هل كان رسول الله ينظر للنساء والعياذ بالله كما تقول هذه الرواية؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

رايت في احد روايات الكافي الشريف هذي الروايه : عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) امرأة فأعجبته فدخل على أم سلمة وكان يومها فأصاب منها وخرج إلى الناس ورأسه يقطر، فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله.

و هذي الروايه موجوده في الكافي الذي يعد من اصح كتبنا و اهم مصادرنا فهل من المعقول ان هذا الحديث يكون مكذوب على امامنا الصادق عليه الصلاة و السلام فبذالك يدل على ان كل ما في الكافي غير صحيح او هل رسول الله صلى الله عليه و اله و العياذ بالله ينظر الى النساء بشهوه و ان كان بالخطأ فيعد هذا خطأ بل لعله ترك للأولى لان في عقيدتنا رسول الله صلى الله عليه و اله لا يترك الاولى و مهما حاولنا ان نبرر او نرقع فالروايه و اضحه بوضوح الشمس


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).

ج1: الحديث المذكور قد ضعفه العلامة المجلسي (رحمه الله) من ناحية السند، لكنه كما تعلمون فإن طرح الروايات من جهة الأسناد وحدها ليس من منهج الشيخ الحبيب في الحكم على الروايات.
هذا وقد ورد حديث آخر في نفس الموضوع يختلف مضمون متنه عما جاء في ذاك الحديث وليس فيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد نظر إلى امرأة فأعجبته. ومع وجود هذا الاختلاف فإننا نطرح الرواية الأولى لموافقتها لما جاء في مرويات المخالفين، ونأخذ بالأخرى التي فيها توجيه لعموم الناس الذين قد يبتلون ببعض المواقف فتترك في أنفسهم أثراً.
عن مسمع عن أبي عبدالله عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : "إذا نظر أحدكم إلى المرأة الحسناء فليأت أهله فإن الذي معها مثل الذي مع تلك فقام رجل فقال يا رسول الله فإن لم يكن له أهل فما يصنع؟ قال: فليرفع نظره إلى السماء و ليراقبه و ليسأله من فضله"، الكافي ج5 ص497.
وروي ذات التوجيه عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فإن عند أهله مثل ما رأى فلا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلاً ليصرف بصره عنها، فإن لم تكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا، ويصلى على النبي وآله، ثم ليسأل الله من فضله فإنه يبيح له برأفته ما يغنيه"، الخصال ج2 ص637.
بل إنه من المعلوم كراهة أن يأتي الرجل زوجه بشهوة امرأة أخرى، ورسول الله صلى الله عليه وآله معصوم عن ترك الأولى فكيف بفعل المكروه!
فمن بين وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله في آداب النكاح التي كان الهدف منها إرشاد الأمة من خلال مخاطبة أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "يا علي، لا تجامع امرأتك بشهوة امرأةِ غيرك فإنه إن قضى بينكما ولد يكون مخنثا مؤنثا"، الإختصاص ص133.

ج2: ينبغي على الشيعي وبالأخص في هذا الزمن الذي يشهد فيه ازدهار التشيع وتمدده في مشارق الأرض ومغاربها، أن يتحرر من القيود النمطية التي تسللت إلينا من أهل الخلاف، فإننا قد نعمل بمقتضى روايةٍ ما في الكافي وقد لا نعمل بحسب الموازين العلمية، وذلك رغم قولنا بأن كتاب الكافي يغلب عليه الاعتبار لجهد مؤلفه (رضوان الله تعالى) واجتهاده في التتبع والتثبت والنقل. فتأمّل!


شكرا على حسن التواصل.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
5 محرم الحرام 1437 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp