون فيها ولا يتعذبون؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

الشيخ ياسر الحبيب السلام عليكم

لقد استمعت في موقعكم الى محاضرة بعنوان ( ملا صدرا ، صدر المنحرفين )
و قلتم انه ذكر في كتابه الاسفار ان اصحاب النار منعمين ، ارجو منكم ذكر الجزء
و الصفحة و الدلالات الكلية التي تكشفها عبارته ،
إذ لعله ماراد ليس ما ذهبتم اليه
شكرا

محمد هاشم البطاط


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بمراجعة الشيخ أرشد إلى الصفحة 352 من الجزء التاسع من الأسفار لملا صدرا، وفيها قوله لعنه الله: «إن المخلوق الذي غاية وجوده أن يدخل في جهنم بحسب الوضع الإلهي والقضاء الرباني لا بد أن يكون ذلك الدخول موافقاً لطبعه وكمالاً لوجوده، إذ الغايات كما مرّ كمالات للوجودات، وكمال الشيء الموافق له لا يكون عذاباً في حقه! وإنما يكون عذاباً في حق غيره ممن خلق للدرجات العالية»!

وقال قبل ذلك في الصفحة 346: «واعلم أن أهل العذاب هم الذين نفوسهم كانت مستعدة لدرجة من درجات الجنان ثم بطل استعدادهم بارتكاب المعاصي فحالهم كحال من انحرف مزاجه عن الاعتدال اللائق به وعن الصحة التي له بحسبه، فيكون في ألم شديد حتى يرجع إلى الاعتدال الذي كان له أو بطل استعداده بالكلية وانتقل مزاجه إلى مزاج وافقه تلك الحالة التي كانت مخالفة لمزاجه الأول، وكان مرضاً في حقه، فصار المرض صحة له! والألم راحة له! وانقلب العذاب عذوبة في حقه! لانقلاب جوهره إلى جوهر أدنى، فكذلك حال من يدخل النار»!

وقد استشهد في الفصل 28 من الجزء المذكور بقول ابن عربي لعنه الله: «يدخل أهل الدارين فيهما السعداء بفضل الله، وأهل النار بعدل الله، وينزلون فيهما بالأعمال ويخلدون فيهما بالنيات، فيأخذ الألم جزاء العقوبة موازياً لمدة العمر في الشرك في الدنيا، فإذا فرغ الأمد جعل لهم نعيماً في الدار التي يخلدون فيها بحيث إنهم لو دخلوا الجنة تألموا لعدم موافقة الطبع الذي جُبلوا عليه! فهم يتلذذون بما هم فيه من نار وزمهرير وما فيها من لدغ الحيات والعقارب! كما يلتذ أهل الجنة بالظلال والنور ولثم الحسان من الحور، لأن طبائعهم تقتضي ذلك»!

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 2 جمادى الاولى 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp