هل يملك الشيعة سنداً للقرآن؟ وهل كان حفص شيعياً؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله

تحياتي لكم
كنت في حوار مع مجموعه من الوهابية الملاعين وكانوا يقولون لي أن الشيعة ورواتهم لم يهتموا بنقل القرآن ولا يملكون له سندا
وأنا أجبتهم أنه هناك فرق بين القرآن كنص الذي كان قد جمع أساسا وانتشر بين المسلمين فلا حاجة لسند له وبين القراءات وأجبتهم أن قراءة حفص عن عاصم هي شيعية كون حفص شيعي وعاصم شيعي
ونقلت لهم ترجمة حفص من كتاب أعيان الشيعة ومن كتاب رجال الطوسي .

سؤالي :

١- هل إجابتي صحيح بخصوص الفرق بين القرآن كنص وبين القراءة ؟
يعني هل القرآن كنص أيضا يلزمه سند مع أنه متناقل بالتواتر وتمت كتابته وانتشر بين جميع المسلمين ؟

٢- عندما نقلت لهم ترجة حفص إحتجوا قائلين بأنه ليس شيعيا إماميا رافضيا بل شيعي بمعنى أنه والى عليا في زمن من كان يسبه
فهل هذا القول صحيح أم انه كان على عقيدتنا الإمامية ؟

٣- إذا كان حفص شيعيا ومن أصحاب الصادق عليه السلام فهل عندنا روايات مرويه عنه ؟

أرجوا إفادتي رحمككم الله وحفظكم لنا ولشيعة أمير المؤمنين عليه السلام.

وصلى الله عليه خير الخلائق أجمعين محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عظم الله أجوركم بذكرى استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام.

بمراجعة الشيخ؛

ج1: نعم، إجابتكم صحيحة، فطلب سند للقرآن ليس لإثبات نصه فإنه متواتر، وإنما لضبط قراءته ليس إلا. ودعوى أن الشيعة لم يهتموا بنقل القرآن ولا يملكون سندا لقراءته هي مجرد دعوى باطلة ناشئة من الجهل، فإن ههنا أسناداً متصلة تنتهي إلى الأئمة عليهم السلام، وقد اهتم بها علماؤنا كالشهيد الأول رضوان الله تعالى عليه «بالاسناد العالي والاتصال المشيد»، فراجع بحار الأنوار للعلامة المجلسي (ج١٠٤ - ص٢٠١) وفيه: فائدة أخرى في طريق رواية الشهيد لقراءة القرآن والشاطبية أيضا قد وجدتها بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي المذكور رحمه الله أيضا نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه. الحمد لله جاعل كتابه المجيد حلية للقاري المجيد، وانسا للفريد الوحيد، وحجة لأرباب التجريد والتوحيد، ونافعا للطالب المريد، وقامعا للشيطان المريد، ومختوما بالتأييد والتأبيد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وصلى الله على سيدنا محمد بن عبد الله ذي الدين السديد، والبطش الشديد، قائل الصواب العتيد وقاتل الجبار العنيد، وعلى آله المعصومين من خصال الموصوفين باللؤم واللوم والتفنيد، صلاة دائمة ما دام القرآن حقيقا بالتجويد، خليقا بالاسناد العالي والاتصال المشيد. وبعد فقد أجزت الحافظ المجرد المجود معجز القراء مجدد ما درس من دروس الحفاظ القدماء، كثر الله في القراء المجودين مثله، بحق سيدنا محمد النبي ومن اقتفى من آله بهداه وسلك من عترته نهجه واتبع سبيله. قال جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد الحلي إنني قرأت القرآن على السيد جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن ناصر بن حماد الحسيني الغروي برواية أبي بكر عاصم بن أبي النجود بن بهدلة الحناط الكوفي برواية راوييه أبي بكر وحفص بن سليمان بن مغيرة البزاز الكوفي، وبرواية الكسائي وراوييه. وقال: قرأت بهما القرآن الكريم من فاتحته إلى خاتمته على السيد رضي الدين أبي عبد الله الدوري... وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمان عبد الله بن حبيب السلمي وقرأ على أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وقرأ على رسول الله صلى الله عليه وآله. وقرأ الكسائي أيضا على حمزة وقرأ حمزة على الصادق عليه السلام وقرأ على أبيه وقرأ على أبيه وقرأ على أبيه وقرأ على أمير المؤمنين عليه السلام وقرأ على رسول الله صلى الله عليه وآله.

● وفي النشر في القراءات العشر لابن الجزري: وقرأ حمزة على أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش عرضا، وقيل: الحروف فقط، وقرأ حمزة أيضا على أبي حمزة حمران بن أعين، وعلى أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعلى أبي محمد طلحة بن مصرف اليامي، وعلى أبي عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، وقرأ الأعمش وطلحة على أبي محمد يحيى بن وثاب الأسدي، وقرأ يحيى على أبي شبل علقمة بن قيس، وعلى ابن أخيه الأسود بن يزيد بن قيس، وعلى زر بن حبيش، وعلى زيد بن وهب وعلى عبيدة بن عمرو السلماني، وعلى مسروق بن الأجدع، وقرأ حمران على أبي الأسود الديلمي، وتقدم سنده، وعلى عبيد بن نضلة، وقرأ عبيد على علقمة، وقرأ حمران أيضا على الباقر، وقرأ أبو إسحاق على أبي عبد الرحمن السلمي، وعلى زر بن حبيش، وتقدم سندهما وعلى عاصم بن ضمرة، وعلى الحارث بن عبد الله الهمذاني، وقرأ عاصم والحارث على علي، وقرأ ابن أبي ليلى على المنهال بن عمرو وغيره، وقرأ المنهال على سعيد بن جبير، وتقدم سنده، وقرأ علقمة والأسود وابن وهب ومسروق وعاصم بن ضمرة والحارث أيضا على عبد الله بن مسعود، وقرأ جعفر الصادق على أبيه محمد الباقر، وقرأ الباقر على زين العابدين، وقرأ زين العابدين على أبيه سيد شباب أهل الجنة الحسين، وقرأ الحسين على أبيه علي بن أبي طالب، وقرأ علي وابن مسعود - رضي الله عنهما - على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

● وحمزة الزيات كان من أصحاب الصادق عليه السلام وقد قرأ عليه وعلى حمران بن أعين وهو «رافضي جلد» كما نصّ عليه أبو داود وغيره. قال الذهبي في ترجمته في ميزان الاعتدال برقم 2297: حمزة بن حبيب أبو عمارة الكوفي الزيات. شيخ القراء وأحد السبعة الأئمة. مولى بنى تيم الله. روى عن الحكم، وحبيب بن أبي ثابت، وطلحة بن مصرف، وعدى بن ثابت، والطبقة، وقرأ على الأعمش، وحمران بن أعين، وابن أبي ليلى. وقال في ترجمة حمران برقم 2292: حمران بن أعين الكوفي، روى عن أبي الطفيل وغيره، وقرأ عليه حمزة، كان يتقن القرآن.

● ولأن حمزة قد قرأ القرآن على الصادق عليه السلام عن آبائه الأطهار عليهم السلام فقد كرهوا قراءته أشد الكراهة ووصفوها بالبدعة المحدثة! فجاء في طبقات الحنابلة ج1 ص146: قال حرب: سألت أحمد عن قراءة حمزة، فقال: لا تعجبني! وكرهها كراهية شديدة. وقال حبيش: سُئِل أبو عبد الله [أي أحمد] عن قراءة حمزة، فقال: نعم. أكرهها أشد الكراهية!. قيل له: ما تكره منها؟ قال: هي قراءة مُحدَثَةٌ ما قرأ بها أحد!

● وقد نص الميرزا في رياض العلماء على تشيع الكسائي الذي قرأ على حمزة. ولكونه شيعيا فقد قذفوه بالعظائم! ففي بغية الوعاة للسيوطي ج2 ص162: وقال ابن الأعرابي: كان الكسائي أعلم الناس، ضابطاً عالماً بالعربية، قارئاً صدوقاً، إلا أنه كان يديم شرب النبيذ ويأتي الغلمان!


ج2: هذا الإشكال مضحك، لأننا إذا سلّمنا بأن حفصا وغيره من القراء الذين وُصفوا بالتشيع في ذلك الزمان ليسوا شيعة إمامية رافضة؛ فإنه يقال للطائفة البكرية: وأنتم أيضاً ليس لكم إثبات أن أولئك كانوا على عقيدتكم فإنكم قد ذكرتم أن تشيعهم معناه تقديم علي عليه السلام على عثمان لعنه الله، وهذه بدعة عندكم كما ذكر إمامكم الذهبي في ترجمة أبان بن تغلب وهو «شيعي جلد» وأحد القراء، غايتها أنها بدعة صغرى حسب اصطلاحكم. على أن أبان بن تغلب قد ذكر عنه الذهبي أنه كان لا يكتفي بتقديم علي عليه السلام على عثمان، بل كان يعتقد بأن عليا عليه السلام أفضل من أبي بكر وعمر لعنهما الله! (ميزان الاعتدال ج1 ص). فالنتيجة أن أولئك القراء ليسوا أيضاً على عقيدتكم بل هم عندكم مبتدعة، فتكون النتيجة أنكم أنتم أيضاً لا تمكلون سندا للقرآن! فهل يقول بهذا إلا جاهل؟! ثم إن عدم ثبوت إمامية ورفض هؤلاء القراء لا يلزم منه كون طريق القرآن عندنا ضعيفاً، إذ لا يخل ذلك بوثاقتهم في ضبط القراءة، كما أنه لم يخل تضعيفكم لهم بالحديث وتشيعهم على وثاقتهم في ضبط القراءة عندكم، فلقد طعنتم في وثاقة بعض القرّاء السبعة إلا أنكم قبلتم وثاقتهم في خصوص ضبط القراءة. فمثلاً قال النسائي وابن معين في حفص بن سليمان: ليس بثقة. وقال فيه البخاري: تركوه. وقال فيه أبو حاتم أبو زرعة: ضعيف الحديث لا يصدق، أي أنه يكذب! وقال فيه الساجي: حفص ممن ذهب حديثه، عنده مناكير! ولكن مع ذلك نراه مقبولاً عندهم في القراءة، فيقول المناوي فيه: ثبت في القراءة لا في الحديث.

ولقد مرّ عليك اعترافهم أن حمزة الزيات أخذ عن "رافضي جلد" هو حمران أحد القراء من أصحاب الصادق عليه السلام فهل بعد هذا يُقال أنه لم يكن من بين القراء شيعة رافضة بالمعنى المعروف؟! هذا كلام لا يقوله إلا جاهل أو مكابر. وأما حفص فقد عده الشيخ الطوسي من رجال الشيعة في كتابه رجال الشيعة. والخطيب البغدادي في كتابه تاريخ بغداد قال عنه أنه "كان إماماً في القراءة متروكاً في الحديث". وهذا ما يُستظهر من كونه شيعياً لتركه أحاديثه كما هو ديدن علماء وكهنة البكرية. وكذلك وصفه الذهبي بأنه "واهياً في الحديث" في كتابه ميزان الاعتدال. كما أن البخاري والألباني والنسائي والترمذي وغيرهم ضعّفوه وتركوا حديثه.

ج3: هذا أيضا إشكال مضحك! فإنه على فرض عدم العثور على روايات يرويها حفص بن سليمان عن الصادق عليه السلام فإن هذا لا ينفي كونه من أصحابه الذين أسندوا عنه مع نص الرجاليين على ذلك كالشيخ الطوسي رحمه الله، لأن من المعلوم أن هناك الكثير من الأحاديث والروايات لم تصلنا لأسباب متنوعة من أبرزها تدمير كتب وتراث أهل البيت عليهم السلام من قبل النواصب وضياع الكثير من الأصول القديمة. والقاعدة العقلائية المسلمة عندنا وعند مخالفينا تقول: "عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود". وعندما يقول الشيخ الطوسي عن حفص أنه: "من أصحاب الصادق عليه السلام، أسند عنه" فهذا يعني أنه كان فيما بين يديه في ذلك الزمان روايات يسندها حفص عن الإمام عليه السلام، وهذا يكفي في المقام، أما إذا لم نعثر على هذه الروايات فهذا لا ينفي وجودها أصلا، فلقد قام المخالفون بالهجوم على مكتبة الشيخ الطوسي وحرق ما فيها من نفائس الأصول والكتب آنذاك في بغداد، فلا يبعد أن تكون روايات حفص المسندة عن الصادق عليه السلام قد حُرقت في جملتها. على أن من المعلوم أن حفصا إنما كان يتقن رواية القرآن أكثر من رواية الحديث، فلا ضير في أن يكون الذي أسنده عن الصادق عليه السلام هو من هذا القبيل ولذلك خلت كتب الحديث من رواياته في الحلال والحرام ونحوهما لإعراض العلماء عما لا يتقنه وليس من صنعته فلذا لم يدرجوه في مصنفاتهم.

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

20 شهر رمضان 1438 هجرية


شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp