هل الجزع حرام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم

ما صحة الروايات الآتية:

عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: تدرون ما قوله تعالى: (ولا يعصينك في معروف) ؟ قلت: لا قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لفاطمة (ع): إذا أنامت فلا تخمشي علي وجها ولا تنشري علي شعرا ولا تنادي بالويل ولا تقيمي علي نائحة قال: ثم قال: هذا المعروف الذي قال الله عز وجل (الكافي ج5 ص 527) .

قامت أم حكيم بنت الحارث بن عبد المطلب فقالت: يا رسول الله ما هذا المعروف الذي أمرنا الله به أن لا نعصيك فيه ؟ فقال: أن لا تخمشن وجها ولا تلطمن خدا ولا تنتفن شعرا ولا تمزقن جيبا ولا تسودن ثوبا ولا تدعون بالويل والثبور ولا تقمن عند قبر فبايعهن رسول الله صلى الله عليه وآله على هذه الشروط
(بحار الأنوار ج79 ص76)

عن يحيى بن خالد: أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله فقال: ما يحبط الأجر في المصيبة ؟ قال: " تصفيق الرجل يمينه على شماله والصبر عند الصدمة الأولى من رضي فله الرضي ومن سخط فله السخط " . وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أنا برئ ممن حلق و صلق " أي: حلق الشعر ورفع صوته
(مستدرك الوسائل ج 2 ص452)

الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد: عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب "
(مستدرك الوسائل ج 2 ص452)

المفيد في الإرشاد: عن علي بن الحسين (ع): ان الحسين (ع) قال لأخته زينب: " يا أختاه إني أقسمت عليك فأبري قسمي لا تشقي علي جيبا ولا تخمشي علي وجها ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت "
(مستدرك الوسائل ج 2 ص452)

لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة: الفخر بالاحتساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم و النياحة وإن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب
(بحار الأنوار الجزء 79 باب 16)

وفّقكم الله ؛ و حفظكم .

السّلامُ عليكم و رحمة الله و بركاته .

أبو الصلت


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ الخبر الأول بغض النظر عن مدى اعتبار سنده فإنه مُعارض بما ثبت عن سيدة النساء عليها السلام من النوح على رسول لله صلى الله عليه وآله

ثم مضمونه لا يتفق مع الخبر الثاني عن أم حكيم حيث الخبر فقط فيه نهي للنساء عن النياحة على عموم الناس ولم يقل لا تنحن علي. وكلاهما قد جاءا في الكافي تحت باب صفة مبايعة رسول الله للنساء. فلماذا لم يؤكد عليهن أيضا بعدم النياحة عليه صلى الله عليه وآله؟


فإذاً مع وجود هذا الاختلاف في المتنين نأخذ بالحديث الثاني المروي عن أم حكيم لكون الأول مدفوع بما ثبت من طرقنا من كون الزهراء قد ناحت على رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يمكن أن تعصي الزهراء لرسول الله أمرا. أو نحمله على الآنية أي لحظة الوفاة بقوله (إذا) وذلك لعدم إظهار حالة من الانكسار تدفع زمرة النفاق للاستقواء على العترة الطاهرة والانقضاض عليها كما قد حصل(هذا على فرض الاخذ بهذا الحديث وهو مندفع كما بينا للاسباب السابقة)

لقد ناحت الزهراء على والدها حيث أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه و آله وسلم فوضعتها على عينها ثم قالت:

ماذا على مشتم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو انها * صبت على الايام عدن لياليـــــا


أيضا لما جاء من كون الجزع على الحسين عليه السلام مستحب ونحن عندنا المعصومون حرمتهم واحدة

(كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين عليه السلام)

(وسائل الشيعة: 14\505)

بل ورد حديث عن امير المؤمنين عليه السلام خاص برسول الله صلى الله عليه وآله يبين استحباب الجزع على رسول الله صلى الله عليه وآله

حيث يقول عليه السلام مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن الصبر لجميل إلا عنك، وإن الجزع لقبيح إلا عليك)

(البحار:ج79,ص134)

ـ الاحاديث الثالث والرابع والسادس المقصود فيها هو الجزع على عموم الناس لا خصوص المعصومين عليهم السلام حيث هم خارجون عن هذا العموم بدلالة نصوص أخرى تحبب الجزع عليهم

كخبر مسمع بن عبد الملك عن كردين البصري (قال لي أبو عبد الله أما تذكر ما صُنع به - الحسين - ؟قلت: نعم.قال: فتجزع؟ قلت: إي واللهِ، واستعبر لذلك، حتـّى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فامتنع عن الطعام، حتـّى يستبينَ ذلك في وجهي,قال: رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يُعدّون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا أمنّا)

(كامل الزيارات، حديث7، باب32)

ـ الحديث الخامس هنا تجدون جوابا سابقا للشيخ عليه

هنا جواب يتعلق باستحباب الجزع على الحسين والمعصومين عليهم السلام بشكل عام ومن خلاله تعرفون لماذا كان المعصوم استثناءا في استحباب الجزع

ـ يحييكم الشيخ ويبادلكم التهاني ويسأل الله تعالى لكم الثبات على ولاية أمير المؤمنين وابنائه الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

23 ذو الحجة 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp