ما الفرق بين القتل والموت؟ أليس من قتل فقد مات؟

شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp

السلام عليكم ورحمة الله شيخنا الفاضل :

ما الفرق بين القتل والموت ؟ أليس من قتل فقد مات ، أم ماذا ؟ وهنالك عدة روايات وردت عن العترة الطاهرة _ من كتاب تفسير " البرهان " للبحراني (رض) ، ج2 ص123_125 (عليهم السلام) في الفرق بين القتل والموت منها أنه : " الموت موت والقتل قتل " وأيضا : " ما من مؤمن إلا وله قتلة وميتة " وما معنى قول الإمام الباقر (عليه السلام) : " من قتل ينشر حتى يموت ومن يموت ينشر حتى يقتل " ؟ وما معنى قوله (عليه السلام) : " من قتل لا بد أن يرجع إلى الدنيا لا بد إن يذوق الموت " ؟ ولما قال المعصوم (عليه السلام) :" ما منا إلا مسموم أو مقتول " ؟ وكيف وجهت العترة قوله تعالى " كل نفس ذائقة الموت " و قوله تعالى " ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون " فهل لكم إلى إرشادنا من سبيل " بارك الله جهودكم القيمة وحفظكم الله بعينه التي لا تنام نرجوا بتعجيل الإجابة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

جواب المكتب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إن الموت يختلف عن القتل، فالموت موت والقتل قتل كما جاء عن الإمام الباقر عليه السلام في رواية زرارة بن أعين.

عن زرارة قال: كرهت أن أسأل أبا جعفر عليه‌ السلام فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي منها، فقلت: أخبرني عمّن قتل مات؟ قال: «لا، الموت موت، والقتل قتل» فقلت له: ما أحد يقتل إلاّ مات، قال: فقال: «يا زرارة قول الله أصدق من قولك قد فرّق بين القتل والموت في القرآن، فقال (أفإن مات أو قتل) وقال (ولئن متّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون) فليس كما قلت يا زرارة، فالموت موت والقتل قتل».

وقد قال الله عزّ وجلّ (إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقّاً) قال: فقلت: إنّ الله عزّ وجلّ يقول (كلّ نفس ذائقة الموت) أفرأيت من قتل لم يذق الموت، فقال: «ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، إنّ من قتل لابدّ أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت». (بصائر الدرجات، بحار الأنوار).

ولا يرجع في زمن الرجعة إلا من محض الإيمان محضا، ومحض الكفر محضا، كما روي عن الأئمة صلوات الله عليهم.

عن أبي عبد الله عليه السلام كان يقول: أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي (عليه السلام) وأن الرجعة ليست بعامة، وهي خاصة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً. (بحار الأنوار)

عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ويوم نحشر من كل أمة فوجاً) قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت ولا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً، ومن محض الكفر محضاً. (مدينة المعاجز)

وفقكم الله لمراضيه

مكتب الشيخ الحبيب في لندن

25 صفر الأحزان 1438 هجرية


ملاحظة: الإجابات صادرة عن المكتب لا عن الشيخ مباشرة إلا أن يتم ذكر ذلك. المكتب يبذل وسعه في تتبع آراء الشيخ ومراجعته قدر الإمكان.
شارك الإجابة على Google Twitter Facebook Whatsapp Whatsapp