ما هذا التناقض لدى الفرقة البكرية؟!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله محمد عظم الله اجوركم واجورنا
شيخنا الفاضل اتمنى منك تقول موضوع لماذا الامام الحسين عليه السلام خرج على الظالم والفاجر يزيد عليه الف لعنه
وكان البكريين يبررون للطاغيه يزيد عليه الف لعنه والان البكريين خرجو على حكامهم والان لازم من صفعه لهم للرد عن ثوره الامام الحسين عليه السلام
وعن ثوراتهم الحاليه

محمد القطيف
نسالك الدعاء


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره وسبي نسائه وعياله , جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام هدى منصور من أهل بيت محمد عليهم الصلاة والسلام.

ـ لاشك أنّ رفع الذلة الاجتماعية والمظالم الاجتماعية هو هدف نبيل غير أنّ أي خلل في الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مرده الى خلل في الدين.
إنّ "الحكومة" الدينية السماوية التي عينها الله تعالى هي الكفيلة بإقامة العدل المطلق على الارض.
يزيد لعنه الله كان امتدادا لحكومة السقيفة التي تسبب انقلابها على الوصي الشرعي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي عليه السلام في تولي الظلمة إلى اليوم على رقاب الناس.

من هنا تعلم أنّ الحسين عليه السلام خرج على حكم يزيد لعنه الله باعتباره امتدادا لحكم السقيفة الذي حرّف الدين وبتحريف مسيرة الدين بدأت قضية معاناة البشرية الى اليوم.
إنّ جذر كل المشكلات يعود الى تنحية الخلفاء الشرعيين الذين نصبهم الله تعالى فهو سبحانه الاعلم بما يصلح عباده.
فإذاً الحسين خرج مطالبا بحقه الذي جعله الله تعالى له وهو خلافة هذه الأمة. إنّ العدالة الاجتماعية المطلقة لا يمكن أن يقيمها سوى من عينه الله تعالى واختاره خليفة لذا فإنّه كان لا بد أن يطالب الحسين بحقه في الحكم وخلافة الأمة باعتبار الخلافة "وسيلة " لا غاية. ومن هنا كانت ثورة الحسين عليه السلام لاستعادة حقه الشرعي بهدف نشر العدالة الاجتماعية وذلك بإقامة الدين وذلك لايكون الا بالثورة على "الذلة الدينية"
قال مولانا الحسين عليه السلام : ( اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام؛ ولكن "لنرى المعالم من دينك")

لقد خرج الحسين عليه السلام ثائرا أولا على "الذلة الدينية" المتمثلة في بسط يد الهيمنة للاسلام المزيف البكري الأموي وتفشيه وذلك أفضى إلى تواري وطمس الدين القويم الحق واندراس معالم الاسلام المحمدي العلوي وانزوائه وهذا ماهو واقع اليوم في الدويلات العربية وغيرها المتسمية بالاسلام.
فإذاً على الشعوب البكرية أولا الثورة على دينها المزيف والعودة الى الدين الحق المتمثل في التشيع وإعلاء راية محمد وآله الاطهار والبراءة من اعدائهم فمن هنا تنطلق العزة. ما الفائدة في أن يثوروا على ظلمة اليوم وهو لا يزالون عبيدا لمن أتوا بهم كابي بكر وعمر وعائشة لعنهم الله؟!
القذافي مثلا ليس الا تلميذا صغيرا عند عائشة لعنها الله!
(هنا) تجدون محاضرة لسماحة الشيخ بعنوان: ( لا شرعية للثورات إلا بالتزام مباديء الرافضة) وفيها تناول ما حدث مؤخرا من ثورات في بعض الدويلات العربية

الأمر ذاته بالنسبة للشيعة فمن يثورون من اجل حقوق المواطنة مع بالغ الاسف لا تجد في سلم أولوياتهم على الاطلاق رفع الذلة الدينية.
من لا يتمكن من الجهر بالبراءة من أعداء آل محمد هو ذليل في دينه إذ أنّ البراءة من معالم الدين فيجب أن تُظهر وتُبرز.
في إيران المتسمية بالتشيع وكذلك العراق ذات الغالبية الشيعية الى اليوم لم يتعلم أحد منهم أنّ قضية الحسين عليه السلام هي رفع "الذلة الدينية".
لا زالوا يرضون بأن يبقوا أذلاء في دينهم. انهم غالبية في العراق ولا زالت الشوارع والجامعات والمدارس تحمل أسماء قتلة أئمتهم لكنهم يلعنون صدام صبح مساء ولا يرضون أن يكون هناك شارع باسمه! وكأنّ ظالمهم أشد جرما من ظالم آل محمد عليهم السلام!
في ايران لا يتمكن أحد أن يذكر ابا بكر وعمر بسوء بل تُمنع طباعة أجزاء المطاعن من بحار الانوار!
فأي عزة تحلم بها الامة الشيعية وهي ذليلة في دينها؟
سيفيدكم أن تتابعوا هذه الحلقات من الليالي الحسينية ففيها تفصيل حول المعاني السامية والمقاصد الشريفة للنهضة الحسينية الخالدة: (هنا)

وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

12 صفر 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp