هل تؤيدون كتابة عبارات تسقيطية لعائشة وأبي بكر وعمر على الجدران؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم شيخنا العزيز ورحمة الله وبركاته

في الآونة الأخيرة ازدادت حمية شباب الشيعة في بلدك الكويت بعمل غريب بعض الشيء ..

إذ يقومون بكتابة عبارات تسقيطية برموز القوم كعمر وعائشة وأبوبكر عليهم اللعنة

ففي مصلى داخل جامعة الكويت كتب على بوستر (أبو بكر في الجنة) حسب معتقدهم أن عمر قال : بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها , رواه البخاري !!

ثم قام الطلاب البكرية بإزالته سريعا, وكذلك تمزيق ملصقات تحمل مديح لعائشة بنت الكذيب على يد مجهول !!

ومسجدان في مبارك الكبير كتبت على جدرانه عبارات فاضحة لعمر وعائشة من قبيل أن عائشة تركب البعير و ترضع الكبير وما يشبه هذا المعنى , وتمجيد
لأحد الأئمة الأطهار عليهم السلام

وفي جدران مدرسة أيضا كتبت عبارات مما أدى إلى فصل طالب مسكين , واليوم نواب بني أمية يعدون جديا لتغليظ العقوبة إلى الإعدام

وشيعة الكويت يتعرضون إلى أبشع أنواع التمييز العنصري و التكفير , فهل تجدون أن هذا العمل جائز مع ما يترتب عليه من أخطار حتمية للشيعة الكرام

إذا كانت الإجابة نعم فسأكون أول من يفعل ذلك وحدد لي العبارة التي تراها مناسبة

حفظكم الله

علي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سماحته عبّر للمتصلين من الكويت عن تأييده ومباركته لهذه الظاهرة التعبيرية إذا كان يُراد منها تنبيه الغافلين من أهل الخلاف إلى ضرورة البراءة الشرعية من الذين انقلبوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخانوه من بعده، وقد نصح سماحته بالاستمرار في ذلك وتعميم هذه الظاهرة على جميع البلدان لدفع المجتمعات الإسلامية إلى التحرر من تقديس واحترام الشخصيات الإجرامية.

كما بيّن سماحته أن كل ثورة لا بد أن تشتمل على تضحيات، وهذه تعتبر ثورة عقائدية وإنسانية ضد رموز الكفر والظلم والإرهاب، ومن الطبيعي أن تقوم الأنظمة الاستبدادية وفلول وبقايا بني أمية بمواجهتها بقسوة، ولكن كل ذلك يهون إذا كانت النية خالصة لوجه الله تعالى، وقد قال الإمام الباقر عليه السلام: «أيما مؤمن مسّه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خدّيه من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار». (تفسير القمي ج2 ص291)

وقد أكد سماحته أن هذا العمل من حيث الأصل شرعي، فقد كان بعض المخلصين من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) يقومون بإظهار البراءة في المساجد أو الأمكنة التي كانت تكتظ بأهل الخلاف، وقد عرّضهم ذلك إلى القتل بأبشع الأساليب، إلا أن الأئمة (عليهم السلام) لم ينكروا عليهم، بل اعتبروهم من حواريّيهم، وأثنوا عليهم أعظم الثناء.

فمثلاً هناك رجل عظيم جليل القدر يُدعى يحيى بن أم الطويل المطعمي (رضوان الله تعالى عليه) كان باب الإمام زين العابدين (صلوات الله وسلامه عليه) كما ذكره الشيخ ابن شهراشوب في المناقب ج3 ص311. هذا الرجل كان مؤمنا وشجاعاً وجريئاً إلى أقصى حد.

وصفه الإمام الباقر (عليه السلام) بأنه كان «يُظهر الفتوّة». (رجال الكشي ص96)

ووصفه الإمام الصادق (عليه السلام) بأنه كان أحد الثلاثة الذين لم يرتدوا بعد استشهاد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) مما يكشف عن عظيم إيمانه. قال الصادق عليه السلام: «ارتد الناس بعد الحسين عليه السلام إلا ثلاثة: أبو خالد الكابلي، ويحيى بن أم الطويل، وجبير بن مطعم. ثم إن الناس لحقوا وكثروا». (رجال الكشي ص95) علما أن يحيى بن أم الطويل هو السبب في تشيّع أبي خالد الكابلي أيضاً في قصة مفصلة.

ووصفه الإمام الكاظم (عليه السلام) بأنه من الحواريين في قوله: «إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ: أين حواري علي بن الحسين عليه السلام؟ فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب». (الاختصاص للشيخ المفيد ص61)

كان يحيى بن أم الطويل (رضوان الله تعالى عليه) يظهر البراءة أمام المخالفين بكل صراحة، ويلعن أعداء آل محمد عليهم السلام، فقد روى ثقة الإسلام الكليني عن اليمان بن عبيد الله قال: «رأيت يحيى بن أم الطويل وقف بالكناسة ثم نادى بأعلى صوته: معشر أولياء الله! إنّا براء مما تسمعون، من سبَّ عليّاً عليه السلام فعليه لعنة الله، ونحن براء من آل مروان وما يعبدون من دون الله». (الكافي للكليني ج2 ص379)

وكان القليل من المخالفين يستجيبون ليحيى وأكثرهم لا يستجيب لدعوته للبراءة، وهو ما دفعه لأن يدخل المسجد النبوي الشريف ويعلن عن كفره بمن فيه من المخالفين وبغضه لهم! فقد روى الشيخ المفيد عن الإمام الصادق عليه السلام: «كان يحيى بن أم الطويل يدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول: كفرنا بكم! وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً»! (الاختصاص للمفيد ص64)

وهذا العمل من يحيى بن أم الطويل هو في الواقع من التأسي والاقتداء بسيرة الخليل إبراهيم (عليه السلام) وأصحابه المؤمنين، فقد قال الله تعالى: «قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ». (الممتحنة: 5)

وبسبب إظهاره للبراءة أمر الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي (لعنه الله) بقطع يديه ورجليه، ثم قتله فمات شهيداً سلام الله عليه.

يقول الشيخ: «إذا كان أحدكم مستعداً لأن ينال مقام الشهداء والحواريين فليفعل كما فعل يحيى بن أم الطويل رضوان الله عليه».

يوصي الشيخ بترشيد عبارات البراءة التي يتم كتابتها أو نشرها، وأن لا تتضمن كلمات بذيئة.

ومن العبارات المقترحة:
● يا أيها المسلمون! أبو بكر وعمر وعائشة في النار.
● البراءة من أبي بكر وعمر وعائشة واجبة على كل مسلم ومسلمة.
● المسلم لا يوالي أبا بكر وعمر وعائشة.
● اللهم نبرأ إليك من أبي بكر وعمر وعائشة.
● عائشة قتلت النبي صلى الله عليه وآله.
● عائشة المدانة من فوق سبع سماوات في سورة التحريم.
● عائشة مجرمة حرب.
● عائشة رأس الكفر كما قال النبي صلى الله عليه وآله.
● عائشة قرن الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وآله.
● عائشة في النار كما أن امرأة نوح وامرأة لوط في النار.
● الشعب يريد إسقاط عائشة.
● رضاع الكبير = عائشة زانية محترفة.

ويوصي الشيخ الأخوة الذين يقومون بكتابة الشعارات التي تعبر عن الغضب على أعداء الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) بالأمور التالية:
● أن تكون نيتهم خالصة لوجه الله تعالى، لا يريدون بذلك مجرد استفزاز الآخرين بل تنبيه الغافلين منهم إلى أهمية البراءة من أعداء الدين.
● أن يوطّنوا النفس على التضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى.
● أن يلتزموا بالاحتياطات التي تمنع الظالمين من اعتقالهم.
● من يقوم بهذا العمل عليه قبل أن يخرج من بيته أن يكون على طهارة ووضوء ويقرأ سورة التوحيد ست مرات عن كل جانب، الأمام والخلف واليمين واليسار والأعلى والأسفل، ثم يقرأ آية الكرسي، حتى يكون ذلك درعاً له إن شاء الله تعالى.
● أيضا على من يقوم بهذا العمل أن يأخذ السبحة الحسينية المقدسة بيده ويقول ثلاث مرات دعاء الاعتصام: «أصبحت اللهم معتصما بذمامك وجوارك المنيع الذى لا يطاوَل ولا يُحاوَل، من شر كل غاشم وطارق، من سائر من خلقت وما خلقت، من خلقك الصامت والناطق، في جنة كل مخوف، بلباس سابغة حصينة، وهى ولاء أهل بيت نبيك محمد صلي الله عليه وآله محتجزا، من كل قاصد لي أذية، بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم، والتمسك بحبلهم جميعا موقنا أن الحق لهم ومعهم، ومنهم وفيهم وبهم، أوالي من والوا، وأعادي من عادوا، وأجانب من جانبوا، فصل على محمد وآله، وأعذني اللهم بهم من شر كل ما اتقيه، يا عظيم حجزت الاعادي عني ببديع السماوات والارض إنا جعلنا من بين ايدهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون».
ثم يقبِّل السبحة ويمسح بها عينيه ويقول: «اللهم إني أسألك بحق هذه التربة المباركة وبحق صاحبها وبحق جده وبحق أبيه، وبحق أمه وبحق أخيه، وبحق ولده الطاهرين عليهم السلام، اجعلها شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف وحفظا من كل سوء».
ويجعل السبحة معه ويتوكل على الله ويخرج لكتابة الشعارات أو لصق الملصقات أو ما أشبه. وإذا كان الخروج بالليل فليستبدل كلمة (أصبحت) بكلمة (أمسيت) في دعاء الاعتصام الشريف.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 10جمادى لآخرة 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp