هل كان الإمام علي (عليه السلام) وقت الهجوم داخل الدار أم خارجها؟ ولماذا تأخر في نصرة الزهراء عليها السلام؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

‏بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ ياسر الحبيب حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد ...

أنا ممن يؤمن بما جرى على الزهراء ع ولكن هذه النقطة لا أفهمها وهي هل كان الإمام ع وقت محاولتهم الاعتداء على بيت الوحي في الدار أم خارجه؟؟ فإذا كان داخلها فلماذا تأخر في نصرة الزهراء خصوصا وأنهم حاصروا الدار قبل أن يقتحموه؟ أرجوا إشباع هذه النقطة بالشكل الكافي الوافي حتى تزول أي شبهة متعلقة بها؟ وإذا كان خارجها فأين كان ع ومتى رجع تحديدا ؟


باسمه تقدست أسماؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قد شرحنا المسألة في محاضراتنا وأجوبتنا، وخلاصة الكلام هو أنه (صلوات الله عليه) كان في داخل الدار مشغولا بما أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جمع القرآن وما إلى ذلك، ثم إن الأوغاد ما جاءوا إلا بعد حملات ثلاث كان المتصدي لهم فيها علي (عليه السلام) وأصحابه، وحينما جاءوا في الأخيرة جاءوا بغتة وقد اتفق كون الزهراء (صلوات الله عليها) في صدر الدار فتصدّت لهم من وراء الباب بالاحتجاج وقالت لعمر: ”طغيانك يا شقي أخرجني وألزمك الحجة وكل ضال غوي“، فلما وقع منهم ما وقع بغتة وصاحت الزهراء صيحتها هبّ الأمير لنصرتها فأخذ بتلابيب عمر وطرحه أرضا ووجأ أنفه ورقبته وجلس على صدره وهمّ بقتله لولا أنه تذكر عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: ”أما والله يابن صهّاك لولا عهد من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي“.

فالأمير (صلوات الله عليه) لم يكن قد تأخر في نصرتها، بل أمر الاقتحام جرى بغتة وعلى نحو سريع، وبمجرد أن صاحت الزهراء ووصل صوتها إليه فإنه هبّ لنجدتها، وبعدما أخذوه ملبّبا واصلوا اعتداءاتهم الوحشية على الزهراء صلوات الله عليها. فأي إشكال يمكن توجيهه هنا؟

على أن هذا الذي نقوله إنما هو ظاهر ما جرى، وأما الباطن فهو أن الله تعالى قد شاء أن يرى الزهراء (صلوات الله عليها) تتعرض إلى ما تعرّضت إليه فإن ذلك هو سبب رفعتها وبلاه لم يكن للدين أن يبقى، ولم يكن لعلي (عليه السلام) أن يوقف مشيئة الله، كما لم يكن للحسين (عليه السلام) مثلا أن يوقف مشيئة الله في أن يرى نساءه سبايا. فتدبّر.

وفقكم الله لجوامع الخير في الدارين. والسلام.

21 من ربيع الآخر لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp