ما معنى زيارة الله تعالى للحسين (عليه السلام) كل ليلة جمعة؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و ال محمد آل الله

و اللعنة الدائمة و الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أعدآء الله إلى يوم لقآء الله .

سلام عليكم

ورد في كتاب كامل الزيارة لإبن قولويه رحمة الله تعالى عليه :

حدّثني أبي وأخي وجماعة مشايخي ، عن مُحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس ، عن حمدان بن سُليمان النّيسابوري ، عن عبد الله بن مُحمّد اليماني ، عن منيع بن حجاج ، عن يونس ، عن صفوان الجمّال ، قال : قال لي أبو عبد الله " عليه السّلام " لمّا أتى الحيرة : هل لك في قبر الحُسين " عليه السلام " قلت : وتزوره، جُعلت فداك ! قال : وكيف لا أزوره، والله يزوره في كُلّ ليلة جمعة، يهبط مع الملائكة إليه، والأنبياء والأوصياء ، ومُحمّد أفضل الأنبياء، ونحن أفضل الأوصياء ، فقال صفوان : جُعلت فداك! فنزوره في كُلّ جمعة، حتّى ندرك زيارة الرّب ، قال : نعم يا صفوان، إلزم ذلك؛ يُكتب لك زيارة قبر الحُسين " عليه السلام " وذلك تفضيل وذلك تفضيل

فنرجوا البيان الشافي مدعوما بالدليل العقلي و النقلي مستقاة من بحر جود و علم آل الله آل محمد و علي صلى الله عليهما و على آلهما الأطهار ، بكيفية و معنى زيارة الله عز وجل لسيد الشهدآء أبي عبدالله الحسين عليه أفضل الصلاة و السلام .

و كذلك ورد حديث بكيفية أخرى في مفاتيح الجنان للمحدث الشهير شيخ عباس القمي رضوان الله تعالى عليه ، بأن زائر النبي الأكرم و الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه و على آله الأطهار في باب الزيارات :

عن أبي الصّلت الهروي قال : قلت للرّضا (عليه السلام) : ياابن رسول الله ما تقول في الحديث الّذي يرويه أهل الحديث انّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة ـ ويعني الرّاوي بسؤاله انّ الرّواية إن صحّت ما معناها وهي بظاهرها تحتوي على ما لا يستقيم مع الاعتقاد الحقّ ـ فأجابه (عليه السلام) فقال : يا أبا الصّلت انّ الله تبارك وتعالى فضّل نبيّه محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) على جميع خلقه من النّبيّين والملائكة، وجعل طاعته طاعته ومبايعته مُبايعته وزيارته زيارته ، فقال الله عزوجل : « مِنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ اَطاعَ اللهَ » وَقالَ : « اِنَّ الَّذينَ يُبايِعُونَكَ اِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْديهِمْ » ، وقال النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : مَن زارني في حياتي أو بعد مماتي فقد زار الله تعالى الخ .

نرجوا بيان ذلك حول كيفية زيارة الزائر لله عز و جل ، على ضوء ما تقدم من السؤال .


باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين واستشهاد أهل بيته وأصحابه عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم السلام، جعلنا الله وإياكم من الثائرين الطالبين بدمائهم مع المنتقم لهم مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف.

قد شرح الحديث الآخر معنى الحديث الأول وأمثاله من الأحاديث، وذلك أن الله تعالى قرن ذاته الشريفة بذات نبيه الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، فجعل كل ما يصدر من نبيه صادرا منه، وكل ما يأتي إلى نبيه آتيا إليه، فعلى هذا يكون معنى زيارة الله تعالى للحسين (عليه السلام) زيارة نبيه (صلى الله عليه وآله) إليه كل جمعة، هذا وذيل الرواية يشهد بأن معنى الهبوط مجازي كما في قوله تعالى : ”وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا“ لمكان قوله عليه السلام: ”وذلك تفضيل وذلك تفضيل“، فهو هبوط النبي (صلى الله عليه وآله) الذي يكون ممثلا عن الله تعالى، ولا مانع من انضمام هذا المعنى إلى معاني أخرى كهبوط الرحمة الإلهية مثلا وهو عين ما نقوله في الآية الشريفة إذ نؤولها بمعنى ”وجاءت رحمة ربك“ لضرورة عدم التجسيم.

أنار الله دربكم بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم. والسلام.

الثاني من شهر صفر الأحزان لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp