إذا كان الخميني يؤمن بوحدة الوجود فلمن كان يصلي ويصوم؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أتابع محاضراتكم سماحة الشيخ ولكن عندي استفسار وسؤال ؟
إن كان الخميني يؤمن بوحدة الوجود - كما ذكرتم - فقد رأينا منه الصلاة والصيام والعبادة ؟ فلمن كان يصلي ويصوم ؟ ومن كان يعبد ؟
أوليست عبادته تدفع ما ذكرتموه من إيمانه بوحدة الوجود وتوجب علينا تأويل كلامه ؟

وإن قلتم : إن صريح كلام الخميني أن الأشياء عين الله تعالى فلا يمكن تأويل ما كان نصًّا في الكفر والإلحاد فأكرّر السؤال عليكم لمن كان يصلي ويصوم ؟

أم تقولون إن هذا نفاق منه ؟

ما هو جوابكم سماحة الشيخ ؟
أفدنا أفادكم الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).

ج: أولاً: إن اعتقاد الخميني بوحدة الوجود والموجود ثابت من خلال كتبه ورسائله ولا يمكن دفعه بأي حال من الأحوال.

ثانياً: إذا لم يحتمل النص التأويل وكان ظاهراً في الانحراف فلا تأويل، وتصريحات الخميني لا يمكن تأويلها بأي حال من الأحوال كقوله: (أنا الحق) وقد كفّر العلماء قائلها والمتفوّه بها!

ثالثا: رغم أن العرفاء ساقوا التأويلات والتبريرات لهذه الكلمة -أنا الحق- إلا أن فقهائنا رفضوا كل تأويلاتهم وحكموا بكفر قائلها.
ففي استفتاء وجّه إلى المرجع الشيخ الفياض -على سبيل المثال- جاء فيه:
سماحة آية الله المرجع الديني آية الله العظمى المرجع الشيخ الفياض ( دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما حكم من يقول (أنا الحق) أي هو الله؟
وهل يجوز التبرير له بأنه في حالة محو لا حالة صحو بسبب الحب والوجد؟
أو التبرير له بأنه قال ذلك على سبيل الحكاية كأنه يقرأ قوله تعالى (إني أنا الله)؟
أو التبرير له بأنّ مثل من يقول (أنا الحق) كمثل الشجرة التي نودي منها نبي الله موسى عليه السلام (إني أنا الله)؟
فما قولكم في كل ذلك رحمكم الله ؟

الجواب:
بسمهِ تعالى، إن كان بكامل قواه العقلية فهو محكوم بالكفر والزندقة.
نعم إذا كان بحال الهذيان والتخريف فلا يحكم بذلك .

أقول: إما التخريف والهذيان أو الكفر والزندقة فليختر العرفاء أحلى المُرّين!

هذا مضافاً إلى أنّ فتح باب التّأويل كما قيل أوّل مراتب الإلحاد وبدء الضّلال عن السّداد، إذ بانفتاح تلك الأبواب وقبول الاحتمالات السخيفة في التكلّم والخطاب ومقام السّؤال والجواب ينهدم أساس الدّين وتنثلم أحكام الشرع المبين وتبطل إقامة التعزيرات والحدود على المستحقّين لها من أهل الفسق والارتداد والجحود كما يبطل تكفير المتشرّعين لسائر الكفّار إذا تكلّموا بكلمات الكفر ثمّ اعتذروا بعدم الاختيار أو ادّعوا الخذف و الإضمار.

وظاهر أنّ بناء علماء الإسلام بل سائر المليّين على خلاف ذلك في جميع الأعصار فانّهم لا يقبلون تأويلاً من غير دليل وبمجرد سماع كلمة الكفر يحكمون بالتكفير والتّضليل. (المصدر: راجع كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، العلامة الخوئي، ج13 ص294).

ويقول الحر العاملي: قد تقدّم بعض ما ورد في أبي يزيد -البسطامي- مع الحلاج وقد قال في بعض كلامه سبحاني سبحاني ما أعظم شأني وقال: ليس في جبتي سوى الله فانظر إلى من هذا كلامه وهذه دعواه واعتقاده الذي هو أعظم الكفر والإلحاد ولا سبيل إلى تأويله ولا ضرورة له إلى إطلاقه لو كان يريد به خلاف ظاهره بل ما هو نص فيه وقد عرفت في أحاديث الباب الثاني أنه لا يجوز تأويل كلامهم وذلك النص المشار إليه موافق لغيره من الأدلة الشرعية الدالة على وجوب الحكم على المقر بإقراره وما يقتضيه من إسلام أو كفر أو ارتداد أو قتل أو مال، وليت شعري كيف تعين تأويل هذا الكفر والإلحاد وأمثاله من أقوالهم وأفعالهم ولو فتح هذا الباب لما أمكن الحكم بارتداد أحد ولا فسقه ولا ثبوت حد عليه ولا مال ولا قصاص فإن باب التأويل واسع وذلك يستلزم بطلان الشريعة وهدمها، والتأويل إنما يلزم إذا عارضه من كلام ذلك القائل ما هو صريح في المخالفة لا يحتمل التأويل ((وكان القائل معصوماً)) وإلا لزم الحكم عليه بتغيير الاعتقاد فيحكم على غير المعصوم بحكمين في وقتين وفي مثل هذا بل فيما دونه ما يرتاب به اللبيب العاقل لاحتمال كون الإسلام إن ثبت ساعة والكفر طول العمر وأي ضرورة بنا إلى حسن الظن بأمثال هؤلاء فضلاً عن تقليدهم في الأصول والفروع ومتابعتهم فيما ليس بمعقول ولا مشروع. (المصدر:الأثنا عشرية في الرد على الصوفية، الحر العاملي، ص181-182).

أما قولكم : (فقد رأينا منه الصلاة والصيام والعبادة؟ فلمن كان يصلي ويصوم؟ ومن كان يعبد؟ أوليست عبادته تدفع ما ذكرتموه من إيمانه بوحدة الوجود..)

نقول كذلك كان المتصوّفة -كابن عربي وغيره- يصلّون ويصومون ورغم ذلك فقد حكم عليهم العلماء بالكفر والزندقة ولم يلتفتوا إلى صلاتهم وصيامهم، ومن جهة أخرى فقد صرّح بعض العرفاء بأنه لا يصلي إلا تقية! (راجع رسالة الاثنا عشرية في الرد على الصوفية للحر العاملي ص56-57).


وفقكم الله لمراضيه.

مكتب الشيخ الحبيب في لندن
16 محرم الحرام 1437 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp