من هما هاروت وماروت؟ وما حقيقتهم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم , أنا متشيع جديد و الحمد لله .
أرى في اليوتوب العديـــد من الفيدوهات المعنونة بالرقية الشرعية و علاج المصابين بالسحر و العين و ما الى ذلك
هل لتلك الفيديوهات حقيقه ؟ ام مجرد خرافات و تمثيل علما ان الظاهرة متداوله عند اغلب المسلمين . ثم سؤالي الأخير هو عم هاروت و ماروت و ما حقيقتهم ؟

معاذ عبد الرحمن


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله الذي منّ عليك بالهداية وجعلك من الذابين عن دينه والمدافعين عن حرم نبيه (صلوات الله عليه وآله).

ج1: لا، ليست حقيقة وحال البكرية في ذلك كحال النصارى.

ج2: جاء في تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان: ”قد ترى اليهود كتاب الله وأخذوا بالعلم الذي أَنزَل - أي أنزل الله - على الملكين الذين نزلاً «بِبَابِلَ» وهما «هَارُوتَ وَمَارُوتَ»، ولا يظن أحد أنهما كيف يعلمان السحر للناس وهما ملكان من قبل الله تعالى، «وَ» ذلك لأنه «مَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ»، أي ما يعلمان أحد السحر «حَتَّى يَقُولاَ» له «إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ» وامتحان لك، وكان تعليم للعلاج لا للإضرار، «فَلاَ تَكْفُرْ» بأعمال السحر، «فَيَتَعَلَّمُونَ»، أي الناس «مِنْهُمَا»، أي من الملكين «مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ» وما يوجب العداوة والبغضاء بين الزوجين مما يؤول إلى الفراق والطلاق، «وَ» لا يتوهم أن الأمر خرج من يد الله سبحانه، كلا بل إنما شاء الله أن يختبر عباده كما أنه حين يخلق العنب، ويعطي القدرة للبشر، فيعصره خمراً، لا يخرج الأمر من يده سبحانه، بل إنما ذلك للامتحان والابتلاء، ولهذا قال سبحانه: «مَا هُم»، أي الملكان ومتعلم السحر منهما «بِضَآرِّينَ بِهِ»، أي بسبب السحر «مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ»، فإن شيئا لا يؤثر في شيء إطلاقا إلا بإذن الله، ومعنى إذنه أنه يخلي بين المؤثر والمتأثر ولو لم يخل كان عالم الجبر وبطل الامتحان والاختبار، والمراد بهذه الجملة أن شيئا لا يخرج من إرادة الله سبحانه حتى أن يتمكن من الردع لكنه لا يردع، «وَيَتَعَلَّمُونَ»، أي يتعلم الناس من الملكين «مَا يَضُرُّهُمْ»، أي الشيء الذي يضرهم في دنياهم ودينهم «وَلاَ يَنفَعُهُمْ»، أكد بذلك رداً لزعمهم أن السحر ينفعهم حيث يوصلهم إلى إعراضهم «وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ»، أي علم هو المتعلمون للسر - للسحر - أن من اشترى السحر وباع دينه «مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ»، أي من نصيب، «وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ»، فإنهم أعطوا نفسهم للنار مقابل اشتراء السحر الذي زعموا إنه ينفع دنياهم، «لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ»، نّزَّل العالم بالشيء منزلة الجاهل حيث لم يعمل بعلمه فإن من لا يعمل بعلمه هو والجاهل سواء“.

شكرا لحسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

20 جمادى الآخرة 1436 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp