هل حادثة المغافير تثبت توبة عائشة كما يقول المخالفون؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم،
شيخنا الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شيخنا الحبيب نحن نستمع لمحاضراتكم جيداً، في إحدى محاضراتك قلت أنه لا يوجد ولا دليل على الإطلاق على توبة عائشة، فهنالك بعض المخالفين يقولون بأنه دليل توبته عدم طلبها للدنيا وطلب المعيشة مع النبي صلى الله عليه وآله، حيث أن حادثة المغافير حدثت قبل قوله تعالى: يا أيها النبي قل ﻷزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا،
فيقولون أن عائشة بعد حادثة المغافير النبي عرض عليها الدنيا فهي كانت من النساء اللآتي إخترن النبي فهذا دليل توبتها، فماذا تقولون؟، وهل أن الآية نزلت بعد حديث المغافير؟، أتمنى أن يكون جوابكم مدعم بالأدلة كما عهدناكم، والسلام.

عبد بقية الله


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

ج1: الآية المذكورة في سورة الأحزاب ليست دليلا على توبة عائشة (لعنها الله)، ولم يحكِ الله سبحانه في قرآنه المجيد أنها وحفصة (لعنهما الله) قد آمنتا وتابتا، فيكون أصل كفرهما وخيانتهما وانحرافهما باقيا بنص القرآن، سيما وأنّ السيرة تعاضده، حيث قامتا بتسميم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقتله ثم التواطؤ على عزل خليفته الشرعي الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) ثم محاربته في معركة الجمل ثم منع تنفيذ وصية سبطه الإمام الحسن المجتبى (صلوات الله عليه) والتصدي لجنازته ورميها بالسهام، إلى غير ذلك من المواقف التي تشهد للمرأتيْن – سيما عائشة لعنها الله – بالنصب والعداوة لرسول الله وأهل بيته الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام.

وحيث إنه قد ثبت بنصوص مستفيضة متواترة من السنة القطعية أنهما قد آذتا رسول الله في عشرات الموارد والمواقف حتى وصفهما النبي بصويحبات يوسف ووصم عائشة بأنها ”رأس الكفر“ كما روى مسلم حديثا في صحيحه برقم 2905).

وفي حديث آخر رواه مسلم في (كتاب الفتن - باب الفتنة من المشرق)، قال: ”خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من هاهنا! من حيث يطلع قرن الشيطان“! (صحيح مسلم - الجزء 2 - الصفحة 560).

وأيضا روى البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير - باب ما جاء في أزواج الرسول)، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: ”قام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال: هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! هاهنا الفتنة! - ثلاثا- من حيث يطلع قرن الشيطان“! (صحيح البخاري - الجزء 4 - الصفحة ‏100).

ج2: كما ذكرنا في الجواب السابق أن آية التخيير في سورة الأحزاب ليست دليلا على توبة عائشة (لعنها الله)، فإن آية التخيير أيضا فيها إدانة لعائشة وذماً لها إذ تفوّهت بعبارة تحط فيها من قدر النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) حين قالت مقولتها الوقحة: ”يرى محمد أنه لو طلقنا أنه لا يأتينا الأكفاء من قومنا يتزوجونا“! (الكافي للكليني ج6 ص 138).

وأما بخصوص حادثة المغافير، فهي أكذوبة من أكاذيب عائشة (لعنها الله) حيث حاولت صرف سبب نزول سورة التحريم إلى سبب آخر للتعمية على قصة أم المؤمنين السيدة مارية (عليها السلام) التي هي السبب الحقيقي لنزول سورة التحريم كما نصت عليه الأحاديث.

وللمزيد من التفصيل والإثباتات القطعية بالدليل والبرهان حول تفنيد أكذوبة حادثة المغافير وإثبات عدم توبة عائشة (لعنها الله)، راجع كتاب الفاحشة الوجه الآخر لعائشة لسماحة الشيخ الحبيب (الفصل الثاني بعنوان: امرأة هي رأس الكفر والكذب، والفصل الثالث بعنوان: المدانة من فوق سبع سماوات).

شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

ليلة 22 ربيع الأول 1436 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp