هل خالف الإمام علي رسول الله بلف الإمام الحسن بخرقة صفراء؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

بسم الله و الصلاة و السلام على سيد المرسلين ابا القاسم محمد و على آله الطيبين و لعنة الله على اعدائهم اجمعين

ورد في بحار الانوار في تاريخ الامامين الحسن و الحسين(صلوات الله عليهما) ان عند ولادة الامام الحسن اتى الامام علي بإبنه الحسن الى رسول الله كي يسميه فرأى الرسول ان الحسن ملفوف بخرقة صفراء فقال الرسول "الم انهاكم عن لفّه بخرقة صفراء فلفّوه بخرقة بيضاء و سماه الرسول الحسن.لكن في الرواية التي تليها قيل ان اسماء بنت عميس هي من لفته بالخرقة الصفراء بينما في الرواية الاولى الامام علي هو من لفّه بالخرقة الصفراء و قول الرسول لم انهكم عن لفه بخرفة صفراء يدل ان الامام علي خالف امر الرسول مما ينفي عصمة الامام علي (صلوت الله عليه) و ان كان الامام عاي خالف الرسول نظراً لنسيانه فذلك ينفي عصمة الامام علي.
فما تفسيركم للحديث و هل الحديث صحيح ام لا
وفقكم الله لمراضيه
تحياتي لكم و للشيخ ياسر و اطال الله عمركم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وجدنا في الروايات الشريفة أن أسماء بنت عميس هي من لفت الخليفة الشرعي الثاني الإمام المجتبى عليه السلام وأخرجته إلى جده النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بالخرقة الصفراء، فكان كلامه صلى الله عليه وآله موجها لها وليس لأمير المؤمنين عليه السلام.

ومع ذلك لم تكن أسماء بنت عميس "رضوان الله عليها" عاصية، لأن العاصي هو من يرتكب الخلاف عن علم وعمد، وأما إذا كان الخلاف من غير علم، أو مع العلم ولكن عن غير عمد بل للسهو والخطأ فلا تتحقق معها معصية، مضافاً إلى أن لف المولود بخرقة صفراء ليس حراماً شرعاً، وإنما هو تنزيه ويحبّذ الالتزام به، فخلافه لا يكون عصياناً.

روى الحسن بن محمد الطوسيّ في الأمالي، عن أبيه، عن الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبليّ، عن عليّ بن أخي دعبل، عن الرّضا، عن آبائهم عليهم السّلام، عن (أسماء بنت عميس)، قالت: لمّا ولدت فاطمة الحسن جاء النبيّ صلى الله عليه وآله فقال: يا أسماء هاتي ابني، فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها وقال: ألم أعهد إليكم أن تلفّوا المولود في خرقة صفراء ودعا بخرقة بيضاء فلّفه فيها". (الوسائل : ج15 ص142 ح15).

وعن جابر قال: "لمّا حملت فاطمة بالحسن فولدت وكان النبي صلى الله عليه وآله أمرهم أن يلفّوه في خرقة بيضاء فلفّوه في صفراء ـ إلى أن قال : ـ قال لهم رسول الله "صلى الله عليه وآله": ألم أتقدم إليكم أن تلفّوه في خرقة بيضاء فدعا بخرقة بيضاء فلفّه فيها، ورمى بالصفراء". (الوسائل : ج15 ص140 ح10).

وعن علي بن الحسين عليهما السلام قال: "لما ولدت فاطمة عليها السلام الحسن عليهما السلام قالت لعلي عليه السلام: سمه فقال: ما كنت لأسبق بإسمه رسول الله، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فأخرج إليه في خرقة صفراء، فقال "صلى الله عليه وآله وسلم": ألم أنهكم أن تلفوه في خرقة صفراء ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها ثم قال لعلي عليه السلام: هل سميته فقال: ما كنت لأسبقك باسمه.
فقال "صلى الله عليه وآله": وما كنت لأسبق باسمه ربي عزّ وجلّ. فأوحى الله تبارك وتعالى: إلى جبرائيل أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط فأقرئه السلام وهنئه وقل له: إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى، فسمه بإسم ابن هارون فهبط جبرائيل "عليه السلام" فهنأه من الله عز وجل ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون. قال: وما كان اسمه؟ قال: شبر قال: لساني عربي. قال: سمه الحسن فسماه الحسن". (بحار الأنوار ج43 ص 238 ب 11ح 3).

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

25 ربيع الآخر 1438 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp