هل كانت عائشة بكرا عندما تزوجها النبي صلى الله عليه وآله؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم المصطفى محمد وعلى أهل بيته الطيبين المعصومين الطاهرين المطهرين تطهيرا وعلى صحبه المنتجبين واللعن الدائم على الظالمين وفي مقدمتهم أبوبكر وعمر ومن سار على نهجهما واقتدا يهما ودافع عنهما عالما معاندا

سماحة الشيخ الجليل ياسر الحبيب حفظك الله ورعاك وأطال في عمرك ووفقك لما يحبه ويرضاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ويعد

سمعتك في إحدى المحاظرات تقول بأن عائشة لعنها الله وأخزاها ليست بكرا باعتبار أن الآية التي فيها أنه إذا لم يتوبوا فسوف يبدلهم الله بأزواجا غيرهن ( مسلمات مؤمنات ........... وأبكارا)؟ وهل يمكن اعتبار وجود أبكارا أنه فقط

وفقط كون حفصة لعنها الله هي ليست بكر وظرورة الجمع هنا أي أن احداهن بكر والأخرى ثيب جعلت التعبير يكون هكذا وليس فعلا أن كلتاهن ثيبا ؟ وهذا يقتضي سؤال أهم هنا كيف تكون عائشة ثيب والمشهور أن الرسول ص تزوجها وهي ابنة تسع كما هو مشهور بين الناس ولم يسبق لها الزواج؟ أم أن هذا غير صحيح؟


باسمه تعالى شأنه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نحن نرفض دعوى المخالفين بأن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) تزوج بعائشة (عليها اللعنة) وهي بنت ست وبنى عليها وهي بنت تسع، ونرى أن ذلك مما اختلقته عائشة وحزبها لإيهام الناس بأنها كانت محظية عند النبي لصغر سنها وطفولتها! ومما يدحض ذلك أن ابن قتيبة نصّ على أنها توفيت سنة ثمان وخمسين وقد قاربت السبعين، وهذا يعني أنها كانت حين زواجها برسول الله (صلى الله عليه وآله) في عمر الثلاثة عشر تقريبا، لأن الزواج تم قبيل الهجرة النبوية الشريفة. (راجع المعارف لابن قتيبة ص59).

كما أن ابن حجر روى عن أبي نعيم أن أسماء بنت أبي بكر – أخت عائشة الكبرى – وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة، ومعنى ذلك أن عائشة كانت تبلغ سبعة عشر عاما تقريبا حين الهجرة أي حين تزوجها النبي صلى الله عليه وآله، لأن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات. (راجع الإصابة لابن حجر ج8 ص14).

وعلى هذا يتأكد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنما تزوج عائشة وقد كانت قد بلغت مبلغ النساء، وكان عمرها يتراوح ما بين الثلاثة عشر إلى السبعة عشر، لا أنها كانت حينذاك طفلة بنت ست أو تسع تلعب بالمراجيح كما كانت تزعم في أحاديثها التي رُويت عنها!

وأما أن عائشة لم يسبق لها الزواج فهذا أيضا من جملة الأكاذيب المشهورة، فإنها قد سبق لها الزواج من جُبير بن مطعم ثم طلقت فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا عين ما رواه ابن سعد عن عبد الله بن أبي مليكة: ”أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خطب عائشة قال أبو بكر: إني كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير، فدعني حتى أسلّها منهم، فاستسلّها منهم فطلقها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم“. (الطبقات الكبرى لابن سعد ج7 ص59).

فالمتيقن إذن أن عائشة كانت قد زُوِّجت وأُعطيت لزوجها ثم استُسلت وطُلِّقت منه، وهذا يؤكد أيضا أنها كانت قد بلغت مبلغ النساء حينذاك لا أنها كانت طفلة، وأما أنها هل افتُضَّت بكارتها في هذا الزواج؟ فالرواية ساكتة عن بيان ذلك كما أنها ساكتة عن نفيه أيضا، والمظنون القوي عندنا أنها قد نُكحت بالفعل وفقدت عذريتها لما يُستشعر من الرواية، إذ هي تؤكد أن أبا بكر قد ”أعطاها“ زوجها، والمعلوم من أهل الجاهلية أنهم ما كانوا يصبرون على الدخول بنسائهم، كما أن من تأمل في سيرة عائشة وغلمتها التي أبدتها في أفعالها وأقوالها لا يتوقع منها الصبر أيضا، فلهذا نحن نقوي أنها لم تكن بكرا.

هذا ولا نتذكر أننا قد أوردنا في محاضراتنا استدلالا بالآية المذكورة على نفي بكارتها.

وفقكم الله لجوامع الخير في الدارين. والسلام.

الخامس من ربيع الآخر لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp