لماذا ولّى أمير المؤمنين (عليه السلام) زياد بن أبيه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

زياد بن أبيه لقد نقل التاريخ عنه ما نقل، وقال الإمام علي ع مخاطبا إياه كما في نهج البلاغة الكثير، فسؤالي هو لماذا عينه الإمام علي ع واليا من ولاته على الأمصار؟ وهل كان زياد بن أبيه ممن قابل الرسول وعاش معه؟


باسمه عزّ اسمه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أسعد الله أيامنا وأيامكم بعيد فرحة الزهراء صلوات الله عليها، جعلنا الله وإياكم من الفائزين بولايتها والبراءة من قتلتها وأعدائها.

لم يلتقِ زياد بن أبيه (لعنه الله) برسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يصحبه، غير أن الظاهر أنه كان في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيا في عمر صغير، إذ نقل ابن حجر أنه وفد على عمر وكان يبلغ من العمر سبع عشرة سنة، ومقتضى ذلك كونه قد أدرك زمن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وإن لم يلتقِ به أو يصحبه لطفولته وحداثة سنه.

أما لماذا استعان به أمير المؤمنين (عليه السلام) وولاّه فلأنه كانت هناك مصلحة إسلامية أهم وهي ضبط أوضاع فارس، ففي مثل هذه الحالة يصح التضحية بالمهم في سبيل الأهم، وهذه قاعدة شرعية مضى عليها الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، ولذا استعان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمثل خالد بن الوليد في حملة اليمن، بل وحتى بمثل أبي سفيان في جباية صدقات الطائف.

وزياد إنما كان بالأصل كاتبا لأبي موسى الأشعري حين كان واليا، فلما تولّى ابن عباس البصرة استخلفه حين كان يغيب، وبعد خيانة ابن عباس لم يجد أمير المؤمنين (عليه السلام) بدا من أن ينصّب زيادا واليا لأنه كان الوحيد الذي يعرف كيفية تسيير شؤون فارس والبصرة وضبطهما، خاصة أن فارس كانت ثغرا من الثغور وتحتاج إلى رجل عسكري قوي يستطيع حمايتها من هجمات الكفار، فعيّنه الأمير مع رقابة شديدة ترى آثارها في رسائله الموجهة إليه كما في نهج البلاغة، وفيها من التهديد والوعيد والتحذير الكثير، وبذلك تفهم أنه في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إنما قام بما يجب القيام به من الضبط والحماية، فقد روى المدائني: ”لما كان زمن علي عليه السلام ولّى زيادا فارس أو بعض أعمال فارس فضبطها ضبطا صالحا وجبا خراجها وحماها“. (شرح النهج لابن أبي الحديد ج16 ص181).

وعلى هذا فإنه تصح الاستعانة به شرعا لتحقيق هدف مرحلي أولى، حتى وإن كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يعلم بأنه بعد مقتله سيستجيب إلى إغواءات معاوية وسيغدو عدوا لله ولرسوله وللمؤمنين، فذلك شأن آخر، والأهم في المرحلة الأولى إنما كان ضبط أوضاع فارس وحمايتها، ولم يكن لهذه المهمة سوى زياد، ولذا استعان به أبو الحسن صلوات الله عليه.

وفقكم الله لجوامع الخير في الدنيا والآخرة. والسلام.

12 من شهر ربيع الأول لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp