وهل مثل صدام يتوقف بشأن لعنه؟!

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت جالس بين الأصدقاء وقد ذكروا الطاغية صدام حسين
و عندما سمعت اسمه قلت : الله يلعنه
و قد غضبوا مني و قالوا : لايجوز ان تلعن الميت
فلم اجد جواب...
فهل يجوز لعن الميت ولاسيما لو كان طاغية ؟
و هل هناك دليل من كتب الخالفين على ذلك ؟
اتمنى معرفة الجواب من سماحتكم حفظكم الله
و شكرا
علي أحمد


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم الله لكم الأجر في مصابنا الجلل بسيدنا ومولانا أبي عبدالله الحسين عليه السلام وأهل بيته وأنصاره وسبي نسائه وعياله , جعلنا الله وإياكم من الطالبين بثأره مع إمام هدى منصور من أهل بيت محمد عليهم الصلاة والسلام.

ـ ما عشتَ أراك الدهر عجبا! وهل مثل صدام يُتوقف بشأن لعنه؟

الدليل أولا من كتاب الله تعالى :

قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)" سورة البقرة
فالآية هنا صريحة في حلول لعنة الله والملائكة والناس اجمعين على من مات كافرا.
الأمر الآخر إنك تقرأ في القرآن لعن الأقوام السالفة التي أكل عليها الدهر وشرب
هنا لعن فرعون وجنوده
قال تعالى: "وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)" سورة القصص
وآيات أُخر بشأن عاد وثمود ويهود المدينة الى غيرها من الآيات.

ـ نعم رسول الله صلى الله عليه وآله لعن الأموات عندهم في حديث أخرجه البخاري ومسلم. تروي مصادر أهل البدعة هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
"لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"

نحن لا نسلم لهم بصحة متن هذا الحديث ولكن نلزمهم بما يلزمون به أنفسهم.
لاشك أنّ اليهود والنصارى ظالمون. وأي ظلم أعظم من الشرك بالله؟ قال تعالى:" إنّ الشرك لظلم عظيم"

وماذا يقولون في لعن رسول الله صلى الله عليه وآله لمروان بن الحكم ووالده؟ إذا لعن رسول الله أحدا لحقته تبعات ذلك اللعن الى يوم الدين! فمروان من حين لعنة رسول الله له إلى حين يُبعث هو ملعون!

حينما أتوا بمروان الى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو صغير تقول الرواية :(فأُدخل عليه مروان بن الحكم فقال: هو الوزغ ابن الوزغ ، الملعون ابن الملعون ).
(رواه الحاكم:4/479 وصححه)
(ورواه نعيم في الفتن:1/131، وسنده صحيح)

ثمّ أي فرق في أن تلعن الظالم حياً أو ميتاً؟
إنما اللعن له "موضوع" واحد لا يختلف في حال حياة المرء أم مماته!
ما هذه العقلية؟ من يستحق اللعن ألعنه في حياته وأترحم عليه في مماته مثلا؟
ما الحكمة من الامساك عن لعنه في حال مماته؟
اللعن هو طلب الإبعاد عن رحمة الله تعالى.
الترحم يكون على المؤمن سواءا في حياته أو مماته أما الظالم فليس له سوى اللعن حياً وميتاً وبهذا جاء الإطلاق في القرآن الكريم فالآية لم تقل ألا لعنة الله على الظالمين الأحياء!
"أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)" سورة هود
على من يقيد أن يأتي بدليل يُركن إليه متنا أو سندا! وليس لدى القوم سوى دليل واحد يطعن في اصل عصمة رسول الله حيث يدّعون أنّ رسول الله لعن أبا سفيان ونفرا معه ثم نهاه الله تعالى! وهل نبينا يتصرف من عنده؟ رسول الله وحي يُوحى! فإذاً يتبين أنّ هذا حديث مكذوب على ساحة النبوة.

(هنا) تجد محاضرة حول فوائد اظهار اللعن والبراءة وفلسفة إظهار اللعن.

شكرا لتواصلكم

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

23 صفر 1432


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp