ما حقيقة انتقاداتكم للتيار الشيرازي؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله الرحمان الرحيم

سماحة الشيح الفاضل ياسر الحبيب حفظكم الباري عز وجل

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سمعنا أن لسماحتكم انتقدات لبعض المنتسبين للتيار الشيرازي ؟ فماحقيقة ذلك ؟ وهل هناك من يدعي الانتماء الى هذا التيار المقدس وهو في الحقيقة من المخالفين له؟

ودمتم بخير والسلام عليكم


باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها، التي تزامنت مع فاجعة الاعتداء الناصبي الثاني على الحرم العسكري الشريف في سامراء المقدسة. نسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من الطالبين بالثأر مع سيدنا الإمام المنتظر أرواحنا فداه وعجل الله فرجه الشريف.

هذا التيار عبارة عن حالة جماهيرية عامة مناطها التأثر بأطروحات وفكر الإمام الشيرازي قدس الله نفسه، وليس تنظيما مركزيا تقوده المرجعية كما هو معلوم، لذا تجد أن الاختلاف في ما بين أجنحة هذا التيار وكياناته ومؤسساته وشخصياته ليس عزيزا، وهذا طبيعي، لأن الإمام الراحل طرح منظومة فكرية هائلة في مؤلفاته، وكل شخصية أو جهة تقرأها على نحو مختلف، فيقع الاختلاف، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن هناك حالة من التنافس قد دخلت على الخط، فترى مؤسسة تنشأ في مضمار معيّن وهي تعلن هويّتها الشيرازية، وإذا بمؤسسة أخرى منافسة تنشأ في قبالها معلنة الهوية ذاتها، فيقع التزاحم.

ولو أن المرجعية قادت هذا التيار مركزيا وتنظيميا، لما رأيت فيه اختلافا أو تزاحما، إلا أن ذلك لا يحدث ولن يحدث، لأن المرجعية ترى أنه ليس من شأنها أن تحجر على الأفراد والجهات، أو تتدخل في شؤونها، أو تمنعها من الاجتهاد في تطبيق نظريات الإمام الراحل، بل إنها تشجع التنافس وتدعمه أيضا. وهي بعدُ مرجعية وليست حزبا أو تنظيما، فيبقى دورها كمظلة أبوية تظلل الجميع.

إذا عرفت هذا تعرف أن بعض ما صدر وما قد يصدر منا مما يظهر على أنه انتقاد للتيار الشيرازي أو بعض منتسبيه، مردّه إلى هذا الواقع في الاختلاف، فإنّا نرى أن هناك من لم يستوعب هذا الفكر وهو ما ذلك ينطق باسمه، بل إن هناك من يخالفه في متبنّياته وهو مع ذا يعمل تحت لوائه، مضافا إلى بعض ملاحظاتنا الفنية على الأساليب والأعمال. وعلى أية حال فإننا بدأنا نقرّ بمقولة آية الله العظمى المرعشي النجفي (قدس سره) من أن الناس لن تعرف السيد الشيرازي إلا بعد مئتي عام! فالظاهر أن هذه الأمة لن تستوعب جيدا أفكاره وأطروحاته إلا بعد سنين طوال تنضج فيها العقول أكثر، وأن علينا الانتظار طويلا حتى يتحقق ما كان يصبو إليه الشيرازي العظيم من نهضة شاملة للأمة الشيعية تكون مقدّمة لظهور المولى صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.

ثم إن هذا التيار ليس مقدّسا كما عبّرت، فلا نظن الإمام الراحل أو السيد المرجع يرضيان بمثل هذا التعبير، وإنما هذا التيار كسائر التيارات الأخرى، فيه الصالح وفيه الطالح، وإن كان صالحه أكثر من طالحه، وهو الأقرب إلى روح التشيع في نظرنا.

وفقكم الله لما تنالون به سعة من رحمته في الدنيا والآخرة. والسلام.

4 من شهر جمادى الآخرة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp