هذه إشكالات والدي على منهجكم, فبماذا أجيبه؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

تحياتي الى الشيخ المجاهد ياسر الحبيب

من سنتين الى يومنا هذا وكل يوم مشادات بيني وبين ابي حول مشروعيت ما يفعل الشيخ ياسر الحبيب ودفاعي عن الشيخ لم يجدي نفعا وتوصل ابي الى نتائج واسألة تحتاج الى اجوبة فأرجوكم افيدوني.

(ما هو ردكم على هذا الكلام)

1.انا التزم بديني وصلاتي ومتابعت مرجعي هذا تكليفي وليس الدخول في صراعات العلماء وتصقيطهم او الوقوف بجانب طرف دون الاخر.

2.انا لا احتاج الى ان اعرف وادرس شيء وانما النية الخالصة لله والصلاة والصدق والنية الحسنة تعرفني بأمامي المهدي عندما يضهر ولا علاقة لخلافات العلماء هذه.

3.ما يفعل الشيخ ياسر الحبيب ليس مخالف للشرع ولاكن هذا تصرف غير عقلاني عكس العلماء المضادين له فرأيهم عقلاني وسليم.

4.ماذا تستفيد بعد فضحك لابي بكر وعمر وعائشة كل ما تذكرون موجود في الكتب ولا نحتاجك لكي تعلنه.

5.كل ما تذكره من الروايات والاحاديث موجودة في كتبنا ولاكنك تتشبث في دعاويك بالضعاف التي لا تصح عندنا.

والكثير من الاسألة والاستشكالات سوف اطرحها في المستقبل ان شاء الله واكثر هذه الاستشكالات قادمة من معممين يلتقي بهم أبي وهو متمسك بما يقوله المعممين وليس الدليل الشرعي. نسألكم الدعاء

عمار


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ إذا قال أنّ واجبه الالتزام بدينه قلنا له: يعني بهذا الالتزام بالدين كله أو بعض الدين؟ إذا كان يقصد كل الدين كان لزاما عليه الإلتزام بوصية أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام للحسنين عليهما السلام:

(كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا)

واجبك أن تنحاز للمظلوم أيا كان في كل زمان ومكان فهذه وصية عامة من الامامين عليهما السلام. وهذا يقتضي أنك إذا علمت بوجود صراع بين طرفين كان حقا عليك نصرة المظلوم وهذا يتطلب منك التحقق والتثبت.

قسم ممن خذلوا الحسين عليه السلام تحدثوا بنفس هذا المنطق (لا لكم ولا عليكم) فباءوا بسوء العاقبة.

أيضا من ناحية التكليف الشرعي لابد له أن يبحث في أحوال الرجال, إذ كيف له أن يعرف ما إذا كان مرجع تقليده هو الأعلم والاعدل إذا لم يفتش في أحوال سائر مراجع التقليد؟ وكيف له أن يعرف أي العلماء ورجالات الدين شهادته في حق فلان من العلماء معتبرة إذا لم يتحقق من عدالتهم وعلمهم؟!

أم أنه فقط يعتمد على الشياع ويسير مع دهماء الناس بلا رويّة؟

فما فرقه في هذا عن البكريين الذين يأخذون دينهم عن المنحرفين من الصحابة؟ هم أيضا يقولون ليس من شأننا الدخول فيما شجر بين الصحابة!

نقول لهم القضية قضية دين. يجب أن تعرف أحوال الرجال لتعرف أيهم أجدر بأخذ دينك عنه.

هؤلاء العلماء أيضا تصدوا لنقل الدين فعليك أن تعرف عمن تأخذ دينك. فتوالي أهل الخير والصلاح وتبرأ لله تعالى من المنحرفين وتحذر الناس منهم.

ـ قد يكون والدكم الكريم غير ملتفت إلى بعض أهم الأمور. مَن قال له أنّ مناصرته للحق وأهله في وقت مبكر وقبل ظهور صاحب الامر عليه السلام ليست ضرورية وليست مؤثرة في تثبيت قدم صدق له مع الامام عليه السلام؟

نقول في زيارة آل يس: (وأنّ رجعتكم حق لا ريب فيها يوم لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)

عند خروج مولانا صاحب الأمر عليه السلام سوف تؤمن به جماعة من أهل الخلاف ولكنهم سيرتدون. لماذا؟

حينما يُخرج الامام عليه السلام أبا بكر وعمر للقصاص منهما سوف يقع ابتلاء بأن يخضر جذع الشجرة التي سيصلبان عليها وتورق.

كثير من البكريين بما أنّ حب الطاغوتين متمكن من قلوبهم ولم يبرؤوا منهما من ذي قبل عن تحقيق وبحث فإنهم سيسقطون في هذا الاختبار ولن يثبتوا. لكن لو أنّ بغض ابي بكر وعمر من ذي قبل كان قد استولى على قلوبهم وبرؤوا منهما منذ زمن وعرفوا حقيقتهما لما فشلوا في ذلك الامتحان.

الذي سيحصل أنهم سيرتدون ويخرجون على الامام عليه السلام وينقلبون على أعقابهم، نعوذ بالله.

الإمام عليه السلام يخرج ثائرا على كل الظلمة ويقتص منهم ويرجعهم للعقاب والقصاص سيما أولائك الذين تصدوا للحكم والقضاء ومعهم من آزرهم وأهل الريب والبدع. فليس مثلا خامنئي وخميني وأمثالهما بمستثنين من ذلك المصير.

إن لم يبرأ الشيعة ممن انتحل التشيع وهو وثني في الحقيقة (كما قال الأئمة عليهم السلام) أتعرف ما الذي سيحصل؟

كثير من الشيعة لن يكون بمنأى عن فتنة كفتنة البكريين تلك. الله تعالى عادل لا يظلم أحدا.

تذكر الروايات أنّ بعض من يتسمون بالتشيع أيضا ينقلبون على أعقابهم ويحاربون الامام عليه السلام.

من الآن فليغرس والدكم في قلبه بذرة البراءة من الظالمين أجمعين من الأولين والآخرين، حتى ولو تلبّسوا بالتشيع.

الامام المهدي عليه السلام إنما يخرج ليقتص من الظلمة ولا يفرق في ذلك بين بكري وبين متلبس بالتشيع.

ـ كيف يكون عمل الشيخ غير مخالف للشرع أي هو موافق للشرع وفي الوقت ذاته ليس عقلانيا؟ وهل الدين يتعارض مع العقل أم ينسجم معه؟ إذا كان ما يقوم به الشيخ موافقا للدين فهو موافق للعقل بالضرورة بلا ريب.

عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: (من كان عاقلا كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة )

وهل أيضا المحقق الكركي رضوان الله عليه غير متعقل؟ تأمل ماذا يقول في هذه السطور التي حمل فيها على بعض المنحرفين من رجال الدين المتسمين بالتشيع في عصره:

(ولمّا كانت هذه الاباطيل قد استولت على عقول أكثر الناس ; لِطُول مدّتها، وعظم انتشارها، واتّخاذ سلاطين الجور ـ على تكرّر الأعصار ـ لها ديناً، حتّى أنّ جمعاً من ضعفاء الاعتقاد المنسوبين إلى التشيّع في بعض أطراف البلاد ربّما لم يجوّزوا اللعن على هؤلاء الأرجاس، زاعمين أنْ لا دليلَ على ذلك مِن كتاب أو سنّة، ولا نُقِلَ من أهل البيت (عليهم السلام) سبّ أحد منهم)!

النماذج التي عرضها الشيخ في سلسلة تحرير الانسان الشيعي من سيرة أهل البيت عليهم السلام , ليست عقلانية؟

فلتطلبوا إلى والدكم الكريم الاصغاء لسلسلة تحرير الانسان الشيعي أو فلتقوموا انتم بنقل ما عرضه الشيخ من نماذج في السلسلة:

ـ هذا كمن يسأل قارئا للقرآن فيقول له ماذا تستفيد من قراءة القرآن فما تقرآه مسطور في القرآن! وكمن يقول للخطيب الحسيني ماذا تستفيد من قراءة المقتل فما تقوله موجود في كتب المقاتل! وما تستفيد من إلقاء خطب الأخلاق فما تقوله موجود في كتب الاخلاق! وكمن يقول لمذيع ما تستفيد من إذاعة الخبر فهو موجود على صفحات الجرائد!

أولا: من قال أنّ كل من قرأ كتابا فهم كل ما فيه؟ ومن قال أنّ كل الناس يحسنون القراءة؟ ومن قال أنّ كل الناس يحبون القراءة؟

ثانيا: إذا كان كلام الشيخ مألوفا والجميع قرأه ويعرفه فما الذي يزعج المعترضين عليه؟ فليعتبروا ما يقوم به زيادة في الخير.

لا , هذه ليست القضية وإنما من يعترض على الشيخ يدرك أنّ هذا كلام جديد على الناس لم يألفوه ولم يعرفوه لدرجة أنّ بعض الشيعة يحسبون الشيخ يأتي بهذا الكلام من كتب أحضرها من الفضاء! وحينما يكتشفون أنها في مصادرنا المعتبرة يسارعون إلى رميها بالضعف عن جهل منهم!

ثالثا: والدكم وغيره ممن يطرح هذا الاقتراح ليس أعلم من الله تعالى بطبيعة خلقه. إنّ الله تعالى ذم الأقوام السابقة لأنها لا تسمع وركّز في كتابه الكريم على السمع عند الانسان لأنّ دائرة السمع أوسع.

الانسان قد لا يتأثر بكلمة قرأها وقد لا يعيها جيدا وأصلا قد لا تستقر في عقله ووجدانه بينما الكلمة المسموعة إذا ألقيت بأسلوب ومنطق يشد انتباه المستمع فإنها تترك أثرا في نفسه وتعلق في ذاكرته ويتفاعل معها.

وهذا ما يعيه جيدا شياطين الانس الذين يلقنون والدكم وغيره مثل هذا الكلام. إنهم لا يريدون للأمة أن تنتبه. بل يريدون أن يبقوها في سبات وجهل ليتمكنوا من برمجتها وأخذها إلى حيث يريدون من مسالك تنسجم ومصالحهم الدنيوية التافهة.

قال تعالى:

(واتقوا الله واسمعوا والله لا يهدي القوم الفاسقين)

(اني امنت بربكم فاسمعون)

(الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب)

(انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون)

(هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ان في ذلك لايات لقوم يسمعون)

(والله انزل من السماء ماء فاحيا به الارض بعد موتها ان في ذلك لاية لقوم يسمعون)

(ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا)

(ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون)

(ولقد ذرانا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون)

(خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يامركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين)

(يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له)

(واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون)

ـ وما أدرى والدك أنّ ما يستدل به الشيخ هو من الضعاف؟ إنه للتو يعترف بأنه مجرد عامي يهتم بأداء فروضه وليس يعنى بأكثر من هذا, فكيف أصبح فجأة فقيها محدثا خبيرا في دراية الاحاديث؟

ما يستدل به الشيخ من روايات هي روايات معتبرة وللحكم على الروايات بالاعتبار طرق يعرفها أهل العلم وليس الاعتبار مقصورا على الاسناد وإنما هذا كلام يُستغفل به عوام الناس من قبل هؤلاء الشياطين الذين يلبسون عمائم يضلون بها الناس ويستغلون ثقتهم بتلك العمامة فيستغفلون هؤلاء العوام المساكين ضعفاء الشيعة ويهزؤون بعقولهم لقلة علمهم. لهذا على كل شيعي يحسن القراءة أن يكون لديه الحد الادنى من الاطلاع على العلوم الشرعية لئلا يستغفل من قبل من لا دين ولا ورع عنده.

الأمر الآخر هو أنّ ما يستدل به المناؤون للشيخ من أحاديث يؤلونها بتأويلات باطلة لإبقاء الأمة نائمة من قال أنها صحيحة سندا وفق الاصطلاح؟! فضلا عن أن تضاهي في درجة اعتبارها ما يطرحه الشيخ الحبيب من أدلة؟!

على كل حال فإن الشيخ عموما في مثل هذه الموارد ينصح المؤمنين بأن يتجنبوا أي شحناء أو بغضاء أو مشادات مع الأقرباء خاصة إذا كان مع مثل الوالدين فإن حق الوالدين عظيم جدا، لذلك عليكم أخي الكريم أن تحرصوا على عدم حصول هذه المشادات مع والدكم بل تنصحوه بالرفق واللين والحكمة والموعظة الحسنة فإذا لم يقبل منكم الكلام فليس أمامكم إلا الدعاء له بالخير والهداية فقط، وإياكم أن تدخلوا معه في مشادات، نعوذ بالله، فهذا ما لا يرضاه الشيخ أبدا.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

1 صفر 1433 هـ


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp